المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خامسا- قلب الصوائت: - الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات

[عبد البديع النيرباني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌التمهيد الاحتجاج للقراءات القرآنية

- ‌1 - معنى الاحتجاج:

- ‌2 - تسميات أخرى:

- ‌3 - دوافع التأليف في الاحتجاج:

- ‌4 - تاريخ التأليف في الاحتجاج:

- ‌5 - من كتب الاحتجاج:

- ‌6 - أنماط كتب الاحتجاج:

- ‌7 - أنواع الاحتجاج:

- ‌آ- القراءات الشاذة:

- ‌ب- رسم المصحف:

- ‌ج- القرآن الكريم:

- ‌د- اتفاق جماعة القراء:

- ‌هـ- التفسير:

- ‌ز- أسباب النزول:

- ‌الفصل الأول الجوانب النطقية

- ‌1 - الحروف (عدّتها وأنواعها):

- ‌2 - أعضاء النطق:

- ‌ الصدر

- ‌ الحلق:

- ‌ الفم:

- ‌ اللهاة:

- ‌ الحنك:

- ‌ اللسان

- ‌ الأسنان:

- ‌ الشفة:

- ‌ الخياشيم:

- ‌3 - مخارج الحروف:

- ‌4 - ألقاب الحروف ونسبتها إلى مخارجها:

- ‌5 - صفات الحروف:

- ‌آ- الصفات المتضادة:

- ‌ الهمس والجهر

- ‌ الشدة والرخاوة:

- ‌ الإطباق والانفتاح:

- ‌ الاستعلاء والاستفال (أو الانخفاض):

- ‌ الذلاقة والإصمات:

- ‌ب- الصفات المفردة:

- ‌ القلقلة:

- ‌ الصفير:

- ‌ التفشي:

- ‌ الانحراف:

- ‌ الغنة:

- ‌ التكرير:

- ‌ الهتّ:

- ‌ الخفاء:

- ‌ الهويّ:

- ‌6 - القوة والضعف في الصفات:

- ‌7 - العلاقة الكمية بين حروف المدّ والحركات:

- ‌8 - مكان الحركات من الحروف:

- ‌9 - دلالة الأصوات:

- ‌الفصل الثاني الجوانب التشكيلية (1) أشكال التغيرات الصوتية

- ‌الإدغام

- ‌المبحث الأول. التغيرات الصوتية في الصوامت:

- ‌أولا- التغيرات العامة:

- ‌1 - توطئة:

- ‌2 - معنى الإدغام:

- ‌3 - علة الإدغام:

- ‌4 - الإدغام والإظهار:

- ‌5 - أصول الإدغام:

- ‌آ- يكون الإدغام لتقارب الحروف في المخارج

- ‌ب- يقوى الإدغام بانتقال المدغم من ضعف إلى قوة، ويضعف بخلافه:

- ‌ج- الانفصال أبدا يقوى معه الإظهار، والاتصال أبدا يقوى معه الإدغام:

- ‌د- يكون الإدغام إذا تحققت المجاورة بين المدغم والمدغم فيه، بأن سكن المدغم أو صحّ إسكانه:

- ‌هـ- أحيانا قد يدغم من الحروف ما لا يدغم في غيرها، لكثرة الاستعمال:

- ‌ الإبدال

- ‌1 - ضروب من الإبدال:

- ‌آ- إبدال السين قبل حروف الاستعلاء صادا:

- ‌ب- خلط الصاد الساكنة قبل الدال بالزاي:

- ‌ج- إبدال الواو همزة:

- ‌د- إبدال أحد حرفي التضعيف حرف علة:

- ‌2 - أثر المجاورة في الإبدال:

- ‌3 - غايتا الإبدال:

- ‌ا: المماثلة

- ‌ب- المخالفة

- ‌4 - شرط الإبدال:

- ‌5 - الأصل والفرع في الإبدال:

- ‌ القلب المكاني

- ‌1 - توطئة:

- ‌2 - ما قيل فيه بالقلب:

- ‌ بين النقص والصحة:

- ‌ في أسماء لم تستعمل أصولها:

- ‌ في أسماء مركبة:

- ‌ في غير ما مضى:

- ‌3 - في فقه القلب:

- ‌ الحذف

- ‌1 - المضعّف:

