الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مرض المعتكف
المرض على أقسام:
الأول: المرض اليسير الذي لا تشق معه الإقامة في المسجد كصداع وحمى خفيفة ووجع الضرس والعين فلا يجوز بسببه الخروج من المسجد إذا كان الاعتكاف نذرًا متتابعًا، فإنا خرج بطل اعتكافه.
الثاني: مرض يشق معه الإقامة في المسجد لحاجته إلى الفرش والخدم وتردد الطبيب ونحو ذلك فيباح له الخروج، فإذا خرج ففي انقطاع التتابع طريقان أحدهما وهو ظاهر النص: لا ينقطع.
الثالث: مرض يخاف معه تلويث المسجد فله الخروج ولا ينقطع التتابع.
إذا أخرجه السلطان
قال النووي في "المجموع"(6/545) : "قال الشافعي في "المختصر": فإن مرض أو أخرجه السلطان اعتكافه واجب، فإذا برئ أو خُلي بني، فإن مكث بعد برئه شيئًا من غير عذر ابتدأه هذا نصه".
* يجوز للمعتكف أن يصعد منارة المسجد إن كانت مبنية في المسجد أو يكون بابها في المسجد للأذان أو غيره.
ويجوز له الصعود إلى سطح المسجد للأذان وغيره.
قضاء الاعتكاف
الجمهور على: وجوب قضاء الاعتكاف على المتطوع.
إذا قطعه بلا عذر لما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يعتكف العشر الأواخر ولم يعتكف واعتكف عشرًا من شوال وأجمعوا على وجوب قضاء النذر والجمهور على: أن من فعل كبيرة فسد اعتكافه.
الأولى للمعتكف أن يبيت في المسجد
حتى يخرج للمصلى
قال ابن عبد البر في "التمهيد"(23/54) : "قال مالك في "الموطأ" أنه رأى أهل الفضل إذا اعتكفوا العشر الأواخر من رمضان لا يرجعون إلى أهليهم حتى يشهدوا العيد مع الناس".
* وذكر ابن أبي شيبة في "مصنفه": من كان يحب أن يغدو المعتكف كما هو من مسجده إلى المصلى".
* خرج أبو قلابة إلى المصلى.
* وعن إبراهيم النخعي قال: كانوا يستحبون للمعتكف أن يبيت ليلة الفطر في مسجده حتى يكون غدوه منه.
وعن أبي مجلز قال: "بت ليلة الفطر في المسجد الذي اعتكفت فيه حتى يكون غدوك إلى مصلاك منه"(1) .
* قال زياد بن السكن: كان زبيد اليامي ومعه جماعة إذا كان يوم النيروز ويوم المهرجان اعتكفوا في مساجدهم، ثم قالوا: إن هؤلاء قد اعتكفوا على كفرهم واعتكفنا على إيماننا فاغفر لنا (2) .
* يقول شيخ الإسلام ابن القيم: "لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى متوقفًا على جمعيته على الله ولم شعثه بالإقبال بالكلية على الله تعالى، وإن شعث القلب لا يلُمه إلا الإقبال على الله تعالى.
شرع الله الاعتكاف الذي مقصوده وروحه: عكوف القلب على الله تعالى وجمعيته عليه والخلوة به والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والأشتغال به وحده سبحانه بحيث يصير ذكره وحبه والاقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته فيستولى عليه بدلها ويصير الهم كله به والخطرات كلها بذكره والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه فيصير أنسه بالله بدلاً عن أنسه بالخلق فيعده بذلك لأنسه
(1)"مصنف ابن أبي شيبه"(2/504) طبع دار الفكر.
(2)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(رقم 3683) إسناده لا بأس به.
به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ولا ما يفرح به سواه، فهذا هو مقصود الاعتكاف الأعظم" (1) .
***
(1)"زاد المعاد"(2/86-87) .