الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
60 -
كِتَابُ الأَنْبِيَاءِ صلوات الله عليهم
1 - بَابُ خَلْقِ آدَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَذُرِّيَّتِهِ
{صَلْصَالٍ} [الحجر: 26]: "طِينٌ خُلِطَ بِرَمْلٍ، فَصَلْصَلَ كَمَا يُصَلْصِلُ الفَخَّارُ، وَيُقَالُ: مُنْتِنٌ، يُرِيدُونَ بِهِ صَلَّ، كَمَا يُقَالُ: صَرَّ البَابُ وَصَرْصَرَ عِنْدَ الإِغْلاقِ، مِثْلُ كَبْكَبْتُهُ يَعْنِي كَبَبْتُهُ"، فَمَرَّتْ بِهِ:"اسْتَمَرَّ بِهَا الحَمْلُ فَأَتَمَّتْهُ"، {أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: 12]: "أَنْ تَسْجُدَ".
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كتاب أحاديث الأنبياء عليهم السلام ساقط من نسخة (باب: خلق آدم صلوات الله عليه وذريته) أي: وخلق ذريته، وسمي آدم؛ لأنه خلق من أدمة الأرض أي: لونها والأدمة في الناس: السمرة الشديدة، وهو اسم عربي، وقيل: أعجمي، وقال أبو منصور الجواليقي: أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا أربعة: وهي آدم، وصالح، وشعيب، ومحمد عليهم السلام، وكنية آدم: أبو البشر، وقيل: أبو محمد.
({صَلْصَالٍ}) أي: في قوله تعالى: {خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ} معناه: (طين خلط برمل، فصلصل كما يصلصل الفخار) وهو الطين المطبوخ بالنار، وحقيقة الصلصال: الطين اليابس المصوت.
(ويقال: منتن) وأراد به أنه جاء في اللغة صلصال بمعنى منتن ومنه صل اللحم يصل صلولًا أي: أنتن مطبوخًا كان، أو نيًّا.
(يريدون به صل) إلى آخره أشار به إلى أن أصل صلصل: صل
فضوعف فاء الفعل فصار صلصل (كما يقال: صَرَّ البابُ) إذا صوت (عند الإغلاق)، فضوعف فيه كذلك، فقيل:(صرصر) وكما يقال: (كبكبته) في (كببته) بتضعيف الكاف يقال: كببت الإناء أي: قلبته.
({فَمَرَّتْ بِهِ}) يعني في قوله تعالى: {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ} أي: (استمر بها الحمل فأتمته) وضمير (فمرت) لحواء عليها السلام.
({أَلَّا تَسْجُدَ}) يعني في قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} أي: (أن تسجد) أشار إلى أن (لا) زائدة بدليل قوله: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75].
- باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى {وَإِذْ قَال رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]
قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4]: "إلا عَلَيْهَا حَافِظٌ"، {فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]: فِي شِدَّةِ خَلْقٍ. (وَرِيَاشًا): المَالُ " وَقَال غَيْرُهُ: الرِّيَاشُ وَالرِّيشُ وَاحِدٌ، وَهُوَ مَا ظَهَرَ مِنَ اللِّبَاسِ، {مَا تُمْنُونَ} [الواقعة: 58]: النُّطْفَةُ فِي أَرْحَامِ النِّسَاءِ " وَقَال مُجَاهِدٌ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} [الطارق: 8]: "النُّطْفَةُ فِي الإِحْلِيلِ، كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ فَهُوَ شَفْعٌ، السَّمَاءُ شَفْعٌ، وَالوَتْرُ اللَّهُ عز وجل"، {فِي أَحْسَنِ تَقْويمٍ} [التين: 4]: "فِي أَحْسَنِ خَلْقٍ"، {أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين: 5]: "إلا مَنْ آمَنَ"، {خُسْرٍ} [النساء: 119]: "ضَلالٍ، ثُمَّ اسْتَثْنَى إلا مَنْ آمَنَ". {لازِبٍ} [الصافات: 11]: "لازِمٌ"، {نُنْشِئَكُمْ} [الواقعة: 61]: "فِي أَيِّ خَلْقٍ نَشَاءُ".
{نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} [البقرة: 30]: "نُعَظِّمُكَ" وَقَال أَبُو العَالِيَةِ {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} [البقرة: 37]: فَهُوَ قَوْلُهُ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} [الأعراف: 23]. {فَأَزَلَّهُمَا} [البقرة: 36]: "فَاسْتَزَلَّهُمَا" وَ {يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259]: "يَتَغَيَّرْ"، {آسِنٌ} [محمد: 15]: "مُتَغَيِّرٌ، وَالمَسْنُونُ المُتَغَيِّرُ"، {حَمَإٍ} [الحجر: 26]: "جَمْعُ حَمْأَةٍ وَهُوَ الطِّينُ المُتَغَيِّرُ"، {يَخْصِفَانِ} [الأعراف: 22]: "أَخْذُ الخِصَافِ مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ، يُؤَلِّفَانِ الوَرَقَ وَيَخْصِفَانِ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ"، {سَوْآتُهُمَا} [طه: 121]: "كِنَايَةٌ عَنْ فَرْجَيْهِمَا"، {وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة: 36]: "هَا هُنَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، الحِينُ عِنْدَ العَرَبِ مِنْ سَاعَةٍ إِلَى مَا لَا يُحْصَى عَدَدُهُ"{قَبِيلُهُ} [الأعراف: 27]: "جِيلُهُ الَّذِي هُوَ مِنْهُمْ".
(باب (1) قول الله تعالى: {وَإِذْ قَال رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}
أي: واذكر إذ قال ربك للملائكة ذلك.
({لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}) أي: في قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)} معناه: (إلا عليها حافظ) بتشديد (ما) وجعل (إن) نافية وبعضهم خفف (ما) وجعل (إن) مخففة من الثقيلة، واسمها: محذوف و (ما) زائدة فلا استثناء، وكل منهما قراءة متواترة.
({فِي كبدٍ}) أي: في قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)} معناه: (في شدة خلق).
(1) ساقطة من بعض النسخ، وثابتة في أخربها وهو الذي اعتمد عليها المصنف؛ ولذلك لم يضع الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي لها ترقيمًا.
(ورياشًا) الأولى ({وَرِيشًا}) أي: في قوله تعالى: {قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا} [الأعراف: 26] معناه: (المال وقال غيره): أي: غير ابن عباس: معناه: (ما ظهر من اللباس) كما نبه عليه بقوله: (الرياش والريش واحد: وهو ما ظهر من اللباس) وقيل: معناه الجمال والهيئة، وقيل: المعاش.
({ما تُمنونَ}) أي: في قوله تعالى: {أَفَرَءَيتم ما تُمنونَ} معناه: (النطفة) أي: المني (في أرحام النساء).
(وقال مجاهد: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)}) معناه: (النطفة في الإحليل) في نسخة: "الماء في الإحليل" أي: قادر على رد ذلك إلى الإحليل.
(كل شيء خلقه فهو شفع) أشار به إلى معنى قوله: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} .
(السماء شفع) أي: للأرض، كما أن الحار شفع للبارد.
{فِي أَحْسَنِ تَقْويمٍ} معناه: (في أحسن خلق) وقيل: في أحسن تعديل لشكله وصورته. و ({أَسْفَلَ سَافِلِينَ}) كناية عن الهرم والضعف فينقص عمل المؤمن الهرم عن زمن الشباب، ويكون له أجره كما ذكره بالاستثناء المنقطع في قوله:(إلا) أي: لكن (من آمن) أي: وعمل صالحًا فله أجر غير ممنون، أي: غير مقطوع ({خَسِرَ}) أي: في قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)} معناه: (ضلال ثم استثنى) من أهل الخسر الذين امنوا وعملوا الصالحات بقوله: (إلا من آمن) أي: وعمل صالحًا. ({لازِب}) أي: في قوله تعالى: {إنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ} معناه: (لازم).