- ‌2 - إحدى التاءين المبدوء بهما المضارع:

- ‌3 - التنوين:

- ‌ثانيا- التغيرات الخاصة:

- ‌ الهمزة

- ‌1 - التحقيق:

- ‌2 - التخفيف:

- ‌ التخفيف القياسي:

- ‌ النقل:

- ‌ التسهيل بين بين:

- ‌ التخفيف السماعي:

- ‌ رأي بعض المحدثين في تخفيف الهمز:

- ‌ ما جاء عندهم في الإبدال:

- ‌ ما جاء عندهم في النقل:

- ‌ ما جاء عندهم في التسهيل بين بين:

- ‌ التاءات

- ‌ الراءات

- ‌ تنبيهان:

- ‌ اللامات

- ‌ النون الساكنة والتنوين

- ‌1 - الإظهار:

- ‌2 - الإدغام:

- ‌آ- إدغام بلا غنة:

- ‌ب- إدغام بغنة:

- ‌3 - القلب:

- ‌4 - الإخفاء:

- ‌المبحث الثاني. التغيرات الصوتية في الصوائت:

- ‌أولا- نوع الصوائت:

- ‌ الإشمام

- ‌ الإمالة

- ‌ أسباب الإمالة:

- ‌ علل الإمالة:

- ‌ موانع الإمالة:

- ‌ الإمالة في رءوس الآي:

- ‌ الوقف على الممال:

- ‌ تنبيهات:

- ‌ إمالة الفتحة قبل هاء التأنيث في الوقف:

- ‌ إمالة الفتحة نحو الضمة

- ‌ إمالة الضمة نحو الكسرة

- ‌ الاختلاس

- ‌ الرّوم

- ‌ الإشمام

- ‌ثانيا- مدّ الصوائت:

- ‌1 - حروف المدّ:

- ‌2 - درجة المدّ:

- ‌3 - أسباب المدّ:

- ‌آ- أسباب لفظية:

- ‌ الهمزة

- ‌ السكون:

- ‌ب- أسباب موسيقية:

- ‌ج- أسباب دلالية:

- ‌ الدلالة على الحذف:

- ‌ الدلالة على التوكيد:

- ‌ التفريق بين المعاني عند فقد القرينة:

- ‌د- أسباب اضطرارية:

- ‌ثالثا- إضافة الصوائت:

- ‌رابعا- حذف الصوائت:

- ‌1 - حذف الصوائت القصيرة:

- ‌2 - حذف الصوائت الطويلة:

- ‌خامسا- قلب الصوائت:

- ‌ تنبيهات:

- ‌الفصل الثالث الجوانب التشكيلية (2) القوانين الصوتية

- ‌ توطئة:

- ‌ المماثلة

- ‌الضرب الأول. تقريب صامت من صامت:

- ‌الضرب الثاني- تقريب صائت من صائت:

- ‌الضرب الثالث. تقريب صائت من صامت:

- ‌ المخالفة

- ‌ السهولة والتخفيف

- ‌ كثرة الاستعمال

- ‌ أمن اللبس

- ‌ طرد الباب

- ‌ التعويض

- ‌ ضعف الطّرف

- ‌خاتمة في التقويم والنقد

- ‌أولا- المناهج:

- ‌1 - التنظير والتطبيق:

- ‌2 - الاستدلال:

- ‌آ- التجربة الذاتية:

- ‌ب- استثمار علم العروض:

- ‌3 - التعليل:

- ‌4 - الخلاف:

- ‌5 - المصطلحات:

- ‌ثانيا- المصادر:

- ‌1 - النصوص اللغوية:

- ‌آ- القرآن الكريم وقراءاته:

- ‌ب- الحديث الشريف:

- ‌ج- الشعر:

- ‌د- كلام العرب:

- ‌هـ- الأمثال:

- ‌2 - الآراء العلمية:

- ‌ثالثا- السمات:

- ‌1 - غلبة الجوانب التشكيلية على الجوانب النطقية:

- ‌2 - غلبة التحليل على التركيب:

- ‌3 - الوضوح والبعد عن التعقيد:

- ‌[الملحقات]

- ‌الملحق الأول القراء العشرة ورواتهم

- ‌الملحق الثاني تراجم أصحاب كتب الاحتجاج للقراءات

- ‌الملحق الثالث الجهر والهمس في أصوات العربية

- ‌[الفهارس]

