المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سورة يونس عليه السلام - منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ومعه المقصد لتلخيص ما في المرشد

[الأشموني، المقرئ]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌فوائد مهمة تحتاج إلى صرف الهمة

- ‌الفائدة الأولى: في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفنّ وهو فنّ جليل:

- ‌الفائدة الثانية: في الوقف والابتداء

- ‌مطلب تنوع الوقف

- ‌مطلب مراتب الوقف:

- ‌تنبيهات

- ‌سورة البقرة ثمان سنين، أخرجه مالك في موطئه، وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أميل مما نقل عن التابعين، لأن قول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم كابن عباس حيث قال له: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل». قال ابن عباس:

- ‌التنبيه الثاني عشر: قد عدّ أربعة من الصحابة الآي: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك وعائشة

- ‌مطلب علوم القرآن ثلاثة

- ‌مطلب استخراج عمر النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن

- ‌التنبيه الرابع عشر: في بيان ثواب القارئ

- ‌[مطالب]

- ‌مطلب أهل الجنة يقرءون فيها:

- ‌مطلب كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌مطلب ما لقارئ القرآن في بيت المال

- ‌مطلب الاستعاذة

- ‌مطلب البسملة

- ‌مطلب وصل أوائل السورة بأواخرها

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس عليه السلام

- ‌سورة هود عليه السلام

- ‌سورة يوسف عليه السلام

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم عليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم عليها السلام

- ‌سورة طه عليه الصلاة والسلام

- ‌سورة الأنبياء عليهم السلام

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة الملائكة

- ‌سورة يس

- ‌سورة والصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة الشورى

- ‌سورة الزخرف

- ‌سورة الدخان

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة القتال

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة والذاريات

- ‌سورة والطور

- ‌سورة والنجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة القلم

- ‌سورة الحاقة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوح عليه السلام

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة والمرسلات

- ‌سورة النبإ

- ‌سورة والنازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة الرحيق

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطارق

- ‌سورة الأعلى عز وجل

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة والفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة والشمس

- ‌سورة والليل

- ‌سورة والضحى

- ‌سورة الانشراح

- ‌سورة والتين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البينة

- ‌سورة الزلزلة

- ‌سورة والعاديات

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة والعصر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النصر

- ‌سورة تبت

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورتا الفلق والناس

الفصل: ‌سورة يونس عليه السلام

بالعامل المؤخر، وقال الفراء: الفعل عامل في الظاهر المتقدّم وفي الضمير المتأخر اه. من الشذور حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف رَؤُفٌ رَحِيمٌ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ، ولم يجمع الله بين اسمين من أسمائه تعالى لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم حَسْبِيَ اللَّهُ جائز، ومثله: إلا هو، وكذا:

عليه توكلت، والجمهور على جرّ الميم من العظيم صفة للعرش، وقرأ ابن محيصن برفعها نعتا لرب. قال أبو بكر الأصم: وهذه القراءة أحبّ إليّ لأن جعل العظيم صفة له تعالى أولى من جعله صفة للعرش، آخر السورة تام.

‌سورة يونس عليه السلام

مكية (1)

إلا قوله: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ الآيتين أو الثلاث. قال ابن عباس: فيها من المدني وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ الآية نزلت في اليهود بالمدينة، وهي مائة وعشر آيات في الشامي، وتسع في عدّ الباقين، اختلافهم في ثلاث آيات مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ عدّها الشامي لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ لم يعدّها الشامي. وشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ عدّها الشامي، وكلهم لم يعدّوا الر والمرّ في الست سور، وكلمها ألف وثمانمائة واثنتان وثلاثون كلمة، وحروفها سبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وستون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودا

ــ

مِنْ أَنْفُسِكُمْ كاف حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف رَحِيمٌ كاف. وقال أبو عمرو: تام إِلَّا هُوَ حسن، آخر السورة تام.

سورة يونس عليه السلام مكية إلا قوله: فإن كنت في شك الآيتين أو الثلاث أو قوله: ومنهم من يؤمن به الآية فمدني الر تقدم الكلام عليه في سورة البقرة الْحَكِيمِ كاف. وقال أبو عمرو:

(1) هي مائة وعشر آيات في الشامي، وتسع في الباقي، والخلاف في ثلاث آيات: مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (22)، وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ (57) شامي، مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) غير شامي. «التلخيص» (282).

ص: 351

بإجماع موضع واحد، وهو وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الر تقدم ما يغني عن إعادته في سورة البقرة الْحَكِيمِ تامّ، للابتداء بالاستفهام الإنكاري أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ حسن، سواء أعربنا أن أوحينا اسم كان وعجبا الخبر أو عكسه، والتقدير أكان إيحاؤنا بالإنذار والتبشير إلى رجل منهم عجبا، وأن أنذر الناس تفسيرا وجعلت كان تامة. وأن أوحينا بدلا من عجبا بدل اشتمال أو كل من كل، وجعل هذا نفس العجب مبالغة أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ أحسن مما قبله، وليس بوقف على قول من يقول إن قوله:

قال الكافرون جواب أن أوحينا. وهذا إشارة إلى الوحي. قاله أبو حاتم: والمراد بالقدم الصدق محمد صلى الله عليه وسلم وهي مؤنثة يقال قدم حسنة. قال حسان:

لنا القدم العليا إليك وخلفنا

لأوّلنا في طاعة الله تابع

أي: ما تقدم لهم في السؤدد لَساحِرٌ مُبِينٌ أتمّ مما قبله عَلَى الْعَرْشِ حسن، ومثله في الحسن: يدبر الأمر إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ كاف، ومثله: فاعبدوه، وكذا: تذكرون جَمِيعاً حسن: سواء أعرب جميعا حال من المضاف وهو مرجع أو من المضاف إليه، وهو الكاف، وهو صحيح لوجود شرطه، وهو كون المضاف صالحا للعمل في الحال، ومثله: حقّا لمن قرأ إنه يبدأ الخلق بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها، وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع. فإنه كان يقرأ أنه بفتح الهمزة، فعلى قراءته لا يوقف على حقا، لأن ما قبلها عامل فيها بل يوقف على وَعْدَ اللَّهِ ثم يبتدئ حقّا أنه يبدأ الخلق. وقال أبو حاتم: موضع أن بالفتح نصب بالوعد لأنه مصدر مضاف لمفعوله، فكأنه قال وعد الله، فعلى قوله: لا يوقف على ما قبل حقّا ولا على

