الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
الحذف
-
- أكثر ما جاء فيه الحذف في كتب الاحتجاج: المضعّف، وإحدى التاءين المبدوء بهما المضارع، والتنوين.
1 - المضعّف:
- نحو قوله تعالى: وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ [آل عمران 27]، قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة:(الميت) بالتخفيف في الموضعين، وقرأ الباقون:(الميّت) بالتضعيف.
من شدّد فهو على أصل الكلمة «1» ، ومن خفّف استثقل تشديد الياء مع كسرها، فحذف إحدى الياءين، وهي الثانية «2» ، إذ كان حذفها لا يخلّ بلفظ الكلمة ولا يحيل معناها.
ونحوه قولهم في (أيّم): أيم، وفي (أيّن): أين «3» ، وفي (ضيّق): ضيق، وفي (طيّف): طيف، وفي (ليّن): لين، وفي (هيّن): هين.
ولا فرق في المعنى بين (الميّت) مثقلا و (الميت) مخففا. قال الشاعر «4» :
(1) عند البصريين (ميوت) على وزن (فيعل)، وعند الكوفيين (مويت) على وزن (فعيل) قدّمت الياء الساكنة على الواو فصارت (ميوت). فلما اجتمعت الواو والياء والسابق منهما ساكن، قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، فالتشديد من أجل ذلك، وانظر الكتاب: 3/ 468، والإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين: أبو البركات الأنباري، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، 1982 م، المسألة (115)، ص 2/ 795.
(2)
وهي عند سيبويه المنقلبة عن واو، أعلت بالحذف كما أعلت بالقلب.
(3)
الأيم والأين: الحيّة. انظر النوادر في اللغة: 46.
(4)
هو عديّ بن رعلاء الغساني، والبيت في مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، تحقيق:
د. فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي، القاهرة، ص 1/ 148 - 149، 2/ 161؛ ومعاني القرآن:-
ليس من مات فاستراح بميت
…
إنّما الميت ميّت الأحياء «1»
فأوقع المخففة والمشددة على شيء واحد «2» «3» «4» .
- ونحو قوله تعالى: قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ [الأنعام 80]، قرأ نافع وابن ذكوان وهشام بخلف عنه وأبو جعفر:(أتحاجّوني) بالتخفيف، وقرأ الباقون:(أتحاجّونّي) بالتشديد.
الأصل عند من خفف النون أو شددها: (أتحاجّونني) بنونين، فمن شدّد فإنه أدغم إحدى النونين في الأخرى، ومن خفّف حذف إحدى النونين «5» ،
الأخفش، 1/ 166؛ والأصمعيات: الأصمعي، تحقيق: أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون، دار المعارف، مصر، ط 7، 1993 م، ص 152؛ والمعاني: 1/ 249؛ والحجة (ع): 3/ 27، 398، 6/ 212؛ والحجة (ز): 159؛ والهداية: 1/ 216؛ والموضح:
1/ 366، 3/ 1197.
(1)
وبعده:
إنما الميت من يعيش كئيبا
…
كاسفا باله قليل الرجاء
(2)
ذكر أبو عبيدة أن قوما قالوا: إذا كان قد مات فهو خفيف، وإذا لم يكن مات فهو مثقل.
مجاز القرآن: 2/ 160.
وذكر ابن الجزري أن القراء اتفقوا على تشديد ما لم يمت. النشر: 2/ 225. أقول: لعل هذا وقع اتفاقا.
(3)
انظر المعاني: 1/ 248 - 249؛ وإعراب السبع: 1/ 110، 168 - 169؛ والحجة (خ):
107؛ والحجة (ع): 3/ 26 - 27، 398 - 399، 5/ 338 - 339، 6/ 212؛ والحجة (ز): 159، 396؛ والكشف: 1/ 339 - 340، 450؛ والهداية: 1/ 216، 2/ 290؛ والموضح: 1/ 500، 501، 2/ 927، 3/ 1197؛ وإعراب الشواذ: 1/ 129، 310، 548 - 549.
(4)
انظر الكتاب: 4/ 366، والمقتضب: 1/ 357.
(5)
وهي الثانية، ولا يجوز أن تكون الأولى، لأنها دلالة الإعراب، ولأن الاستثقال إنما يقع بالتكرار في الأمر الأعم.
وقال قوم: بل حذف نون الإعراب، كما تحذف الضمة في مثل يَأْمُرُكُمْ [البقرة 67].
وانظر حاشية الصبان على شرح الأشموني: 1/ 122 - 123.
