الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
164 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّنَازُعِ وَالاخْتِلافِ فِي الحَرْبِ، وَعُقُوبَةِ مَنْ عَصَى إِمَامَهُ
وَقَال اللَّهُ تَعَالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46] قَال قَتَادَةُ: "الرِّيحُ: الحَرْبُ.
(باب: ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب) أي: في المقاتلة في أحوالها. (وعقوبة) أي: باب: بيان ما ذكر، وبيان عقوبة.
(من عصى إمامه) أي: بالهزيمة.
({فَتَفْشَلُوا}) أي: فتجنبوا عن عدوكم. ({وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}) أي: قوتكم ودولتكم، وقيل: حربكم وهما متلازمان، وكلٌّ منهم مجاز، وقد ذكر الثاني عن قتادة بقوله:(الريح: الحرب) في نسخة: بدله "يعني: الحرب".
3038 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى إِلَى اليَمَنِ قَال:"يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا".
[انظر: 2261 - مسلم: 1733 - فتح 6/ 162]
(يحيى) أي: ابن جعفر بن أعين البيكندني، أو ابن موسى بن عبد الله السختياني. (وكيع) أي: ابن الجراح الرؤاسي بضم الراء وبهمزة ممدودة. (عن شعبة) أي: ابن الحجاج. (عن جده) الضمير لسعيد لا لأبيه.
(يسرا) أي: خذا بما فيه التيسر. (ولا تنفرا) أي: لا تذكرا شيئًا تهزمون منه، ولا تقصدا ما فيه الشدة. (وتطاوعا) أي: تحابا.
3039 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَال: سَمِعْتُ البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما، يُحَدِّثُ قَال: جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الرَّجَّالةِ يَوْمَ أُحُدٍ،
وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقَال:"إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ، هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا القَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ"، فَهَزَمُوهُمْ، قَال: فَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ، قَدْ بَدَتْ خَلاخِلُهُنَّ وَأَسْوُقُهُنَّ، رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ، فَقَال أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ: الغَنِيمَةَ أَيْ قَوْمِ الغَنِيمَةَ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟ فَقَال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَال لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ، فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الغَنِيمَةِ، فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ، فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ، فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ أَصَابُوا مِنَ المُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً، سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا، فَقَال أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ قَال: أَفِي القَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَال: أَفِي القَوْمِ ابْنُ الخَطَّابِ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَال: أَمَّا هَؤُلاءِ، فَقَدْ قُتِلُوا، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقَال: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ، قَال: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالحَرْبُ سِجَالٌ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي القَوْمِ مُثْلَةً، لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: أُعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَلْ، قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَلا تُجِيبُوا لَهُ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟ قَال:"قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ"، قَال: إِنَّ لَنَا العُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَلا تُجِيبُوا لَهُ؟ "، قَال: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟ قَال:"قُولُوا اللَّهُ مَوْلانَا، وَلَا مَوْلَى لَكُمْ".
[3986، 4043، 4067، 4561 - فتح 6/ 162]
(زهير) أي: ابن معاوية. (أبو إسحاق) هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
(على الرجالة) بفتح الراء وتشديد الجيم جمع راجل على خلاف القياس. (عبد الله) بالنصب بجعل (تخطفنا) بفتح الفوقية وسكون
المعجمة وفتح المهملة مخففة، وفي نسخة:"يخطفنا" بفتح المعجمة والمهملة مشددة، وأصله: تتخطفنا بتاءين حذفت إحداهما أي: إن رأيتمونا قد زلْنا من مكاننا وولَّينا منهزمين، وأكلت الطير لحومنا. (فلا تبرحوا) أي: فلا تزالوا (وأوطأناهم) أي: مشينا عليهم وهم قتلى على الأرض. (رأيت النساء) أي: المشركات. (يشتددن) بفتح التحتية وسكون المعجمة وكسر الدال الأولى، وفي نسخة:"يشددن" بسكون المعجمة، وحذف الفوقية وضم الدال الأولى أي: يجرين، وفي أخرى:"يسندن" بضم التحتية وسكون المهملتين بينهما نون مكسورة، أي: يمشين في سند الجبل يردن أن يصعدنه. (وأسوقهن) بضم الواو جمع ساق وضبطه بعضهم بهمز الواو؛ لأنها إذا انضمت جاز همزها نحو: أدور أدؤر (رافعات ثيابهن) أي: ليعينهن ذلك على الهرب، وإنما خرجت قريش بنسائها؛ لأجل توهم ثباتهم. (الغنيمة) بالنصب على الإغراء. (أي قوم) أي: يا قوم. (الغنيمة) بالنصب على الإغراء أيضًا. (ظهر أصحابكم) أي: غلبوا الكفار.
(صرفت وجوههم) أي: حولت إلى الموضع الذي جاءوا منه عقوبة لهم؛ لعصيانهم قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تبرحوا". (فذاك إذ يدعوهم الرسول) أي: حين يقول لهم رسول الله: "إلي يا عباد الله. إلي يا عباد الله. إلي يا عباد الله. أنا رسول الله من يكر فله الجنة". (في أخراهم) أي: في جماعتهم المتأخرة. (فأصابوا منا) في نسخة: "فأصابوا منها" أي: في طائفة المسلمين. (وكان النبي وأصحابه أصاب) كل منهم. وفي نسخة: "أصابوا". (وسبعين قتيلا) لفظ: (قتيلا) ساقط من نسخة.
(أبو سفيان) هو صخر بن حرب، وكان يومئذٍ رئيس الكفار وأمير