الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
61 -
[كِتَابُ] المَنَاقِب
1 - باب قَوْلُ اللَّه تَعَالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]
.
وَقَوْلِهِ: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]. وَمَا يُنْهَى عَن دَعْوى الجَاهِلِيَّةِ. الشُّعُوبُ: النَّسَبُ البَعِيدُ، وَالْقَبَائِلُ: دُونَ ذَلِكَ.
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ساقط من نسخة. (باب: المناقب) في نسخة: "كتاب المناقب" وهي المكارم والمفاخر واحدها: منقبة كأنها تنقب قلب الحسود.
(قول اللَّه) بالرفع، وفي نسخة:"وقول اللَّه" بالجر عطف على سابقه، وفي أخرى:"باب قول الله".
({يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}) أي: من أب وأم.
({وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}) أي: ليعرف بعضكم بعضا لا لتفاخر بالآباء والقبائل.
({إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}) يعني: إن التقوى إنما تكون بالعمل الصالح والكف عن المعصية، لا بالتفاخر بالنسب، وقوله بالرفع أو بالجر. ({وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}) بالنصب عطف على لفظ الجلالة، أو على محل الجر والمجرور، وبالجر عطف على الضمير المجرور (1) وهو قليل، وقرئ بالرفع شاذا على أنه مبتدأ حذف
(1) العطف على الضمير المجرور غير إعادة الجار اختلف فيه النحاة، فأجازه بعضهم ومنعه آخرون، وسبق بيانه.
خبره، أي: والأرحام كذلك أي: مما يتقى ويتساءل به. (وما ينهى) عطف على قول اللَّه تعالى. (عن دعوى الجاهلية) كالنياحة، وانتساب الشخص إلى غير أبيه، ولو قال: وما ينهى عنه من دعوى الجاهلية كان أوضح. (الشعوب) بضم الشين: جمع شعب بفتحها معناه: (النسب البعيد) كمضر وربيعة، ولو قال: الأنساب البعيدة بالجمع كان أنسب، و (قبائل) معناه:(دون ذلك) أي: دون الشعوب أي: الأنساب القريبة كقريش وتميم، وفي نسخة:"والقبائل البطون".
3489 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الكَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]، قَال:"الشُّعُوبُ: القَبَائِلُ العِظَامُ، وَالقَبَائِلُ: البُطُونُ".
[فتح: 6/ 525]
(أبو بكر) هو ابن عياش ابن سالم الحناط بمهملة ونون. (عن أبي حصين) بفتح الحاء: عثمان بن عاصم الأسدي.
(الشعوب: القبائل العظام، والقبائل: البطون) فالشعب الطبقة الأولى من الطبقات الست التي عليها العرب وهي الشعب، والقبيلة، والعمارة، والبطن، والفخذ، والفصيلة، فالشعب يجمع القبائل، والقبيلة تجمع العمائر، والعمارة تجمع البطون، والبطن تجمع الأفخاذ، والفخذ يجمع الفصائل، فخزيمة شعب، وكنانة قبيلة، وقريش عمارة، وقصي بطن وهاشم فخذ والعباس فصيلة، وقيل: العرب عشر طبقات: الخدم، ثم الجمهور، ثم الشعب، ثم القبيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ، ثم العشيرة، ثم الفصيلة، ثم الرهط.
3490 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَال: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَال: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَال: "أَتْقَاهُمْ" قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَال:"فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ".
[انظر: 3349 - مسلم: 2378 - فتح: 6/ 525]
(عن عبيد اللَّه) أي: ابن عمر العمري.
(من أكرم الناس) إلى آخره مَرَّ مطوَّلا في باب قول اللَّه تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)} (1).
3491 -
حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ، حَدَّثَنَا كُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ، قَال: حَدَّثَتْنِي رَبِيبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ، قَال: قُلْتُ لَهَا: "أَرَأَيْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَانَ مِنْ مُضَرَ؟ قَالتْ: فَمِمَّنْ كَانَ إلا مِنْ مُضَرَ، مِنْ بَنِي النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ".
[3492 - فتح: 6/ 525]
(عبد الواحد) أي: ابن زياد. (كليب) أي: ابن وائل.
(ابنة) في نسخة: "بنت".
(قالت ممن كان) استفهام إنكاري، أي: لم يكن.
(إلا من مضر) ومضر بن نزار بن معد بن عدنان.
3492 -
حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ، حَدَّثَنَا كُلَيْبٌ، حَدَّثَتْنِي رَبِيبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَظُنُّهَا زَيْنَبَ قَالتْ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالمُزَفَّتِ"
وَقُلْتُ لَهَا: أَخْبِرِينِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ كَانَ مِنْ مُضَرَ كَانَ؟ قَالتْ: "فَمِمَّنْ كَانَ إلا مِنْ مُضَرَ كَانَ مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ".
[3491 - فتح: 6/ 525]
(موسى) أي: ابن إسماعيل. (عبد الواحد) أي: ابن زياد.
(عن الدباء) أي: القرع. (والحنتم) هي جرارٌ خضر كان يحمل فيها الخمر. (والمقيّر) هو المطلي بالقار وهو الزفت. (والمزفت) مكرر مع ما قبله، ولهذا قيل: وصوابه: النقير بالنون، وهو خشبة تنقر فينبذ فيها فيشتدد نبيذها.
(1) سبق برقم (3383) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)} .
3493 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَال: "تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ، خِيَارُهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلامِ، إِذَا فَقِهُوا، وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً.
[3496، 3588 - مسلم: 2526 - فتح: 6/ 525]
(حدثني) في نسخة: "حدثنا". (جرير) أي: ابن عبد الحميد.
