الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
اللامات
-
- أفرد مكي والمهدوي اللام بمباحث تحدثا فيها عما يعرض لهذا الصوت من ترقيق وتفخيم، لم يرد شيء منها عند غيرهما من أصحاب الاحتجاج.
- تفخّم اللام حملا على الراء، قال مكي:
«اعلم أن اللام حرف يلزمه تفخيم وتغليظ، لمشاركته الراء في المخرج، والراء حرف تفخيم
…
» «1»
وقال المهدوي: «فأما اللام فإنما ساغ التفخيم فيها لشبهها بالراء، ولتداخلها معها أشد المداخلة.» «2»
- والأصل في اللام الترقيق، قال مكي في لام غير اسم (الله) تعالى:
«
…
فإن الترقيق هو الأصل؛ ألا ترى أنه لا يجوز تفخيم كل لام، و (لا)«3» يجوز ترقيق كل لام، فالأعم هو الأصل
…
» «4»
وقال المهدوي: «وأما اللام فأصلها الترقيق، إذ كانت ليست بحرف استعلاء، ولا تبلغ إلى قوة الراء، وإنما هي مشبّهة بها، وليس المشبه بالشيء مثله في كل أحواله «5» . فإذا ثبت ذلك، وجب أن يكون أصلها الترقيق، وأن يكون التفخيم داخلا عليها لعلل توجبه، فهي بخلاف الراء.» «6»
(1) الكشف: 1/ 218.
(2)
الهداية: 1/ 126.
(3)
كذا في المطبوع، والصواب حذفها.
(4)
الكشف: 1/ 219 - 220.
(5)
انظر الكتاب: 2/ 128.
(6)
الهداية: 1/ 127.
- وذكر لتفخيم اللام سببان: معنوي، ولفظي.
فأما السبب المعنوي، فهو مقصور على اسم (الله) تعالى، إذا انفتح ما قبله أو انضم، واختلف فيه، فذهب مكي إلى أن تفخيم اللام للتعظيم «1» ، وذهب المهدوي إلى أنه للفرق بينه وبين (اللات)«2» .
فإذا انكسر ما قبله رققت اللام «3» ، قال المهدوي:
«وعلة إجماع القراء على ترقيقه إذا انكسر ما قبله، نحو: بِسْمِ اللَّهِ [الفاتحة 1]، فقد ذكرها ابن مجاهد «4» ، فقال: إنما رققت اللام من اسم الله تعالى إذا انكسر ما قبلها، لأنهم كرهوا أن يخرجوا من كسر إلى تغليظ.» «5»
وهذا لا اختلاف فيه بين القراء «6» .
وأما السبب اللفظي، فهو أحرف الإطباق، وتفرّد به ورش عن نافع، فقرأ بتفخيم اللام إذا تقدمها صاد أو طاء أو ظاء، بشرط أن تكون اللام مفتوحة، وأن يكون أحد هذه الأحرف الثلاثة مفتوحا أو ساكنا «7» ، نحو: ظَلَمُوا [البقرة 59]،
(1) الكشف: 1/ 218.
(2)
الهداية: 1/ 128.
(3)
انظر الكشف: 1/ 219.
(4)
أحمد بن موسى، أبو بكر بن مجاهد: كبير العلماء بالقراءات في عصره، وكان حسن الأدب، رقيق الخلق، فطنا جوادا، له: كتاب السبعة في القراءات. توفي سنة 324 هـ.
انظر معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار: الذهبي، تحقيق: بشار عواد معروف وشعيب الأرناءوط وصالح مهدي عباس، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1984 م، ص 1/ 269 - 271؛ وغاية النهاية: 1/ 139 - 142؛ والأعلام: 1/ 261.
(5)
الهداية: 1/ 128.
(6)
الكشف: 1/ 219.
(7)
انظر الكشف: 1/ 219، والهداية: 1/ 129 وما بعدها.
وَمَنْ أَظْلَمُ [البقرة 114]، والصَّلاةَ [البقرة 3]، ومُصَلًّى [البقرة 125]، والطَّلاقَ [البقرة 227]، وطَلَّقْتُمُ [البقرة 231].
