الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السُّيُوفِ"، ثُمَّ قَال: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ".
[انظر: 2818، 2933 - مسلم: 1742 فتح 6/ 120]
(واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف) أي: الجنة للمجاهد؛ لأنه تحت ظلال السيوف، أو الجهاد سبب الجنة. قاله الكرماني (1). (اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب) بنصب الثلاثة بحرف النداء مقدرًا، وأشار بالأول إلى نعمة الدين بإنزال الكتب. وبالثاني إلى نعمة الدنيا، وحياة النفوس بإجراء السحاب الذي جعل سببًا في نزول الغيث والأرزاق. وبالثالث إلى حفظ النعمتين، فكأنه قال: اللهم يا منعمًا بعظيم نعمتيك الأخروية والدنيوية وبحفظهما أبقهما، كما أشار إليه بقوله:(اهزمهم وانصرنا عليهم) إذ في ذلك إبقاء التعظيم والحفظ. ومر الحديث في باب: الصبر عند القتال، وفي باب: الجنة تحت بارقة السيوف (2).
113 - بَابُ اسْتِئْذَانِ الرَّجُلِ الإِمَامَ
لِقَوْلِهِ: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ} [النور: 62] إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
(باب: استئذان الرجل الإمام) أي: في الرجوع أو التقدم أو التخلف عن الخروج في الغزو. لقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ} أي:
(1)"البخاري بشرح الكرماني"(12/ 203).
(2)
سبق برقم (2818) كتاب: الجهاد والسير، باب: الجنة تحت بارقة السيوف.
و (2833) كتاب: الجهاد والسير، باب: الصبر عند القتال.
الكاملون في الإيمان ({وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ} أي: لتدبير أمر الجهاد وغيره. ({إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ}) إلى آخر الآية) في نسخة: "إلى {أَمْرٍ جَامِعٍ} الآية" وفي أخرى: "إلى قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .
2967 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ المُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قَال: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَال: فَتَلاحَقَ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا عَلَى نَاضِحٍ لَنَا، قَدْ أَعْيَا فَلَا يَكَادُ يَسِيرُ، فَقَال لِي:"مَا لِبَعِيرِكَ؟ "، قَال: قُلْتُ: عَيِيَ، قَال: فَتَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَزَجَرَهُ، وَدَعَا لَهُ، فَمَا زَال بَيْنَ يَدَيِ الإِبِلِ قُدَّامَهَا يَسِيرُ، فَقَال لِي:"كَيْفَ تَرَى بَعِيرَكَ؟ "، قَال: قُلْتُ: بِخَيْرٍ، قَدْ أَصَابَتْهُ بَرَكَتُكَ، قَال:"أَفَتَبِيعُنِيهِ؟ " قَال: فَاسْتَحْيَيْتُ وَلَمْ يَكُنْ لَنَا نَاضِحٌ غَيْرُهُ، قَال: فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَال: فَبِعْنِيهِ، فَبِعْتُهُ إِيَّاهُ عَلَى أَنَّ لِي فَقَارَ ظَهْرهِ، حَتَّى أَبْلُغَ المَدِينَةَ قَال: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي عَرُوسٌ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ، فَأَذِنَ لِي، فَتَقَدَّمْتُ النَّاسَ إِلَى المَدِينَةِ حَتَّى أَتَيْتُ المَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي خَالِي، فَسَأَلَنِي عَنِ البَعِيرِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا صَنَعْتُ فِيهِ، فَلامَنِي قَال: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَال لِي حِينَ اسْتَأْذَنْتُهُ:"هَلْ تَزَوَّجْتَ بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ "، فَقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا، فَقَال:"هَلَّا تَزَوَّجْتَ بِكْرًا تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُوُفِّيَ وَالِدِي أَو اسْتُشْهِدَ وَلِي أَخَوَاتٌ صِغَارٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ مِثْلَهُنَّ، فَلَا تُؤَدِّبُهُنَّ، وَلَا تَقُومُ عَلَيْهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا لِتَقُومَ عَلَيْهِنَّ وَتُؤَدِّبَهُنَّ، قَال: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ غَدَوْتُ عَلَيْهِ بِالْبَعِيرِ، فَأَعْطَانِي ثَمَنَهُ وَرَدَّهُ عَلَيَّ قَال المُغِيرَةُ هَذَا فِي قَضَائِنَا حَسَنٌ لَا نَرَى بِهِ بَأْسًا.
[انظر: 443 - مسلم: 715 - فتح 6/ 121]
(جرير) أي: ابن عبد الحميد. (عن المغيرة) أي: ابن مقسم. (عن