الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة يوسف عليه السلام
مكية (1)
إلا أربع آيات، من أوّلها ثلاث آيات، والرابعة قوله: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ الآية، وهي مائة وإحدى عشرة آية إجماعا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع: منهنّ سكينا، معه السجن فتيان، يأت بصيرا، لأولي الألباب، وكلمها ألف وسبعمائة وستة وسبعون كلمة، وحروفها سبعة آلاف وستة وستون حرفا.
الر تقدم هل هي مبنية كأسماء الأعداد أو معربة، ولها محل من الإعراب تقدّم ما يغني عن إعادته الْمُبِينِ تامّ، ومثله: تعقلون هذَا الْقُرْآنَ حسن الْغافِلِينَ تامّ إن قدرت اذكر إِذْ قالَ يُوسُفُ فإن جعلت إذ داخلة في الصلة، أي: لمن الغافلين ذلك الوقت، فلا يتم الكلام على الموصول دون الصلة، والمعتمد أن العامل في إذ قال يا بني إذ تبقى على وضعها الأصلي من كونها ظرفا لما مضى، وحينئذ فلا يوقف على ساجدين، أي: قال يعقوب يا بني وقت قول يوسف له كيت وكيت. وهذا أسهل الوجوه. إذ فيه إبقاء إذ على كونها ظرفا ماضيا، والوقف على: ساجدين ومبين، وإسحاق وقوف كافية حَكِيمٌ تام لِلسَّائِلِينَ كاف، إن علق إذ
ــ
سورة يوسف عليه السلام مكية الر تقدم الكلام عليه في سورة البقرة الْمُبِينِ حسن. وقال أبو عمرو: تام تَعْقِلُونَ تامّ الْغافِلِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ ساجِدِينَ حسن لَكَ كَيْداً كاف، وكذا: عدوّ مبين، وإبراهيم وإسحاق حَكِيمٌ تامّ لِلسَّائِلِينَ
(1) وهي مائة وإحدى عشرة ولا خلاف في عد آياتها، وهناك أربع آيات مدنية وهي أول ثلاث آيات في السورة من قوله تعالى: الر إلى قوله تعالى: وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ. والآية الرابعة: قوله تعالى: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (7).
باذكر مقدرا، وليس بوقف إن علق إذ بما قبلها وَنَحْنُ عُصْبَةٌ كاف، ومثله: مبين، ولا يكره الابتداء بما بعدها، إذ القارئ ليس معتقدا معناه، وإنما هو حكاية قول قائل حكاه الله عنه (1) وَجْهُ أَبِيكُمْ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله صالِحِينَ كاف لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ جائز فِي غَيابَتِ الْجُبِّ ليس بوقف لأن يلتقطه جواب الأمر، وقرأ نافع غيابات الجب في الموضعين والباقون بالإفراد فاعِلِينَ كاف، ومثله: لناصحون ونلعب حسن لَحافِظُونَ كاف، ومثله: غافلون، ولخاسرون فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يبنى الوقف على الجبّ على اختلاف التقادير. فإن جعل جواب لما محذوفا تقديره فعلوا به ما أجمعوا عليه من الأذى أو سروا بذهابهم به وإجماعهم على ما يريدون، والواو في أوحينا عاطفة على ذلك المقدر ولم يجعل وأوحينا جواب لما لعدم صحته، وذلك أن الإيحاء كان بعد إلقائه في الجبّ، فليس مرتبا على عزمهم على ما يريدون، وإنما يترتب
الجواب المقدر، وبهذا يحسن الوقف على الجبّ، ويحسن أيضا على استئناف وأوحينا ولم يجعل داخلا تحت جواب لما، وليس بوقف إن جعل جواب لما قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا أو جعل جواب لما قوله: وأوحينا على مذهب الكوفيين أن الواو زائدة، أي: فلما ذهبوا به أوحينا، وعلى هذين التقديرين لا يوقف على الجبّ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ كاف يَبْكُونَ جائز، ومثله: فأكله الذئب للابتداء بالنفي صادِقِينَ كاف بِدَمٍ كَذِبٍ جائز أَمْراً حسن فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
ــ
كاف، ولا يوقف على قوله: عصبة، ولا على قوله: ضلال مبين، لبشاعة الابتداء بما بعدهما قَوْماً صالِحِينَ تامّ، وكذا: غافلين لَناصِحُونَ حسن (نرتع ونلعب) مفهوم لَحافِظُونَ كاف، وكذا: غافلون لَخاسِرُونَ حسن، وكذا: لا يشعرون.
