الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معناه: (يجاوزون). {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} أي: (شوارع) فسر به شرعا تفسيرًا لفظيًّا (إلى قوله: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}) متعلق بمحذوف، أي: أقوامًا بعد قوله: (شرعا) إلى قوله المذكور. ({بَئِيسٍ}) يعني في قوله تعالى: {وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} أي: شديد.
37 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى: {وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} [النساء: 163]
.
الزُّبُرُ: الكُتُبُ، وَاحِدُهَا زَبُورٌ، زَبَرْتُ كَتَبْتُ، {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} " قَال مُجَاهِدٌ: "سَبِّحِي مَعَهُ {وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} [سبأ: 11] الدُّرُوعَ، {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} [سبأ: 11] المَسَامِيرِ وَالحَلَقِ، وَلَا يُدِقَّ المِسْمَارَ فَيَتَسَلْسَلَ، وَلَا يُعَظِّمْ فَيَفْصِمَ {وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سبأ: 11].
(باب: قول اللَّه تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا}) أي: كتابًا مشتملا على مائة، وخمسين سورة بالعبرانية، خمسون منها فيما يلقونه من بخت نصَّر، وخمسون منها فيما يلقونه من الروم، وخمسون منها مواعظ وحكم وليس فيه شيء من الأحكام الشرعية.
({وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا}) أي: نبوة وكتابًا وصوتًا بديعًا، وقوة وقدرة وتسخير الجبال والطير. ({يَا جِبَالُ}) بدل من قوله:{فَضْلًا} بإضمار قولنا. ({أَوِّبِي مَعَهُ}) فسر به (أوبي معه) وأوبي: أمر من التأويب وهو الترجيع، أي: رجعي معه التسبيح. ({وَالطَّيْرَ}) بالنصب
عطف على محل الجبال، أو على (فضلا) أو هو مفعول معه. ({وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ}) أي: صيرناه له كالشمع. ({أَنِ}) مفسرة تمييز له ({اعْمَلْ سَابِغَاتٍ}) أي: (الدروع). ({وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}) أي: في (المسامير والحلق) أي: جررتهما، أو معناه: المسامير والحلق إن رفعتهما وهذا تفسير من البخاري، وفسره بعضهم بقوله: لا تجعل المسامير دقاقًا ولا غلاظًا (1)، وبعضهم ينسج الدرع وهو تداخل الحلق بعضها في بعض، وإلى الأولين الإشارة بقوله:(ولا تدق) بضم الفوقية [من الدقة](2)(المسمار فيتسلسل) في نسخة: "فيتسلل"[وفي أخرى: "فيسلس"](3) أي: فيسهل. (ولا تعظم) أي: ولا تغلظه. (فيفصم) أي: فيقطع ({أَفْرِغْ}) أي: في قوله تعالى: {رَبَّنَا أَفْرِغْ} معناه: (أنزل) هذا وإن كان في قصة طالوت، لكن فيها قصة داود فكأنه ذكر ذلك؛ لأن قصتهما واحدة ({بَسْطَةً}). يعني في قوله تعالى:{وَزَادَهُ بَسْطَةً} أي: (زيادة وفضلًا)، ({وَاعْمَلُوا}) أي: آل داود ({صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}) أي: فأجازيكم عليه أحسن جزاء.
3417 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال "خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ عليه السلام القُرْآنُ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَوَابِّهِ فَتُسْرَجُ، فَيَقْرَأُ القُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ، وَلَا يَأْكُلُ إلا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ" رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
[انظر: 2073 - فتح: 6/ 453]
(1) رواه الطبري في "التفسير" 10/ 352 (8736) عن قتادة، وعبد الرزاق في "التفسير" 2/ 104 (2399) عن ابن عباس.
(2)
من (ج).
(3)
من (ج).
(القرآن) في نسخة: القراءة، والمراد: الزبور، وقال الكرماني: القرآن: التوراة والزبور (1). (قبل أن تسرج دوابه) فيه أن اللَّه يطوي الزمان لمن شاء من عباده كما يطوي المكان.
3418 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ المُسَيِّبِ، أَخْبَرَهُ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَال: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَقُولُ: وَاللَّهِ لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ، وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ " فَقَال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهِ لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ" قُلْتُ: قَدْ قُلْتُهُ قَال: "إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ" فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَال:"فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ" قَال: قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَال: فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، وَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ " قُلْتُ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَال: "لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ".
[انظر: 1131 - مسلم: 1159 - فتح: 6/ 453]
(أخبر رسول اللَّه) إلى آخره مرّ شرحه، في كتاب: الصوم، في باب: صوم الدهر (2).
3419 -
حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي العَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، قَال: قَال لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ" فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَال:"فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتِ العَيْنُ، وَنَفِهَتِ النَّفْسُ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ، أَوْ كَصَوْمِ الدَّهْرِ" قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ بِي، - قَال مِسْعَرٌ يَعْنِي قُوَّةً - قَال:"فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ عليه السلام، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لاقَى".
[انظر: 1131 -
(1)"البخاري بشرح الكرماني" 14/ 65.
(2)
سبق برقم (1976) كتاب: الصوم، باب: صوم الدهر.