الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ رَبِّي، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى بِي السِّدْرَةَ المُنْتَهَى، فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لَا أَدْرِي مَا هِيَ، ثُمَّ أُدْخِلْتُ [الجَنَّةَ] فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا المِسْكُ".
[انظر: 349 - مسلم: 163 - فتح 6/ 374]
(عنبسة) أي: ابن خالد.
(ظهرت) أي: علوت. (لمستوى) في نسخة: "بمستوى" بفتح الواو فيهما أي: صعيدًا. (حتى أتي السدرة) في نسخة: "حتى أتى بي السدرة" وفي أخرى: "حتى أتى إلى السدرة"، ومرَّ شرح الحديث أول كتاب الصلاة (1).
6 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَال يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ} [الأعراف: 65]
وَقَوْلِهِ: {إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالى {كَذَلِكَ نَجْزِى الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} [الأحقاف: 21 - 25]. فِيهِ: عَنْ عَطَاءٍ وَسُلَيْمَانَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
[انظر: 3206، 4828]
(باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَال يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ}، وَقَوْلِهِ: {إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالى {كَذَلِكَ نَجْزِى الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ}) هذا آخر الترجمة.
(فيه) أي: في الباب. (عن النبي صلى الله عليه وسلم) رواه في بدء الخلق بلفظ: كان إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر، وفي آخره وما أدري لعله كما قال قوم:{فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} الآية (2).
(1) سبق برقم (349) كتاب: الصلاة، باب: كيف فرضت الصلاة في الإسراء.
(2)
سبق برقم (3206) كتاب: بدء الخلق، باب: ما جاء في قوله {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف: 57].
- بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ} [الحاقة: 6]
شَدِيدَةٍ، {عَاتِيَةٍ} [الحاقة: 6] قَال ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَتَتْ عَلَى الخُزَّانِ {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحاقة: 7]"مُتَتَابِعَةً"{فَتَرَى القَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاويَةٍ} [الحاقة: 7]"أُصُولُهَا"{فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 8]"بَقِيَّةٍ".
(باب قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ}) أي: (شديدة). ({عَاتِيَةٍ}) من عتى عتوًا: إذا جاوز الحد، وقيل: الصرصر: شديد الصوت، وقيل: البارد. (قال ابن عيينة) أي: في تفسير عاتية. (عتت على الخزان) أي: خزان الريح: وهم الملائكة الموكلون بها، أي: عتت عليهم وجاوزت المقدار. ({سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}) أي: (متتابعة). ({فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى}) أي: مطروحين. {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاويَةٍ} أي: ساقطة فارغة. (أصولها) أي: أصول النخل وهو تفسير لأعجازها. ({فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8)}) أي: (بقية) وقيل: باقية مصدر كالعاقبة، أي: فهل ترى لهم من بقاء.
3343 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ".
[انظر: 1035 - مسلم: 100 - فتح 6/ 376]
(شعبة) أي: ابن الحجاج. (عن الحكم) أي: ابن عتيبة.
(نصرت بالصبا) إلى آخره، مرّ شرحه في الاستسقاء، في باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم "نصرت بالصبا"(1).
3344 -
قَال: وَقَال ابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَال: بَعَثَ عَلِيٌّ رضي الله عنه، إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذُهَيْبَةٍ فَقَسَمَهَا بَيْنَ الأَرْبَعَةِ الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الحَنْظَلِيِّ، ثُمَّ المُجَاشِعِيِّ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الفَزَارِيِّ، وَزَيْدٍ الطَّائِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلاثَةَ العَامِرِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلابٍ، فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ، وَالأَنْصَارُ، قَالُوا: يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا، قَال:"إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ". فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ، نَاتِئُ الجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقٌ، فَقَال: اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ، فَقَال:"مَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُ؟ أَيَأْمَنُنِي اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَلَا تَأْمَنُونِي" فَسَأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ، - أَحْسِبُهُ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ - فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَال:"إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا، أَوْ: فِي عَقِبِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ".
[3610، 4351، 4667، 5058، 6163، 6931، 6933، 7432 - مسلم: 1064 - فتح 6/ 376]
(ابن كثير) هو محمد بن كثير العبدي. (سفيان) أي: الثوري. (عن أبيه) هو سعيد بن مسروق بن حبيب الثوري. (ابن أبي نُعْم) بضم النون هو عبد الرحمن أبو الحكم البجلي.