وقال أبو عمرو في الثاني: تامّ يَبْكُونَ صالح، وكذا: فأكله الذئب صادِقِينَ
(1) نعم إن لم يعتقد القارئ معناه وإلا لو اعتقد معناه لكفر والعياذ بالله تعالى، وإن خاف على سامع اللبس كان يكون حديث عهد بإسلام أو بسماع قرآن فحينئذ الأفضل له أن يقرأ بما فيه أمن اللبس.
تامّ، أي: فصبري صبر جميل، فصبري مبتدأ وصبر خبره وجميل صفة حذف المبتدأ وجوبا لنيابة المصدر مناب الفعل، إذ جيء به بدلا من اللفظ بفعله عَلى ما تَصِفُونَ كاف دَلْوَهُ حسن هذا غُلامٌ أحسن مما قبله بِضاعَةً كاف بِما يَعْمَلُونَ تامّ مَعْدُودَةٍ حسن، والواو بعده تصلح للعطف وللحال، أي: وقد كانوا فيه من الزاهدين، وهو تام عند أبي عمرو وَلَداً كاف مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ حسن غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ حسن وَعِلْماً جائز الْمُحْسِنِينَ كاف هَيْتَ لَكَ حسن، ومثله، معاذ الله ومثواي الظَّالِمُونَ كاف، ومثله: وهمت به، وبهذا الوقف يتخلص القارئ من شيء لا يليق بنبيّ معصوم أن يهمّ بامرأة وينفصل من حكم القسم قبله في قوله: ولقد همت ويصير وهم بها مستأنفا إذا الهمّ من السيد يوسف منفي لوجود البرهان، والوقف على برهان ربه، ويبتدئ كذلك، أي: عصمته كذلك، فالهمّ الثاني غير الأول، وقيل الوقف على وهمّ بها، وإن الهمّ الثاني كالأول، أي: ولقد همت به وهمّ بها كذلك، وعلى هذا لولا أن رأى برهان ربه متصل بقوله: لنصرف عنه، أي: أريناه البرهان لنصرف عنه ما همّ به، وحينئذ الوقف على الفحشاء. قيل قعد منها مقعد الرجل من المرأة فتمثل له
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حسن بِدَمٍ كَذِبٍ صالح بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً حسن فَصَبْرٌ جَمِيلٌ تامّ، أي: فصبر جميل أولى، أو فصبري صبر جميل عَلى ما تَصِفُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ فَأَدْلى دَلْوَهُ مفهوم هذا غُلامٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بِضاعَةً كاف بِما يَعْمَلُونَ حسن مَعْدُودَةٍ مفهوم مِنَ الزَّاهِدِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تام أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً كاف مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ حسن، وكذا: لا يعلمون. وقال أبو عمرو في الأول: كاف وَعِلْماً صالح الْمُحْسِنِينَ كاف، وكذا هيت لك مَثْوايَ جائز الظَّالِمُونَ حسن
يعقوب عليه السلام عاضّا إصبعه يقول يوسف يوسف. وفي الإتقان لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: لولا أن رأى برهان ربه. قال: رأى آية من كتاب الله نهته مثلت له في جدار الحائط، وتقدير الكلام: لولا أن رأى برهان ربه لواقعها، ولا يرد على هذا: وما أبرئ نفسي، لأنه لم يدّع براءة نفسه من كل عيب وإن برئ من هذا العيب، أو قاله في ذلك الوقت هضما لنفسه. والوقف على هذا على الفحشاء لاتصال الكلام بعضه ببعض فلا يقطع. وقد ذكروا في معنى البرهان وهمّ يوسف بها أشياء لا يحسن إسنادها ولا إسناد مثلها إلى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. والكلام على ذلك يستدعي طولا أضربنا عنه تخفيفا، وفيما ذكر غاية ولله الحمد الْمُخْلَصِينَ كاف لَدَى الْبابِ حسن أَلِيمٌ كاف عَنْ نَفْسِي حسن مِنْ أَهْلِها ليس بوقف، لتعلق التفصيل الذي بعده بما قبله مِنَ الْكاذِبِينَ جائز، ومثله: من الصادقين. وفي الحديث عن ابن عباس «أنه تكلم أربعة وهم صغار: ابن ماشطة ابنة فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وعيسى ابن مريم» مِنْ كَيْدِكُنَّ جائز عَظِيمٌ تامّ عَنْ هذا حسن، ومثله: لذنبك الْخاطِئِينَ كاف عَنْ نَفْسِهِ جائز حُبًّا حسن مُبِينٍ كاف عَلَيْهِنَّ حسن حاشَ لِلَّهِ حسن: وقرأ أبو عمرو حاشا بالألف وصلا، وغيره بغيرها ما هذا بَشَراً جائز كَرِيمٌ كاف. وقال يحيى بن نصير النحوي: تامّ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ كاف وكذا: برهان ربه ولِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ وهو أكفى منهما الْمُخْلَصِينَ حسن لَدَى الْبابِ كاف أَلِيمٌ حسن، وكذا: عن نفسي مِنَ الْكاذِبِينَ صالح فَكَذَبَتْ جائز مِنَ الصَّادِقِينَ كاف مِنْ كَيْدِكُنَّ جائز عَظِيمٌ تامّ، وكذا: أعرض عن هذا، و: من الخاطئين ضَلالٍ مُبِينٍ حسن عَلَيْهِنَّ كاف عند بعضهم كَرِيمٌ حسن لُمْتُنَّنِي فِيهِ كاف
