الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3421 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، قَال: سَمِعْتُ العَوَّامَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَال: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَسْجُدُ فِي ص؟ فَقَرَأَ: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ} - حَتَّى أَتَى - {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 84 - 90] فَقَال: نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ".
[4632، 4806، 4807 - فتح: 6/ 456]
(محمد) أي: ابن سلام. (العوام) أي: ابن حوشب.
(أنسجد) في نسخة: "أأسجد". (فقرأ) أي: ابن عباس. (ومن ذريته) أي: نوح. (أمر) بالبناء للمفعول. (أن يقتدي بهم) أي: بهؤلاء الرسل.
3422 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَال:"لَيْسَ ص مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ، وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِيهَا".
[انظر: 1069 - فتح: 6/ 456]
(وهيب) أي: ابن خالد البصري. (أيوب) أي: السختياني.
(ليس ص) إلى آخره، مرَّ شرحه في باب: سجدة ص (1).
40 - باب قَوْلُ اللَّه تَعَالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)} [ص: 30]: الرَّاجِعُ المُنِيبُ
وَقَوْلُهُ: {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35] وَقَوْلُهُ: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [البقرة: 102]{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} : أَذَبْنَا لَهُ عَيْنَ الحَدِيدِ {وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {مِنْ مَحَارِيبَ} [سبأ: 12 - 13]
(1) سبق برقم (1069) كتاب: سجود القرآن، باب: سجدة ص.
قَال مُجَاهِدٌ: بُنْيَانٌ مَا دُونَ القُصُورِ {وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} [سبأ: 13]: كَالحِيَاضِ لِلْإِبِلِ وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: "كَالْجَوْبَةِ مِنَ الأَرْضِ {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ، فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إلا دَابَّةُ الأَرْضِ}: الأَرَضَةُ {تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} [سبأ: 14]: عَصَاهُ، {فَلَمَّا خَرَّ} [سبأ: 14]- إِلَى قَوْلِهِ - {فِي العَذَابِ المُهِينِ} [سبأ: 14] {حُبَّ الخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} [ص: 32]. . {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ} [ص: 33]: يَمْسَحُ أَعْرَافَ الخَيْلِ وَعَرَاقِيبَهَا. {الأَصْفَادُ} [إبراهيم: 49]: الوَثَاقُ " قَال مُجَاهِدٌ: " {الصَّافِنَاتُ} [ص: 31] صَفَنَ الفَرَسُ: رَفَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ حَتَّى تَكُونَ عَلَى طَرَفِ الحَافِرِ، {الجِيَادُ} [ص: 31]: السِّرَاعُ. {جَسَدًا} [الأعراف: 148]: شَيْطَانًا، {رُخَاءً} [ص: 36]: طَيِّبَةً {حَيْثُ أَصَابَ} [ص: 36]: حَيْثُ شَاءَ، {فَامْنُنْ} [ص: 39]: أَعْطِ {بِغَيْرِ حِسَابٍ} [البقرة: 212]: بِغَيْرِ حَرَجٍ".
(باب) ساقط من نسخة. (قول اللَّه تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)}) المخصوص بالمدح محذوف، أي: نعم العبد سليمان.
(الراجع: المنيب) تفسير للأواب، والمنيب معناه: الرجاع ولو اقتصر البخاري على المنيب لكان أولى وأخصر. (وقوله) بالجر عطف على (قول اللَّه). ({مِنْ بَعْدِي}) أي: من دوني (وقوله) عطف على قول اللَّه أيضًا.
({وَاتَّبَعُوا}) أي: اليهود. ({عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}) أي: على عهده.
({وَلِسُلَيْمَانَ}) أي: وسخرنا له ({الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}) أي: مسيرها شهر في غدوته، وشهر في روحته، قال مجاهد: كان سليمان يغدو من دمشق فيقيل باصطخر (1) ويروح من اصطخر فيقيل بكابل وكان بين دمشق واصطخر مسيرة شهر، وكذا بين اصطخر وكابل (2).
({وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ}) معناه: (أذبنا له عين الحديد).
({وَمِنَ الْجِنِّ}) أي: وسخرنا له من الجن.
(بنيان ما دون الفصور) تفسير للمحاريب، وفسرها أبو عبيدة بأنها مقدم كل بيت، و (ما) زائدة.