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ تام، وكذا: لسحر مبين، وهي أتم عَلَى الْعَرْشِ حسن، وكذا: يدبر الأمر، ومن بعد إذنه. وقال أبو عمرو في الأخير، كاف فَاعْبُدُوهُ كاف تَذَكَّرُونَ حسن مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً كاف حَقًّا حسن، لمن قرأ إنه يبدأ بكسر

ص: 352

ما بعده وقيل موضعه رفع، أي: حقّا أنه يبدأ الخلق كما قال الشاعر:

أحقّا عباد الله أن لست داخلا

ولا خارجا إلا عليّ رقيب

فرفع أن بعد حقّا لأنها لا تكسر بعد حقّا ولا بعد ما هو بمعناها، وقيل موضعها جرّ على إضمار حرف الجرّ، أي: وعد الله حقّا بأنه، وقرئ وعد الله فعل وفاعل ثُمَّ يُعِيدُهُ فيه ما مرّ في براءة من أن لام ليجزي لام كي بِالْقِسْطِ تام، لفصله بين ما يجزي به المؤمنون وما يجزي به الكافرون، وهو من عطف الجمل يَكْفُرُونَ تام، والحساب حسن. سئل أبو عمرو عن الحساب أتنصبه أم تجرّه، أي: هل تعطفه على عدد فتنصبه أو على السنين فتجرّه.

فقال: لا يمكن جرّه إذ يقتضي ذلك أن يعلم عدد الحساب، ولا يقدر أحد أن يعلم عدده إِلَّا بِالْحَقِّ كاف، على قراءة نفصل بالنون، وهي قراءة، وليس بوقف لمن قرأ بالتحتية، لأن الكلام يكون متصلا لأن ما بعده راجع إلى اسم الله تعالى في قوله، ما خلق الله ذلك فلا يقطع منه يَعْلَمُونَ تامّ ومثله، يتقون، ولا وقف من قوله: إن الذين لا يرجون إلى يكسبون، فلا يوقف على الدنيا لاتساق ما بعده على ما قبله، ولا على واطمأنوا بها كذلك، ولا على الغافلون، لأن أولئك خبر إن، فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف، وكثيرا ما تكون آية تامة، وهي متعلقة بآية أخرى في المعنى لكونها استثناء، والأخرى مستثنى منها أو حالا مما قبلها، وإن جعل أولئك مبتدأ ومأواهم مبتدأ ثانيا والنار خبر الثاني.

والثاني وخبره خبر أولئك كان الوقف على غافلون كافيا يَكْسِبُونَ تامّ بِإِيمانِهِمْ حسن فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ تامّ، عند أحمد بن موسى

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهمزة، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها ثُمَّ يُعِيدُهُ كاف وليس بتامّ لأن لام ليجزي لام كي ويأتي فيه ما مر في براءة بِالْقِسْطِ تامّ، وكذا: يكفرون والحساب إِلَّا بِالْحَقِّ حسن. وقال أبو عمرو في الجميع: كاف يَعْلَمُونَ تامّ، وكذا: يتقون، ويكسبون

ص: 353

سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ حسن. قال سفيان، إذا أراد أحد من أهل الجنة أن يدعو بالشيء إليه. قال سبحانك اللهم. فإذا قالوها مثل بين يديه، فهي علامة بين أهل الجنة وخدمهم، فإذا أرادوا الطعام قالوها أتاهم حالا ما يشتهون. فإذا فرغوا حمدوا الله تعالى فذلك قوله: وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين فِيها سَلامٌ أحسن مما قبله لأن الجملتين وإن اتفقتا فقد اعترضت جملة معطوفة أخرى لأن قوله: وآخر دعواهم معطوف على دعواهم. الأول فدعواهم مبتدأ وسبحانك منصوب بفعل مقدّر لا يجوز إظهاره هو الخبر والخبر هنا هو نفس المبتدإ، والمعنى أن دعاءهم هذا اللفظ فدعوى يجوز أن تكون بمعنى الدعاء، ويدل عليه اللهم، لأنه نداء في معنى يا الله، ويجوز أن يكون هذا الدعاء بمعنى العبادة، فدعوى مصدر مضاف للفاعل رَبِّ الْعالَمِينَ تامّ أَجَلُهُمْ حسن، للفصل بين الماضي والمستقبل، أي: ولو يعجل الله للناس الشرّ في الدعاء كاستعجالهم بالخير لهلكوا يَعْمَهُونَ تام أَوْ قائِماً حسن، ومثله: مسه، وزعم بعضهم أن الوقف على قوله: فلما كشفنا عنه ضرّه مرّ، وليس بشيء، لأن المعنى استمرّ على ما كان عليه من قبل أن يمسه الضرّ ونسي ما كان فيه من الجهل والبلاء ونسي سؤاله إيانا يَعْمَلُونَ تامّ: عند أبي عمرو لَمَّا ظَلَمُوا ليس بوقف، لعطف وَجاءَتْهُمْ على ظَلَمُوا أي: لما حصل لهم هذان الأمران: مجيء الرسل بالبينات وظلمهم أهلكوا وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا حسن، والكاف من كذلك في موضع نصب على المصدر المحذوف،

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بِإِيمانِهِمْ كاف فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ صالح، وكذا: سبحانك اللهم سَلامٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف رَبِّ الْعالَمِينَ تام لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ كاف يَعْمَهُونَ تام أَوْ قائِماً كاف، وكذا: ضر مسه يَعْمَلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا كاف، وكذا المجرمين: وتعملون أَوْ بَدِّلْهُ حسن.

