الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3257 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قَال: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لَا يَدْخُلُهُ إلا الصَّائِمُونَ".
[انظر: 1896 - مسلم: 1152 - فتح 6/ 328]
(أبو حازم) هو سلمة بن دينار.
(الريان) ضد العطشان، وأصله: الرويان. اجتمعت الواو والياء. وسبُقت إحداهما بالسكون فأبدلت الواو ياءً ثم أدغمت في الياء. (لا يدخله إلا الصائمون) أي: مجازاة لهم؛ لما كان يصيبهم من العطش من صيامهم.
10 - بَابُ صِفَةِ النَّارِ، وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ
{غَسَّاقًا} [النبأ: 25] يُقَالُ: غَسَقَتْ عَيْنُهُ وَيَغْسِقُ الجُرْحُ، وَكَأَنَّ الغَسَاقَ وَالغَسْقَ (1) وَاحِدٌ، {غِسْلِينُ} [الحاقة: 36] كُلُّ شَيْءٍ غَسَلْتَهُ فَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ فَهُوَ غِسْلِينُ، فِعْلِينُ مِنَ الغَسْلِ مِنَ الجُرْحِ وَالدَّبَرِ " وَقَال عِكْرِمَةُ:{حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98]: "حَطَبُ بِالحَبَشِيَّةِ" وَقَال غَيْرهُ: {حَاصِبًا} [الإسراء: 68]: الرِّيحُ العَاصِفُ، وَالحَاصِبُ مَا تَرْمِي بِهِ الرِّيحُ، وَمِنْهُ {حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98]: يُرْمَى بِهِ فِي جَهَنَّمَ هُمْ حَصَبُهَا، وَيُقَالُ: حَصَبَ فِي الأَرْضِ ذَهَبَ، وَالحَصَبُ مُشْتَقٌّ مِنْ حَصْبَاءِ الحِجَارَةِ، {صَدِيدٌ} [إبراهيم: 16]: قَيْحٌ وَدَمٌ، {خَبَتْ} [الإسراء: 97]: طَفِئَتْ، {تُورُونَ} [الواقعة: 71]: تَسْتَخْرِجُونَ، أَوْرَيْتُ أَوْقَدْتُ.
(1) كذا في الأصل، وفي (س): الغَسْقَ بسكون السين.
{لِلْمُقْوينَ} [الواقعة: 73]: لِلْمُسَافِرِينَ، وَالقِيُّ القَفْرُ " وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ:{صِرَاطُ الجَحِيمِ} [الصافات: 23]: "سَوَاءُ الجَحِيمِ وَوَسَطُ الجَحِيمِ"، {لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ} [الصافات: 67]: "يُخْلَطُ طَعَامُهُمْ وَيُسَاطُ بِالحَمِيمِ"، {زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: 106]: "صَوْتٌ شَدِيدٌ، وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ"، {ورْدًا} [مريم: 86]: "عِطَاشًا"، {غَيًّا} [مريم: 59]: "خُسْرَانًا" وَقَال مُجَاهِدٌ {يُسْجَرُونَ} [غافر: 72]: "تُوقَدُ بِهِمُ (1) النَّارُ"، {وَنُحَاسٌ} [الرحمن: 35]: "الصُّفْرُ، يُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ". يُقَالُ {ذُوقُوا} [آل عمران: 181]: "بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الفَمِ"، {مَارِجٌ} [الرحمن: 15]: "خَالِصٌ مِنَ النَّارِ، مَرَجَ الأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ إِذَا خَلَّاهُمْ يَعْدُو بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ"، {مَرِيجٍ} [ق: 5]: "مُلْتَبِسٍ، مَرِجَ أَمْرُ النَّاسِ اخْتَلَطَ"، {مَرَجَ البَحْرَيْنِ} [الفرقان: 53]: "مَرَجْتَ دَابَّتَكَ تَرَكْتَهَا".
