الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب- يقوى الإدغام بانتقال المدغم من ضعف إلى قوة، ويضعف بخلافه:
- وجعل مكي إدغام المتقاربين في الحسن على ثلاثة أضرب:
الأول: أن يكون المدغم أضعف من المدغم فيه، فيصير بالإدغام إلى زيادة قوة، وذلك حسن جيد، نحو إدغام التاء في الطاء، لأن الطاء تزيد على التاء في الإطباق.
والثاني: أن يكون المدغم والمدغم فيه سواء، فيحسن الإدغام، إذ لا ينتقص المدغم من قوته قبل الإدغام، نحو إدغام الذال في التاء، لأن الذال إذا كانت تزيد على التاء في الجهر، فالتاء تزيد على الذال في الشدة، فهما متعادلتان في القوة.
والثالث: أن يكون المدغم أقوى من المدغم فيه، فيصير بالإدغام أضعف من حاله قبل الإدغام، وذلك مكروه ضعيف، نحو إدغام الراء في اللام، لأن الراء تزيد على اللام في التكرير «2» .
- وعقد مكي بابا في معرفة الحروف القوية والضعيفة جاء فيه:
«اعلم أن الضعيف «3» في الحرف يكون بالهمس وبالرخاوة، واعلم أن القوة في الحرف تكون بالجهر وبالشدة وبالإطباق والتفخيم وبالتكرير وبالاستعلاء وبالصفير وبالاستطالة وبالغنة وبالتفشي.
(1) المحتسب: 1/ 59.
(2)
انظر الكشف: 1/ 135 - 136، وانظر الحجة (ع): 3/ 173، 4/ 5 - 6، 6/ 8 - 9، 49 - 50؛ والهداية: 1/ 83 - 84، 2/ 297؛ الموضح: 1/ 202.
(3)
كذا، ولعل الصواب: الضعف، لمقابلتها بالقوة بعد.
وكلما تكررت فيه الصفة القوية كان أقوى للحرف، وكذلك إذا تكررت في الحرف الصفة الضعيفة كان أضعف.
فعلى هذا من الضعف والقوة يبين حسن الإدغام وقبحه.» «1»
- وإذا قوي الحرف بزيادة الصوت فيه، فإما ألّا يصحّ فيه الإدغام، وإما أن يدغم في مثله ولا يدغم في مقاربه، وإما ألّا يدغم في مقاربه ويدغم مقاربه فيه.
فمن الأول حروف المدّ: (الألف والواو والياء)، لأنه لو أدغمت لاختلت لذهاب الزيادة التي فيها، وهي المدّ «2» .
ومن الثاني: الواو والياء غير المديتين، لأن كلا منهما يختص بوصف لا يشاركه فيه مقارب، وهو اللين «3» .
ومن الثالث: الشين والضاد والراء والفاء والميم، «وإنما لم تدغم هذه الأحرف في مقاربها، لأن كل واحد منها فيه زيادة صوت على مقاربه؛ ألا ترى أن في الميم غنة ليست في الباء، وفي الراء تكرارا ليس في اللام، وفي الشين تفشيا ليس في الجيم، وفي الفاء صوتا من باطن الشفة السفلى لا يشاركه فيه حرف، وفي الضاد نوع إطباق ليس في غيرها من الحروف؟
وكذلك كل حرف فيه زيادة صوت لا يجوز أن يدغم فيما هو أنقص صوتا منه، لأن الصوت الزائد الذي يكون فيه يذهب في الإدغام.» «4» «5»
غير أن أبا عمرو قرأ بخلف عنه: نَغْفِرْ لَكُمْ [البقرة 58] بإدغام الراء في
(1) الكشف: 1/ 137 - 138 باختصار.
(2)
انظر الكشف: 1/ 134، والموضح: 1/ 199.
(3)
انظر الموضح: 1/ 200، 202.
(4)
الموضح: 1/ 200 - 201، وانظر المحتسب: 1/ 106.
(5)
انظر الكتاب: 4/ 446 - 449.