الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واحتج لمذهب ورش بقوله: «فأما الراء المضمومة فعلته في ترقيقها إذا انكسر ما قبلها، أو كانت ياء ساكنة، تقريب بعض اللفظ من بعض
…
ولم يعتدّ بحركة الراء التي فيها من أجل قرب الكسرة منها، أو الياء الساكنة.
فإذا كان قبلها ساكن، وقبل الساكن كسرة، رقّق ولم يعتدّ بالساكن.
وعلة ذلك أن الساكن ضعيف لا يعتدّ به، وأن كسرة الحرف الذي قبل الساكن مقدرة بعده، فكأنها في الحرف الساكن، فتصير الراء في التقدير راء قبلها كسرة.» «2»
-
تنبيهان:
الأول: أن ورشا رقّق الراء المفتوحة إذا جاءت بعدها ألف ممالة اتباعا للألف.
قال المهدوي: «فأما الراء المفتوحة إذا كان بعدها ألف منقلبة عن ياء، أو ألف تأنيث، أو الألف الزائدة على لام الفعل في الجمع الذي على مثال فعالى وفعالى، وذلك نحو: فَتَرَى [المائدة 52] وأَدْراكَ [الحاقة 3] والْقُرى
(1) الهداية: 1/ 141.
(2)
الهداية: 1/ 142.
(3)
الهداية: 1/ 146.
[الأنعام 92] والنَّصارى [البقرة 62] وسُكارى [النساء 43]، فترقيقه لهذه الراءات ليس من باب ترقيق الراءات وتفخيمها، وهو من باب الإمالة
…
ألا ترى أن ورشا لم يقصد في هذه الراءات التي بعدها هذه الألفات إلى ترقيق الراء، وإنما قصد إلى جعل الألف بين اللفظين، فلما جعلها بين اللفظين، أتبعها ما قبلها فصارت الراء مرققة اتباعا للألف.» «1»
والآخر: أنا قد أسقطنا من أصل ورش في ترقيق الراء المفتوحة بعض الفروع ليسهل حصره بما قدّمنا من ضوابط. وقد أحسّ المهدوي بما في هذا الأصل لورش من الاضطراب، فقال:«فأما الراء المفتوحة، ففي أصله فيها اضطراب كثير.» «2»
3 -
وإذا كانت الراء ساكنة، فإما أن يكون ما قبلها مكسورا، أو مفتوحا، أو مضموما.
فإن كان ما قبلها مكسورا، فإما أن تكون الكسرة عارضة، نحو:
ارْجِعُوا [يوسف 81] وارْكَبْ مَعَنا [هود 42]، والراء عندئذ مفخمة، «وعلة ذلك أن الحرف زائد لا يعتدّ به، وليس بلازم في كل حال، لأنه يسقط في الدرج ويدخل في الابتداء، فضعفت كسرته لضعفه، ولم تلزم إذ هو ليس بلازم» «3» ، «فبقيت مغلظة على أصلها» «4» .
وإما أن تكون الكسرة لازمة، نحو: فِرْعَوْنَ [البقرة 49] وشِرْعَةً [المائدة 48] وَأَنْذِرْهُمْ [مريم 39]، والراء عندئذ مرققة. قال المهدوي:
«علة إجماع القراء على ترقيق الراء الساكنة إذا انكسر ما قبلها، نحو
(1) الهداية: 1/ 145 - 146، وانظر الكشف: 1/ 214.
(2)
الهداية: 1/ 144.
(3)
الهداية: 1/ 137 - 138.
(4)
الكشف: 1/ 211.
فِرْعَوْنَ وشِرْعَةً أن الخروج من تسفل الكسرة إلى التصعد بالتفخيم ثقيل، كما كرهوا الخروج من تسفل السين إلى استعلاء القاف في (سويق)، حتى أبدلوا السين صادا. فرققت الراء الساكنة إذ الترقيق مناسب للكسر، ليكون اللسان عاملا عملا واحدا، وأيضا فإن الحركات مقدرة بعد الحروف
…
فكأن الكسرة في فِرْعَوْنَ وشِرْعَةً على الراء الساكنة من أجل أنها مقدرة بعد الفاء والشين.» «1»
فإن جاء بعد الراء حرف استعلاء، بطل عمل الكسرة وفخمت الراء، نحو:
فِرْقَةٍ [التوبة 122] وإِرْصاداً [التوبة 107]، وذلك لقوة المستعلي، لأن اللسان يصير عاملا عملا واحدا بتفخيم الراء وخروجه منه إلى استعلاء المستعلي.
فإن وقعت الراء بين كسرتين، لم يعمل المستعلي لقوة الكسرتين عليه، وذلك في نحو: كُلُّ فِرْقٍ [الشعراء 63]«2» .
وإن كان ما قبلها مفتوحا، فهي مفخمة سوى ثلاث كلمات: قَرْيَةٍ [البقرة 259] ومَرْيَمَ [البقرة 87] والْمَرْءِ [البقرة 102] جاء فيها الترقيق للياء بعد الراء في الأوليين، ولتقدير نقل كسرة الهمزة في الثالثة «3» .
وإن كان ما قبلها مضموما، فهي مفخمة، نحو: كُرْسِيُّهُ [البقرة 255]«4» .
(1) الهداية: 1/ 135 - 136، وانظر الكشف: 1/ 209.
(2)
الهداية: 1/ 136 - 137، وانظر الكشف: 1/ 209 - 210.
(3)
انظر الكشف: 1/ 209 - 210، والهداية: 1/ 137، 141 - 142.
(4)
انظر الهداية: 1/ 137.