الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واعلم أن القوة في الحرف تكون بالجهر وبالشدة وبالإطباق والتفخيم وبالتكرير وبالاستعلاء وبالصفير وبالاستطالة وبالغنة وبالتفشي
…
فبهذه الصفات يقوى الحرف وبعدمها يضعف، وكلما تكررت فيه الصفة القوية كان أقوى للحرف، وكذلك إذا تكررت في الحرف الصفة الضعيفة كان أضعف.» «1»
- والقوة هنا تعني زيادة الصوت بالحرف زيادة تجعل مقاربه يدغم فيه، ولا يدغم هو في مقاربه، لئلا تذهب تلك الزيادة بالإدغام «2» .
7 - العلاقة الكمية بين حروف المدّ والحركات:
- وردت بعض الإشارات في كتب الاحتجاج إلى العلاقة الكمية بين حروف المدّ والحركات، منها أن الحركات بعض حروف المدّ، قال المهدوي في حديثه عن أن المدّ لا يقع إلا في الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها دون سائر الحروف:
ومنها أيضا أن حروف المدّ تنشأ عن إشباع الحركات «4» .
(1) الكشف: 1/ 137 - 138.
(2)
انظر الكشف: 1/ 135 - 136.
(3)
الهداية: 1/ 30.
(4)
انظر الحجة (ع): 1/ 80 - 81؛ والمحتسب: 1/ 68 - 69، 165، 247، 258 - 259، 2/ 113، 163؛ والهداية: 1/ 25؛ وإعراب الشواذ: 1/ 138، 552، 737، 789، 2/ 260، 272، 280، 447، 642، 659، 706، 748.
- وقدّر ابن خالويه أن الياء المدّية تعدّ بكسرتين «1» ، قال:
«وَجْهِيَ لِلَّذِي «2» [الأنعام 79] فتحها نافع وابن عامر وحفص عن عاصم.
والاختيار الإسكان إذا لم يستقبلها همزة، غير أن من فتحها كره أن يجمع بين أربع كسرات: كسرة الهاء واللام، والياء تعدّ بكسرتين.» «3»
- ونبّه أبو علي على أن المدّ في الألف أكثر منه في الواو والياء «4» ، واستدلّ على ذلك بجواز وقوع الساكن بعدها أو شبهه وهو همزة بين بين، وبامتناعها من الإدغام مع جوازه فيهما. قال:
«ومما يدلّك على زيادة المدّ في الألف استجازتهم تخفيف الهمزة بعدها في: هباءة والمسائل وجزاء أمه «5» ، ولم يفعلوا ذلك بها مع الواو والياء، ولكن قلبوها إلى لفظها في: مقروّ والنّسيّ «6» ، ومن ثمّ استجاز يونس «7» إيقاع الخفيفة
(1) أثبتت الدراسات الصوتية الحديثة أن الزمن الذي تستغرقه الصوائت الطويلة ضعف الزمن الذي تستغرقه الصوائت القصيرة عادة، انظر الأصوات اللغوية: 155، ودراسة الصوت اللغوي:364.
(2)
في المطبوع: وَجْهِيَ لِلَّهِ، وهي من سورة آل عمران: 20، والقول فيهما واحد، غير أن كلام ابن خالويه هنا على سورة الأنعام.
(3)
إعراب السبع: 1/ 175، وانظر المصدر نفسه: 1/ 75.
(4)
انظر الأصوات اللغوية: 154.
(5)
انظر الكتاب: 3/ 547.
(6)
تخفيف: مقروء، والنّسيء.
(7)
يونس بن حبيب، الضبي: إمام في النحو واللغة، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وحماد بن سلمة، سمع من العرب، أخذ عنه الكسائي والفراء، وروى عنه سيبويه فأكثر، له: معاني القرآن، واللغات، والنوادر، والأمثال. توفي سنة 182 هـ. انظر البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة: الفيروزآبادي، تحقيق: محمد المصري، دار سعد الدين، دمشق، ط 1، 2000 م، ص 323 - 324؛ والبغية: 2/ 365؛ والأعلام: 8/ 261.