الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التنزيل. وإن اضطر الواقف إلى الوقوف عليها، وقف بغير هاء، اتباعا للقراء الذين قرءوا بالسّنة.» «1»
وقال ابن أبي مريم: «الله لا إله إلا هوه بالهاء في حال الوقف، قرأها يعقوب وحده
…
إلا أن القراء يكرهون ذلك، لأن الهاء ليست في المصحف، وهو الإمام، فكرهوا مخالفته.» «2»
ونحو قوله تعالى: أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ [النمل 25]، قرأ الكسائي وأبو جعفر ورويس:(ألا يسجدوا) بتخفيف اللام، جعلوا (ألا) حرف استفتاح، و (يا) حرف نداء أو تنبيه، و (اسجدوا) فعل أمر.
ونحو قوله تعالى: وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ [الروم 39]، قال ابن زنجلة: «قرأ نافع: (لتربوا في أموال الناس) بضم التاء وسكون الواو. فالتاء هاهنا للمخاطبين والواو واو الجمع
…
والمعنى: لتربوا أنتم، أي: تعطون العطية لتزدادوا بها أنتم، وحجته أنها كتبت في المصاحف بألف بعد الواو.» «4»
ج- القرآن الكريم:
قال ابن خالويه: «وقوله تعالى: أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى [طه 133]، قرأ أبو عمرو ونافع وحفص عن عاصم بالتاء لتأنيث البينة، وقرأ الباقون
(1) المعاني: 1/ 217.
(2)
الموضح: 1/ 337 - 338.
(3)
الحجة (ع): 5/ 385، وانظر الموضح: 2/ 955.
(4)
الحجة (ز): 559.
بالياء، لأن تأنيث البينة غير حقيقي، ولأنك قد حجزت بين البينة والفعل بحاجز.
والاختيار التاء، لأن بعض القرآن يشهد لبعض، وكان جماعة من الصحابة والتابعين يحتجون لبعض «1» القرآن على بعض؛ قال الله تعالى: جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ [البينة 4] فهذا شاهد (أو لم تأتهم).» «2»
وقال ابن أبي مريم: «فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها [الجاثية 35] بفتح الياء وضم الراء قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه مضارع (خرجوا)، والكلمة من الخروج، أخبر الله تعالى أنهم لا يخرجون من النار، لأن الله تعالى لا يخرجهم منها، وحجته قوله تعالى:
يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها [المائدة 37].
وقرأ الباقون: (لا يخرجون) بضم الياء وفتح الراء.
والوجه أن خروجهم لا يكون إلا بإخراج الله تعالى إياهم، فلفظ الإخراج أولى، فإنهم لو تركوا لخرجوا.
ويقوي هذه القراءة قوله تعالى: وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ [الجاثية 35] فبنى الفعل فيما عطف عليه للمفعول به، فينبغي أن يكون هذا أيضا كذلك ليتناسب الكلام.
وحجة هذه القراءة قوله تعالى: رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها [المؤمنون 107].» «3»
وقال ابن زنجلة: «قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة: وَيَصْلى سَعِيراً [الانشقاق 12] بفتح الياء وسكون الصاد، أي: يصلى هو، أي: يصير إلى النار من (صلي يصلى فهو صال). وحجتهم إجماع الجميع على قوله:
(1) كذا، ولعل الصواب: ببعض.
(2)
إعراب السبع: 2/ 57 - 58.
(3)
الموضح: 3/ 1171،- 1172.