وقال أبو عمرو فيه: كاف، وفي تعملون تام يُوحى إِلَيَّ حسن. وقال أبو عمرو:

ص: 354

أي: مثل ذلك الجزاء، وهو الإهلاك نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ كاف، ومثله:

تعملون بَيِّناتٍ ليس بوقف، لأن قال جواب إذا فلا يفصل بينهما أَوْ بَدِّلْهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي جائز، للابتداء بأن النافية، وتقدم أن تلقائي من المواضع التسعة التي زيدت فيها الياء كما رسمت في مصحف عثمان يُوحى إِلَيَّ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، للابتداء بإني عَظِيمٍ تامّ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ جائز، على قراءة قنبل، ولأدراكم به بغير نفي فهو استفهام وإخبار بإيقاع الدراية من الله تعالى، فهو منقطع من النفي الذي قبله، وليس بوقف لمن قرأ وَلا أَدْراكُمْ بالنفي، لأنه معطوف على ما قبله من قوله: ما تلوته عليكم، فهو متعلق بالتلاوة، وأدخل معها في النفي فلا يقطع منها، وقرأ ابن عباس والحسن وابن سيرين وأبو رجاء: ولا أدرأكم به، بهمزة ساكنة بعد الرّاء مبدلة من ألف، والألف منقلبة عن ياء لانفتاح ما قبلها، وهي لغة لعقيل حكاها قطرب. وقيل الهمزة أصلية وإن اشتقاقه من الدرء وهو الدفع وَلا أَدْراكُمْ بِهِ جائز، على القراءتين مِنْ قَبْلِهِ كاف، للابتداء بالاستفهام بعده أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ بِآياتِهِ كاف الْمُجْرِمُونَ تامّ وَلا يَنْفَعُهُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده من مقول الكفار عِنْدَ اللَّهِ كاف، لانتهاء مقولهم ومثله، ولا في الأرض عَمَّا يُشْرِكُونَ تامّ فَاخْتَلَفُوا حسن يَخْتَلِفُونَ تامّ، المعنى: ولولا كلمة سبقت من ربك لأهلك الله أهل الباطل وأنجى أهل الحق آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ

جائز، لأن الأمر مبتدأ بالفاء، ومثله: الغيب لله فَانْتَظِرُوا أرقى منهما، لأن جواب الأمر

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كاف عَظِيمٍ تامّ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ صالح مِنْ قَبْلِهِ كاف أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ بِآياتِهِ كاف الْمُجْرِمُونَ حسن عِنْدَ اللَّهِ تامّ وقال أبو عمرو: كاف وَلا فِي الْأَرْضِ كاف يُشْرِكُونَ تامّ فَاخْتَلَفُوا حسن، وكذا: يختلفون. وقال أبو عمرو في الأول: كاف مِنْ رَبِّهِ صالح الْغَيْبُ لِلَّهِ مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف

ص: 355

منقطع لفظا متصل معنى مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ تامّ فِي آياتِنا حسن، ومثله:

أسرع مكرا ما تَمْكُرُونَ تامّ: سواء قرئ بالفوقية أم بالتحتية فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حسن، وقرئ: ينشركم من النشر والبثّ، ويسيركم من التيسير، لأن حتى للابتداء إذا كان بعدها إذا إلا قوله: حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فإنها لانتهاء الابتداء، وجواب إذا قوله: جاءتها ريح مِنْ كُلِّ مَكانٍ حسن، ومثله: له الدين، لأن دَعَوُا اللَّهَ جواب سؤال مقدّر كأنه قيل: فما كان حالهم في تلك الشدّة؟ قيل دعوا الله ولم يدعوا سواه مِنَ الشَّاكِرِينَ كاف، ومثله: بغير الحق عَلى أَنْفُسِكُمْ تامّ، لمن قرأ متاع بإضمار مبتدأ محذوف تقديره: هو متاع، أو ذلك متاع، وكذا: لو نصب بمحذوف، أي:

تبغون متاع، أو رفع بغيكم على الابتداء وعلى أنفسكم في موضع الخبر، وفيه ضمير عائد على المبتدإ تقديره، إنما بغيكم مستقرّ على أنفسكم، وهو متاع، فعلى متعلقة بالاستقرار، وكذا لو رفع بغيكم على الابتداء والخبر محذوف تقديره: إنما بغيكم على أنفسكم من أجل متاع الحياة مذموم، وليس بوقف إن رفع خبرا عن قوله بغيكم على أنفسكم متعلق بالبغي، فلا ضمير في قوله: على أنفسكم، لأنه ليس بخبر المبتدإ، فهو ظرف لغو أو نصب متاع ببغيكم، أو نصب على أنه مفعول من أجله، أي: من أجل متاع، وبالنصب قرأ حفص عن عاصم.

على أن متاع ظرف زمان، أي: زمن متاع، وقرأ باقي السبعة متاع بالرفع تَعْمَلُونَ تامّ، ولا وقف من قوله إِنَّما مَثَلُ إلى وَالْأَنْعامُ فلا يوقف

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ فِي آياتِنا حسن، وكذا: أسرع مكرا. وقال أبو عمرو في الثاني: كاف تَمْكُرُونَ تامّ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ صالح، وقال أبو عمرو فيهما: كاف مِنَ الشَّاكِرِينَ حسن بِغَيْرِ الْحَقِّ تامّ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ تامّ لمن قرأ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا بالرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف، أو بالنصب بمحذوف تقديره: تبتغون متاع الحياة الدنيا، وليس بوقف لمن قرأه بالرفع على

ص: 356

على قوله: فاختلط، وزعم يعقوب الأزرق أنه هنا وفي الكهف تامّ على استئناف ما بعده جملة مستأنفة من مبتدإ وخبر، وفي هذا لوقف شيء من جهة اللفظ والمعنى، فاللفظ أن نبات فاعل بقوله فاختلط، أي: فنبت بذلك المطر أنواع من النبات يختلط بعضها ببعض. وفي المعنى تفكيك الكلام المتصل الصحيح والمعنى الفصيح وذهاب إلى اللغو والتعقيد وَالْأَنْعامُ حسن، لأن حتى ابتدائية تقع بعدها الجمل كقوله:[الطويل]