لُمْتُنَّنِي فِيهِ كاف، ومثله: فاستعصم. وقيل: تامّ مِنَ الصَّاغِرِينَ كاف مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ حسن مِنَ الْجاهِلِينَ كاف فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ جائز عند نافع، لأن الماضي بعده بمعنى الأمر، فكأنه قال: ربّ اصرف عني كيدهنّ وكَيْدَهُنَّ كاف، وكذا: العليم حَتَّى حِينٍ تامّ فَتَيانِ حسن، ومثله: خمرا، فصلا بين القصتين مع اتفاق الجملتين الطَّيْرُ مِنْهُ حسن، ومثله: بتأويله الْمُحْسِنِينَ كاف، وكذا: قبل أن يأتيكما، وكذا:
علمني ربي: وقال الأخفش، تامّ كافِرُونَ كاف وَيَعْقُوبَ حسن.
وقيل: كاف، للابتداء بالنفي بعده مِنْ شَيْءٍ كاف وَعَلَى النَّاسِ ليس بوقف، لتعلق ما بعده استدراكا وعطفا لا يَشْكُرُونَ تامّ الْقَهَّارُ كاف مِنْ سُلْطانٍ تامّ إِلَّا لِلَّهِ حسن، ومثله: إلا إياه ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وصله أولى لا يَعْلَمُونَ تامّ فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً حسن، للفصل بين الجوابين مع اتفاق الجملتين، ومثله: من رأسه، لأن قوله: قُضِيَ الْأَمْرُ جواب قولهما ما رأينا، وذلك أنهما رجعا عن الرؤيا لما فسرها السيد يوسف عليه الصلاة والسلام قالا كذبنا وما رزينا شيئا، فقال لهما: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان تَسْتَفْتِيانِ تامّ، وأفرد الأمر وإن كان أمر هذا غير أمر هذا لتخصيص أحدهما بالخطاب بعد الفراغ منهما بالجواب عِنْدَ رَبِّكَ جائز،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فَاسْتَعْصَمَ حسن، وقال أبو عمرو: كاف، وقيل: تامّ مِنَ الصَّاغِرِينَ تامّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ صالح مِنَ الْجاهِلِينَ كاف، وكذا: كيدهنّ الْعَلِيمُ حسن حَتَّى حِينٍ تامّ فَتَيانِ صالح الطَّيْرُ مِنْهُ كاف مِنَ الْمُحْسِنِينَ حسن قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما أحسن، وقال أبو عمرو: كاف مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي حسن. وقال أبو عمرو: كاف كافِرُونَ صالح وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ حسن، وكذا: من شيء، وعلى الناس. وقال أبو عمرو فيهما: كاف لا يَشْكُرُونَ تامّ الْقَهَّارُ حسن مِنْ سُلْطانٍ تامّ إِلَّا إِيَّاهُ حسن لا يَعْلَمُونَ تامّ فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً صالح مِنْ رَأْسِهِ حسن تَسْتَفْتِيانِ تامّ
ومثله: ذكر ربه بِضْعَ سِنِينَ تامّ وَأُخَرَ يابِساتٍ كاف، ومثله:
تعبرون، وأضغاث أحلام، وبعالمين فَأَرْسِلُونِ تامّ، باتفاق وَأُخَرَ يابِساتٍ الثاني ليس بوقف لحرف الترجي، وهو في التعلق كلام كي يَعْلَمُونَ كاف دَأَباً جائز، وكذا: تأكلون، وتحصنون، ويغاث الناس، لمن قرأ: وفيه تعصرون بالتاء الفوقية لرجوعه من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأه بالتحتية وَفِيهِ يَعْصِرُونَ كاف ائْتُونِي بِهِ حسن، ومثله:
أيديهنّ عَلِيمٌ تامّ عَنْ نَفْسِهِ حسن، ومثله: من سوء، وكذا: عن نفسه لَمِنَ الصَّادِقِينَ تامّ، عند من جعل قوله: ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ من كلام يوسف، وإنما أراد ليعلم العزيز أني لم أخنه بالغيب، وقد كان مجاهد يقول: ذلك ليعلم الله أني لم أخنه بالغيب، وليس بوقف لمن جعل ذلك من كلام العزيز، وتجاوزه أحسن، ومن حيث كونه رأس آية يجوز.
