الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3397 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنِ ابْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا، يَعْنِي عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقَال "أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ" فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
[انظر: 2004 - مسلم: 1130 - فتح 6/ 429]
(سفيان) أي: ابن عيينة.
(لما قدم المدينة) إلى آخره مرَّ في باب: صيام يوم عاشوراء (1).
25 - باب قَوْلِ اللَّه تَعَالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَال مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَال رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَال لَنْ تَرَانِي} إِلَى قَوْلِهِ: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 142، 143]
.
يُقَالُ: دَكَّهُ: زَلْزَلَهُ {فَدُكَّتَا} [الحاقة: 14]: فَدُكِكْنَ، جَعَلَ الجِبَال كَالوَاحِدَةِ، كَمَا قَال اللَّهُ عز وجل:{أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا} ، وَلَمْ يَقُلْ: كُنَّ، رَتْقًا: مُلْتَصِقَتَيْنِ، {أُشْرِبُوا} [البقرة: 93]: ثَوْبٌ مُشَرَّبٌ مَصْبُوغٌ " قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: {انْبَجَسَتْ} : انْفَجَرَتْ، {وَإِذْ نَتَقْنَا الجَبَلَ} [الأعراف: 171]: رَفَعْنَا.
(باب: قول اللَّه تعالى: {وَوَاعَدْنَا} في قراءة ووعدنا ({مُوسَى
(1) المرجع السابق.
ثَلَاثِينَ لَيْلَةً}) هي ذو القعدة أي: واعده أن يكلمه بعد صومها فصامها، فلما تمت أنكر خلوف فمه فاستاك، فأمره اللَّه بصيام عشرة أخرى ليكلمه بخلوف فيه كما قال. ({وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ}) أي: من ذي الحجة. ({فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ}) أي: وقت وعده بكلامه إياه. ({أَرْبَعِينَ}) حال. ({لَيْلَةً}) تمييز. ({وَقَال مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ}) عند ذهابه إلى الجبل للمناجاة. ({اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ}) أي: أمرهم. ({وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا}) أي: للوقت الذي وعدناه بالكلام فيه. ({وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَال رَبِّ أَرِنِي}) أي: نفسك. ({أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَال لَنْ تَرَانِي}) أي: في الدنيا، والتعبير به دون لن أرى يفيد إمكان رؤيته، كيف لا وقد تواترت الأخبار أن المؤمنين يرونه في الآخرة (1)، ورآه نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا في الإسراء (2).
({وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ}) الذي هو أقوى منك. ({فَإِنِ اسْتَقَرَّ}) أي ثبت. ({مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}) أي: تثبت لرؤيتي وإلا فلا طاقة لك. ({فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ}) أي: أظهر من نوره قدر أنملة الخنصر كما في حديث صححه الحاكم (3). ({لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}) أي: مدكوكًا مستويًا بالأرض. ({وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا}) أي: مغشيًّا عليه لهول ما رأى. ({فَلَمَّا أَفَاقَ قَال سُبْحَانَكَ}) تنزيهًا لك. ({تُبْتُ إِلَيْكَ}) أي: من سؤال
(1) سيأتي برقم (7434) كتاب: التوحيد، باب: قول اللَّه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} .
(2)
"صحيح مسلم"(176) كتاب: الإيمان، باب: معنى قول الله عز وجل {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} عن ابن عباس قال: رآه بقلبه، و (178) 292 باب: في قوله لله "نورٌ أنَّى أراه". عن أبي ذر مرفوعًا بلفظ "رأيت نورًا".
(3)
"مستدرك الحاكم" 1/ 25.
ما لم أؤمر به. ({وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}) أي: في زماني، وفي نسخة: عقب قوله: ({قَال لَنْ تَرَانِي} : "إلى قوله: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} ".
(يقال: دكه) أي: (زلزله). ({فَدُكَّتَا}) أي: في قوله تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا} معناه: (فدككن) ثنى أولًا باعتبار اللفظ، وجمع ثانيًا باعتبار المعنى، وإلى ذلك أشار بقوله:(جعل الجبال كالواحدة) كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا} ولم يقل: كن رتقًا ملتصقتين).
({وَأُشْرِبُوا}) أي: في قوله تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} معناه: خالط صاحب العجل قلوبهم كما يخالط الصبغ الثوب كما أشار إليه بقوله (ثوب مشرَّب: مصبوغ) أي: ليس أشربوا من شرب الماء، بل من الشرب بمعنى: الاختلاط، أي: اختلط حب العجل بقلوبهم كما يختلط الصبغ بالثوب ({فَانْبَجَسَتْ}) أي: في قوله تعالى: {فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} معناه: (انفجرت). ({وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ}) معناه: (رفعناه).
3398 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ".
[انظر: 2412 - مسلم: 2374 - فتح 6/ 430]
(سفيان) أي: ابن عيينة. (يصعقون) إلى آخره، مرَّ شرحه في باب: ما يذكر في الإشخاص والملازمة (1).
(1) سبق برقم (2412) كتاب: الخصومات، باب: ما يذكر في الإشخاص والملازمة.