فما زالت القتلى تمجّ دماءها

بدجلة حتى ماء دجلة أشكل

والغاية معنى لا يفارقها كما تقدم في قوله: حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ قادِرُونَ عَلَيْها ليس بوقف، لأن أتاها جواب إذا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ حسن، والكاف في كذلك نعت لمصدر محذوف، أي: مثل هذا التفصيل الذي فصلناه في الماضي نفصله في المستقبل لقوم يتفكرون ويَتَفَكَّرُونَ تامّ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ جائز مُسْتَقِيمٍ تامّ وَزِيادَةٌ حسن. وقيل: كاف، وقيل: تامّ. قال الحسن: الحسنى العمل الصالح، والزيادة الجنة. وقيل النظر إلى وجه الله الكريم كما روى عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا أريد أن أنجزكموه، فيقولون ما هو؟ ألم تبيض وجوهنا؟ أم تزحزحنا عن النار؟ ألم تدخلنا الجنة؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فو الله ما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم منه» . وقيل واحدة من الحسنات بواحدة وزيادة تضعف عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف وَلا ذِلَّةٌ كاف أَصْحابُ الْجَنَّةِ جائز لأن قوله: هُمْ فِيها يصلح أن يكون جملة مستقلة مبتدأ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أنه خبر بغيكم، أو بالنصب ببغيكم تَعْمَلُونَ تامّ وَالْأَنْعامُ صالح كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف يَتَفَكَّرُونَ تامّ، وكذا:

مستقيم وَزِيادَةٌ كاف، وكذا: ولا ذلة أَصْحابُ الْجَنَّةِ صالح أو مفهوم

ص: 357

وخبرا، ويصلح أن يكون أصحاب خبرا وهم فيها خبرا ثانيا فهما خبران لأولئك نحو الرمان حلو حامض خالِدُونَ تامّ، لأن وَالَّذِينَ كَسَبُوا مبتدأ، وجزاء مبتدأ ثان وخبره بمثلها ذِلَّةٌ حسن، ومثله: من عاصم، لأن الكاف لا تتعلق بعاصم مع تعلقها بذلة قبلها معنى، لأن رهق الذلة سواد الوجه وتغيره، وكون وجوههم مسودّة هو حقيقة لا مجازا، وكنى بالوجه عن الجملة لكونه أشرفها ولظهور السرور فيه مُظْلِماً حسن. وقيل: كاف أَصْحابُ النَّارِ جائز، وفيه ما تقدم خالِدُونَ تامّ، وانتصب يوم بفعل محذوف، أي: ذكرهم أو خوّفهم مَكانَكُمْ ليس بوقف لعطف، أنتم وشركاؤكم لأن مكانكم اسم فعل بمعنى اثبتوا فأكد وعطف عليه أنتم وشركاؤكم، ومكانكم اسم فعل لا يتعدّى، ولهذا قدّر باثبتوا، لأن اسم الفعل إن كان الفعل لازما كان لازما، وإن كان متعديا كان متعديا نحو: عليك زيدا لما ناب مناب الزم تعدّى.

وقال ابن عطية: أنتم مبتدأ والخبر مخزيون أو مهانون، فيكون مكانكم قد تمّ، ثم يبتدئ أنتم وشركاؤكم، وهذا لا ينبغي أن يقال، لأن فيه تفكيكا لأفصح كلام. ومما يدل على ضعفه قراءة من قرأ وَشُرَكاءَكُمْ بالنصب على المعية والناصب له اسم الفعل أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ جائز، للعدول مع الفاء فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ حسن تَعْبُدُونَ أحسن مما قبله لَغافِلِينَ كاف ما أَسْلَفَتْ حسن، ومثله: الحق يَفْتَرُونَ تامّ. ولا وقف من قوله: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ إلى قوله: وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فلا يوقف على الأرض، لأن بعده

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خالِدُونَ تامّ وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مفهوم، وكذا: من عاصم: عند بعضهم مُظْلِماً كاف خالِدُونَ تامّ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ كاف، وكذا: تعبدون لَغافِلِينَ حسن مَوْلاهُمُ الْحَقِّ جائز يَفْتَرُونَ تام وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ صالح فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ جائز أَفَلا تَتَّقُونَ حسن رَبُّكُمُ الْحَقُّ صالح تُصْرَفُونَ

ص: 358

الدلائل الدالة على فساد مذهبهم مفصلة واعترافهم بأن الرازق والمالك والمخرج والمدبر هو الله تعالى أمرا لا يمكنهم إنكاره وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ جائز فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ كاف، لأن الأمر يبتدئ بالفاء أَفَلا تَتَّقُونَ كالذي قبله رَبُّكُمُ الْحَقُّ أحسن إِلَّا الضَّلالُ أحسن منه تُصْرَفُونَ كاف، ومثله: لا يؤمنون، وكذا: ثم يعيده الأول تُؤْفَكُونَ تامّ، عند أبي عمرو إِلَى الْحَقِّ الأوّل: كاف، ومثله: للحق على استئناف ما بعده إِلَّا أَنْ يُهْدى حسن. وقال أبو عمرو: كاف، للاستفهام بعده. وقال بعضهم: فما لكم، ثم يبتدئ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أي: على أي: حالة تحكمون أن عبادتكم الأصنام حتى وصواب كَيْفَ تَحْكُمُونَ تام: استفهام آخر، فهما جملتان:

أنكر في الأولى وتعجب من اتباعهم من لا يهدي ولا يهتدي، وأنكر في الثانية حكمهم بالباطل وتسوية الأصنام بربّ العالمين إِلَّا ظَنًّا كاف، ومثله: شيئا بِما يَفْعَلُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: وَما كانَ إلى قوله: لا رَيْبَ فِيهِ قال نافع: تامّ، ويكون التقدير هو من رب العالمين. قاله النكزاوي الْعالَمِينَ كاف للابتداء بالاستفهام بعده افْتَراهُ جائز صادِقِينَ كاف تَأْوِيلُهُ حسن، وتامّ عند أحمد بن جعفر مِنْ قَبْلِهِمْ جائز الظَّالِمِينَ كاف مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ حسن بِالْمُفْسِدِينَ كاف وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ حسن مِمَّا تَعْمَلُونَ كاف يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ حسن لا يَعْقِلُونَ كاف يَنْظُرُ إِلَيْكَ حسن لا يُبْصِرُونَ تام شَيْئاً الأولى

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حسن لا يُؤْمِنُونَ تام ثُمَّ يُعِيدُهُ صالح تُؤْفَكُونَ حسن. وقال أبو عمرو:

تام إِلَى الْحَقِّ كاف، وكذا: للحق إِلَّا أَنْ يُهْدى صالح، وقال أبو عمرو: كاف فَما لَكُمْ حسن: بمعنى التوبيخ كَيْفَ تَحْكُمُونَ تام إِلَّا ظَنًّا كاف، وكذا شيئا بِما يَفْعَلُونَ تام مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ كاف افْتَراهُ زعموا أنه صالح صادِقِينَ كاف، وكذا: تأويله الظَّالِمِينَ حسن، وقال أبو عمرو: تامّ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ حسن، وكذا: بالمفسدين، ولكم عملكم مِمَّا تَعْمَلُونَ تامّ يَسْتَمِعُونَ