استثقالا للجمع بينهما وكراهة التضعيف.
ومثله: فَبِمَ تُبَشِّرُونَ «1» [الحجر 54]، وتشاقّون فيهم «2» [النحل 27]، وتَأْمُرُونِّي «3» [الزمر 64].
وهما لغتان أجودهما تشديد النون، والتخفيف لغة لغطفان «4» «5» .
- ونحو قوله تعالى: إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ [الأعراف 196]، قرأ السوسي بثلاثة أوجه:
الأول: (وليّ الله) بالتخفيف والفتح.
والثاني: (وليّ الله) بالتخفيف والكسر.
والثالث: (وليّي الله) بالثقيل كقراءة الباقين.
الأصل: (وليّي) بثلاث ياءات، الأولى ياء فعيل، والثانية أصلية، وهي لام الكلمة، والثالثة ياء الإضافة إلى النفس.
ومن قرأ: (وليّ الله) حذف الياء الوسطى، كما يحذف من (عطيّ) تصغير (عطاء)«6» ، شبّه المنفصل بالمتصل، وكما يحذف من قولهم: ما باليت بالة،
(1) قراءة نافع.
(2)
قراءة نافع.
(3)
قراءة ابن ذكوان بخلف عنه، ونافع وأبي جعفر مع فتح الياء.
(4)
انظر المعاني: 1/ 367؛ وإعراب السبع: 1/ 162؛ والحجة (خ): 143؛ والحجة (ع):
3/ 333 - 335، 5/ 45 - 46، 6/ 99 - 100؛ والحجة (ز): 257 - 258، 383، 625؛ والكشف: 1/ 436 - 437، 2/ 30 - 31، 240 - 241؛ والهداية: 2/ 282، 377 - 378؛ والمفاتيح: 358؛ والموضح: 1/ 481،
2/ 722، 3/ 1116 - 1117.
(5)
انظر معاني القرآن: الفراء، 2/ 90؛ ومجاز القرآن: 1/ 352 - 353؛ ومعاني القرآن: الأخفش، 1/ 254 - 255.
(6)
قال سيبويه: «واعلم أنه إذا كان بعد ياء التصغير ياءان حذفت التي هي آخر الحروف، ويصير الحرف على مثال: فعيل، ويجري على وجوه العربية، وذلك قولك في عطاء:
عطيّ، وقضاء: قضيّ
…
» الكتاب: 3/ 471.
والأصل: بالية «1» ؛ وأدغم الأولى في الثالثة وفتحها كما قالوا: إليّ وعليّ ولديّ بفتح الياء.
ومن قرأ: (وليّ الله) أسقط ياء الإضافة لأنه أسكنها ولقيت ساكنا آخر، والكسرة دالّة عليها «2» .
- ونحو قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب 33]، قرأ نافع وعاصم وأبو جعفر:(وقرن) بفتح القاف، وقرأ الباقون:(وقرن) بكسرها.
من قرأ بالفتح فالأصل: (أقررن) بفتح الراء الأولى، من (قررت بالمكان أقرّ)، وهي لغة في (قرّ يقرّ)، حكاها الكسائي والأخفش «3» وأنكرها المازني «4» ، فاستثقل التضعيف في الكلمة، فحذفت الراء الأولى ونقلت فتحتها إلى القاف، فاستغني عن ألف الوصل، فبقي:(قرن)، كما قيل: ظلت ومست، والأصل:
ظللت ومسست «5» .
(1) انظر الكتاب: 4/ 406.
(2)
انظر المعاني: 1/ 432، وإعراب السبع: 1/ 217، والحجة (خ): 168، والحجة (ع):
4/ 116 - 120، والموضح: 2/ 570 - 571.
(3)
سعيد بن مسعدة، أبو الحسن، الأخفش الأوسط: من أهل بلخ، سكن البصرة، قرأ النحو على سيبويه وكان أسنّ منه، وكان معتزليا، له: معاني القرآن، والمقاييس في النحو، والعروض، والقوافي، والأصوات.
توفي سنة 215 هـ.
انظر البلغة: 145، والبغية: 1/ 590 - 591، والأعلام: 3/ 101 - 102.
(4)
بكر بن محمد بن بقية، المازني، أبو عثمان: أحد الأئمة في النحو، أخذ عنه المبرد وجماعة، له: التصريف، والعروض، وما تلحن فيه العامة.
توفي سنة 249 هـ، وقيل غير ذلك.
انظر البلغة: 93 - 94، والبغية: 1/ 463 - 466، والأعلام: 2/ 69.
(5)
انظر الكتاب: 4/ 422.