- ‌1 - فهرس الآيات الكريمة

- ‌2 - فهرس الأحاديث الشريفة

- ‌3 - فهرس الأشعار والأرجاز

- ‌4 - فهرس المصادر والمراجع

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌خامسا- قلب الصوائت:

‌خامسا- قلب الصوائت:

- يمكن تصنيف ما جاء في كتب الاحتجاج من قلب الصوائت في الزمر الآتية «1» :

1 -

ما كان على وزن (فعيل) مما عينه حرف حلقي، جاء فيه كسر الأول للثاني، للتقريب من حركته، نحو: بئيس، وبعير، وبهيمة، ورغيف، وسعيد، وشخير، وشعير، وشهيد، وصئيّ «2» ، وضئين «3» ، وضعيف، ونخير «4» ، ونعيق، ووعيد.

وسمع الكسر في كلمات ليس العين فيها حرفا حلقيا، وهي قليلة نحو:

جنيّ، وصبيّ، وصديق، وغنيّ، وقسيّة، ووجيه «5» «6» .

وذهب د. إبراهيم أنيس إلى أنه «لا معنى لما يشترطه بعض اللغويين من أن الحرف الثاني في مثل هذه الكلمات يجب أن يكون من حروف الحلق.

ويظهر أن الراوي قد سمع من تميم كلمات تصادف أن كانت مشتملة على حروف الحلق.

(1) ومنه ما لا ينتظم في زمرة من الزمر المذكورة، نحو: أجوءك، وأنبؤك، ومغيرة، ومنتن، وهو منحدر من الجبل؛ وهو قليل. انظر الحجة (ع): 1/ 99، 105، 112، 3/ 138 - 139، 4/ 87، 397، 6/ 43. وانظر الكتاب: 4/ 109، ومعاني القرآن: الأخفش، 1/ 182.

(2)

الصّئيّ: صوت الفرخ.

(3)

الضئين: جمع ضائن، وهو ذو الصوف من الغنم.

(4)

النخير: الصوت بالأنف.

(5)

انظر إعراب السبع: 1/ 381 - 382؛ والحجة (خ): 220؛ والحجة (ع): 1/ 96، 417، 2/ 283؛ والمحتسب: 2/ 41؛ والكشف: 1/ 284، 481؛ والموضح: 1/ 266؛ وإعراب الشواذ: 1/ 88، 317، 424، 431 - 432، 2/ 42، 48، 192.

(6)

انظر الكتاب: 4/ 107 - 108.

ص: 234

وليست هذه الظاهرة التميمية إلا انسجاما بين الحركات يشبه ما نسمعه الآن في بعض اللهجات الحديثة من نطق (كبير، بعيد، نظيف) بكسر أولها.» «1»

وعلّق د. حسام سعيد النعيمي على هذا الرأي بقوله:

«والذي أراه أن اشتراط الحرف الحلقي لم يكن لأن الراوي قد سمع من تميم كلمات اتفق أن جاءت بحرف الحلق. فهذا أمر لا تقرّه الرواية مع كثرة الكلمات الواردة عنهم في هذا، ولم يقل أحد: إنها جميعا جاءت عن راو واحد

» «2»

ويبدو أن أصوات الحلق لما كانت صعبة على أعضاء النطق، فهي تخرج بزيادة جهد يجعل الصوائت بعدها أقوى من غيرها، وتغدو المماثلة حينئذ بين فتحة الصامت الذي قبلها وبين كسرتها أدعى وأمثل.

2 -

ما كان على وزن (فعل) مما عينه حرف حلقي، اسما كان أو فعلا، فإن بعض العرب، وهم هذيل، يكسرون الأول للثاني، للتقريب من حركته، نحو: جئز «3» ، وضحك، ولهم، ومحك «4» ، ونغر «5» ، وبئس، وشهد، ولعب، ونعم «6» «7» .

3 -

ما كان فعلا ثلاثيا عينه أو لامه حرف حلقي، جاء في بعضه فتح

(1) في اللهجات العربية: 98.

(2)

الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني: 216.

(3)

جئز بالماء: غصّ به، فهو جئز.

(4)

محك: لجّ في المنازعة، فهو محك.

(5)

نغز فلان: غلى جوفه من الغيظ، فهو نغر.