وأما من جعله من كلامها فالوقف على الصادقين حسن. وقال ابن جريج: إن في الكلام تقديما وتأخيرا أي: إن ربي بكيدهنّ عليم ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب، وعلى هذا لا يوقف على الصادقين، وجعل الوقف على قوله: بالغيب كافيا، وقال إن يوسف تكلم بهذا الكلام قبل خروجه من السجن، وخولف في هذا، قالوا: لأنه لو كان كافيا لكسرت أنّ. قلت: وهذا لا يلزم، لأنه ابتدأ وأن الله، أي: بتقدير: اعلموا أن الله الْخائِنِينَ كاف. وقيل: تامّ وَما
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عِنْدَ رَبِّكَ صالح بِضْعَ سِنِينَ تامّ وَأُخَرَ يابِساتٍ في الموضعين كاف بِعالِمِينَ حسن فَأَرْسِلُونِ تامّ يَعْلَمُونَ كاف دَأَباً صالح، وكذا: مما تأكلون، و: مما تحصنون يُغاثُ النَّاسُ صالح، لمن قرأ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ بالتاء لرجوعه من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأه بالياء وَفِيهِ يَعْصِرُونَ حسن.
وقال أبو عمرو: تامّ ائْتُونِي بِهِ صالح أَيْدِيَهُنَّ جائز عَلِيمٌ تامّ عَنْ نَفْسِهِ كاف مِنْ سُوءٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَنْ نَفْسِهِ صالح،
أُبَرِّئُ نَفْسِي حسن: فيه حذف، أي: وما أبرئ نفسي عن السوء لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ أحسن، على أن الاستثناء منقطع، أي: ولكن رحمة ربي هي التي تصرف الإساءة، وليس بوقف إن جعل متصلا مستثنى من الضمير المستكنّ في أمارة بالسوء، أي: إلا نفسا رحمها ربي، فيكون أراد بالنفس الجنس، وفيه إيقاع «ما» على من يعقل، والمشهور خلافه رَحِيمٌ تامّ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي حسن، ومثله: أمين خَزائِنِ الْأَرْضِ جائز عَلِيمٌ كاف لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ جائز، لأن قوله: يَتَبَوَّأُ يصلح مستأنفا وحالا، أي: مكنا له متبوّأ منزلا حَيْثُ يَشاءُ كاف، لمن قرأه بالتحتية، وجائز لمن قرأه بالنون مَنْ نَشاءُ جائز الْمُحْسِنِينَ كاف، ومثله: يتقون، وكذا:
منكرون، و: من أبيكم، للابتداء بالاستفهام أُوفِي الْكَيْلَ جائز الْمُنْزِلِينَ كاف: للابتداء بالشرط، ومثله: ولا تقربون، ولفاعلون، ويرجعون مِنَّا الْكَيْلُ جائز، ومثله: نكتل لَحافِظُونَ كاف مِنْ قَبْلُ حسن لانتهاء الاستفهام إلى الإخبار، وكذا: حفظا الرَّاحِمِينَ كاف ومثله: ردّت إليهم، لانتهاء جواب لما ما نَبْغِي كاف، وأثبت القرّاء الياء في نبغي وصلا ووقفا. وفي «ما» وجهان: يجوز أن تكون نافية، والتقدير: يا أبانا ما نبغي منك شيئا، وعليها يكون الوقف كافيا، ويجوز أن تكون استفهامية مفعولا مقدّما واجب التقديم، لأن له صدر الكلام، فكأنهم قالوا: أي شيء نبغي ونطلب؟ وقال بعضهم: إن مع نبغي فاء محذوفة، فيصير
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وكذا: لمن الصادقين كَيْدَ الْخائِنِينَ تامّ رَحِمَ رَبِّي كاف رَحِيمٌ تامّ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي صالح أَمِينٌ حسن، وكذا: عليم، و: حيث يشاء، وقال أبو عمرو في الأخير: كاف، لمن قرأه بالياء، وصالح لمن قرأه بالنون مَنْ نَشاءُ صالح الْمُحْسِنِينَ حسن يَتَّقُونَ تامّ مُنْكِرُونَ حسن خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ صالح وَلا تَقْرَبُونِ كاف، وكذا: لفاعلون، ويرجعون لَحافِظُونَ حسن مِنْ قَبْلُ صالح الرَّاحِمِينَ حسن، وكذا: ما نبغي، وقال أبو عمرو فيه: كاف رُدَّتْ إِلَيْنا مفهوم
التقدير ما نبغي، فهذه بضاعتنا ردّت إلينا، فلا يحسن الوقف على نبغي، لأن قوله: رُدَّتْ إِلَيْنا توضيح لقولهم ما نبغي، فلا يقطع منه، وفي هذا غاية في بيان هذا الوقف ولله