ص: 359

وصف للاستدراك بعده يَظْلِمُونَ كاف، قرأ الأخوان بتخفيف لكن، ومن ضرورة ذلك كسر النون لالتقاء الساكنين وصلا ورفع الناس، والباقون بالتشديد ونصب الناس يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ حسن مُهْتَدِينَ كاف مَرْجِعُهُمْ جائز: وثم لترتيب الأخبار ما يَفْعَلُونَ تامّ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ حسن، وقيل: كاف: لأن جواب إذا منتظر لا يُظْلَمُونَ كاف، ومثله: صادقين إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ حسن، ومثله: لكل أمة أجل وَلا يَسْتَقْدِمُونَ تامّ أَوْ نَهاراً حسن الْمُجْرِمُونَ كاف آمَنْتُمْ بِهِ حسن، التقدير: قل لهم يا محمد عند نزول العذاب تؤمنون به، قالوا: نعم، قال يقال لكم: الآن تؤمنون وقد كنتم بالعذاب تستعجلون استهزاء به، وليس شيء من العذاب يستعجله عاقل، إذ العذاب كله مرّ المذاق تَسْتَعْجِلُونَ كاف، ومثله: عذاب الخلد تَكْسِبُونَ تامّ أَحَقٌّ هُوَ حسن، الضمير في هو عائد على العذاب. قيل الوقف على الحق بجعل السؤال والجواب والقسم كلاما واحدا، وقيل إي وربي، ثم يبتدأ إِنَّهُ لَحَقٌّ على الاستئناف فإن جعل قوله: إِنَّهُ لَحَقٌّ جواب القسم، أي: إي وربي إنه لحقّ. فلا يجوز الوقف على وربي، لأن القسم واقع على قوله: إنه لحقّ، أي: نعم والله، لأن إي بمعنى نعم في القسم خاصة، فلا يفصل منه. وقيل على إي. وقيل على أحقّ. والوقف على إِنَّهُ لَحَقٌّ تامّ: إن جعل وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ مستأنفا، وليس بوقف إن جعل معطوفا، وما

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إِلَيْكَ كاف لا يَعْقِلُونَ حسن يَنْظُرُ إِلَيْكَ كاف لا يُبْصِرُونَ تامّ النَّاسَ شَيْئاً قيل إنه وقف، ولا أحبه يَظْلِمُونَ تامّ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ حسن، وكذا: مهتدين، وما يفعلون، وقال أبو عمرو في الأول: كاف وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ صالح لا يُظْلَمُونَ كاف صادِقِينَ حسن، وكذا: ما شاء الله وقال أبو عمرو في الثاني: كاف لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ كاف وَلا يَسْتَقْدِمُونَ تامّ، وكذا: المجرمون آمَنْتُمْ بِهِ صالح وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ كاف تَكْسِبُونَ تامّ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ الآية. الوقف فيها على لَحَقٌّ بجعل السؤال والجواب والقسم

ص: 360

حجازية أو تميمية بِمُعْجِزِينَ تام لَافْتَدَتْ بِهِ حسن، ومثله: العذاب بِالْقِسْطِ تامّ، ومثله: لا يظلمون وَالْأَرْضِ حسن وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ الأولى وصله لحرف الاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ كاف تُرْجَعُونَ تامّ:

للابتداء بعده بياء النداء لِلْمُؤْمِنِينَ كاف فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا حسن، ويزيد حسنا عند من خالف بين التحتية والفوقية في الحرفين مِمَّا يَجْمَعُونَ كاف وَحَلالًا حسن: للابتداء بعد بالاستفهام، وهو ما حرّموا من الحرث والأنعام والبحيرة والسائبة والوصيلة والحام، قل آلله أذن لكم، بهذا التحريم والتحليل، وأم بمعنى بل، أي: بل على الله تفترون التحليل والتحريم، وهو حسن بهذا التقدير، وليس بوقف إن جعلت أم متصلة تَفْتَرُونَ كاف يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَلَى النَّاسِ ليس بوقف

لحرف الاستدراك بعده لا يَشْكُرُونَ تامّ إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ حسن. وقيل: كاف، وقيل: تامّ وَلا فِي السَّماءِ كاف، إن قرئ ما بعده بالرفع بالابتداء، وكذا إن جعل الاستئناف منقطعا عما قبله، أي: وهو مع ذلك في كتاب مبين، والعرب تضع إلا في موضع الواو ومنه قول القائل:

وكلّ أخ مفارقه أخوه

لعمر أبيك إلا الفرقدان

أي: والفرقدان، ومن ذلك قوله: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً قال أبو عبيدة: إلا بمعنى الواو، لأنه لا يحلّ للمؤمن قتل المؤمن عمدا

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كلاما واحدا. وقيل على إِي وَرَبِّي كما تقول: بلى والله، وقيل على إي، وقيل على أحقّ هو كنظيره في: يسألونك عن الأهلّة، والوقف على لَحَقٌّ تامّ: إن جعل وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ مستأنفا، فإن جعل معطوفا فلا وقف بِمُعْجِزِينَ تامّ، وكذا: لا افتدت به الْعَذابَ صالح بِالْقِسْطِ تامّ، وكذا: لا يظلمون وَالْأَرْضِ حسن لا يَعْلَمُونَ تامّ، وكذا: ترجعون، و: للمؤمنين مِمَّا يَجْمَعُونَ حسن، وكذا:

وحلال. وتَفْتَرُونَ، و: يَوْمَ الْقِيامَةِ. وقال أبو عمرو فيه: كاف لا يَشْكُرُونَ تام،

ص: 361

ولا خطأ، وهنا لو كان متصلا لكان بعد النفي تحقيقا، وإن كان كذلك وجب أن لا يعزب عن الله تعالى مثقال ذرّة وأصغر وأكبر منهما إلا في الحالة التي استثناها، وهو: إلا في كتاب مبين، فيعرب، وهو غير جائز، بل الصحيح الابتداء بإلا على تقدير الواو، أي: وهو أيضا في كتاب مبين، وقال أبو شامة:

ويزول الإشكال أيضا بأن تقدّر قبل قوله: إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ليس شيء من ذلك إلا في كتاب مبين، ويجوز الاستثناء من يعزب، ويكون يعزب بمعنى يبين ويذهب المعنى لم يبن شيء عن الله تعالى بعد خلقه له إلا وهو في اللوح المحفوظ مكتوب يَحْزَنُونَ تامّ: إن رفع الذين على الابتداء والخبر لهم البشرى، أو جعل الذين في محل رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين، أو نصب بأعني مقدرا، وليس بوقف في خمسة أوجه: وهي كونه نعتا على موضع أولياء أو بدلا من الموضع أيضا، أو بدلا من أولياء على اللفظ، أو على إضمار فعل لائق والجر بكونه بدلا من الهاء في عليهم، ففي إعراب الذين ثمانية أوجه:

أربعة في الرفع، وثلاثة في النصب، وواحد في الجرّ يَتَّقُونَ تامّ: إن لم يجعل، لهم البشرى خبرا لقوله: الذين، وليس بوقف إن جعل خبرا وَفِي الْآخِرَةِ حسن. وقيل تامّ. والمعنى لهم البشرى عند الموت وإذا خرجوا من قبورهم. وقال عطاء: لهم البشرى في الحياة الدنيا عند الموت، تأتيهم الملائكة بالرحمة والبشارة من الله تعالى، وتأتي أعداء الله بالغلظة والفظاظة، وفي الآخرة عند خروج روح المؤمن تعرج بها إلى الله تعالى تزف كما تزف العروس تبشر برضوان الله تعالى، وفي الحديث «لا نبوّة بعدي إلا المبشرات» ، قيل يا رسول الله وما المبشرات؟ قال:«الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له» وفيه «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، فأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا» لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ حسن الْعَظِيمُ تامّ وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ أتمّ. ثم

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وكذا: تفيضون فيه وَلا فِي السَّماءِ كاف: إن قرئ ما بعده بالرفع بالابتداء، وإلا فليس بوقف كِتابٍ مُبِينٍ تامّ، وكذا: ولا هم يحزنون، إن جعل الَّذِينَ آمَنُوا

ص: 362

يبتدئ إن العزة، وإن كان من المستحيل أن يتوهم أحد أن هذا من مقول المشركين، إذ لو قالوا ذلك لم يكونوا كفارا ولما حزن النبي صلى الله عليه وسلم بل هو مستأنف ليس من مقولهم، بل هو جواب سؤال مقدّر كأن قائلا قال لم لا يحزنه قولهم وهو مما يحزن؟ أجيب بقوله: إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ليس لهم منها شيء، ولو وصل لتوهم عود الضمير إلى الأولياء، وقول الأولياء لا يحزن الرسول بل هو مستأنف تسلية عن قول المشركين وليس بوقف لمن قرأ أن العزة بفتح الهمزة، وبها قرأ أبو حيوة على حذف لام العلة، أي: لا يحزنك قولهم لأجل أن العزة لله، وبالغ ابن قتيبة. وقال فتح إن كفر وغلوّ على أن إن تصير معمولة لقولهم، إذ لو قالوا ذلك لم يكونوا كفارا كما تقدم جَمِيعاً حسن الْعَلِيمُ تامّ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حسن، ومثله: شركاء للنفي بعده، أي: ما يعبدون من دون الله شركاء إِلَّا الظَّنَّ كاف يَخْرُصُونَ تامّ مُبْصِراً كاف يَسْمَعُونَ تامّ سُبْحانَهُ حسن هُوَ الْغَنِيُّ أحسن منه، أي: عن الأهل والولد وَما فِي الْأَرْضِ كاف، للابتداء بالنفي، أي: ما عندكم حجة بهذا القول مِنْ سُلْطانٍ بِهذا حسن ما لا تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: لا يفلحون و: متاع في الدنيا يَكْفُرُونَ تامّ نَبَأَ نُوحٍ جائز: ولا يوصل بما بعده لأنه لو وصل لصار إذ ظرفا لأتل بل هو ظرف لمقدر، أي: اذكر إذ قال، ولا يجب نصب إذ باتل لفساده إذ اتل مستقبل وإذ ظرف لما مضى تَوَكَّلْتُ حسن وَشُرَكاءَكُمْ أحسن منه: لمن نصب شركاءكم عطفا على أمركم، وبه قرأ العامة، ومن قرأ شركاؤكم بالرفع مبتدأ محذوف الخبر، أي: وشركاؤكم

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مبتدأ فإن جعل وصفا لأولياء الله لم يكن ذلك وقفا، وعليه فالوقف التامّ عند يَتَّقُونَ وَفِي الْآخِرَةِ تامّ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ صالح الْعَظِيمُ تامّ، وكذا: ولا يحزنك قولهم، و: العليم وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حسن شُرَكاءَ كاف يَخْرُصُونَ تام مُبْصِراً كاف يَسْمَعُونَ تامّ سُبْحانَهُ حسن، والأحسن الوقف على: هو الغنى وَما فِي الْأَرْضِ كاف مِنْ سُلْطانٍ بِهذا حسن ما لا تَعْلَمُونَ تامّ لا يُفْلِحُونَ كاف يَكْفُرُونَ تامّ نَبَأَ نُوحٍ حسن،

ص: 363

فليجمعوا أمرهم كان الوقف على أمركم كافيا، وليس بوقف إن جعل وشركاؤكم بالرفع عطفا على الضمير في أجمعوا، وهي قراءة شاذة رويت عن الحسن، وهي مخالفة

للمصحف الإمام الذي تقوم به الحجة لأن في القراءة بالرفع الواو وهي ليست في المصحف الإمام، وكذا: لا يوقف على أمركم إن نصب شركاءكم بفعل مضمر، أي: وادعوا شركاءكم أو نصب مفعولا معه، أي: مع شركائكم عَلَيْكُمْ غُمَّةً جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على فَأَجْمِعُوا لم يوقف على أمركم، ولا على شركائكم ولا على غمة لاتساق بعضها على بعض، وقرئ بالجرّ على حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه مجرورا على حاله كقوله:[الطويل]