(6)

انظر إعراب السبع: 1/ 101؛ والحجة (ع): 1/ 96، 417، 2/ 282 - 283، 397 - 398، 3/ 328؛ والمحتسب: 1/ 267، 356 - 357؛ والكشف: 1/ 284، 316، 481؛ والهداية: 1/ 208؛ والموضح: 1/ 266، 346.

(7)

انظر الكتاب: 4/ 107 - 108.

ص: 235

العين، لمجانسة حرف الحلق «1» ، نحو: تنحتون وتنحتون، وسنفرغ وسنفرغ، وطغوت تطغى، وصغوت تصغى، ومحوت تمحى.

ويلحق بهذه الزمرة نحو: مع ومع، والقحة والقحة، والسّعة والسّعة «2» «3» .

قال أبو علي في مجانسة الفتحة لحروف الحلق:

«

قالوا: قرأ يقرأ، وجأر يجأر، فأتبعوا الهمزة وأخواتها ما جانسها من الحركات وما كان من حيزها وهي الفتحة، ولم يفعلوا ذلك مع الحروف المرتفعة من الحلق، حيث لم يقربن من الفتحة قرب الحلقية منها.» «4»

4 -

ما كان جمعا على وزن (فعول) مما عينه ياء، جاء فيه كسر الأول لثقل الضمات (ضمتي الفاء والعين وواو المد بعدهما)، ولقرب الكسرة من الياء، نحو: بيوت، وجيوب، وشيوخ، وعيون، وغيوب.

قال المهدوي: «الْبُيُوتَ [البقرة 189]: من ضم الباء من (البيوت) وأخواته، فهو الأصل، لأنه جمع (فعل) على (فعول)، مثل صرف وصروف، وحرف وحروف.

ومن كسر أوائلها، فإنه كره أن يخرج من ضمة إلى ياء، وذلك ثقيل.

ويقوي ذلك قول من قال في تصغير عين: عيينة بكسر العين «5» ، وكان الأصل في بناء التصغير أن يقول: عيينة، فكره أن يضم العين، لئلا يخرج من ضم إلى ياء.

(1) انظر ص 216 من هذا البحث.

(2)

انظر إعراب السبع: 1/ 81، 2/ 336؛ والحجة (خ): 339؛ والحجة (ع): 1/ 366، 4/ 369؛ والمحتسب: 2/ 5، 268؛ والكشف: 2/ 302؛ وإعراب الشواذ: 1/ 225 - 226، 260 - 261، 551، 753، 2/ 541.

(3)

انظر الكتاب: 4/ 101.

(4)

الحجة (ع): 1/ 96.

(5)

انظر الكتاب: 3/ 481.

ص: 236

فإن قال قائل: فهلا كره من كسر الباء من (البيوت) أن يخرج من كسر إلى ضم؟ قيل له: لم يكره ذلك، لأن الكسرة عارضة، ولا يستثقل في العارض ما يستثقل في اللازم.» «1»

5 -

ما كان على وزن (فعول) مما لامه حرف علة، جمعا كان أو مصدرا، فإن الواو منه تقلب ياء وتدغم في اللام بعد قبلها ياء إن كانت واوا «2» ، فيلزم كسر العين، وغير بني تميم يكسرون الفاء اتباعا لكسرة العين وياءين بعدها، ليعمل اللسان عملا واحدا، ولئلا يخرجوا من ضم إلى كسر، نحو: بكيّ، وجثيّ، وحقيّ «3» ، وحليّ، ودليّ، وصليّ، وعتيّ، وعصيّ؛ فأما قسيّ فكسر الفاء فيها لازم لم يسمع غيره «4» «5» .

(1) الهداية: 1/ 194، وانظر المعاني: 1/ 194 - 195، والحجة (خ): 93 - 94، والحجة (ع): 2/ 282 - 283، والحجة (ز): 127، والكشف: 1/ 284 - 285، والمفاتيح:

112، والموضح: 1/ 318 - 319.

(2)

قال المهدوي في عِتِيًّا [مريم 8، 69]: «وقد قيل: إن القلب إنما كان لأن اسم الفاعل من (عتا): عات وأصله: عاتو، فقلبت الواو ياء للكسرة التي قبلها، فلما وقع القلب في الواحد وجب أن يقع في

الجمع، إذا جمعت عاتيا على وزن فعول، فتقول: عتيّ، والأصل: عتوّ.