({وَنُنْشِئَكُمْ}) يعني في قوله تعالى: {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ} أي: (في أي خلق نشاء).
({نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ}) يعني في قوله تعالى: {ونَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} [البقرة: 30] أي: (نعظمك).
(وقال أبو العالية) هو رفيع بن مهران الرياحي.
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} (فهو) أي: معنى الكلمات.
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ولا معنى للفاء في (فهو) وكانه ذكرها في مقابلة ذكرها في (فتلقى).
({فأزَلَّهُمَا}) أي: في قوله تعالى: {فَأزلَّهُمَا الشَّيطانُ عَنها} معناه: (فاستزلهما) أي: دعاهما إلى الذلة وضمير (عنها) للجنة، وقيل: للشجرة، أي: بسببها.
(و {يَتَسَنَّه}) أي: في قوله تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ} معناه: (يتغير).
({ءَاسِنٍ) أي: في قوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} معناه: (متغير)، (والـ {مسنون}) أي: في قوله تعالى: {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر: 26] معناه: (المتغير).
({حمأ}) أي: في الآية المذكورة. (جمع حمأة وهو الطين المتغير).
({يَخْصِفَانِ}) أي: في قوله تعالى: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} معناه: (أخْذُ) أي: آدم وحو اء (الحصاف {مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} ، يؤلفان
الورق ويخصفان بعضه إلى بعض) أي: يلزقان بعضه ببعض ليسترا به عورتهما، و (الخصاف) جمع خصفة: وهي ما ينسج من الخوص.
{سَوْآتِهِمَا} أي: في قوله تعالى {بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} كناية عن فرجيهما).
{وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} أي: في قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} معناه: (هاهنا إلى يوم القيامة)، وقيل إلى الموت (الحين عند العرب: من ساعة إلى ما لا يحصى عدده). هذا أحد الأقوال، وقيل: الحين: الأجل، وقيل: الساعة، وقيل: ستة أشهر، وقيل: كل سنة، وقيل: الغدوة والعشية.
{وَقَبِيلُهُ} أي: في قوله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ} .
معناه: (جيله) أي: جماعته (الذي هو) أي: الشيطان (منهم) وقيل: معناه الجن والشياطين.
3326 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، ثُمَّ قَال: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنَ المَلائِكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَال السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ".
[6227 - مسلم: 2841 - فتح 6/ 362]
(عبد الرزاق) أي: ابن همام الصنعاني. (معمر) أي: ابن راشد. (همام) أي: ابن منبه.
(وطوله ستون ذراعًا) قيل بذراعه، وقيل: بذراعنا، قال
شيخنا: أخذًا من كلام غيره، والأول أظهر (1)؛ لأن ذراع كل أحد بقدر ربعه، فلو كان بذراعنا لكانت يده قصيرة في جنب طول جسده (2)، قال القرطبي: إن الله يعيد أهل الجنة إلي خلقة أصلهم الذي هو آدم عليه السلام وعلى صفته وطوله الذي خلقه الله عليها في الجنة، وكان طوله فيها ستين ذراعًا في الارتفاع بذراع نفسه قال: ويحتمل أن هذا الذراع مقدرًا بأذرعتنا المتعارفة عندنا (3). (ما يحيونك) من التحية، وفي نسخة:"ما يجيبونك" من الإجابة. (فكل من يدخل الجنة على صورة آدم عليه السلام) أي: يدخلها على صورة آدم في الحسن والجمال، لا على صورة نفسه التي كان عليها من السواد والعاهات. (فلم يزل الخلق ينقص) أي: من طوله أراد أن كل قرن يكون طوله أقصر من القرن الذي قبله، فانتهى تناقص الطول إلى هذه الأمة، واستقر الأمر على ذلك وهو معنى قوله (حتى الآن) أي: إلى الآن فحتى بمعنى: إلى.
