الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- ومنها ما يكون مركبا، أي فيه أكثر من تغيير، نحو قولهم: أيش؟ قال أبو علي:
«ومن ذلك قولهم: أيش تقول؟ حكاه أبو الحسن والفراء «1» .
والقول فيه أنه كان: أيّ شيء؟ فخففت الهمزة وألقيت كسرتها على الياء، وكثر الكلام بها، فكرهت حركة الياء بالكسرة، كما كرهت في: قاضين وغازين ونحوه، فأسكنت والتقت مع التنوين، وكل واحد منهما ساكن، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فإذا وقفت عليها قلت: أيش، فأسكنت «2» .» «3»
-
أمن اللبس
-
- أمن اللبس في الكلام: سلامته من الاشتباه بغير المراد، وهو شرط لحدوث التغييرات اللغوية، صوتية كانت أو غير ذلك.
- فمن غير الصوتية القلب في قوله تعالى: يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى «4» بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً [النساء 42]، قال أبو علي:
(1) انظر معاني القرآن: الفراء، 1/ 2.
(2)
وحذفت الياء الثانية من (أيّ).
(3)
الحجة (ع): 4/ 247، وانظر المحتسب: 1/ 37.
(4)
وهي قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر.
(5)
انظر الكتاب: 1/ 181، ومعاني القرآن: الفراء، 3/ 182.
(6)
الحجة (ع): 3/ 162، وانظر الحجة (ز): 204، والكشف: 1/ 390 - 391، والهداية:
2/ 252، والموضح: 1/ 418.
- ومن الصوتية حذف الواو وإسكان الميم في نحو (عليهم)، قال المهدوي:
«وعلة من أسكن الميم أنه أراد التخفيف، إذ لا يقع في حذف الواو لبس، وذلك أنك تقول في الواحد المذكر: عليه، وفي المؤنث: عليها، وفي الاثنين:
عليهما، وفي جمع المؤنث: عليهن، فلم يبق (عليهم) إلا لجماعة المذكر.
فلما كانت إحدى العلامتين تنوب عن الأخرى بغير لبس يقع في الكلمة، اختار ما هو أخفّ.» «1»
- ومنها الإشمام في نحو: (قيل)، قال أبو علي:
«حجة من قال: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ [البقرة 11] فأشم الضمة الكسرة وأمال بها نحوها: أن ذلك أدلّ على (فعل)؛ ألا ترى أنهم قد قالوا: كيد زيد يفعل، وما زيل يفعل، وهم يريدون (فعل) «2» ؟ فإذا حركوا الفاء هذه التحريكة أمن بها التباس الفعل المبني للفاعل بالفعل المبني للمفعول.» «3»
- ومنها إمالة أبي عمرو ألف (ها) و (يا) من قوله تعالى: كهيعص [مريم 1]، قال ابن خالويه:«وحدثني محمد بن الحسن الأنباري عن ابن فرج عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأ: (كهيعص) بكسر الهاء والياء. قال: قلت لأبي عمرو: لم كسرت الهاء؟ قال: لئلا تلتبس بالهاء التي للتنبيه. قلت: فلم كسرت الياء؟ قال: لئلا تلتبس بالياء التي للنداء إذا قلت: يا رجل، ويا زيد.» «4»
- ومنها استثناء أبي عمرو تخفيف همزة: رئيا [مريم 74] من أصله في تخفيف الساكنة إذا أدرج القراءة أو قرأ في الصلاة. قال المهدوي:
(1) الهداية: 1/ 24، وانظر الحجة (ع): 1/ 59 - 60، 78؛ والكشف: 1/ 39؛ والموضح:
1/ 233؛ وإعراب الشواذ: 1/ 102.
(2)
انظر ص 180 من هذا البحث.
(3)
الحجة (ع): 1/ 345، وانظر المصدر نفسه: 1/ 324، والهداية: 1/ 156 - 157، والموضح: 1/ 247 - 248.
(4)
إعراب السبع: 2/ 6، وانظر المصدر نفسه: 2/ 27، والحجة (ز): 437، 449.
«وأما علته في (رئيا)، فإنه إنما همزه
…
كراهة الالتباس، لأنه على قراءته مما تراه العين، ولو ترك همزه فقال:(وريّا)، لصار من ريّ الشارب.» «1»
- ومنها امتناع إدغام النون في الواو والياء- وكذلك الراء واللام- إذا كانتا في كلمة واحدة. قال مكي: «ولو وقعت النون قبل الواو والياء في كلمة، لم يكونا إلا مظهرين، لأنك لو أدغمت لالتبس بالمضاعف، فتقول: الدُّنْيا [البقرة 85]، وبُنْيانٌ [الصف 4]، وقِنْوانٌ [الأنعام 99]، وصِنْوانٌ [الرعد 4]: بالإظهار.» «2» «3»
- ومنها سكتات حفص الأربع، قال المهدوي:
«ووجه سكوت حفص على قوله عز وجل: عِوَجاً «4» ومَرْقَدِنا «5» أنه أراد زوال اللبس الواقع عند اتصال قوله: عِوَجاً بقوله: يُقِيما «6» ، وكذا سكت على قوله: مَرْقَدِنا ليبين أن هذَا «7» ابتداء، وليس متعلقا بقوله: مَرْقَدِنا.
فأما سكوته على النون من قوله: مَنْ راقٍ [القيامة 27] واللام من قوله بَلْ رانَ [المطففين 14]، فإنه- والله أعلم- فرّ من الإدغام.» «8»
- ومنها أن الكسر أصل لالتقاء الساكنين «9» ، قال مكي:
«فإن قيل: من أين كان الكسر أصلا لالتقاء الساكنين؟
(1) الهداية: 1/ 55.
(2)
الكشف: 1/ 164 - 165، وانظر إعراب السبع: 1/ 321 - 322، والحجة (خ): 200، والكشف: 1/ 162، والهداية: 1/ 92.
(3)
انظر الكتاب: 4/ 455 - 456.
(4)
من قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً [الكهف 1 - 2].
(5)
من قوله تعالى: قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ [يس 52].
(6)
من قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً [الكهف 1 - 2].
(7)
من قوله تعالى: قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ [يس 52].
(8)
الهداية: 2/ 392.
(9)
انظر الكتاب: 4/ 215.