فلما وجب القلب في الواحد والجمع، فعل ذلك في المصدر لشبه لفظ الجمع بلفظ المصدر، نحو قولك: قعد قعودا، وتقول في الجمع: قاعد وقعود. فحمل المصدر على الجمع، وحمل الجمع على الواحد.» الهداية: 2/ 406 - 407، وانظر معاني القرآن: الفراء، 2/ 265؛ والخصائص: 2/ 471.

(3)

الحقيّ: جمع حقو، وهو الخصر.

(4)

انظر المعاني: 1/ 423، 2/ 130 - 131؛ وإعراب السبع: 1/ 207، 2/ 11؛ والحجة (خ): 164، 235؛ والحجة (ع): 2/ 283، 4/ 80 - 87، 5/ 193 - 194؛ والحجة (ز): 296، 439؛ والكشف: 1/ 285، 477 - 478، 2/ 84 - 85؛ والهداية: 2/ 311، 406 - 408؛ والمفاتيح: 181 - 182؛ والموضح: 2/ 555 - 556، 812 - 813؛ وإعراب الشواذ: 1/ 431 - 432، 553 - 554.

(5)

انظر الكتاب: 4/ 384 - 385، والمقتضب: 1/ 318، 325.

ص: 237

6 -

ما كان جمعا على وزن (فعل) من المضعف، جاء في عينه الفتح، فرارا من توالي ضمتين. قال ابن جني:«وقد يجوز في (جدد) - وهي جمع جديد- الفتح، هربا من التضعيف إلى الفتح، وكذلك جميع ما كان مثله من المضاعف، كسرير وسرر وسرر، وجرير وجرر وجرر «1» ، وتليل وتلل وتلل «2» ، وبئر جرور وجرر وجرائر أيضا «3» «4» «5»

ويلحق بهذه الزمرة كسر الصاد من صَوَّرَكُمْ [غافر 64]، عدل عن الضم لثقله مع الواو «6» ؛ وفتح الهمزة من الْأُمِّيَّ [الأعراف 157]، لثقل الضم مع اجتماع ياءي النسب، كما قالوا: أمويّ بالضم والفتح «7» .

7 -

الفعل المضارع إذا كان ماضيه على (فعل) أو كان هو على (يفعل)، لأن المضارع إذا كان على (يفعل)، فالغالب في الماضي أن يكون على (فعل)، أو كان في أول ماضيه همزة وصل مكسورة «8» ، فإن بعض العرب، وهم بنو تميم «9» ، يكسرون حرف المضارعة «10» ، إلا الياء لثقل الكسرة عليها، نحو:

اعلم، وتفهم، ونركب، وتنطلق.

وسمع في الياء أيضا وهو قليل، نحو: أبى ييبى «11» .

(1) الجرير: الحبل يقاد به.

(2)

التليل: العنق.

(3)

الجرور من الآبار: البعيدة القعر.

(4)

المحتسب: 2/ 200، وانظر إعراب الشواذ: 1/ 748.

(5)

انظر مجاز القرآن: 1/ 351، والنوادر:240.

(6)

إعراب الشواذ: 2/ 423.

(7)

إعراب الشواذ: 1/ 566.

(8)

وكذلك ما كان أول ماضيه تاء زائدة، نحو: تكلم، وتغافل، وتدحرج. انظر الكتاب:

4/ 112، وشرح الشافية: 1/ 143.

(9)

وعند سيبويه أنهم جميع العرب إلا أهل الحجاز. انظر الكتاب: 4/ 110.

(10)

تنبيها على الكسر في الماضي. انظر الكتاب: 4/ 110، وشرح الشافية: 1/ 141، 143.

(11)

انظر إعراب السبع: 1/ 303، والحجة (ع): 3/ 328، والمحتسب: 1/ 330، وإعراب الشواذ: 1/ 96، 149، 165، 181، 272، 327، 2/ 71.

