الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصاد والسين والزاي، ولا تدغم الصاد وأختاها فيهنّ لزيادة الصاد وأختيها عليهنّ في الصفير؟
وكذلك يدغم اللام في الراء، ولا تدغم الراء في اللام لزيادة التكرير في الراء.
فقد علمت فيما ذكر حسن إدغام التاء في الصاد.» «1»
2 - غلبة التحليل على التركيب:
- التحليل والتركيب عمليتان ذهنيتان يقوم بهما العقل في سعيه إلى تحصيل المعرفة، وتعنى الأولى بتفكيك الموضوع إلى عناصره البسيطة، في حين تعنى الأخرى بإعادة تأليفها.
ويغلب على الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج الطابع التحليلي، أي عنايتها بالجزئيات دون أن يتبع ذلك استخلاص كليات عامة.
فمادة القوانين الصوتية في الفصل الثالث من هذا البحث، وإن كانت مستمدّة من كتب الاحتجاج، لم تكن فيها مبنية ذلك البناء أو على تلك الصورة من التجريد.
3 - الوضوح والبعد عن التعقيد:
- لما كانت كتب الاحتجاج مقدّمة إلى القراء، وجمهورهم ممن شغل بالرواية عن الدراية، فقد عمد أصحابها إلى تقريبها لهم، واتّسم أسلوبهم فيها بالوضوح والبعد عن التعقيد، فضلا عن تكرار القول وتصريفه في المسائل المتشابهات «2» .
(1) الحجة (ع): 6/ 49.
(2)
ومنهم من أقام كتابه على السؤال والجواب تيسيرا على الطلبة. انظر الكشف: 1/ 5.
ومما ينبئ عن تلك الغاية فيها تسمية بعضها ب (الكشف) و (الموضح).
وصرّح ابن جني في (المحتسب) بأنه يتحامى «الإطالة لا سيما في الدقيق، لأنه مما يجفو على أهل القرآن.» «1»
ولم يشذّ من كتب الاحتجاج عن هذه السمة إلا كتاب الحجة لأبي علي، فقد كان فيه، ولا سيما أوائله، قصد إلى التعمية، بكثرة انتقالاته بين أشياء لا يظهر للقارئ وجه الربط بينها إلا بشقّ الأنفس، مع اقتضاب العبارة حينا، والتوائها حينا آخر، وحرص على حشد الأقوال والمذاهب؛ وهو مما أخذ عليه، فهذا ابن جني وهو تلميذه يقول:
ويبدو أن ما حمل أبا علي على هذا الإغماض أمران:
الأول: المنافسة، فقد التزم أبو علي أن يصدّر احتجاجه لأوجه القراءات باحتجاج أبي بكر الذي شرع فيه ولم يتمّه «3» . فكان يستقصي القول من بعده ليدلّل على طول باعه
في العلم، وأنه لا يقلّ فيه عن شيخه إن لم يكن يفوقه.
والآخر: ظنّ أبي علي أن وعورة الكتاب مما يزيد في قيمته، لأنها تجعل أمر ارتياده وقفا على خاصة العلماء، فقد حكي أنه لمّا عمل (الإيضاح) لعضد الدولة البويهي (ت 372 هـ) استقصره، وقال: ما زدت على ما أعرف شيئا، وإنما يصلح هذا للصبيان. فمضى وصنّف (التكملة)، فلما وقف عليها قال:
غضب الشيخ، وجاء بما لا نفهمه نحن ولا هو «4» .
(1) المحتسب: 1/ 197، وانظر المصدر نفسه: 1/ 236، 263، 322، 2/ 231.
(2)
المحتسب: 1/ 236، وانظر المصدر نفسه: 1/ 34، 197.
(3)
انظر الحجة (ع): 1/ 6.
(4)
البغية: 1/ 496.