الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ بَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَهُ العَدُوُّ فَلَمَّا هُزِمَ العَدُوُّ رَدَّ خَالِدٌ فَرَسَهُ".
[انظر: 3067 - فتح 6/ 182]
(زهير) أي: ابن معاوية الجعفي.
(فأخذه) أي: الفرس. (فلما هزم العدو) بالبناء للمفعول، ورفع (العدو)، وفي نسخة: بالبناء للفاعل، ونصب (العدو) أي: هزم خالد العدوَّ (رد خالد فرسه) صرّح في هذه الرواية بان قصة الفرس كانت في زمن أبي بكر، وفي الرواية الأولى بانها كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وقصة العبد كانت بعده، وفي الرواية الثانية بأن القصتين كانتا بعد النبي صلى الله عليه وسلم، أخذًا من اتفاق الصحابة على أن واقعة الروم كانت بعد النبي صلى الله عليه وسلم كما قاله شيخنا (1).
188 - بَابُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالفَارِسِيَّةِ وَالرَّطَانَةِ
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم: 22]، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4].
(باب: من تكلم بالفارسية) أي: باللغة الفارسية، قيل: نسبة إلى فارس بن عامور بن يافث بن نوح عليه السلام، وقيل: غير ذلك. (الرطانة) بكسر الراء، وفتحها، أي: التكلم بلسان العجم، أو بكلام لا يُفهم، ومناسبة هذه الترجمة مع حديثيها الأخيرين لكتاب الجهاد: أن الإمام إذا أمَّن أهل الحرب بلسانهم، ولغتهم، يكون ذلك أمانًا؛ لأن الله تعالى يعلم الألسنة كلها، وأما حديثها الأول فمناسبته للجهاد تؤخذ من ذكر الخندق فيه، (وقوله تعالى) بالجر عطف على (من تكلم) وفي
(1)"فتح الباري" 6/ 183.
نسخة: "وقول الله عز وجل". ({وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ}) أي: ومن آياته اختلاف ألسنتكم: أي: لغاتكم من عربية، وعجمية، وغيرهما. ({وَأَلْوَانِكُمْ}) أي: من بياض وسواد وغيرهما، وأنتم أولاد رجل واحد، وامرأة واحدة ({وَمَا أَرْسَلْنَا}) في نسخة:"وقال أي: الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ}. {إلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} " أي: بلغتهم، ليبين لهم ما آتاهم به.
3070 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، قَال: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنْتُ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، فَتَعَال أَنْتَ وَنَفَرٌ، فَصَاحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال:"يَا أَهْلَ الخَنْدَقِ إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُؤْرًا، فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ".
[4101، 4102 - مسلم: 2039 - فتح 6/ 183]
(ميناء) بالمد والقصر.
(بهيمة) بضم الموحدة وسكون التحتية، مصغَّر بهمة بفتح الموحدة وإسكان الهاء: ولد الضأن (وطحنت) أي: أمرت امرأتي أن تطحن ليجامع رواية: (وطحنت) أي: امرأته. (فتعال أنت ونفر) أي: ومعك نفر (سورًا) بضم المهملة، وسكون الواو غير مهموز: هو الطعام الذي يُدعى إليه، وقيل: الطعام مطلقا، وقيل: الضبع وهو لفظ فارسي، أما السؤر بالهمز: فهو البقية من ماء، أو طعام، أو غيره، وليس مرادًا هنا. (فحي هلًا) هو موضع الترجمة، حيهلا مركب من حي، وهل بسكون اللام، وقد يبنى على الفتح، وقد يقال: حيهل بتنوين وبدونه وعليه الرواية، فأقبلوا وأسرعوا بكم، وجاء مُتَعَدِّيًا بنفسه، وبالباء، وبإلى، وبعلى، ويستعمل (حيّ) وحده بمعنى: أقبل، (وهلا) وحده بمعنى: اسكن.
3071 -
حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"سَنَهْ سَنَهْ" - قَال عَبْدُ اللَّهِ: وَهِيَ بِالحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ -، قَالتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي أَبِي، قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"دَعْهَا"، ثُمَّ قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَبْلِي وَأَخْلِفِي ثُمَّ، أَبْلِي وَأَخْلِفِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِفِي" قَال عَبْدُ اللَّهِ: فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ.
[3874، 5823، 5845، 5993 - فتح 6/ 183]
حبان بكسر المهملة. (عبد الله) أي: ابن المبارك. (أم خالد) اسمها: أمة (سَنَه سَنَهْ) بفتح المهملة، وكسرها، وتشديد النون، وتخفيفها، وسكون الهاء، وفي نسخة:"سناه سناه" بزيادة ألف فيهما (قال عبد الله) أي: ابن المبارك وفي نسخة: "قال أبو عبد الله" أي: البخاري. (وهي) أي: سنه (بالحبشية) أي: بلغتها: (حسنة)، وبالعجمية: الرطانة (بخاتم النبوة) هو ما كان مثل زر الحِجلة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم. (فزبرني أبي) أي: نَهَرني. (أبلي) أي: ألبسيه حتى يبلى (وأخلقي) بمعناه أيضًا، إنما عطف عليه مع اتحاد المعنى؛ لتغاير اللفظين وإنما كرر. (ثم أبلي وأخلقي) للتأكيد والتقوية كقوله:{كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} [النبأ: 5]. وإن كان التكرير هنا مرتين وفي الآية مرة، وفي نسخة:"وأخلفي" بالفاء بدل القاف، أي: اكتسبي خلفه بعد بلائه، وهو ثلاثي ورباعي يقال: خلف الله لك، وأخلف لك، وهو الأكثر (قال عبد الله) أي: ابن المبارك (فبقيت) أي: أم خالد (حتى دكن) بفتح الدال والكاف، وقد تكسر، وبنون، أي: القميص أي: اسودَّ لونه من كثرة ما لبس، وفي نسخة:"حتى ذكر" بذال معجمة وكاف مفتوحتين وراء، وفي أخرى:"ذكر دهرًا" وهي مفسرة للتي قبلها، كأنه قال: بقي هذا القميص زمنًا طويلًا، نسيه الذي أروي عنه، فعبر بقوله:(ذكر دهرًا) أي: نسي تحديده ففي (ذكر) ضمير يرجع إلى الرواي، أي: حتى ذكر الرواي دهرًا نسي الذي روى عنه تحديده، وفي