الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
تنبيهات:
1 -
نسب جمهور أصحاب الاحتجاج إلى الإمالة قيمة تمييزية، وذلك في قراءة أبي عمرو قوله تعالى: وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا [الإسراء 72].
…
» «2»
وقال أبو علي: «ويؤكد ذلك ظاهر ما عطف عليه من قوله: وَأَضَلُّ سَبِيلًا. وكما أن هذا لا يكون إلا على (أفعل)، كذلك المعطوف عليه
…
» «3»
غير أن ابن زنجلة ذكر «أن الإمالة والفتح لا يأتيان على المعاني، بل الإمالة تقريب من الياء.» «4»
2 -
فرّق أصحاب الاحتجاج بين إمالة الألف وإمالة الفتحة قبلها، قال مكي:
«واعلم أن معنى الإمالة هو تقريب الألف نحو الياء، والفتحة التي قبلها نحو الكسرة.» «5»
(1) وذلك أنه إن كان من عمى القلب، جاز أن يقال فيه: ما أعماه، كما يقال: ما أحمقه. انظر الأصول في النحو: 1/ 105.
(2)
إعراب السبع: 1/ 378، وانظر المعاني: 2/ 97 - 98، والحجة (خ): 219، والحجة (ع):
5/ 112 - 113، والحجة (ز): 407، والكشف: 1/ 184، والهداية: 1/ 96، والمفاتيح:
250 -
251، والموضح: 1/ 254، 2/ 761 - 764.
(3)
الحجة (ع): 5/ 113.
(4)
الحجة (ز): 407.
(5)
الكشف: 1/ 168، وانظر المصدر نفسه: 1/ 178 - 179.
وقال ابن أبي مريم: «أما إذا لقي الألفات التي تقدّمها الراء ساكن نحو قوله تعالى: حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً [البقرة 55]، والنَّصارى الْمَسِيحُ [التوبة 30]، وَيَرَى الَّذِينَ [سبأ 6]، فإن أبا عمرو يفتح جميع ذلك، وكذلك غيره من القراء في ذلك وفي جميع ما جازت فيه الإمالة إذا لقيه ساكن، لأن الإمالة في ذلك إنما هي إمالة الألف نحو الياء. فلما سقطت الألف لالتقاء الساكنين، زالت الإمالة بزوال محلها، لأن الإمالة محلها الألف.
ومن العرب من يميل الفتحة التي قبل الألف مع سقوط الألف، لأن الألف وإن كانت قد سقطت، فإنها في حكم الوجود، لأن سقوطها إنما هو لالتقاء الساكنين، فهو عارض غير لازم، هذا مذهب بعض من العرب، لكن القراءة سنة متبعة.» «1» «2»
وهذا التفريق بين إمالة الألف وإمالة الفتحة قبلها مبني على أن حروف المدّ قبل كل منها حركة من جنسه، وجمهور المحدثين على خلافه، قال د. إبراهيم أنيس:
«ولكن القدماء قد ضلوا الطريق السوي حين ظنوا أن هناك حركات قصيرة قبل حروف المدّ، فقالوا مثلا: إن هناك فتحة على التاء في (كتاب)، وكسرة تحت الراء في (كريم)، وضمة فوق القاف في (يقول).
والحقيقة أن هذه الحركات القصيرة لا وجود لها في تلك المواضع، فالتاء في (كتاب) محركة بألف المدّ وحدها، والراء في (كريم) محركة بياء المدّ وحدها، والقاف في (يقول) محركة بواو المدّ وحدها.
(1) الموضح: 1/ 245 - 255، وانظر إعراب السبع: 1/ 161؛ والحجة (خ): 143؛ والحجة (ع): 1/ 383 - 384، 3/ 330؛ والهداية: 1/ 102 - 103؛ والموضح: 1/ 478.
(2)
انظر الكتاب: 4/ 134.
ويظهر أن الكتابة العربية في صورتها المألوفة من وضع فتحة على التاء في (كتاب) وكسرة تحت الراء في (كريم) وضمة فوق القاف في (يقول) قد جعلت القدماء يتوهمون وجود حركات قصيرة في مثل هذه المواضع.» «1»
- على أني وإن كنت أوثر التوقف في المسألة لنقص الأدلة، لا أعدم وجها لما ذهب إليه القدامى.
فقلب الواو ياء في نحو ميقات، والأصل موقات (بميم مكسورة فواو ساكنة)، يدلّ على أن الكسرة شيء، والياء المنقلبة عن واو للكسرة قبلها شيء آخر، فقد كانت ولم تكن الياء.
وميزان العروض، وهو كما قال ابن جني: عيار الحسّ وحاكم الطبع «2» ، يشهد أن نحو (ما) بمنزلة (من)، يتألف من حرفين الأول متحرك والثاني ساكن.
3 -
ربط المهدوي إمالة الكلمة بتصرفها، وهو تقلّب صيغها، قال:
«واعلم أن الإمالة إنما تقع في الأسماء والأفعال، ولا تمال حروف المعاني، لأن حروف المعاني لا تستحق التصريف نحو الذي يدخل في الأسماء والأفعال.
فالتصريف في الأسماء ما يدخلها من التكسير والتصغير، والتصريف في الأفعال نحو قولك: رمى يرمي وما أشبه ذلك.» «3» «4»
(1) الأصوات اللغوية: 39، وانظر التطور النحوي: برجشتراسر، 53؛ والإمالة في القراءات واللهجات العربية: د. شلبي، 76، 79؛ والدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني: د. النعيمي، 202؛ وأثر القراءات في الأصوات والنحو العربي: د. شاهين، 112، الحاشية (1).
(2)
انظر الخصائص: 2/ 329.
(3)
الهداية: 1/ 111، وانظر المحتسب: 2/ 105، 288؛ والموضح: 1/ 210.
(4)
وعند د. عبد الفتاح شلبي أن السبب في منع إمالة بعض الحروف أنه غير مستقلّ بنفسه، فلا يفهم معناه إلا مع غيره. انظر الإمالة في القراءات واللهجات العربية:311.