(بذهيبة) قال الخطابي: أنثها على نية القطعة من الذهب، وقد يؤنث الذهب في بعض اللغات (2). (الأقرع) إلا آخره بالرفع خبر مبتدإِ
(1) سبق برقم (1035) كتاب: الاستسقاء، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نصرت بالصبا".
(2)
"إعلام الحديث" 3/ 1534.
محذوف، وبالجر بدل من (الأربعة)، أو بيان له. (الحنظلي) نسبة إلى حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة. (ثم المجاشعي) نسبة إلى مجاشع بن آدم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة. (عيينه بن بدر) نسبة إلى جدٍّ له، وإلا فهو حذيفة بن حصين بن حذيفة بن بدر وعيينة لقبه لقب به؛ لأنه طعن في عينيه. (الفزاري) نسبة إلى فزارة. (صناديد) أي: رؤساء جمع صنديد بكسر الصاد. (نجد) سمي به لعلوِّه عن انخفاض تهامة. (فأقبل رجل) هو ذو الخويصرة. (مشرف الوجنتين) أي: غليظهما، والوجنة مثلثة الواو، وقد تقلب الواو ألفًا. (ناتئ الجبين) أي: مرتفعة. (كث اللحية) أي: كثير شعرها. (محلوق) أي: محلوق الرأس كما في مسلم (1).
(أحسبه) أي: أظن أن هذا السائل هو خالد بن الوليد، وقيل: عمر بن الخطاب ولا تنافي لجواز أنهما سألا جميعًا. (فمنعه) أي: من القتل لئلا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه ولا ينافي ذلك قوله بعد: (لئن أدركتهم لأقتلنهم)؛ لأن المراد إدراك زمان خروجهم، إذا أكثروا واعترضوا الناس بالسيف. (من ضئضئ هذا) بكسر المعجمتين، وسكون الهمزة الأولى، أي: الأصل، والمراد: من نسله وعقبه، ويقال: فيه ضؤضؤ، ورواه بعضهم بمهملتين مكسورتين، والكل بمعنى قاله ابن الأثير (2). (لا يجاوز حناجرهم) جمع حنجرة: وهي رأس
(1) مسلم (1064) كتاب: الزكاة، باب: ذكر الخوارج وصفاتهم.
(2)
"النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 105.
الغلصمة (1) حيث تراه نائيًا من خارج الحلق، والمراد: لا يرفع في الأعمال الصالحة. (يمرقون من الدين) أي: الطاعة، وفي نسخة:"من الإسلام". (مروق السهم من الرمية) أي: يخرجون منه خروج السهم إذا نفد من الصيد من جهة أخرى ولم يتعلق بالسهم من دمه شيء، والرمية بوزن فعيلة بمعنى مفعولة. (قتل عاد) مرَّ معناه آنفًا، وفي نسخة:"قتل ثمود".
3345 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15].
[انظر: 3341 - مسلم: 823 - فتح 6/ 379]
(إسرائيل) أي: ابن يونس. (عن أبي إسحاق) أي: السبيعي. (عن الأسود) أي: ابن يزيد.
(سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأ: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ})[القمر: 15] مرَّ شرحه في باب: قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} (2).
(1) الغلصمة: اللحم بين الرأس والعنق، أو العجرة على ملتقى اللهاة والمريء، أو رأس الحلقوم بشواربه. انظر: مادة (غلم) في "القاموس المحيط".
(2)
سبق برقم (3341) كتاب: أحاديث الأنبياء: قول اللَّه عز وجل: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} .
7 -
بَابُ قِصَّةِ يَاجُوجَ (1) وَمَأْجُوجَ
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالى: قَالُوا {يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ، وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ} [الكهف: 94] قَوْلُ اللَّهِ تَعَالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي القَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا. إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} [الكهف: 84]. (فَاتَّبَعَ سَبَبًا) - إِلَى قَوْلِهِ - (ائْتُونِي زُبَرَ الحَدِيدِ)[الكهف: 83 - 96]: "وَاحِدُهَا زُبْرَةٌ وَهِيَ القِطَعُ"{حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} [الكهف: 96] يُقَالُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: الجَبَلَيْنِ، وَالسُّدَّيْنِ الجَبَلَيْنِ {خَرْجًا} [الكهف: 94]: "أَجْرًا"، {قَال انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَال آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} [الكهف: 96]: "أَصْبُبْ عَلَيْهِ رَصَاصًا، وَيُقَالُ الحَدِيدُ، وَيُقَالُ: الصُّفْرُ " وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: "النُّحَاسُ"{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} [الكهف: 97]" يَعْلُوهُ، اسْتَطَاعَ اسْتَفْعَلَ، مِنْ أَطَعْتُ لَهُ، فَلِذَلِكَ فُتِحَ أَسْطَاعَ يَسْطِيعُ، وَقَال بَعْضُهُمْ: اسْتَطَاعَ يَسْتَطِيعُ"، وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا. (قَال هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكًّا): أَلْزَقَهُ بِالأَرْضِ، وَنَاقَةٌ دَكَّاءُ لَا سَنَامَ لَهَا، وَالدَّكْدَاكُ مِنَ الأَرْضِ مِثْلُهُ، حَتَّى صَلُبَ وَتَلَبَّدَ، {وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا. وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} [الكهف: 98] {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96] قَال قَتَادَةُ: "حَدَبٌ: أَكَمَةٌ " قَال رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: رَأَيْتُ السَّدَّ مِثْلَ البُرْدِ المُحَبَّرِ، قَال:"رَأَيْتَهُ".
