الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلما قربوا المهموس من المجهور بأن قلبوه إليه، لم يدغم المجهور في المهموس، لأنه تقريب منه، وهو عكس ما فعل في (مزدان)، لأنهم في (مزدان) إنما قربوا المهموس من المجهور، وأنت إذا أدغمت الذال في التاء، قربت المجهور من المهموس.
قال سيبويه «1» : حدثنا من لا نتّهم أنه سمع من يقول: أخذت، فيبين.
وحجة من أدغم أن هذه الحروف لما تقاربت فاجتمعت في أنها من طرف اللسان وأصول الثنايا، قرب كل حيز من الحيز الآخر
…
» «2»
وقال المهدوي في قلب النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء:
الضرب الثاني- تقريب صائت من صائت:
- فمن ذلك قراءة شعبة: لا يَهِدِّي [يونس 35] بكسر الياء «4» ، أراد:
يهتدي، غير أنه أسكن التاء وأدغمها في الدال فأصبحت: يهدّي، فالتقى ساكنان فكسر الهاء لالتقائهما فأصبحت: يهدّي، وأتبع الياء كسرة الهاء طلبا للتجانس،
(1) انظر الكتاب: 4/ 472.
(2)
الحجة (ع): 2/ 75 - 76، وانظر الموضح: 1/ 275 - 276.
(3)
الهداية: 1/ 91، وانظر الكشف: 1/ 165. وانظر في تقريب الصامت من الصامت المعاني: 1/ 111، 213؛ وإعراب السبع: 1/ 49 - 50، 373؛ والحجة (خ): 62 - 63، 276؛ والحجة (ع): 1/ 49 - 56، 2/ 347 - 349؛ والمحتسب: 2/ 168 - 169، 282 - 283؛ والحجة (ز): 139؛ والكشف: 1/ 34 - 35، 219، 292، 302 - 303، 393 - 394؛ والهداية: 1/ 16 - 18، 128، 130، 135 - 136، 142، 148؛ والمفاتيح:
96 -
97؛ والموضح: 1/ 212، 230 - 231، 275 - 276، 2/ 979، 3/ 1215؛ وإعراب الشواذ: 1/ 398، 2/ 289 - 290، 506.
(4)
وكذلك قوله تعالى: يَخِصِّمُونَ [يس 49] بخلف عنه.
ليعمل اللسان عملا واحدا في ثلاث كسرات [بعدهن ياء] فأصبحت: يهدّي «1» .
قال أبو علي: «وأما من قال: يَهْدِي بكسر الياء، فإنه (يفتعل)، وأتبع الياء ما بعدها من الكسر.
فإن قلت: إن الياء التي للمضارعة لا تكسر؛ ألا ترى أن من قال: تعلم، لم يقل: يعلم؟ قيل: لم تكسر الياء في (يهدي) من حيث كسرت النون من نعلم، والتاء في تعلم
…
ولكن لمعنى آخر؛ كما لم تكسر الياء في (ييجل) من حيث كسرت التاء في تعلم
…
ولكن كسرت الياء في (ييجل) لتنقلب الواو ياء «2» ؛ فكذلك كسرت في قوله: (يهدي) للإتباع.» «3»
- ومنه أيضا باب الإمالة، فهي تقريب «4» ، قال ابن زنجلة:
(1) انظر إعراب السبع: 1/ 268، والحجة (خ): 181 - 182، والحجة (ز): 331 - 332، والكشف: 1/ 518 - 519، والهداية: 2/ 340 - 341، والموضح: 2/ 623 - 625.
(2)
انظر الكتاب: 4/ 112، والمقتضب: 1/ 288. وفي مضارع (وجل) أربع لغات، إحداها:
(يوجل) بتصحيح الواو، وهي اللغة المشهورة، والثانية:(ياجل) بقلب الواو ألفا، والثالثة:
(ييجل) بقلب الواو ياء، والرابعة:(ييجل) بكسر الياء. انظر الإنصاف: 2/ 784.
(3)
الحجة (ع): 4/ 279، وانظر المصدر نفسه: 1/ 113، 6/ 42 - 43؛ والمحتسب:
1/ 59 - 60.
(4)
انظر الهداية: 1/ 92.
(5)
الحجة (ز): 87، وانظر إعراب السبع: 1/ 60، والحجة (خ): 71، والحجة (ع):
1/ 399، والكشف: 1/ 171، والموضح: 1/ 209.
(6)
انظر الإمالة في القراءات واللهجات العربية: 339.
وقد يمال ما لا سبب لإمالته سوى مجاورته إمالة أخرى، قال ابن أبي مريم في أسباب الإمالة:«ومنها الإمالة للإمالة، وهي قولك: رأيت عمادى، فيميلون الألف المبدلة من التنوين في حال النصب، لإمالة ألف (عماد) التي بعد الميم، وهي التي أميلت لأجل الكسرة.» «1» «2»
وتمتنع إمالة الألف المستحقة لها إذا جاورت حرفا مستعليا، حرصا على تناسب الصوت.
- و «حركة الإعراب لا تستهلك لحركة الإتباع إلا على لغة ضعيفة» «5» ، منها قراءة بعض أهل البادية: الْحَمْدُ لِلَّهِ [الفاتحة 2] بكسر الدال اتباعا لكسر اللام «6» «7» ، وقراءة أبي جعفر: لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا [البقرة 34] بضم التاء
(1) الموضح: 1/ 211، وانظر الحجة (ع): 6/ 426.
(2)
انظر الكتاب: 4/ 123.
(3)
الكشف: 1/ 189، وانظر إعراب السبع: 1/ 161، 381؛ والحجة (خ): 143، 269؛ والحجة (ع): 1/ 385، 3/ 327؛ والهداية: 1/ 93.
(4)
الموضح: 1/ 211 - 212.
(5)
المحتسب: 1/ 71.
(6)
انظر المحتسب: 1/ 37 - 38، وإعراب الشواذ: 1/ 87 - 88.
(7)
انظر معاني القرآن: الفراء، 1/ 3.