({وَتَمَاثِيلَ}) أي: في الآية جمع تمثال: وهو الصور وكان عملها في الجدران ونحوها سائغًا في شريعتهم. ({وَجِفَانٍ}) جمع جفنة. ({كَالْجَوَابِ}) جمع جابية. (كالحياض) التي تجمع فيها الماء، وحاصل ذلك: أن الجفان شبهت بالجوابي. والجوابي بالحياض. ({رَاسِيَاتٍ}) أي: ثابتات لا تتحركن لعظمهن ({إلا دَابَّةُ الْأَرْضِ}) أي: (الأرضة) وهي دويبة تأكل الخشب. ({مِنْسَأَتَهُ}) أي: (عصاه). ({فَلَمَّا خَرَّ}) أي: سقط ميتًا، وجواب لما:({تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ}) أي: انكشف لهم ({أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ}) الغيب. إلى آخره ({حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي}) أي: (من ذكر ربي) والخير هنا بمعنى:
(1) إصطخر: بلدة بفارس من الإقليم الثالث، وقيل: أول من أنشاها إصطخر بن طهمورث ملك الفرس وطهمورث عند الفرس بمنزلة آدم، انظر:"معجم البلدان" 1/ 211.
(2)
وكابل: في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب مائة درجة وعرضها من جهة الجنوب ثمان وعشرون درجة: انظر: "معجم البلدان" 4/ 426.
الخيل، وإليها يعود ضمير ({رُدُّوهَا عَلَيَّ}). ({فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}) أي:(يمسح أعراف الخيل وعراقيبها). ({الْأَصْفَادِ}) أي: في قوله تعالى: {وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38)} معناه: (الوثاق)({الصَّافِنَاتُ}) أي: في قوله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31)} مأخوذة من (صفن الفرس) إلى آخره والصافنات جمع صافنة.
({الْجِيَادُ}) معناه (السِّراع) بكسر المهملة، أي: المسرعة.
({جَسَدًا}) أي: في قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} أي: شيطانًا، اسمه: آصف بفاء، أو آصر براء، أو صخر، جلس على كرسي سليمان، وعكفت عليه الطير وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه وقال: للناس أنا سليمان فأنكروه.
({رُخَاءً}) أي: (طيبة)، وقال غيره: لينة. ({حَيْثُ أَصَابَ}) أي: (حيث شاء).
({فَامْنُنْ}) أي: (أعط). ({بِغَيْرِ حِسَابٍ}) أي: (بغير حرج).
3423 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ البَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلاتِي، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَخَذْتُهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا"{عِفْرِيتٌ} [النمل: 39] مُتَمَرِّدٌ مِنْ إِنْسٍ أَوْ جَانٍّ، مِثْلُ زِبْنِيَةٍ جَمَاعَتُهَا الزَّبَانِيَةُ".
(شعبة) أي: ابن الحجاج.
(إن عفريتًا من الجن) إلى آخره، مرَّ شرحه في كتاب: الصلاة (1)
(1) سبق برقم (461) كتاب: الصلاة، باب: الأسير أو الغريم يربط في المسجد.
(عفريت) أي: متمرد من إنس أو جان (مثل زبنية) بكسر الزاي، وسكون الموحدة، وكسر النون، وفتح الياء، قال شيخنا: ومراده بهذا أنه قيل في عفريت: عفرية، وهي قراءة شاذة، أي: فكأنه قال عفريه مثل زبنية، وإلا فعفريت ليس مثل زبنية (1). (جماعتها) أي: الزبنية. (الزبانية) فالزبانية جمع زبنية، وقيل: جمع زبني، وقيل: زابن، وقيل: زباني، وقيل: زبنيت وقيل: لا واحد له من لفظه، والزبانية في الأصل: اسم أصحاب الشرطة مشتقة من الزبن، وهو الدفع، وأطلقت على الملائكة؛ لأنهم يدفعون الكفار في النار، قال ابن عبد البر: الجن على مراتب والأصل: جني فإن خالط الإنس، قيل: عامر وأن تعرض للصبيان، قيل: روح ومن زاد في الخبث، قيل: شيطان، فإن زاد على ذلك قيل: مارد [فإن زاد على ذلك قيل: عفريت](2)(3).