الحمد كَيْلَ بَعِيرٍ جائز كَيْلٌ يَسِيرٌ كاف مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ ليس بوقف، لأن جواب الحلف لم يأت، لأن يعقوب لما كان غير مختار لإرسال ابنه علق إرساله بأخذ الموثق عليهم، وهو الحلف بالله، إذ به تؤكد العهود، وتشدّد، ولتأتنني جواب الحلف. قال السجاوندي: وقف بعضهم بين قال وبين الله في قوله: قال الله وقفة لطيفة، لأن المعنى قال يعقوب: الله على ما نقول وكيل، غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول، فالأحسن أن يفرّق بينهما بقوّة الصوت إشارة إلى أن الله مبتدأ بعد القول، وليس فاعلا بقال كما تقدم في الأنعام في: قال النار، إذ الوقف لا يكون إلا لمعنى مقصود وإلا كان لا معنى له لشدة التعلق وكان النص عليه مع ذلك كالعدم وكان الأولى وصله، ويمكن أن يقال إن له معنى، وهو كون الجملة بعد قال ليست من مقول الله، وليس لفظ الجلالة فاعلا به، بل الفاعل ضمير يعقوب والله مبتدأ ووكيل الخبر، والجملة في محل نصب مقول قول يعقوب إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ حسن، ومثله: وكيل، ومتفرّقة، ومن شيء، وإلا لله، وعليه توكلت، كلها حسان الْمُتَوَكِّلُونَ كاف، وقال أبو عمرو: تامّ أَبُوهُمْ جائز، لأن جواب لما محذوف تقديره سلموا بإذن الله قَضاها حسن لِما عَلَّمْناهُ ليس بوقف، لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا لا يَعْلَمُونَ كاف أَخاهُ جائز يَعْمَلُونَ كاف فِي رَحْلِ أَخِيهِ جائز، عند نافع لَسارِقُونَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ تَفْقِدُونَ كاف
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كَيْلٌ يَسِيرٌ حسن، وكذا: إلا أن يحاط بكم، ووكيل، وقال أبو عمرو: في أن يحاط بكم كاف مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ كاف، وكذا: من شيء إِلَّا لِلَّهِ جائز الْمُتَوَكِّلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ قَضاها كاف لا يَعْلَمُونَ حسن.
وقال أبو عمرو فيهما: كاف رَحْلِ أَخِيهِ مفهوم، عند بعضهم، وليس بجيد
صُواعَ الْمَلِكِ جائز بِهِ زَعِيمٌ كاف، ومثله: سارقين، وكذا: كاذبين جَزاؤُهُ الثاني حسن: والكاف في محل نصب نعت مصدر محذوف، أي: مثل ذلك الجزاء، وهو الاسترقاق نَجْزِي الظَّالِمِينَ كاف أَخِيهِ الثاني: حسن كِدْنا لِيُوسُفَ كاف، للابتداء بالنفي، وكذا: إلا أن يشاء الله، لمن قرأ نرفع بالنون أو بالياء، لكن الأوّل أكفى، لأن من قرأ بالنون انتقل من الغيبة إلى التكلم واستئناف أخبار، ومن قرأ بالياء جعله كلاما واحدا فلا يقطع بعضه من بعض مَنْ نَشاءُ كاف، على القراءتين عَلِيمٌ تامّ، أي: وفوق جميع العلماء عليم، لأنه من العامّ الذي يخصصه الدليل ولا يدخل الباري في عمومه مِنْ قَبْلُ كاف، ومثله: ولم يبدها لهم، وقيل:
لا يجوز، لأن ما بعده يفسر الضمير في أسرّها، فهذا بمنزلة الإضمار في أن أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً كاف. قال قتادة: هي الكلمة التي سرّها يوسف في نفسه، أي: أنتم شرّ مكانا في السرقة، لأنكم سرقتم أخاكم وبعتموه بِما تَصِفُونَ كاف فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا في القول مَتاعَنا عِنْدَهُ ليس بوقف، لتعلق إذا بما قبلها لَظالِمُونَ تامّ نَجِيًّا حسن، يبنى الوقف على: موثقا من الله، والوصل على اختلاف المعربين في ما وخبرها من قوله: ما فرطتم،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لَسارِقُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ ماذا تَفْقِدُونَ كاف صُواعَ الْمَلِكِ صالح بِهِ زَعِيمٌ كاف، وكذا: سارقين، وكاذبين، وجزاؤه، والظالمين، ووعاء أخيه كِدْنا لِيُوسُفَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَشاءَ اللَّهُ كاف، لمن قرأ نرفع بالنون، وكذا بالياء، لكن الأول أكفى، لأن من قرأ بالنون انتقل من الغيبة إلى التكلم، ومن قرأ بالياء جعله كلاما واحدا مَنْ نَشاءُ كاف عَلِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِنْ قَبْلُ صالح وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ مفهوم شَرٌّ مَكاناً صالح. وقال أبو عمرو:
كاف بِما تَصِفُونَ حسن، وكذا: من المحسنين، و: لظالمون. وقال أبو عمرو فيهما:
تامّ نَجِيًّا صالح مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ صالح، وقال أبو عمرو: كاف. هذا إن جعلت
وفيها خمسة أوجه: وهي كونها مصدرية مبتدأ والخبر من قبل، أو مصدرية أيضا مبتدأ والخبر في يوسف، أو زائدة مؤكدة، أو مصدرية في محل نصب، أو مصدرية في محل نصب أيضا، فإن جعلت مصدرية في محل رفع مبتدأ والخبر من قبل، أي: وقع من قبل تفريطكم في يوسف كان كافيا، وكذا إن جعلت مصدرية في محل رفع مبتدأ والخبر قوله في يوسف، أي: وتفريطكم كائن أو مستقرّ في يوسف فيتعلق الظرفان وهما من قبل وفي يوسف بالفعل الذي هو فرطتم، أو جعلت زائدة للتوكيد فيتعلق الظرف بالفعل بعدها، أي:
ومن قبل فرطتم في يوسف، وليس بوقف إن جعلت ما مصدرية محلها نصب معطوفة على أن أباكم قد أخذ، أي: ألم تعلموا أخذ أبيكم الميثاق وتفريطكم في يوسف، وليس بوقف أيضا إن جعلت مصدرية محلها نصب عطفا على اسم أن، أي: ألم تعلموا أن أباكم وأن تفريطكم من قبل في يوسف، وحينئذ يكون في خبر أن هذه المقدرة وجهان: أحدهما هو من قبل.
والثاني: هو في يوسف، وليس بوقف أيضا إن جعلت مصدرية على أن محلها نصب بتعلموا بتقدير: ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله وأنتم تعلمون تفريطكم في يوسف فِي يُوسُفَ كاف، للابتداء بالنفي مع الفاء أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي جائز، لأن الواو تصلح للحال والاستئناف الْحاكِمِينَ تام إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ حسن، ومثله: بما علمنا حافِظِينَ كاف أَقْبَلْنا فِيها حسن، على استئناف ما بعده لَصادِقُونَ كاف
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
«ما» فيما بعده صلة أو مصدرية على أن محلها رفع بالابتداء، فإن جعلت مصدرية على أن محلها نصب بتعلموا بتقدير: ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله وأنتم تعلمون تفريطكم، فلا وقف
على ذلك فِي يُوسُفَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف خَيْرُ الْحاكِمِينَ تامّ إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ صالح حافِظِينَ كاف وَإِنَّا لَصادِقُونَ أكفى منه أَنْفُسُكُمْ أَمْراً حسن، وكذا فصبر جميل، وقال أبو
أَمْراً حسن فَصَبْرٌ جَمِيلٌ أحسن مما قبله جَمِيعاً حسن الْحَكِيمُ كاف عَلى يُوسُفَ جائز، على انقطاع ما بعده كَظِيمٌ كاف، والوقف على الهالكين، وإلى الله، كافيان ما لا تَعْلَمُونَ أكفى منهما مِنْ رَوْحِ اللَّهِ حسن الْكافِرُونَ تامّ مُزْجاةٍ ليس بوقف، للعطف بالفاء، ومعنى مزجاة مدفوعة يدفعها عنه كل أحد، وألفها منقلبة عن واو عَلَيْنا كاف، ومثله: المتصدّقين، وجاهلون لَأَنْتَ يُوسُفُ حسن قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي أحسن مما قبله قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا كاف الْمُحْسِنِينَ أكفى منه لَخاطِئِينَ كاف لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ بيان بين به أن قوله: الْيَوْمَ ليس ظرفا لقوله: لا تثريب، وإنما هو متعلق بمحذوف أي: ادعوا، ثم استأنف الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ بشرهم بالمغفرة لما اعترفوا بذنبهم وتابوا فتيب عليهم. وقيل متعلق بقوله: لا تثريب. والوقف على اليوم قاله نافع ويعقوب. ثم ابتدأ يوسف فقال: يغفر الله لكم. فدعا لهم بالمغفرة لما فرط منهم، قال أبو حيان ردّا على الزمخشري قوله: إن اليوم متعلق بقوله: لا تثريب عليكم. أما كون اليوم متعلقا بتثريب فهذا لا يجوز، لأن التثريب مصدر وقد فصل بينه وبين معموله بقوله: عليكم، وعليكم إما أن يكون خبرا أو صفة لتثريب، ولا يجوز الفصل بينهما، لأن معمول المصدر من تمامه وأيضا لو كان اليوم متعلقا بتثريب لم يجز بناؤه وكان يكون من قبل الشبيه بالمضاف