(باب: صفة النار) أي: نار جهنم. (وأنها مخلوقة) الآن خلافًا للمعتزلة مَرَّ بيانه. ({وَغَسَّاقًا}) أي: في قوله تعالى: {إلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25)} أي: ماءً باردًا، أو ظلامًا، أو ماءً صديدًا كما أشار إلى ذلك بقوله:"يقال: غسقت عينه، ويغسق الجرح"(2) إذ فسر غسقت عينه بما إذا سال منها ماء بارد وبأنها أظلمت، ويغسق الجرح بماء إذا سال منه ماء صديد. (وكأن الغساق والغسق) في نسخة:"والغسيق". (واحد) فيه
(1) كذا في الأصل، وفي (س) بضم الميم.
(2)
غَسَقَت عينه تَغْسِقُ غَسْقًا وغَسَقَاقًا: دَمَعَتْ، وقيل: انصبَّت، وقيل: أظلمت. وغَسَقَ الجُرْحُ غَسْقا وغسقانا: سال منه ماء أصفر. "اللسان"(غسق) 6/ 3255.
إشارة إلى أنه قال ذلك ظنا لا جزما، وهو ظاهرة إذ يحتمل أن يكون الغساق شاملا للمعاني الثلاثة، والغسق خاصا بالظلمة. ({غِسْلِينٍ}) أي: في قوله تعالى: {وَلَا طَعَامٌ إلا مِنْ غِسْلِينٍ (36)} معناه: غسالة كما أشار إليه بقوله: (كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين) وروي عن ابن عباس أنه قال: الغسلين صديد أهل النار (1)، ثم بيَّن البخاري وزن غسلين بقوله:(فعلين) وماخذه بقوله: (من الغسل من الجرح (والدبر) بفتح الموحدة: وهو ما يصيب الدواب من الجراحات و (من) الثانية متعلقة بالغسل؛ ولا ينافي هذه الآية قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إلا مِنْ ضَرِيعٍ (6)} أي: نوع من الشوك لا ترعاه دابة لخبثه؛ لأن الضريع يقال: للغسلين أيضًا، أو هما طائفتان طائفة يجازون بالطعام من غسلين، وطائفة بالطعام من ضريع بحسب استحقاقهما لذلك. ({حَصَبُ جَهَنَّمَ}) معناه:(حطب بالحبشية) قيل: إن أراد أنها حبشية الأصل سمعتها العرب فتكلمت بها صارت عربية وإلا فليس في القرآن غير المحربية، وقيل: الحصب ماء هُيئ للوقود من الحطب فإن لم يهيأ له فليس يحصب (2).
(حاصبا) أي: في قوله: {أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} معناه: (الريح العاصف، والحاصب) أيضًا: (ما ترمي به الريح ومنه) أي: من معناه الثاني: (حصب جهنم)؛ لأنه (يرمى به في جهنم) ثم بين أن أهل الجنة حصبها بقوله: (هم حصبها) وهو مشتق من حصباء الحجارة وهي الحصئ. ({صديدٍ}) أي: في قوله تعالى: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} معناه: قيح ودم. ({خَبتْ}) أي: في قوله تعالى: {كلمَا خَبَت} معناه: (طفأت) بفتح الطاء وكسر الفاء، ({تُورُونَ}) أي: في قوله
(1) رواه الطبري في "التفسير" 12/ 221 (34825).
(2)
دلَّ على ذلك ما رواه الطبري في "التفسير" 9/ 92 (24838).
تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71)} معناه: (تستخرجونها) من الشجر الأخضر. (أوريت) معناه: (أوقدت) وأصل تورون: توريون نقلت ضمة الياء إلى الراء وحذفت الياءة لالتقاء الساكنين. ({للمقوين})، أي: في قوله تعالى: {وَمَتَاعًا لِلْمُقْوينَ} معناه: (للمسافرين) وقيل: للذين لهم مال، والأول مأخوذ من أقوى الرجل إذا نزل المنزل (القواء) أي: الذي لا أحد فيه (القِيَّ) بكسر القاف وتشديد التحتية معناه: (القفر) بفتح القاف وسكون الفاء: وهو مفازة لا نبات فيها ولا ماء. {صِرَاطِ الْجَحِيمِ} أي: في قوله: {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} معناه: (سواء الجحيم ووسط الجحيم) فهو مشترك بينهما. (لشوبا من حميم) أي: في قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67)} معناه: الخلط كما أشار إليه بقوله: (يخلط طعامهم ويساط بالحميم) ببناء الفعلين للمفعول، ومعنى يساط: يخلط وسوغ عطفه على (يخلط) اختلافهما لفظًا، ({زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ}) أي: في قوله تعالى: {فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} معناهما: (صوت شديد، وصوت ضعيف) في ذلك لف ونشر مرتب، والزفير في الحلق، والشهيق في الصدر وهما كصوت الحمار أوله زفير وآخره شهيق ({وردًا}) يعني في قوله تعالى:{وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ ورْدًا (86)} . أي: (عطاشا)، وقيل: مقطعة أعناقهم. ({غيا}) يعني في قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} . أي: (خسرانا) وقيل: واديا في جهنم، والمعنى عليه: فسوف يلقون حر الغي. {يُسْجَرُونَ} أي: في قوله تعالى: {ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} معناه: (توقد بهم النار) وفي نسخة: "لهم" بلام بدل (الباء). ({نُحَاسٌ}) أي: في قوله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ} معناه: (الصفر) وهو النحاس المذاب. (يصب على رءوسهم) زيادة في العذاب، ({ذُوقُوا}) أي: في قوله تعالى: {وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} معناه: (باشروا وجربوا
وليس هذا من ذوق الفم) غرضه: أن الذوق هنا بمعنا: المباشرة والتجربة لا بمعنى ذوق الفم وهذا من المجاز أن يستعمل الذوق وهو مما يتعلق بالأجسام في المعاني كما في قوله تعالى: {ذَاقُوا وَبَال أَمْرِهِمْ} . ({مارج}) أي: في قوله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15)} . معناه: (خالص من النار) ثم ذكر ما يناسب مارجًا لفظًا فقال: (مرج الأمير) إلى أخره {مَرِيجٍ} أي: في قوله تعالى: {فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} . معناه (ملتبس) ومنه قولهم: (مرج) بكسر الراء (أمر الناس) أي: اختلط والتبس، وأما مرج بالفتح فمعناه: ترك وخلى، ومنه قوله تعالى:{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} إلى أخره؛ أي: خلاهما لا يلتبس أحدهما بالآخر.
3258 -
حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الحَسَنِ، قَال: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه، يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَقَال: "أَبْرِدْ" ثُمَّ قَال: "أَبْرِدْ" حَتَّى فَاءَ الفَيْءُ، يَعْنِي لِلتُّلُولِ ثُمَّ قَال:"أَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ".
[انظر: 535 - مسلم: 616 - فتح 6/ 329]
(أبو الوليد) هو هشام بن عبد الملك. (شعبة) أي: ابن الحجاج.
(حتى فاء الفيء يعني للتلول) أي: يعني: حتى وقع الظل تحت التلول، ومَرَّ شرح الحديث في الصلاة، في باب: الإبراد بالظهر من شدة الحر (1).
3259 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَال: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، "أَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ".
[انظر: 538 - فتح 6/ 330]
3260 -
حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَال: حَدَّثَنِي أَبُو
(1) سبق برقم (537) كتاب: مواقيت الصلاة، باب: الإبراد بالظهر في شدة الحر.
سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ".
[انظر: 537 - مسلم: 617 - فتح 6/ 330]
(سفيان) أي: ابن عيينة. (عن الأعمش) هو سليمان مهران.
(أبردوا بالصلاة) مَرَّ شرحه في الباب المذكور آنفا.
3261 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ هُوَ العَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، قَال: كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ فَأَخَذَتْنِي الحُمَّى، فَقَال أَبْرِدْهَا عَنْكَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَال "الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ أَوْ قَال بِمَاءِ زَمْزَمَ - شَكَّ هَمَّامٌ -".
[فتح 6/ 330]
(أبو عامر) هو عبد الملك العقدي. (همام) أي: ابن يحيى البصري. (عن أبي جمرة) بجيم وراء: هو نصر بن عمران (من فيح جهنم) أي: من سطوع حرها.
3262 -
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، قَال أَخْبَرَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الحُمَّى مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا عَنْكُمْ بِالْمَاءِ".