ص: 238

وذهب د. إبراهيم أنيس إلى أن الأصل في حركة حرف المضارعة هو ما شاع في لهجات الحجاز من الفتح، وقد انحدر إليها هذا الأصل من السامية الأولى، ثم تطور إلى الكسر في معظم اللغات السامية «1» ؛ في حين ذهب د. رمضان عبد التواب إلى أن «ظاهرة كسر حرف المضارعة ساميّة قديمة توجد في العبرية والسريانية والحبشية، والفتح في أحرف المضارعة حادث

في العربية القديمة.» «2»

واستدل على ذلك بعدم وجود الفتح في اللغات السامية الأخرى، وبما بقي من الكسر في كثير من اللهجات العربية القديمة، وباستمرار الكسر حتى الآن في اللهجات العربية الحديثة كلها «3» .

وأغلب الظن أن الأصل في حركة حرف المضارعة ما عليه أهل الحجاز من الفتح، لما عرف عنهم من شدة حرصهم على التزام الأصول في أكثر أمر هذه اللغة «4» .

وأما الكسر فهو من عمل (المخالفة الصوتية)، لأن توالي فتحتين فأكثر هو لازم ما اشترطه اللغويون العرب لجواز كسر حرف المضارعة في غير لهجة أهل الحجاز.

ومما يستأنس به في هذا أن العربية الفصحى استهوت من هذه اللهجة كلمة (إخال)«5» ، ولم تتوال فيها فتحتان فحسب، بل فتحتان وألف بعد حرف حلقي، وكل أولئك من قبيل واحد، فصارت المخالفة حينئذ أدعى.

(1) في اللهجات العربية: 140.

(2)

بحوث ومقالات في اللغة: د. رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 2، 1988 م، ص 267.

(3)

المرجع نفسه: 267.

(4)

انظر اللهجات العربية في التراث: د. الجندي، 1/ 273.

(5)

انظر شرح الشافية: 1/ 141.

ص: 239

8 -

هاء الضمير، الأصل فيها الضم، فإذا سبقت بكسرة أو ياء ساكنة، فإن بعض العرب، وهم غير أهل الحجاز، يكسرونها للمجاورة، ولئلا يخرجوا من كسر إلى ضم، نحو: به، وفيه، وعليهم «1» «2» .

قال أبو علي: «وإنما الدلالة على أن أصل الهاء في (عليهم) و (هذه دارهم) ونحو ذلك الضم، أنها إذا لم تجاورها الكسرة ولا الياء لم تكن إلا مضمومة، وإذا جاورتها الكسرة أو الياء جاز الكسر فيها للإتباع والتقريب، وجاز الضم على الأصل، كقول أهل الحجاز في ذلك.

فكل موضع جاز فيه الكسر، فالضم فيه جائز، والمواضع التي تختص باستعمال الضم فيها لا يجوز الكسر معها

» «3»

وقال أيضا: «أما كسر الهاء مع أن أصلها الضم، فمن أجل الياء أو الكسرة اللتين تقعان قبلها، والهاء تشبه الألف لموافقتها لها في المخرج من الحلق، ولما فيها من الخفاء، فكما نحوا بالألف نحو الياء بالإمالة من أجل الكسرة أو الياء، كذلك كسروا الهاء للكسرة والياء، وذلك حسن ليتجانس الصوتان ويتشاكلا.» «4»

- وكذلك ميم الجمع، الأصل فيها أن توصل بواو ساكنة، فإذا سبقت بهاء مكسورة لكسرة قبلها أو ياء ساكنة، فمن العرب من يترك الميم على أصلها ويقرأ: عليهمو ولا [الفاتحة 7]، ومنهم من يتبع الميم الهاء فتنقلب الواو ياء

(1) انظر المعاني: 1/ 124 - 125، وإعراب السبع: 1/ 51، والحجة (خ): 63، والحجة (ع):

1/ 60 - 61، والحجة (ز): 82، والكشف: 1/ 35 - 36، والهداية: 1/ 18 - 20، والموضح: 1/ 231 - 232، وإعراب الشواذ: 1/ 102.

(2)

انظر معاني القرآن: الفراء، 1/ 5؛ ومعاني القرآن: الأخفش، 1/ 27 - 28؛ والمقتضب:

1/ 399.

(3)

الحجة (ع): 1/ 133.

(4)

الحجة (ع): 1/ 207.

ص: 240

ويقرأ: عليهمي ولا «1» «2» .