3424 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال: قَال: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى سَبْعِينَ امْرَأَةً، تَحْمِلُ كُلُّ امْرَأَةٍ فَارِسًا يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَال لَهُ صَاحِبُهُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ، وَلَمْ تَحْمِلْ شَيْئًا إلا وَاحِدًا، سَاقِطًا أَحَدُ شِقَّيْهِ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ قَالهَا لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
[2819، 5242، 6639، 6720، 7469 - مسلم: 1654 - فتح: 6/ 458]
قَال شُعَيْبٌ وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: تِسْعِينَ وَهُوَ أَصَحُّ.
(لأطوفن) من طاف وفي نسخة: "لأطيفن" من أطاف والطواف هنا كناية عن الجماع.
(قال شعيب) أي: ابن أبي حمزة الحمصي، ومرَّ شرح الحديث
(1)"الفتح" 6/ 460.
(2)
"التمهيد" 11/ 117.
(3)
من (س).
في كتاب: الجهاد، في باب: من طلب الولد (1).
3425 -
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَال:"المَسْجِدُ الحَرَامُ". قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ (2)؟، قَال:"ثُمَّ المَسْجِدُ الأَقْصَى" قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَال: "أَرْبَعُونَ، ثُمَّ قَال: حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاةُ فَصَلِّ، وَالأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ".
[انظر: 3366 - مسلم: 520 - فتح: 6/ 458]
(الأعمش) هو سليمان بن مهران. (إبراهيم) أي: ابن يزيد بن شريك.
(أي مسجد وضع؟) إلى آخره، مرَّ شرحه في باب: قول اللَّه تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (3).
3426 -
حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: "مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَجَعَلَ الفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ تَقَعُ فِي النَّارِ.
[6483 - مسلم: 2284 - فتح: 6/ 458]
(أبو اليمان) هو الحكم بن نافع. (أبو الزناد) هو عبد اللَّه بن ذكوان.
(مثلي ومثل الناس) بفتح ميمهما وثانيهما، أي: مثل دعائي إياهم إلى الإسلام المنقذ لهم من النار، ومثل ما زيَّنت لهم أنفسهم من التمادي على الباطل (كمثل رجل استوقد) أي: أوقد. (نارًا) هي جوهر
(1) سبق برقم (2819) كتاب: الجهاد والسير، باب: من طلب الولد للجهاد.
(2)
في الأصل: أيّ بالتشديد فقط.
(3)
سبق برقم (3366) كنتاب: أحاديث الأنبياء.
لطيف مضيء حار محرق. (فجعل الفراش) بفتح الفاء جمع فراشة وهي التي تطير وتتهافت في النار. (وهذه الدواب) عطف على الفراش وهي جمع دابة وأراد بها هنا، مثل: البرغش والبعوض والجندب. (تقع في النار) خبر جعل لأنها من أفعال المقاربة فتعمل عمل كان، وسبب وقوع الفراشة ونحوها في النار قيل: ضعف بصرها فتظن أنها في بيت مظلم وأن السراج مثلًا كوة فترمي بنفسها إليه، وهي من شدة طيرانها تجاوزه فتقع في الظلمة فترجع إلى أن تحترق، وقيل: ضررها لشدة النور، فتقصد إطفاءها، فلشدة جهلها تورط نفسها فيما لا قدرة لها عليه.
3427 -
وَقَال: كَانَتِ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا، جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا، فَقَالتْ صَاحِبَتُهَا: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، وَقَالتِ الأُخْرَى: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَأَخْبَرَتَاهُ، فَقَال: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا، فَقَالتِ الصُّغْرَى: لَا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، هُوَ ابْنُهَا، فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى " قَال أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ إلا يَوْمَئِذٍ، وَمَا كُنَّا نَقُولُ إلا المُدْيَةُ.
[6769 - مسلم: 1720 - فتح: 6/ 458]
(وقال) أي: أبو هريرة فهو موقوف عليه، أو النبي صلى الله عليه وسلم فهو مرفوع إليه كما عند النسائي (1).
(فتحاكما) في نسخة: "فتحاكمنا". (فقضى به للكبرى) أي: لأنه كان في يدها وعجزت الأخرى عن إقامة البينة. (فقضى به للصغرى) أي: لما رآه من جذعها الدال على عظم شفقتها، ولم يلتفت إلى إقرارها.
(1)"سنن النسائي" 8/ 236 كتاب: آداب القضاة، باب: نقض الحاكم ما يحكم به غيره.