الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
الراءات
-
- أفرد مكي والمهدوي الراء بمباحث تحدثا فيها عما يعرض لهذا الصوت من تفخيم وترقيق، لم يرد شيء منها عند غيرهما من أصحاب الاحتجاج.
- قال المهدوي: «فاعلم أن أصل الراء التفخيم، حتى يدخل عليها ما يوجب ترقيقها؛ وما لم تدخل عليها علة من علل الترقيق
…
فهي جارية على أصلها وهو التفخيم، لا يجوز في القراءة سواه.» «1»
واحتجّ مكي لهذه الأصالة بقوله: «والدليل على أن أصلها التغليظ أن كل راء غير مكسورة فتغليظها جائز، وليس كل راء يجوز فيها الترقيق.» «2»
- وترقيق الراء ضرب من الإمالة، قال مكي:
وقال المهدوي: «هذا الباب شبيه بأبواب الإمالة ونوع منها، فجميع ما يستعمل في الإمالة مستعمل فيه من الاحتجاج.» «5»
وقال أيضا: «غير أن ورشا روي عنه أنه يرقق الراء الأولى من قوله:
بِشَرَرٍ [المرسلات 32]، وله عندي علة أنا ذاكرها لك إن شاء الله.
(1) الهداية: 1/ 126، وانظر المصدر نفسه: 1/ 141.
(2)
الكشف: 1/ 209.
(3)
نحو تراءى [الشعراء 61]، يقف حمزة بإمالة الراء والألف التي بعدها والهمزة المخففة والألف التي بعدها. انظر الكشف: 1/ 191 - 192، والهداية: 1/ 67.
(4)
الكشف: 1/ 209.
(5)
الهداية: 1/ 148.
ذكر أهل العربية أن الراء المكسورة ربما نحا بعض العرب بالفتحة قبلها نحو الكسرة، فيقولون: ضعفت من الكبر، فيميلون فتحة الباء نحو الكسرة، لقوة الراء، ولأن الكسرة فيها في تقدير كسرتين «1» . فعلى هذا يكون ورش إنما رقّق الراء الأولى من بِشَرَرٍ من أجل قوة الكسرة في الراء الثانية على هذه اللغة التي ذكرناها.» «2»
- ولا تخلو الراء من أن تكون مكسورة، أو مفتوحة، أو مضمومة، أو ساكنة.
1 -
فإذا كانت الراء مكسورة، فإنها مرققة لجميع القراء من غير خلف عن أحد منهم، سواء أكانت الكسرة لازمة نحو: الرِّجالُ [النساء 34] وفَرِيقٌ [البقرة 75] وفِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [الروم 41]، أم عارضة لنقل حركة نحو:
وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ [الكوثر 2 - 3]، أو لالتقاء الساكنين نحو: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ [المزمل 8].
قال المهدوي: «وعلة إجماعهم على ترقيق الراء المكسورة، نحو:
فَرِيقٌ [البقرة 75] والْحَرِيقِ [آل عمران 181] والرِّجالُ [النساء 34] وما أشبه ذلك، أن الكسر مناف للتفخيم، فمتى حاول القارئ أن يجمع الكسرة مع التفخيم في حرف واحد كان ذلك ثقيلا.
ومما يوضح ذلك أنا وجدناهم يرققون الراء من أجل انكسار ما قبلها في نحو: فِرْعَوْنَ [البقرة 49] لقرب الكسرة من الراء، فإذا فعلوا ذلك والكسرة في حرف آخر قبلها، فلا
شك في ترقيقها إذا كانت الكسرة فيها.
ويقويه أيضا أنا وجدنا ورشا يرقق الراء إذا كان قبلها ساكن، وقبل الساكن كسرة، نحو: الذِّكْرِ [آل عمران 58] والسِّحْرَ [البقرة 102] وما أشبههما.
فإذا كان يرققها وبينها وبين الكسرة حرف، فأن ترقّق إذا كانت الكسرة فيها أولى
…
(1) انظر الكتاب: 4/ 142.
(2)
الهداية: 1/ 144 - 145 بتصرف، وانظر الكشف: 1/ 215.