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عمرو فيه: كاف بِهِمْ جَمِيعاً صالح الْحَكِيمُ كاف كَظِيمٌ حسن مِنَ الْهالِكِينَ كاف، وكذا: إلى الله ما لا تَعْلَمُونَ أكفى منهما مِنْ رَوْحِ اللَّهِ صالح الْكافِرُونَ كاف، وكذا: وتصدّق علينا الْمُتَصَدِّقِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف جاهِلُونَ كاف لَأَنْتَ يُوسُفُ صالح وَهذا أَخِي أصلح منه مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا كاف الْمُحْسِنِينَ حسن وكذا: الخاطئين لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وقف بيان. وقال أبو عمرو: كاف يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وقف بيان أيضا
معربا منوّنا، وبناؤه هنا على قلة، انظر المعنى، ومعنى لا تثريب: لا تعبير، ولا بأس، ولا لوم، ولا أذكركم ذنبكم بعد اليوم. وأصل التثريب الفساد، وهي لغة أهل الحجاز: ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا زنت امرأة أحدكم فليحدّها الحدّ، ولا يثرّبها» أي: لا يعيرها بالزنا. ثم دعا لهم يوسف بالمغفرة وجعلهم في حلّ فقال: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. وقد قال صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: «ماذا تظنون؟» قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت فكن خير آخذ، فقال:
«وأنا أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم» الرَّاحِمِينَ كاف. وقيل: تام يَأْتِ بَصِيراً حسن أَجْمَعِينَ تامّ تُفَنِّدُونِ كاف، ومثله: القديم. قيل: أرادوا بذلك حبه ليوسف فَارْتَدَّ بَصِيراً حسن: والبشير هو أخوه يهوذا، وهو الذي جاء بقميص الدم وأعطاه يعقوب في نظير البشارة كلمات كان يرويها عن أبيه عن جدّه وهنّ: يا لطيفا فوق كل لطيف، اللطف بي في أموري كلها كما أحب، ورضني في دنياي وآخرتي ما لا تَعْلَمُونَ كاف ذُنُوبَنا حسن خاطِئِينَ كاف، وكذا: أستغفر لكم ربي الرَّحِيمُ تامّ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ جائز، لانتهاء جواب لما آمِنِينَ حسن سُجَّداً جائز، ومثله: من قبل، وحقّا، ومن السجن على استئناف ما بعده، ولم يقل من الجب استعمالا للكرم لئلا يذكر إخوته صنيعهم بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي كاف، للابتداء بأن، ومثله: لما يشاء الْحَكِيمُ تامّ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ كاف، إن نصب فاطرا بنداء ثان أو نصب بأعني مقدّرا، وليس بوقف إن جعل نعتا لما قبله أو بدلا منه وَالْأَرْضِ جائز، ومثله: والآخرة مُسْلِماً ليس بوقف لعطف ما بعده
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الرَّاحِمِينَ تامّ أَجْمَعِينَ حسن أَنْ تُفَنِّدُونِ كاف الْقَدِيمِ حسن، وكذا: ما لا تعلمون خاطِئِينَ كاف أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي صالح الرَّحِيمُ حسن آمِنِينَ كاف رَبِّي حَقًّا حسن، وكذا: إخوتي لِما يَشاءُ كاف الْحَكِيمُ تامّ، وكذا: تأويل الأحاديث بِالصَّالِحِينَ حسن، وكذا: نوحيه إليك يَمْكُرُونَ تامّ
على ما قبله بِالصَّالِحِينَ تامّ نُوحِيهِ إِلَيْكَ حسن، للابتداء بالنفي وَهُمْ يَمْكُرُونَ كاف، وقيل تامّ بِمُؤْمِنِينَ كاف مِنْ أَجْرٍ حسن لِلْعالَمِينَ كاف فِي السَّماواتِ جائز: على قراءة عكرمة، والأرض بالرفع مبتدأ، والخبر جملة يمرّون عليها، وكذا: من قرأ بالنصب على الاشتغال، أي:
يطئون الأرض، ويروى عن ابن جريج أنه كان ينصب الأرض بفعل مقدّر، أي: يجوزون الأرض. وهذه القراءة ضعيفة في المعنى، لأن الآيات في السموات وفي الأرض، والضمير في- عليها- للآية فتكون يمرّون حالا منها. وقال أبو البقاء: حالا منها ومن السموات فيكون الحال من شيئين، وهذا لا يجوز لأنهم لا يمرّون في السموات إلا أن يراد يمرّون على آياتهما، فعلى هذه القراءة الوقف على السموات أيضا، وكذا: من نصبها بيمرّون، وليس بوقف لمن جرّها عطفا على ما قبلها يَمُرُّونَ عَلَيْها حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال مُعْرِضُونَ كاف، وقيل: تامّ، وكذا: مشركون، ولا يعشرون أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ حسن، تقدم أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعمد الوقف على ذلك. ثم يبتدئ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي إن جعل أنا مبتدأ، وعلى بصيرة خبرا، وليس بوقف إن جعل على بصيرة متعلقا بأدعو، وأنا توكيدا للضمير المستكن في أدعو، ومن اتبعني معطوف على ذلك الضمير، والمعنى أدعو أنا إليها، ويدعو إليها من اتبعني على بصيرة. قال ابن مسعود: من كان مستنا فليستنّ بأصحاب نبيه الذين اختارهم الله لصحبته ويتمسك بأخلاقهم، وليس بوقف أيضا إن جعل على بصيرة حالا من ضمير أدعو وأنا فاعلا بالجار والمجرور النائب
عن ذلك المحذوف أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي حسن،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بِمُؤْمِنِينَ كاف لِلْعالَمِينَ تامّ وَالْأَرْضِ كاف مُعْرِضُونَ تامّ، وكذا:
مشركون، ولا يشعرون إِلَى اللَّهِ حسن، إن جعل أنا مبتدأ وعلى بصيرة خبره، وليس بوقف إن جعل ذلك متعلقا بأدعو وَمَنِ اتَّبَعَنِي
اتفق علماء الرسم على إثبات الياء في اتبعني هنا خاصة كما هو كذلك في جميع المصاحف العثمانية وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ مِنْ أَهْلِ الْقُرى كاف، ومثله: من قبلهم للابتداء بلام الابتداء، وكذا: واتقوا لمن قرأ تعقلون بالتاء الفوقية تَعْقِلُونَ تامّ نَصْرُنا حسن، لمن قرأ فننجي مخففا، ولا يوقف على نشاء، وليس بوقف لمن قرأ فننجي مشدّدا، ويوقف على نشاء وهو كاف. الضمائر الثلاثة في وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا للرسل ومعنى التشديد في كذبوا أن الرسل تيقنوا أن قومهم قد كذبوهم، والتخفيف أن الرسل توهموا أن نفوسهم قد كذبوهم فيما أخبروهم به من النصر أو العقاب، وأنكرت عائشة رضي الله عنها قراءة التخفيف بهذا التأويل. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوعد بشيء أخلف فيه، وعائشة قالت: معاذ الله لم تكن الرسل لتظنّ أن لا نصر لهم في الدنيا، ومعاذ الله أن تنسب إلى شيء من ذلك لتواتر هذه القراءة. وأحسن ما وجهت به هذه القراءة أن الضمير في وَظَنُّوا عائد إلى المرسل إليهم لتقدّمهم، وأن الضمير في أنهم، وكذبوا عائد على الرسل، أي:
وظنّ المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا، أي: كذبهم من أرسلوا إليهم بالوحي وبنصرهم عليهم الْمُجْرِمِينَ كاف، وقيل تامّ لِأُولِي الْأَلْبابِ حسن كُلِّ شَيْءٍ ليس بوقف لأن ما بعده منصوب بالعطف على ما قبله، وقرأ حمران بن أعين وعيسى الكوفي تصديق وتفصيل وهدى ورحمة برفع الأربعة، أي: ولكن هو تصديق، والجمهور بنصب الأربعة، آخر السورة تام، قال ابن عطاء، لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استروح.
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حسن مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ، وكذا: من أهل القرى، و: من قبلهم، وقال أبو عمرو فيهما: كاف اتَّقَوْا صالح أَفَلا تَعْقِلُونَ كاف مَنْ نَشاءُ حسن الْمُجْرِمِينَ تامّ لِأُولِي الْأَلْبابِ حسن، آخر السورة تام.