(عن عمارة) أي: ابن القعقاع. (عن أبي زرعة) هو هرم.
(في هذا الشان) أي: في الولاية خلافة، أو إمارة.
3494 -
وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاءِ بِوَجْهٍ، وَيَأْتِي هَؤُلاءِ بِوَجْهٍ".
[6058، 7179 - مسلم: 2526 - فتح: 6/ 526]
(شر الناس) إلى آخره هم المنافقون.
3495 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا المُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَال: "النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ.
[مسلم: 1818 - فتح: 6/ 526]
(المغيرة) أي: ابن عبد الرحمن [(عن أبي الزناد) هو عبد اللَّه بن ذكوان. (عن الأعرج) هو عبد الرحمن](1) بن هرمز.
3496 -
وَالنَّاسُ مَعَادِنُ، خِيَارُهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلامِ، إِذَا فَقِهُوا تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّ النَّاسِ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الشَّأْنِ، حَتَّى يَقَعَ فِيهِ".
[انظر: 3493 - مسلم: 2526 - فتح: 6/ 526]
(حتى يقع فيه) أي: بلا سؤال منه فتزول عنه الكراهة لعلمه أن اللَّه يعينه عليه لخبر (إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها)(2).
(1) من س
(2)
ستأتي برقم (6622) كتاب: الأيمان والنذور، باب: قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْو} .
- باب
(باب) ساقط من نسخة، ولم يترجم له فهو كالفصل من سابقه.
3497 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ المَلِكِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، {إلا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى} [الشورى: 23]، قَال: فَقَال سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَقَال:"إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ، إلا وَلَهُ فِيهِ قَرَابَةٌ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ: إلا أَنْ تَصِلُوا قَرَابَةً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ".
[4818 - فتح: 6/ 526]
(مسدد) أي: ابن مسرهد. (يحيا) أي: القطان. (عن شعبة) أي: ابن الحجاج. (عبد الملك) أي: ابن ميسرة. (عن طاوس) أي: ابن كيسان اليماني.
(فنزلت عليه) في نسخة: "فنزلت فيه". (إلا أن تصلوا قرابة بيني وبينكم) هذا لم ينزل إنما نزل معناه وهو قوله: {إلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} .
3498 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"مِنْ هَا هُنَا جَاءَتِ الفِتَنُ، نَحْوَ المَشْرِقِ، وَالجَفَاءُ وَغِلَظُ القُلُوبِ فِي الفَدَّادِينَ أَهْلِ الوَبَرِ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ وَالبَقَرِ، فِي رَبِيعَةَ، وَمُضَرَ".
[انظر: 3302 - مسلم: 51 - فتح: 6/ 526]
(سفيان) أي: ابن عيينة. (عن إسماعيل) أي: ابن أبي خالد الأحمسي. (عن قيس) أي: ابن أبي حازم. (عن أبي مسعود) هو عقبة بن عمرو الأنصاري البدوي، وفي نسخة:"عن ابن مسعود".
(من ها هنا) أي: من المشرق. (جاءت الفتن) أي: تجيء، وعبر بالماضي، مبالغة في تحقق وقوعها. (والجفاء) بالجيم والمد. (وغلظ القلوب) هو بمعنى: الجفاء فالعطف؛ للتفسير. (الفدّادين) بتشديد المهملة الأولى، أي: الصياحين: لرفعهم أصواتهم خلف مواشيهم. (أهل الوبر) بفتح الواو والموحدة: أهل البوادي، وسُمُّوا بذلك؛ لأنهم
يتخذون بيوتهم من وبر الإبل.
(عند أصول أذناب الإبل والبقر) أي: عند سوقها.
3499 -
حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَال: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:"الفَخْرُ، وَالخُيَلاءُ فِي الفَدَّادِينَ أَهْلِ الوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الغَنَمِ، وَالإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ" قَال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: "سُمِّيَتِ اليَمَنَ لِأَنَّهَا عَنْ يَمِينِ الكَعْبَةِ، وَالشَّأْمَ لِأَنَّهَا عَنْ يَسَارِ الكَعْبَةِ، وَالمَشْأَمَةُ المَيْسَرَةُ، وَاليَدُ اليُسْرَى الشُّؤْمَى، وَالجَانِبُ الأَيْسَرُ الأَشْأَمُ".
[انظر: 3301 - مسلم: 52 - فتح: 6/ 526]
(والخيلاء) بالمد: الكبر والعجب. (والسكينة) أي: السكون.
(الإيمان يمان) أصله: يمني حذفت ياء النمسب وعوض منها الألف، ثم قيل: هو على ظاهره من نسبة الإيمان إلى اليمن، وقيل: نسبته إلى مكة؛ لأن مبتدأه منها، وهي يمانية بالنسبة للمدينة، وقيل المراد: نسبته على مكة والمدينة وهما يمانيان بالنسبة للشام بناءً على أن هذه المقالة صدرت منه صلى الله عليه وسلم وهو بتبوك ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن، وقيل المراد به الأنصار؛ لأنهم يمانيون ونسب الإيمان إليهم؛ لأنهم كانوا الأصل في نصر ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
(والحكمة يمانية) بالتخفيف، وحكي التشديد: وهي العلم الموصل إلى معرفة اللَّه تعالى، والعمل بما يرضيه.
(قال أبو عبد اللَّه) ساقط من نسخة. (عن يسار الكعبة) في نسخة "لأنها عن يسار الكعبة". {الْمَشْأَمَةِ} أي: في قوله: {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} .
(الميسرة) أي: اليسار بأن يعطي كل منهم كتابه بيساره. (واليد اليسرى الشؤمى) أي: تُسَمَّى بذلك.