- وتفرد المهدوي عن مكي، فروى تغليظ اللام بعد الطاء والظاء والصاد والضاد سواكن، إذا كانت مضمومة «1» ، نحو: مَظْلُوماً [الإسراء 33]، وفَضْلُ اللَّهِ [البقرة 64]، وفَصْلٌ [الطارق 13]، وتَطْلُعُ [الكهف 90]؛ وروى تغليظها إذا وقعت بين حرفي استعلاء «2» ، نحو: خَلَطُوا [التوبة 102]، وأَخْلَصُوا [النساء 146]، وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ [التوبة 73]، وزاد تغليظها في فَاخْتَلَطَ [يونس 24]، وَلْيَتَلَطَّفْ [الكهف 19]«3» .
- واحتجّ مكي لمذهب ورش بقوله: «وعلة من فخم هذا النوع أنه لما تقدم اللام حرف مفخم مطبق مستعل، أراد أن يقرب اللام نحو لفظه، فيعمل اللسان في التفخيم عملا واحدا. وهذا هو معظم مذاهب العرب في مثل هذا، يقربون الحرف من الحرف، ليعمل اللسان عملا واحدا، ويقربون الحركة من الحركة، ليعمل اللسان عملا واحدا.» «4»
- وبيّن مكي وجه اختصاص اللام المفتوحة بالتفخيم بقوله:
«إنما فخم اللام إذا كانت مفتوحة، لأن الفتحة مؤاخية للتفخيم، ولأنها من الألف، ولأن الفتحة مستعلية في المخرج كحروف الاستعلاء، لأنها من الألف، والألف حرف يخرج من هواء الفم، فعامل اللام بالتفخيم مع الفتح، وحرف الإطباق قبله، ليعمل اللسان عملا واحدا. فلما تغيرت اللام عن الفتح رجع إلى الأصل، وهو الترقيق.
(1) انظر الهداية: 1/ 132، 133.
(2)
انظر الهداية: 1/ 135.
(3)
انظر الهداية: 1/ 135.
(4)
الكشف: 1/ 219، وانظر الهداية: 1/ 130.
وأيضا فإن اللام إذا انكسرت في نفسها امتنع فيها التفخيم، لأن التفخيم إشباع فتح، ومحال أن يشبع الفتح في حرف مكسور أو مضموم.» «1»
- وأما ما اشترط في أحرف الإطباق من أن تكون ساكنة، فلتتحقق المجاورة، التي هي شرط لتفخيم اللام «2» ؛ أو أن تكون مفتوحة، فلأن الفتح يزيد التفخيم حسنا، إذ هو من جنسه فلا يعتدّ به حاجزا «3» .
فإذا انكسرت كانت اللام بالترقيق أولى، لأن في تفخيم اللام بعد كسر خروجا من تسفل الكسر إلى تصعد التفخيم، وذلك مكروه صعب «4» .
- واحتج المهدوي لمذهب جمهور القراء بقوله:
«فأما إجماع القراء سوى ورش على ترقيق كل لام في القرآن على كل حال سوى ما ذكرناه في اسم الله تعالى، فلا يحتاج في ذلك إلى اعتلال أكثر من أن يقال:
إنهم أجروا اللام على أصلها، ولم يكن التفخيم فيها عندهم قويا مع مجاورة الحروف التي أوجب ورش بها التفخيم، إذ اللام أصلها الترقيق، فدخول التفخيم فيها ليس بقوي كقوته في الراء، لأن الراء اجتمع فيها الشبه بحروف الاستعلاء والتكرير «5» ، وأن العرب منعت الإمالة بها في نحو (راشد) كما يمنع المستعلي في نحو (طالب)، وليس ذلك في اللام.» «6»
(1) الكشف: 1/ 220.
(2)
انظر الهداية: 1/ 132.
(3)
انظر الكشف: 1/ 220، والهداية: 1/ 130 - 131.
(4)
انظر الكشف: 1/ 220، والهداية: 1/ 130.
(5)
انظر الهداية: 1/ 125 - 126.
(6)
الهداية: 1/ 129 بتصرف، وانظر الكشف: 1/ 219 - 220.