الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما الاحاديث التي تنفي وجود الحنطة أو أن معاوية رضي الله عنه رأى إخراج مدين من سمراء الشام وأنها تعدل صاعًا، فيحمل ذلك على ندرتها وكثرة الاصناف الباقية وكونها الغالبة على طعاعهم، ويؤيد هذا المعنى قول أبي سعيد:"وكان طعامنا الشعير والزبيب والأقط والتمر"(1) .
ويقطع جهيزة المخالف ما يأتي في بيان
مقدارها
من الأحاديث الصحيحة الصريحة بوجود الحنطة وأن مدين منها تعدل صاعًا ليعلم المسلم الذي يقدّر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حق قدرهم أن رأى معاوية لم يكن اجتهاداً رآه بل يستند إلى حديث مرفوع إلى الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
مقدارها:
يخرجها المسلم صاعًا من طعام من الأصناف الآنفة الذكر وقد اختلف في الحنطة فقيل: نصف صاع، وهو الأرجح والاصح لقوله صلى الله عليه وسلم:"وأدَّوا صاعًا من بر أو قمح اثنين أو صاعًا من تمر أو صاعًًا من شعير عن كل حر وعبد وصغير وكبير"(2) .
والصاع المعتبر هو صاع أهل المدينة؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: "الوزن وزن أهل مكة، والمكيال ميكال أهل المدينة"(3) .
عمن يؤديها الرجل
؟
يخرجها المسلم عن نفسه وكل من يمونه من صغير وكبير وذكر وأنثى وحر وعبد لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر عن الصغير والكبير والحر والعبد ممن تمونون"(4) .
(1) سبق تخريجه.
(2)
صحيح أخرجه الدارقطني وأحمد، وانظر "سلسلة الأحاديث الصحيحة" لشيخنا (1157) ، "صحيح الجامع الصغير"(3655) .
(3)
سلسلة الأحاديث الصحيحة (165) .
(4)
إرواء الغليل (835) .