أكلّ امرئ تحسبين امرأ

ونار توقد بالليل نارا

أي: وكل نار، أي: وأمر شركائكم، فحذف أمر وأبقى ما بعده على حاله وَلا تُنْظِرُونِ كاف مِنْ أَجْرٍ جائز، ومثله: على الله مِنَ الْمُسْلِمِينَ كاف خَلائِفَ حسن، ومثله: بآياتنا الْمُنْذَرِينَ كاف، لأن ثم لترتيب الأخبار لأنها جاءت في أول القصة بِالْبَيِّناتِ ليس بوقف لمكان الفاء مِنْ قَبْلُ حسن: لأن كذلك منقطع لفظا متصل معنى الْمُعْتَدِينَ كاف، ومثله: قَوْماً مُجْرِمِينَ، و: لَسِحْرٌ مُبِينٌ. لَمَّا جاءَكُمْ حسن على إضمار، أي: تقولون للحق لما جاءكم هذا سحر. قال تعالى: أسحر هذا، فدل هذا على المحذوف قبله أَسِحْرٌ هذا تامّ: إن جعلت الجملة بعده استئنافية لا حالية،

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عند بعضهم، وهو عندي مفهوم تَوَكَّلْتُ صالح فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ مفهوم، سواء نصب شركاءكم أم رفع وَلا تُنْظِرُونِ صالح مِنَ الْمُسْلِمِينَ كاف خَلائِفَ صالح، وكذا: المنذرين مِنْ قَبْلُ حسن، قاله ابن عباد، الْمُعْتَدِينَ كاف، وكذا: مجرمين و: لسحر مبين لَمَّا جاءَكُمْ حسن أَسِحْرٌ هذا تامّ: إن جعلت الجملة بعده استئنافية لا حالية وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ حسن بِمُؤْمِنِينَ تام

ص: 364

أي: أسحر هذا الذي جئت به من معجز العصا واليد، وكان تامّا لأنه آخر كلام موسى عليه السلام السَّاحِرُونَ كاف فِي الْأَرْضِ حسن، للابتداء بالنفي بِمُؤْمِنِينَ كاف، ومثله: عليم، وكذا: ملقون ما جِئْتُمْ بِهِ حسن، لمن قرأ السحر بالمدّ على الاستفهام خبر مبتدإ محذوف، أي: هو السحر أو مبتدأ والخبر محذوف، أي: السحر هو، وليس بوقف لمن قرأ السحر على الخبر لا على الاستفهام على البدل من «ما» في قوله: ما جئتم به لاتصاله بما قبله، وبالمدّ قرأ أبو عمرو بن العلاء على جهة الإنكار عليهم، لأن موسى عليه السلام لم يرد أن يخبر السحرة أنهم أتوا بسحر لأنهم يعلمون أن الذي أتوا به سحر، ولكنه أراد الإنكار عليهم، فلو أراد إخبارهم بالسحر لما قالوا له أنت ساحر، وقد جئت بالسحر، لقال لهم ما جئتم به هو السحر على الحقيقة، وليس بوقف لمن قرأه بهمزة وصل، لأن ما بمعنى الذي مبتدأ خبره السحر والوقف عنده السحر، وفي الوجه الأول سيبطله وسَيُبْطِلُهُ حسن الْمُفْسِدِينَ كاف، ومثله: المجرمون أَنْ يَفْتِنَهُمْ حسن فِي الْأَرْضِ جائز لاتصال ما بعده به من جهة المعنى الْمُسْرِفِينَ كاف، ومثله: مسلمين تَوَكَّلْنا حسن الظَّالِمِينَ جائز، وقيل ليس بوقف للعطف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز الْكافِرِينَ كاف، وقيل تامّ بُيُوتاً جائز وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ حسن، للفصل بين الأمرين لأن قوله: وبشر خطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم، وإن أريد به موسى فلا بدّ من العدول الْمُؤْمِنِينَ كاف فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ليس بوقف، لأن قوله: ليضلوا متعلق بقوله: آتيت عَنْ سَبِيلِكَ كاف، وقيل

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عَلِيمٍ كاف، وكذا: أنتم ملقون ما جِئْتُمْ بِهِ حسن: لمن قرأ آلسحر بالمدّ، أي:

أيّ شيء جئتم به، وليس بوقف لمن قرأه بهمزة وصل لأن لما بمعنى الذي وهو مبتدأ خبره السحر السِّحْرُ تامّ: والتقدير على قراءة المدّ: آلسحر هو إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ حسن الْمُفْسِدِينَ كاف كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ تامّ أَنْ يَفْتِنَهُمْ حسن لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ تامّ

ص: 365

تامّ، لأن موسى استأنف الدعاء فقال: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا قال ابن عباس: صارت دراهمهم حجارة منقوشة صحاحا أثلاثا وأنصافا ولم يبق معدن إلا طمس الله عليه فلم ينتفع به أحد، واشدد على قلوبهم، أي: امنعها من الإيمان فلا يؤمنوا، ولا حجة بدعاء موسى على فرعون بما ذكر على جواز الدعاء على الظالم بسوء الخاتمة للفرق بين الكافر الميئوس منه والمؤمن العاصي المقطوع له بالجنة، إما أولا أو ثانيا بل يجوز الدعاء على الظالم بعزله لزوال ظلمه بذلك كان ظالما له أو لغيره أو بمؤلمات في جسده، ولا يجوز الدعاء عليه بسوء الخاتمة، ولا بفقد أولاده، ولا بوقوعه في معصية الْأَلِيمَ حسن فَاسْتَقِيما كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ بَغْياً وَعَدْواً حسن، حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ ليس بوقف لأن قال جواب إذا، فلا يفصل بينها وبين جوابها قالَ آمَنْتُ حسن، لمن قرأ إنه بكسر الهمزة على الاستئناف، وبها قرأ حمزة والكسائي ويحيى بن وثاب والأعمش، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وعاصم بفتحها لأن أن منصوبة به لأن الفعل لا يلغى إذا قدر على إعماله، وعلى قراءته بفتحها لا يوقف على آمنت بَنُوا إِسْرائِيلَ جائز مِنَ الْمُسْلِمِينَ كاف. وقيل تامّ: لأن ما بعده ليس من كلام فرعون. قال السدّي: بعث الله ميكائيل. فقال له أتؤمن الآن وقد عصيت قبل. وروى أن جبريل سدّ فاه عند ذلك بحال البحر ودسه به مخافة أن تدركه الرحمة، وليس هذا رضا بالكفر لأن سدّه سدّ باب الاحتمال البعيد، ولا يلزم من إدراك الرحمة له صحة إيمانه، لأنه في حالة اليأس لأنه لم يكن مخلصا في إيمانه ولم يكره جبريل إيمانه، وإنما فعل ذلك غضبا لله تعالى لا رضا بكفره،