9 -

الهمزات في نحو قوله تعالى: فَلِأُمِّهِ [النساء 11] وفِي أُمِّها [القصص 59]، قرأ حمزة والكسائي بكسر همزة (أمّ) إذا سبقت بكسرة أو ياء ساكنة، وهي لغة قريش وهوازن وهذيل، استثقلوا الضمة بعد الكسرة؛ ونحو قول بعض العرب: أجوءك، وأنبؤك، وهذا مرء، ورأيت مرءا، ومررت بمرء.

فإن الهمزة حرف يغيّر ويغيّر له «3» .

قال أبو علي في كسر همزة (أمّ) بعد كسرة أو ياء ساكنة:

«ووجه قول حمزة والكسائي أن الهمزة حرف مستثقل، بدلالة تخفيفهم لها، فأتبعوها ما قبلها من الياء والكسرة، ليكون العمل فيها من وجه واحد.

ويقوي ذلك أنها تقارب الهاء، وقد فعل ذلك بالهاء.

ويقوي ذلك أيضا أنهم قد أتبعوا غيرها من الحروف، نحو: هو منحدر من الجبل، فغيّروا البناء للإتباع.

ويقوي ذلك أنهم قد أتبعوا ما قبل الهمزة الهمزة في قولهم: أجوءك وأنبؤك، كما أتبعوا الهمزة ما قبلها في نحو قوله: فِي أُمِّها ولَأَمَةٌ.

فالهمزة، لما يتعاورها من القلب والتخفيف، تشبه الياء والواو والهاء، فتغيّر كما تغيّر.

فإن قلت: فهلا فعلوا ذلك بغير هذا الحرف مما فيه الهمزة؟

(1) انظر المعاني: 1/ 113 - 114؛ وإعراب السبع: 1/ 51؛ والحجة (خ): 63، 80؛ والحجة (ع): 1/ 59، 95 - 96، 3/ 139؛ والحجة (ز): 81 - 82؛ والكشف: 1/ 37 - 38؛ والهداية: 1/ 21 - 23؛ والموضح: 1/ 232 - 234؛ وإعراب الشواذ: 1/ 102.

(2)

انظر معاني القرآن: الأخفش، 1/ 29 - 30.

(3)

الموضح: 1/ 406.

ص: 241

قيل: إن هذا الحرف قد كثر في كلامهم، والتغيير إلى ما كثر استعماله أسرع

» «1» «2»

10 -

ما جرى فيه قلب الصوائت من المنفصل مجرى المتصل، نحو قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ [الفاتحة 2]، قرئ:(الحمد لله) بضم الدال واللام، و (الحمد لله) بكسرهما، قال ابن جني:

«

هذا اللفظ كثر في كلامهم، وشاع استعماله، وهم لما كثر في استعمالهم أشد تغييرا

فلما اطرد هذا ونحوه لكثرة استعماله، أتبعوا أحد الصوتين الآخر، وشبهوهما بالجزء الواحد، وإن كانا جملة من مبتدأ وخبر، فصارت (الحمد لله) كعنق وطنب، و (الحمد لله) كإبل وإطل

» «3»

وقوله تعالى: وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ [البقرة 34]، قرأ أبو جعفر:(للملائكة اسجدوا) بضم التاء، قال العكبري:

«قوله تعالى: لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا الكسر مشهور ظاهر.

ويقرأ بضم التاء، حيث كان، وهو بعيد، والوجه أنه قدّر الوقف على التاء، فلما لقيتها همزة الوصل حذفت، وجعلت التاء تبعا لضمة الجيم، والسين بينهما ساكنة، وذلك حاجز غير حصين

» «4»

وقوله تعالى: فَيَسْقِي رَبَّهُ [يوسف 41]، قرئ بكسر الراء وضم الياء

(1) الحجة (ع): 3/ 137 - 138، وانظر المعاني: 1/ 294 - 295، وإعراب السبع: 1/ 129 - 130، والحجة (خ): 120، والحجة (ز): 192، والكشف: 1/ 379، والهداية:

2/ 245 - 246، والمفاتيح: 140، والموضح: 1/ 406 - 407، وإعراب الشواذ:

1/ 373.

(2)

انظر معاني القرآن: الفراء، 1/ 5 - 6.

(3)

المحتسب: 1/ 37، وانظر إعراب السبع: 1/ 377، والمفاتيح: 94 - 95، وإعراب الشواذ: 1/ 87 - 88.

(4)

إعراب الشواذ: 1/ 147.

ص: 242