الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأنسجة في هذه المرحلة، فكلما زادت أكسدة الدهون، قل استهلاك الجلوكوز، والعكس با-لعكس، لذلك فعندما -تقل نسبة الأكسدة للأحماض الدهنية، لا يتأخر نفاد الجليكوجين عن حوالي 10 ساعات، وعندما تزداد أكسدة هذه الأحماض، فلربما يتأخر نفاذه إلى حوالي 24 ساعة، وبما أنه في نهاية هذه الفترة تتسارع أكسدة الأحماض الدهنية، وفي بدايتها يستهلك الجلوكوز بكميات أكبر، فمعظم الأنسجة تستهلك الجلوكوز أثناء فترة الصيام الإسلامي.
أما في نهايتها فيستهلكه المخ والجهاز العصبي وكرات الدم الحمراء فقط وهذه الأجهزة التي تعتمد أساسًا على الجلوكوز لا تحصل على الطاقة إلا منه خلال فترة الصيام الإسلامي، من ذلك ندرك بعض الحكمة في حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يلتزم المسلمون بتناول السحور وتأخيره إلى نهاية الليل (طلوع الفجر) ، ثم حرصه صلى الله عليه وسلم أيضاً على تعجيل الفطر، حتى تختصر فترة ما بعد الامتصاص إلى القدر غير المرهق للعمليات الحيوية، وبما لا يمثل أدنى شدة على الجسم البشري.
وظائف الأعضاء في التجويع المطلق:
قسمت المراجع الطبية التجويع إلى ثلاث مراحل: مبكر، ومتوسط الأجل، وطويل الأجل، والمرحلة المبكرة منه هي مرحلة ما بعد امتصاص الغذاء، وقد تقدم الحديث عنها في الصيام الإسلامي، واعتبرها البعض مرحلة مستقلة، وقسم التجويع إلى مرحلتين: قصير الأجل، وطويل الأجل.
1-
التجويع قصير الأجل:
تتراوح مدة هذه المرحلة من يومين إلى سبعة أيام، والتغيرات الاستقلابية التي تحدث خلال هذه الفترة، عبارة عن استمرار وتسريع للعمليات التي بدأت في فترة ما بعد الامتصاص.
يحدث انخفاض تدريجي في تركيز جلوكوز الدم والإنسولين في هذه المرحلة مع ارتفاع لهرمون الجلوكاجون، فيؤدي إلى زيادة إفراز الأحماض الأمينية في العضلات، و (خصوصًا حمضي الجلوتامين والألانين) وزيادة انحلال الدهن في الأنسجة الشحمية، ويتحول بعض الجلوتامين الذي تفرزه
العضلات بواسطة الخلايا الماصة في الأمعاء إلى حمض الألانين، الذي يساهم مع حمض اللاكتيك الذي تفرزه الكريات الحمراء والأنسجة الأخرى، وكذلك الجليسرول الذي يتم إفرازه من تحلل الدهن تساهم كلها في زيادة معدل تكوين الجلوكوز الجديد في الكبد، ويزيد إنتاج هذا الجلوكوز في هذه المرحلة من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف إنتاجه في فترة ما بعد الامتصاص، وهو مسئول عن كل كمية الجلوكوز التي يفرزها الكبد، وتقترن زيادة إنتاج الجلوكوز إبان فترة التجويع قصير الأجل، بارتفاع تحلل البروتين، ويحدث بذلك توازن نتروجيني سلبي هام، يتم فيه إفراز معظم النتروجين على شكل بولينا، ويأخذ الكبد في هذه المرحلة مساهمة كبيرة في إمداد الأنسجة المختلفة بالطاقة التي تحتاجها؛ وتوفر 20% من الطاقة اللازمة للعضلات والدماغ.
وهكذا فإن الاستقلاب الحاصل خلال فترة التجويع قصير الأجل، يتصف بارتفاع معدلات استقلاب البروتين، وتصنيع الجلوكوز الجديد بكميات كبيرة، وتكون الأجسام الكيتونية لتأمين حاجة الجسم من الطاقة.
2-
التجويع لفترات طويلة:
تتراوح مدة هذه المرحلة من أسبوعين إلى ستة أسابيع، ينخفض خلالها معدل تحلل البروتين وإفراز النتروجين، ويزداد تحلل الدهون، ويعتمد على ثلاثي الجليسرول القادم من الأنسجة الشحمية لتأمين الطاقة، وينخفض إنتاج جلوكوز الكبد من حوالي 200 جم يوميًّا خلال فترة ما بعد الامتصاص، إلى حوالي 50 جم/ في اليوم، خلال هذه المرحلة، ويعتمد حوالي 75% من جلوكوز الكبد على مصادر الأحماض غير الأمينية (لاكتات، بيروفات، جليسرول) ، ويعني ذلك أن عملية تصنيع الجلوكوز الجديد لا يكون وقودها الأساسي الأحماض الأمينية كما في الفترة السابقة.
وفي الوقت ذاته تشارك الكليتان في إنتاج الجلوكوز الجديد، إذ تكون الكلية حوالي 40 جم/ في اليوم (تؤخذ من الأحماض الأمينية) ، مع إفراز النيتروجين الزائد على شكل أمونيا لا على شكل بولينا، وينخفض لذلك فقدان النيتروجين بصورة تدريجية خلال هذه المرحلة، ومع انخفاض الطلب على