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مُسْلِمِينَ كاف تَوَكَّلْنا حسن الظَّالِمِينَ جائز الْكافِرِينَ تامّ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ حسن عَنْ سَبِيلِكَ كاف الْأَلِيمَ حسن فَاسْتَقِيما كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ بَغْياً وَعَدْواً صالح قالَ آمَنْتُ حسن، لمن قرأ أنه بكسر الهمزة،

ص: 366

لأن الرضا به كفر مِنَ الْمُفْسِدِينَ كاف لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً حسن لَغافِلُونَ تامّ مِنَ الطَّيِّباتِ حسن، للابتداء بالنفي مع الفاء، ومثله:

جاءهم العلم يَخْتَلِفُونَ تام مِنْ قَبْلِكَ حسن الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ جائز مِنَ المُمْتَرِينَ كاف، على استئناف النهي بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ، لا يؤمنون، ليس بوقف لأن لو تعلقها بما قبلها، أي: لو جاءتهم كل آية لا يؤمنون الْأَلِيمَ تامّ عند يعقوب، وليس بجيد لأن الكلام متصل بعضه ببعض، وكذا: عنده فَنَفَعَها إِيمانُها وجعل يعقوب الاستثناء منقطعا من غير الجنس، والتقدير:

لكن قوم يونس، فقوم يونس لم يندرجوا في قوله: قرية وإلى الانقطاع ذهب سيبويه والفراء والأخفش، وقيل متصل كأنه قيل ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلا قوم يونس، وهم أهل نينوى من بلاد الموصل كانوا يعبدون الأصنام، فبعث الله إليهم سيدنا يونس عليه السلام، فأقاموا على تكذيبه سبع سنين، وتوعدهم بالعذاب بعد ثلاثة أيام فلم يرجعوا حتى دنا الموعد فغامت السماء غيما أسود اذا دخان شديد فهبط حتى غشى مدينتهم فهابوا فطلبوا يونس فلم يجدوه فأيقنوا صدقه فلبسوا المسوح وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم، وفرّقوا بين كل والدة وولدها، فحنّ بعضها إلى بعض، وعلت الأصوات والضجيج، وأخلصوا التوبة، وأظهروا الإيمان، وتضرّعوا إلى الله تعالى، فرحمهم وكشف عنهم، وكان يوم عاشوراء يوم الجمعة اه بيضاوي إِلى حِينٍ تامّ جَمِيعاً جائز مُؤْمِنِينَ كاف

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وإلا فليس بوقف بَنُوا إِسْرائِيلَ صالح عند بعضهم، وليس بجيد مِنَ الْمُسْلِمِينَ حسن مِنَ الْمُفْسِدِينَ كاف، وكذا: آية لَغافِلُونَ تامّ مِنَ الطَّيِّباتِ كاف، وكذلك: جاءهم العلم يَخْتَلِفُونَ حسن. وكذا: من قبلك. وقال أبو عمرو: فيهما تام مِنَ المُمْتَرِينَ كاف مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ الْأَلِيمَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ إِلى حِينٍ تامّ جَمِيعاً صالح. وقال أبو عمرو: كاف مُؤْمِنِينَ تامّ بِإِذْنِ

ص: 367

إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لمن قرأ: ونجعل الرجس بالنون، وحسن لمن قرأ بالتحتية لتعلقه بما قبله لا يَعْقِلُونَ كاف وَالْأَرْضِ حسن، يجوز في ماذا أن تكون كلمة واحدة استفهاما مبتدأ، وفي السموات خبره، ويجوز أن تكون ما وحدها مبتدأ، وذا كلمة وحدها، وذا اسم موصول بمعنى الذي وفي السموات صلتها وهو خبر المبتدإ، وعلى التقديرين فالمبتدأ والخبر في محل نصب بإسقاط الخافض لا يُؤْمِنُونَ كاف، ومثله: من قبلهم، وكذا: من المنتظرين وَالَّذِينَ آمَنُوا تامّ: على أن الكاف في محل رفع، أي: الأمر كذلك يحق علينا ننج المؤمنين، وعلى أنها في محل نصب نعتا لمصدر محذوف، أي: إنجاء مثل ذلك يحق علينا ننج المؤمنين، فيوقف على كذلك. ثم يبتدأ به لتعلقه بما بعده من جهة المعنى فقط، وعلى أنها متعلقة بما قبلها كأنه قال ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك. فالتشبيه من تمام الكلام، والوقف على كذلك، ولا يبتدأ بها لعدم تعلق ما بعدها بما قبلها، ورسموا ننج المؤمنين بحذف الياء بعد الجيم كما ترى نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ تامّ يَتَوَفَّاكُمْ حسن وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كاف، إن جعل ما بعده بمعنى، وقيل لي أن أقم وجهك، أي: وأوحى إليّ أن أقم. فإن أقم معمولة بقوله، وأمرت مراعى فيها المعنى لأن معنى قوله: أن أكون، كن من المؤمنين، فهما أمران، وجوّز سيبويه أن توصل بالأمر والنهي، والغرض وصل أن بما تكون معه في معنى المصدر، والأمر والنهى دالان على المصدر دلالة غيرهما من الأفعال حَنِيفاً جائز، وهو حال من الضمير في أقم أو من المفعول مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف وَلا يَضُرُّكَ حسن، للابتداء بالشرط وهي جملة

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، لمن قرأ ونجعل الرجس بالنون، وحسن لمن قرأه بالياء لتعلقه بما قبله لا يَعْقِلُونَ تامّ وَالْأَرْضِ حسن. وقال أبو عمرو:

كاف لا يُؤْمِنُونَ كاف، وكذا: من قبلهم، ومن المنتظرين وَالَّذِينَ آمَنُوا حسن.

وقال أبو عمرو: كاف نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ تامّ يَتَوَفَّاكُمْ صالح مِنَ الْمُشْرِكِينَ حسن.

ص: 368