الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وترشد استخدامها في جميع خلايا الجسم، كما أن جميع الفيتامينات التي يحتوي عليها التمر لها دور فعال في عمليات التمثيل الغذائي (أ، ب1، ب2 والبيوتين والريبوفلافين
…
إلخ) ، ولها أيضاً تأثير مهدئ للأعصاب، وللمعادن دور أساسي في تكوين بعض الأنزيمات الهامة في عمليات الجسم الحيوية، ودور حيوي في عمل البعض الآخر، كما أن لها دورًا هامًا في انقباض وانبساط العضلات والتعادل الحمضي القاعدي في الجسم، فيزول بذلك أي توتر عضلي، أو عصبي، ويعم النشاط والهدوء والسكينة سائر البدن.
وعلى العكس من ذلك لو بدأ الإنسان فطره بتناول المواد البروتيتنية، أو الدهنية، فهي لا تمتص إلا بعد فترة طويلة من الهضم والتحلل، ولا تؤدي الغرض في إسعاف الجسم لحاجته السريعة من الطاقة، فضلاً على أن ارتفاع الأحماض الأمينية في الجسم نتيجة للغذاء الحالي من السكريات، أو حتى الذي يحتوي على كمية قليلة منه، يؤدي إلى هبوط سكر الدم.
لهذا الأسباب يمكن أن ندرك الحكمة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإفطار على التمر؟
عن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور "رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح (1) .
وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء" رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن (2) .
أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصائم بالهدوء والبعد عن الشجار وتفسير ذلك طبيًا:
إذا اعترى الصائم غضب وانفعل وتوتر، ازداد إفراز الأدينالين في دمه،
(1) أبو داود (2/764) رقم (3355) ، والترمذي (3/46) حديث رقم (658) ، وأيضًا صفحة (78) حديث رقم (695) .
(2)
أبو داود (2/764) حديث رقم (2356) ، والترمذي (3/79) حديث رقم (696) .
زيادة كبيرة، وقد يصل إلى 20 أو 30 ضعفًا عن معدله العادي، أثناء الغضب الشديد أو العراك، فإن حدث هذا في أول الصوم أثناء فترة الهضم والامتصاص، اضطراب هضم الغذاء وامتصاصه، زيادة على الاضطراب العام في جميع أجهزة الجسم، ذلك لأن الأدرينالين يعمل على ارتخاء العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، ويقلل من تقلصات المرارة ويعمل على تضييق الأوعية الدموية الطرفية وتوسيع الأوعية التاجية كما يرفع الضغط الدموي الشرياني، ويزيد كمية الدم الواردة إلى القلب، وعدد دقاته.
وإن حدث الغضب والشجار في منتصف النهار، أو آخره، أثناء فترة ما بعد الامتصاص، تحلل ما تبقى من مخزون الجليكوجين في الكبد، وتحلل بروتين الجسم إلى أحماض أمينية، وتأكسد المزيد من الأحماض الدهنية، كل ذلك ليرتفع مستوى الجلوكوز في الدم، فيحترق ليمد الجسم بالطاقة اللازمة في الشجار والعراك، وبهذا تستهلك الطاقة بغير ترشيد، كما أن بعض الجلوكوز قد يفقد مع البول إن زاد عن المعدل الطبيعي، وبالتالي يفقد الجسم كمية من الطاقة الحيوية الهامة في غير فائدة تعود عليه، ويضطر إلى استهلاك الطاقة من الأحماض الدهنية التي يؤكسد المزيد منها، وقد تؤدي إلى تولد الأجسام الكيتونية الضارة في الدم.
كما أن الازدياد الشديد للادرينالين في الدم يعمل على خروج كميات كبيرة من الماء من الجسم، بواسطة الإدرار البولي (Diuresis) .
كما يرتفع معدل الاستقلاب الأساسي (Basal Metabolic Pate) عند الغضب والتوتر، نتيجة لارتفاع الأدرينالين والشد العضلي.
وارتفاع الأدرينالين قد يؤدي لنوبات قلبية، أو موت الفجاءة عند بعض الأشخاص المهيئين لذلك، نتيجة لارتفاع ضغط الدم، وارتفاع حاجة عضلة القلب للأكسجين، من جراء ازدياد سرعته، وقد يتسبب الغضب أيضاً في النوبات الدماغية، لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.
كما أن ارتفاع الأدرينالين نتيجة للضغط النفسي في حالات الغضب والتوتر