(1) كذا في الأصل بغير همز، وفي (س) بالهمز.
(باب: قصة يأجوج ومأجوج) بالهمز ودونه فيهما، وهما ابنا يافث بن نوح عليه السلام وهما من ذرية آدم عليه السلام بلا خلاف، لكن اختلفوا فقيل: هما من ولد يافث بن نوح عليه السلام كما مرَّ، وقيل: هما جيل من الترك، وقيل: يأجوج من الترك ومأجوج من الديلم، وقيل: من آدم لكن من غير حواء؛ لأن آدم نام فاحتلم فامتزجت نطقته بالتراب فلما انتبه آسف على ذلك الماء الذي خرج منه فخلق اللَّه من ذلك الماء يأجوج ومأجوج.
(وقول اللَّه تعالى) بالجر عطف على قصة يأجوج.
(يا ذا القرنين) اسمه: عبد اللَّه بن الضحاك بن معد، وقيل: مصعب بن عبد اللَّه بن فنان بن منصور، وقيل: إسكندر وهو مؤمن لا نبي، ولا الإسكندر اليوناني؛ لأن ذاك مشرك وسمي ذا القرنين؛ لأنه لما دعى قومه إلى الإيمان ضربوه على قرنه الأيمن فمات ثم بعث، ثم دعاهم فضربوه على الأيسر فمات ثم بعث، أو لأنه بلغ قطري الأرض المشرق والمغرب [أو لأنه ملك فارس والروم، أو كان ذا ضفيرتين من شعر، والعرب تسمي الخصلة من الشعر قرنًا](1) أو لأنه كان لتاجه قرنان أو لأنه أعطي علمي الظاهر والباطن أو لغير ذلك.
(وقول اللَّه تعالى) بالجر عطف على قصة يأجوج أيضًا، وفي نسخة:"باب: قول اللَّه تعالى" إلى آخره، وفي أخرى:" {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو} " أي: سأقص. ({عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا}) أي: خبرا. ({إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ}) أي: بتسهيل السير فيها.
(1) من (س).
({مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}) أي: يحتاج إليه. ({سَبَبًا}) أي: طريقًا يوصله إلى مراده. (إلى قوله: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}) في نسخة: إلى قوله: " {سَبَبًا} " وساق في أخرى الآيات كلها. (واحدها) أي: واحد الزبر. (زبرة) وهي أي: الزبر: (القطع {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ}) بضمتين وبفتحتين وبضمة وسكون وبفتحة وضمة. (يقال عن ابن عباس: الجبلين)، وعن غيره أي: الناحيتين من الجبلين وهما متقاربان.
(والسدين) بضم السين وفتحها، أي:(الجبلين) أيضًا فهما بمعنى الصدفين، وقيل: ما كان من صنع اللَّه فبالضم، وما كان من صنع الآدمي فبالفتح.
({خَرْجًا}) يعني في قوله تعالى: {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا} أي: (أجرًا) في رواية: "أجرًا عظيمًا".
({قَال انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَال آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}) معناه: (أصب عليه رصاصًا) بكسر الراء وفتحها. (ويقال) معنى: القطر. (الحديد، ويقال:) معناه: (الصفر) بضم الصاد وكسرها (وقال ابن عباس) معناه: (النحاس) بثليث النون.
(فما اسطاعوا أن يظهروه) معنى يظهروه: يعلوه. (استطاع) الذي هو أصل: (اسطاع) وزنه (استفعل)؛ لأنه (من طعت له) بضم الطاء وسكون العين فهو واوي؛ لأنه من الطوع، يقال: طاع له وطعت له مثل: قال له وقلت له، ولما نقل طاع إلى باب الاستفعال صار استطاع بوزن استفعل، ثم حذفت التاء تخفيفًا بعد نقل حركتها إلى الهمزة فصار اسطاع بفتح الهمزة (فلذلك) يعني: فلأجل حذف التاء ونقل حركتها
إلى الهمزة قيل: (أسطاع يسطيع) بفتح أولهما لكن بعضهم قال في المستقبل: بضم الياء وهو غريب.
({وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا}) أي: لم يتمكنوا من نقب السد من أسفله؛ لشدته وصلابته، وأشار بذلك إلى أن لفظ:(استطاعوا) باق على أصله، وأن التصرف السابق إنما كان في قوله:{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} . ({قَال هَذَا}) أي: السد.
({جَعَلَهُ دَكَّاءَ}) أي: ألزقه بالأرض، أي: سوَّاه بها، وناقة دكاء، أي:(لا سنام لها) بل ظهرها منبسط مستو.
(والدَّكداك من الأرض) أي: المستوي بها (مثله) أي: مثل ما ذكر في دكاء من أن المراد به: الانبساط والاستواء.
({وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ}) إلى آخره، أي: وتركنا بعض يأجوج ومأجوج يوم خروجهم يضطرب ويختلط بعضهم في بعض، وقيل: تركنا بعض الخلق يوم القيامة يضطرب ويختلط بعضهم في بعض وهم حيارى من شدة يوم القيامة.
({حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ}) في نسخة: قبل هذا: "باب".
({وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96)} أي: يسرعون مع تقارب الخطا.
(قال قتادة: حدب) أي: (أكمة) هو قريب من قول غيره معناه: نشز أي: مرتفع.
(رأيت السد) بضم التاء. (مثل البرد المحبر) بفتح الحاء المهملة والموحدة المشددة، أي: المخطط بخط أبيض، وخط أسود، أو أحمر (قال) أي: النبي صلى الله عليه وسلم له.
(رأيته) بفتح التاء، قاله تصديقًا له.
3346 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَتْهُ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، رضي الله عنهن أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ:"لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ" وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَال: "نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ".
[3598، 5293 (معلقًا)، 7059، 7135 - مسلم: 2880 - فتح 6/ 381]
(عقيل) أي: ابن خالد.
(ويل) كلمة تقال عند الحزن. (من ردم يأجوج ومأجوج) أي: من سدهم.
(وحلق بإصبعه والتي تليها) يعني جعل السبابة في أصل الإبهام وضمها حتى لم يبق بينهما إلا خلل يسير، ومعناه: عند الحساب تسعون كما سيأتي في الحديث الآتي.
(أنهلك) بكسر اللام ويروى بضمها. (الخبث) هو الفسوق والفجور، وقيل: الزنا، وقيل: أولاد الزنا.
3347 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"فَتَحَ اللَّهُ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلَ هَذَا وَعَقَدَ بِيَدِهِ تِسْعِينَ".
[7136 - مسلم: 2881 - فتح 6/ 382]
(وهيب) أي: ابن خالد البصري. (ابن طاووس)"هو عبد اللَّه" كما في نسخة.
3348 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا أَبُو
صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"يَقُولُ اللَّهُ تَعَالى: "يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَال: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟، قَال: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا ذَلِكَ الوَاحِدُ؟ قَال:"أَبْشِرُوا، فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلًا وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا. ثُمَّ قَال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الجَنَّةِ " فَكَبَّرْنَا، فَقَال:"أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ" فَكَبَّرْنَا، فَقَال:"أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الجَنَّةِ" فَكَبَّرْنَا، فَقَال:"مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إلا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ".
[4741، 6530، 7483 - مسلم: 222 - فتح 6/ 382]
(أبو أسامة) هو حماد بن أسامة. (عن الأعمش) هو سليمان. (أبو صالح) هو ذكوان الزيات.
(بعث النار) أي: مبعوثها بمعنى المبعوث لها وخصَّ آدم بذلك؛ لأن اللَّه تعالى قد أطلعه على نسم بنيه المتوالدين منه إلى يوم القيامة. (قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين) بنصب خبر يكون محذوفة، والتقدير: بعث النار من كل ألف يكون تسعمائة إلى آخره، وبالرفع مبتدأ خبره:(من كل ألف) والجملة خبر (بعث النار) المقدر.
(فعنده) أي: عند قول اللَّه تعالى لآدم ما ذكر (يشيب الصغير {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا} وجه ذلك مع أن يوم القيامة لا حمل فيه ولا وضع: أن وقت ذلك زلزلت الساعة قبل خروجهم من الدنيا فهو حقيقة، وقيل: هو مجاز عن الهول والشدة؛ يعني: لو