3327 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَتْفِلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ الأَنْجُوجُ، عُودُ الطِّيبِ وَأَزْوَاجُهُمُ الحُورُ العِينُ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ".
[انظر: 3245 - مسلم: 2834 - فتح 6/ 362]
(1) في هامش (ب): وما هنا لا يظهر له معنى، بل الذي قاله ابن التين وغيره: من أنه الذراع المتعارف أقرب وأظهر تأمل.
(2)
"فتح الباري" 6/ 366 - 367.
(3)
"المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" 7/ 182.
(جرير) أي: ابن عبد الحميد. (عن عمارة) أي: ابن القعقاع. (عن أبي زرعة) اسمه: هرم، وقيل: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن.
(الألوة) بفتح الهمزة وضمها، وضم اللام وشدة الواو. (الألنجوج) بفتح الهمزة واللام وسكون النون وبجيمين:(عود الطيب) أي: العود الذي يتبخر به مفسر (الألوة) بـ (الألنجوج)، و (الألنجوج: الطيب) فهو تفسير التفسير، وقد تفسر به الألوة بلا واسطة، كما مرَّ مع شرح الحديث في باب: ما جاء في صفة أهل الجنة ولا منافاة (1). (على خلق رجل واحد) بضم الخاء وفتحها خبر مبتدإٍ محذوف. (على صورة آدم) قال قيل: على صورة القمر ولا منافاة، لأنهم يدخلون الجنة على صورة آدم في الطول والخلقة، وعلى سورة القمر في النور والإشراق.
3328 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ، قَالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ فَهَلْ عَلَى المَرْأَةِ الغَسْلُ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَال: "نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ المَاءَ" فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، فَقَالتْ: تَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَبِمَ يُشْبِهُ الوَلَدُ".
[انظر: 130 - مسلم: 313 - فتح 6/ 362]
(يحيى) أي: ابن سعيد القطان.
(فبما) في نسخة: "فبم" بحذف الألف وهو الأكثر، ومرَّ شرح الحديث في كتاب الغسل (2).
(1) سبق برقم (3245) كتاب: بدء الخلق، باب: ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة.
(2)
سبق برقم (282) كتاب: الغسل، باب: إذا احتلمت المرأة.
3329 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، أَخْبَرَنَا الفَزَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَال: بَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ مَقْدَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ فَأَتَاهُ، فَقَال: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إلا نَبِيٌّ [قَال: مَا] أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ؟ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ الوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ؟ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ إِلَى أَخْوَالِهِ؟ فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "خَبَّرَنِي بِهِنَّ آنِفًا جِبْرِيلُ" قَال: فَقَال عَبْدُ اللَّهِ ذَاكَ عَدُوُّ اليَهُودِ مِنَ المَلائِكَةِ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الشَّبَهُ فِي الوَلَدِ: فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَشِيَ المَرْأَةَ فَسَبَقَهَا مَاؤُهُ كَانَ الشَّبَهُ لَهُ، وَإِذَا سَبَقَ مَاؤُهَا كَانَ الشَّبَهُ لَهَا " قَال: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اليَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ، إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ بَهَتُونِي عِنْدَكَ، فَجَاءَتِ اليَهُودُ وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ البَيْتَ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ" قَالُوا أَعْلَمُنَا، وَابْنُ أَعْلَمِنَا، وَأَخْيَرُنَا، وَابْنُ أَخْيَرِنَا، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ" قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَيْهِمْ فَقَال: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالُوا: شَرُّنَا، وَابْنُ شَرِّنَا، وَوَقَعُوا فِيهِ.