فإن كانت الكسرة في الراء عارضة، نحو: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ [المزمل 8]، فحكمها في الوصل حكم المكسورة لوجود الكسرة فيها، وحكمها في الوقف حكم الساكنة لزوال الكسرة منها.» «1»
2 -
وإذا كانت الراء مفتوحة أو مضمومة، فكل القراء على تفخيمها، إلا ورشا فإنه يرققها إذا وقعت بعد ياء ساكنة، أو كسرة لازمة، أو حال بينها وبين الكسرة ساكن «2» .
ومعنى لزوم الكسرة هنا ألا تقع على حرف يجوز تجريد الكلمة منه، قال المهدوي:
«وذلك نحو قوله: بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ [الأنعام 1] ولِرَبِّكِ [آل عمران 43] ولِامْرَأَتِهِ [يوسف 21] وما أشبه ذلك.
وعلة ذلك أن الحرف المكسور زائد يجوز تقدير حذفه، فإذا كان الحرف زائدا، فكسرته غير لازمة لا تعمل فيما بعدها.» «3»
- واستثني من هذه القاعدة أشياء كلّها تؤول إلى أن عمل الكسرة في الراء يبطل بأحد أمرين:
الأول: أن يكون في الكلمة حرف استعلاء.
والآخر: أن يقوى الفصل بين الكسرة والراء.
فذكر المهدوي أنه «إذا كان بعد الراء المفتوحة المكسور ما قبلها ألف، وبعد الألف راء أخرى مفتوحة أو مضمومة أو حرف استعلاء- بطل عمل الكسرة، وفخمت الراء، نحو: فِراراً [الكهف 18] والْفِرارُ [الأحزاب 16] والْفِراقُ [القيامة 28] والصِّراطَ [الفاتحة 6] وما أشبه ذلك.
(1) الهداية: 1/ 138 - 139، وانظر المصدر نفسه: 1/ 143 - 144.
(2)
انظر الكشف: 1/ 210.
(3)
الهداية: 1/ 147 - 148، وانظر الكشف: 1/ 211.
وذلك أن الراء المفتوحة مؤاخية للمستعلي من حيث كانت تمنع من الإمالة كما يمنع المستعلي
…
فإذا جاء المستعلي أو تكررت الراء مفتوحة أو مضمومة، قوي ذلك على الراء التي كانت مرققة، ففخمها ليتناسب اللفظ ويتقارب.» «1»
وإذا كانت الراء مفتوحة قبلها ساكن، وقبل الساكن كسرة لازمة، فإنه يبطل عملها في أربعة مواضع:
آ- أن يأتي بعد الراء حرف استعلاء، نحو: الْإِشْراقِ [ص 18]«2» .
ب- أن يكون الساكن حرف استعلاء، نحو: فِطْرَتَ [الروم 30]«3» .
ج- أن تتكرر الراء، والثانية مفتوحة أو مضمومة، نحو: مِدْراراً [الأنعام 6] والْفِرارُ [الأحزاب 16]«4» .
د- أن تكون الكسرة في حرف من حروف الحلق وما قرب منها جدا وهي القاف والكاف، ويكون الساكن أقرب إلى خارج الفم من الراء، نحو:
حِذْرَكُمْ [النساء 71] وإِبْراهِيمَ [البقرة 124] وكِبْرَهُ [النور 11]«5» .
واحتج المهدوي لهذا بأن «الكسرة إذا كانت في حرف حلق، وكان الساكن قريبا من خارج الفم، والراء أدخل منه في الفم، فقد صار بين الكسرة والراء مسافة بعيدة
…
فلما بعدت المسافة بين الكسرة والراء، صارت الكسرة غير مجاورة للراء في التقدير، فامتنعت من العمل فيها.» «6»
- واحتج المهدوي لمذهب جمهور القراء في تفخيم الراء مفتوحة ومضمومة بقوله:
(1) الهداية: 1/ 148، وانظر الكشف: 1/ 210 - 211.
(2)
الهداية: 1/ 149.
(3)
الهداية: 1/ 149.
(4)
الكشف: 1/ 215.
(5)
الهداية: 1/ 150، وانظر الكشف: 1/ 212.
(6)
الهداية: 1/ 150.