[5726 - مسلم: 2212 - فتح 6/ 330]
3263 -
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ".
[5725 - مسلم: 2210 - فتح 6/ 330]
(عبد الرحمن) أي: ابن مهدي. (سفيان) أي: الثوري. (عن أبيه) هو سعيد بن مسروق. (من فور جهنم) أي: من شدة حرها.
3264 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَال: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ".
[5723 - مسلم: 2209 فتح 6/ 330]
(يحيى) أي: ابن سعيد القطان. (عبيد الله) أي: ابن عمرو.
3265 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَال حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَال:"نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ"، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً قَال:"فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا".
[مسلم: 2843 - فتح 6/ 330]
(عن أبي الزناد) هو عبد الله بن ذكوان، (عن الأعرج) هو عبد الرحمن بن هرمز.
(جزء من سبعين جزءًا) في رواية للإمام أحمد "من مائة جزء"(1) ويجمع بينهما بأن الإخبار بالقليل لا ينافي الإخبار بالكثير بناء على القول بأن العدد لا مفهوم له، فيحمل أنه صلى الله عليه وسلم أخبر بأحدهما في وقت، وبالآخر في آخر.
3266 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ عَطَاءً، يُخْبِرُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَى المِنْبَرِ "وَنَادَوْا يَا مَالِكُ".
[الزخرف: 77]
(سفيان) أي: ابن عيينة. ({وَنَادَوْا يَامَالِكُ}) مَرَّ في باب: ذكر الملائكة (2).
3267 -
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَال قِيلَ لِأُسَامَةَ لَوْ أَتَيْتَ فُلانًا فَكَلَّمْتَهُ، قَال: إِنَّكُمْ لَتُرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إلا أُسْمِعُكُمْ، إِنِّي أُكَلِّمُهُ فِي السِّرِّ دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بَابًا لَا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ، وَلَا أَقُولُ لِرَجُلٍ أَنْ كَانَ عَلَيَّ أَمِيرًا إِنَّهُ خَيْرُ النَّاسِ، بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: وَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ: قَال: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي
(1)"مسند أحمد" 2/ 378.
(2)
سبق برقم (3230) كتاب: بدء الخلق، باب: إذا قال أحدكم: أمين.
النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلانُ مَا شَأْنُكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ المُنْكَرِ؟ قَال: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ " رَوَاهُ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ.
[7098 - مسلم: 2989 فتح 6/ 331]
(علي) أي: ابن عبد المديني. (سفيان) أي: ابن عيينة. (عن الأعمش) هو سليمان بن مهران. (عن أبي وائل) هو شقيق بن سلمة.
(قيل لأسامة) أي: ابن زيد هو ابن حارثة.
(لو أتيت) جواب (لو) محذوف، أو هي للتمني (1) فلا تحتاج إلى جواب. (فلانًا) هو عثمان بن عفان. (فكلمته) أي: فيما يقع من الفتنة بين الناس والسعي في إطفاء ثائرتها. (إنكم لترون) بضم الفوقية، أي: إنكم لتظنون. (إلا أسمعكم) أي: ألا (بحضرتكم) وأنتم تسمعون، وفي نسخة:"ألا بسمعكم" بصيغة المصدر. (أن أكلمه في السر دون أن أفتح بابًا) أي: من أبواب الفتن، وحاصله: أكلمه طلبًا للمصلحة، لا تهييجا للفتنة؛ لأن المجاهدة على الأمر بالإنكار فيها شناعة عليهم تؤدي إلى افتراق الكلمة. (أن كان) بفتح الهمزة أي: لأن كان. (فتندلق) بمثناة ونون ومهملة، أي: فتخرج بسرعة. (أقتابه) أي: أمعاؤه بأن تنصب في جوفه وتخرج من دبره. (أي فلان) أي: يا فلان. (ألست) الهمزة فيه للاستفهام الاستخباري. (رواه) أي: الحديث. (غندر) هو محمد بن جعفر ومراده ورواه أيضًا غندرٌ.
وفي الحديث: الأدب مع الأمراء، واللطف بهم، وتبليغهم قول الناس فيهم؛ ليكفوا عنه.
(1) لو التي للتمني سبق الحديث عنها.