[3911، 3938، 4480 - فتح 6/ 363]
(الفزاري) هو ابن مروان بن معاوية. (عن حميد) أي: الطويل. (أشراط الساعة) أي: علاماتها وهو جمع شرط بفتح الراء. (ينزع الولد إلى أبيه) أي: يشبه. (زيادة كبد حوت) هي القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد: وهي أطيبها. (غشى المرأة) أي: جامعها. (بهت) بضم الموحدة وضم الهاء وسكونها جمع بهوت: وهو كثير البهتان، ويقال: بُهت، أي: كذابون ممارون لا يرجعون إلا الحق، ومرَّ شرح الحديث في آخر كتاب: العلم (1).
(1) سبق برقم (59) كتاب: العلم، باب: من سئل علمًا وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل.
3330 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ يَعْنِي "لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنَّ أُنْثَى زَوْجَهَا".
[3399 - مسلم: 1470 - فتح 6/ 363]
(عبد اللَّه) أي: ابن المبارك.
(نحوه) ظاهره: نحو الحديث السابق وليس هو نحوه كما ترى، والظاهر: أن البخاري روى قبل هذا حديثًا لكنه سقط وهو "لولا بنوا إسرائيل لم يخبث الطعام، ولم يخنز اللحم" إلى آخره، ثم قال: فيما ذكر بعده (نحوه) ثم فسر نحوه بقوله: يعني "لولا بنوا إسرائيل" إلى آخره.
(لولا بنوا إسرائيل لم يخنز اللحم) بفتح النون، أي: لم ينتن، قيل: كانوا يدخرونه لنحو السبت فأنتن، وقيل: أمروا بترك ادخار السلوى، فادخروه حتى أنتن فاستمر نتن اللحم من ذلك الوقت. (ولولا حواء) بالمد سميت بذلك؛ لأنها أم كل حي، أو لأنها خلقت من ضلع آدم عليه السلام القصرى اليسرى وهو حي قبل دخوله الجنة، وقيل: فيها. (لم تخن أنثى زوجها) سببه أن حواء دعت آدم إلى الأكل من الشجرة.
3331 -
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَمُوسَى بْنُ حِزَامٍ، قَالا: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَيْسَرَةَ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ".
[5184، 5186 - مسلم: 1468 - فتح 6/ 363]
(أبو كريب) هو محمد بن العلاء. (زائدة) أي: ابن قدامة. (عن أبي حازم) هو سلمان الأشجعي.
(استوصوا بالنساء خيرًا) أي: تواصوا في حقهن بالخير. قال
الكرماني عقب هذا: ويجوز أن تكون الباء للتعدية، والاستفعال بمعنى: الافعال نحو الاستجابة بمعنى: الإجابة (1) وقال الطيبي: السين للطلب مبالغة أي: أطلبوا الوصية من أنفسكم في حقهن بخير. (من ضلع) بكسر الضاد وفتح اللام واحد الضلوع ويجوز تسكين اللام.
3332 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ، "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيُكْتَبُ عَمَلُهُ، وَأَجَلُهُ، وَرِزْقُهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُ الجَنَّةَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ".
[انظر: 3208 - مسلم: 2643 - فتح 6/ 363]
(الأعمش) هو سليمان بن مهران. (عبد اللَّه) أي: ابن مسعود.
(إن أحدكم يجمع في بطن أمه) إلى آخره، مرَّ شرحه في باب: ذكر الملائكة (2).
3333 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ فِي الرَّحِمِ مَلَكًا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ نُطْفَةٌ، يَا رَبِّ عَلَقَةٌ، يَا رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَهَا قَال: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ، يَا رَبِّ أُنْثَى، يَا رَبِّ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، فَمَا الرِّزْقُ، فَمَا الأَجَلُ، فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ".
[انظر: 318 - مسلم: 2646 - فتح 6/ 363]
(1)"البخاري بشرح الكرماني" 13/ 228.
(2)
سبق برقم (3208) كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة.