الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأولى من (يسقي)، قال العكبري:«وكأنه أتبع كسرة القاف والياء كسرة الراء.» «1»
وقول العرب في النداء: يا زيد بن عمرو، قال العكبري:
«فجعلوا حركة الدال كحركة النون، مع أن فيها حاجزا.» «2»
-
تنبيهات:
1 -
تبين من خلال الأمثلة والنصوص التي سيقت على قلب الصوائت، أنه يكون لإحدى غايتين: المماثلة والمخالفة.
2 -
قد يؤدي قلب الصوائت إلى أبنية مرفوضة في اللغة، غير أن هذا يحتمل لأنه عارض، ولا يعتدّ به. قال أبو علي:
«أما من ضم الفاء من شيوخ وعيون وجيوب، فبيّن لا نظر فيه
…
وأما من قال: شيوخ وجيوب، فكسر الفاء، فإنما فعل ذلك من أجل الياء، أبدل من الضمة الكسرة، لأن الكسرة للياء أشد موافقة من الضمة لها.
فإن قلت: هلا استقبح ذلك، لأنه أتى بضمة بعد كسرة، وذلك مما قدمت أنهم قد رفضوه في كلامهم، فهلا رفض أيضا القارئ ل (الجيوب) ذلك؟
قيل: إن الحركة إذا كانت للتقريب من الحرف لم تكره، ولم تكن بمنزلة ما لا تقريب فيه؛ ألا ترى أنه لم يجئ في الكلام عند سيبويه على (فعل) إلا (إبل)«3» ، وقد أكثروا من هذا البناء واستعملوه على اطراد إذا كان القصد فيه تقريب الحركة من الحرف، وذلك قولهم: ماضغ لهم، ورجل محك، وجئز، وقالوا في الفعل: شهد ولعب.
(1) إعراب الشواذ: 1/ 705.
(2)
إعراب الشواذ: 1/ 88، وانظر الكتاب: 2/ 203.
(3)
انظر الكتاب: 4/ 244.
واستعملوا في إرادة التقريب ما ليس في كلامهم على بنائه البتة، وذلك نحو: شعير ورغيف وشهيد؛ وليس في الكلام شيء على (فعيل) على غير هذا الوجه، فكذلك شيوخ وجيوب
…
» «1»
3 -
قال أبو علي في تقسيم الإتباع:
«والحركة التي تتبع الحركة على ضربين:
أحدهما: إتباع حركة ليست للإعراب حركة ليست للإعراب، نحو:
مغيرة، ومنتن، ويعفر «2» ، وظلمات.
والآخر: إتباع حركة ليست للإعراب حركة إعراب، وذلك مثل: امرؤ، وابنم، وفوك «3» ، وأجوءك، وأنبؤك.
والحرف المذكور في الكتاب «4» بعكس هذه القسمة، من النادر الذي لا حكم له.» «5»
(1) الحجة (ع): 2/ 282 - 283، وانظر الكشف: 1/ 285، والهداية: 1/ 194.
(2)
جاء في اللسان: «وحكى السيرافي: الأسود بن يعفر ويعفر ويعفر. فأما يعفر ويعفر فأصلان، وأما يعفر فعلى إتباع الياء ضمة الفاء، وقد يكون على إتباع الفاء من يعفر ضمة الياء من يعفر.» مادة (ع ف ر)، 9/ 287.
(3)
مذهب سيبويه وجمهور البصريين أن الأسماء الستة معربة بحركات مقدرة، فالرفع بضمة مقدرة على الواو، والنصب بفتحة مقدرة على الألف، والجر بكسرة مقدرة على الياء؛ وأتبع فيها ما قبل الآخر للآخر. انظر حاشية الخضري على شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، دار الفكر، بيروت، 1978 م، ص 1/ 36.
(4)
أراد قول الشاعر:
وقال: اضرب الساقين إمّك هابل
ويروى بكسر همزة (إمك) اتباعا لكسرة نون (الساقين)، وبكسر الميم أيضا اتباعا لكسرة الهمزة. انظر الكتاب: 4/ 146، والخصائص: 3/ 141، وشرح الشافية: 4/ 178 - 179.
(5)
الحجة (ع): 1/ 116 - 117.