الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويبتدئ بالذي بعدها. الثاني أن تقول الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ فتكسر الميم وتحذف الألف من الحمد، لأنها ألف وصل. الثالث الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ بفتح الميم من الرحيم، لأنك تقدر الوقف على الميم لأنها رأس آية. ثم تلقى حركة همزة الوصل عليها وتحذفها. وهذا الوجه ردئ لم يقرأ به أحد، وإنما سمعه الكسائي من العرب، ولا يجوز لأحد أن يقرأ به لأنه لا إمام له. الرابع أن تقول الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ فتكسر الميم وتقطع الهمزة. كقول الشاعر:[الطويل]
أرى كلّ ذي مال يعظّم أمره
…
وإن كان نذلا خامل الذّكر والاسم
سورة الفاتحة
(1)
مكية مدنية، لأنها نزلت مرتين، مرة بمكة حين فرضت الصلاة، ومرة بالمدينة حين حوّلت القبلة، وهي سبع آيات إجماعا، لكن عدّ بعضهم البسملة
ــ
والقلم: أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ واختلفوا في أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ في الأنبياء، وما كان فيه من ذلك نون فللقارئ أن يقف عليها عند الضرورة، وكتب كي لا في النحل والحشر كلمتين، ولكيلا في آل عمران والحج وثاني الأحزاب وفي الحديد كلمة واحدة، وكتب: يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ في المؤمن، ويَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ في الذاريات كلمتين، ويَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ في المعارج، ويَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ في الطور كلمة واحدة كما ترى.
سورة الفاتحة، مكية مدنية لأنها نزلت مرّتين: مرّة بمكة، ومرّة بالمدينة، والوقف على آخر التعوّذ تام وإن لم
(1) سورة الفاتحة مكية على الراجح وأما القول بأنها مدنية فهو قول مجاهد وهو مروي عنه بسند صحيح كما في الإتقان (1/ 30)، ونقل السيوطي أن الحسين بن فضل قال:«هذه هفوة من مجاهد لأن العلماء على خلاف قوله: «وقد قال السيوطي: الأكثرون على أنها مكية ودلّل على مكيتها» وانظر الإتقان (1/ 30)، وقد حاول المصنف هاهنا أن يجمع بين القولين، ولكن الصحيح ما قدمنا، لأن أكثر المفسرين على ذلك.
منها. والسابعة صِراطَ الَّذِينَ إلى آخرها وإن لم تكن منها. فالسابعة غَيْرِ الْمَغْضُوبِ إلى آخرها، وكلمها مع البسملة تسع وعشرون كلمة، وبغيرها خمس وعشرون كلمة، وحروفها بالبسملة وبقراءة (ملك) بغير ألف مائة وأحد وأربعون حرفا. قاله الإسنوي. على أن ما حذف رسم لا يحسب، لأن الكلمة تزيد حروفها في اللفظ دون الخط. وبيان ذلك أن الحروف الملفوظ بها ولو في حالة كألفات الوصل، وهي بها مائة وسبعة وأربعون حرفا، وقد اتفق علماء الرسم على حذف ست ألفات: ألف اسم من بسم، وألف بعد لام الجلالة مرتين، وبعد ميم الرحمن مرتين، وبعد عين العالمين. والحق الذي لا محيص عنه اعتبار اللفظ عليه، فهل تعتبر ألفات الوصل نظرا إلى أنها قد يتلفظ بها في حالة الابتداء أولا لأنها محذوفة من اللفظ غالبا؟ كل محتمل. والأوّل أوجه، فتحسب مائة وسبعة وأربعين حرفا غير شدّاتها الأربعة عشر، وفيها أربعة وقوف تامّة على أن البسملة آية تامّة منها لا تعلق لها بما بعدها، لأنها جملة من مبتدإ وخبر: أي ابتدائي بسم الله أو في محل نصب، وعلى كل تقدير هو تامّ. قال المازري في شرح التلقين: وإذا كانت قرآنا فهلا كفر الشافعي مالكا وأبا حنيفة في مخالفتهما له في ذلك، كما يكفر هو وغيره من خالف في كون الحمد لله ربّ العالمين قرآنا. قيل لم يثبتها الشافعي قرآنا مثل ما أثبت غيرها، بل أثبتها حكما وعملا لأدلة اقتضت ذلك عنده، ومعنى حكما: أن الصلاة لا تصح إلا بها فهي آية حكما لا قطعا. واختلف هل ثبوت البسملة قرآنا بالقطع، أو بالظن؟ الأصح أن ثبوتها بالظن حتى يكفي فيها أخبار الآحاد، وتعلق الأحكام مظنون، ولا يحكم بكونها قرآنا إلا بالنقل المتواتر قطعا ويقينا، بل ولا نكفر بيقينيّ لم يصحبه تواتر، ولما لم ينقلوا إلينا كون البسملة قرآنا، كما نقلوا غيرها، ولا ظهر ذلك منهم، كما ظهر في غيرها من الآي وجب القطع بأنها ليست من الفاتحة ولم يقل أحد من السلف إن البسملة آية
من كل سورة إلا الشافعي، وقد أثبتها نصف القراء السبعة ونصفهم لم يثبتها، والمصحح للقسمة أن لنافع راويين أثبتها أحدهما والآخر لم يثبتها، وقوّة الشبهة بين الفريقين منعت التكفير من الجانبين اه، وفيها ثلاثة وعشرون وقفا، أربعة تامة وستة جائزة يحسن الوقف عليها ولا يحسن الابتداء بما بعدها، لأن التعلق فيها من جهة اللفظ والوقف حسن، إذ الابتداء لا يكون إلا مستقلا بالمعنى المقصود، وثلاثة عشر يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها، فالتامّة أربعة: البسملة، والدين، ونستعين. والضالين على عدّ أهل الكوفة، وثلاثة على عدّ أهل المدينة والبصرة، وهو الدين، ونستعين والضالين، ومن قوله اهدنا إلى آخرها سؤال من العبد لمولاه متصل بعضه ببعض فلا يقطع لشدّة تعلق بعضه ببعض. والجائزة الحمد لله، والعالمين، والرحيم، وإياك نعبد، والمستقيم، وأنعمت عليهم، لكونه رأس آية، وإنما جاز الوقف عليها على
وجه التسامح، ولا ينبغي الوقف على الأخير سواء نصب غير بدلا أو نعتا أو حالا، أو على الاستثناء. قال أبو العلاء الهمداني: ومن قرأ غير بالرفع خبر مبتدإ محذوف حسن الابتداء به، وهي قراءة شاذة (1). والثلاثة عشر التي يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها: الحمد، ومالك، ورب، ويوم، وإياك فيهما، واهدنا،
ــ
يكن من القرآن، لأنا مأمورون به عند القراءة، وعلى البسملة تامّ بل أتم، وتقديره ابتدائي بسم الله. أو أبتدئ بسم الله، وعلى (الحمد) غير جائز، لأنه لا يفيد، وقس به ما يشبهه، وعلى (لله) قبيح للفصل بين النعت والمنعوت، وعلى (ربّ) غير جائز لما مرّ، وللفصل بين المتضايفين اللذين هم كشيء واحد (العالمين) صالح، لأنه رأس آية، وليس تاما للزوم الابتداء بعده بالمجرور بغير جارّ (الرحيم) كاف وليس تاما، كذلك (الدين) تام و (نعبد) جائز وليس حسنا للفصل بين المتعاطفين (نستعين) تامّ
(1) قراءة شاذة لا تصح الصلاة بها ولا تعتبر قرآنا لأن ما يعتبر قرآنا هو ما اجتمعت فيه ثلاثة شروط كما أسلفنا وهي موافقة وجه من وجوه النحو ولو احتمالا، 2 - أن يحتملها، الرسم، 3 - أن يصح إسنادها.