الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خامسا- قلب الصوائت:
- يمكن تصنيف ما جاء في كتب الاحتجاج من قلب الصوائت في الزمر الآتية «1» :
1 -
ما كان على وزن (فعيل) مما عينه حرف حلقي، جاء فيه كسر الأول للثاني، للتقريب من حركته، نحو: بئيس، وبعير، وبهيمة، ورغيف، وسعيد، وشخير، وشعير، وشهيد، وصئيّ «2» ، وضئين «3» ، وضعيف، ونخير «4» ، ونعيق، ووعيد.
وسمع الكسر في كلمات ليس العين فيها حرفا حلقيا، وهي قليلة نحو:
جنيّ، وصبيّ، وصديق، وغنيّ، وقسيّة، ووجيه «5» «6» .
وذهب د. إبراهيم أنيس إلى أنه «لا معنى لما يشترطه بعض اللغويين من أن الحرف الثاني في مثل هذه الكلمات يجب أن يكون من حروف الحلق.
ويظهر أن الراوي قد سمع من تميم كلمات تصادف أن كانت مشتملة على حروف الحلق.
(1) ومنه ما لا ينتظم في زمرة من الزمر المذكورة، نحو: أجوءك، وأنبؤك، ومغيرة، ومنتن، وهو منحدر من الجبل؛ وهو قليل. انظر الحجة (ع): 1/ 99، 105، 112، 3/ 138 - 139، 4/ 87، 397، 6/ 43. وانظر الكتاب: 4/ 109، ومعاني القرآن: الأخفش، 1/ 182.
(2)
الصّئيّ: صوت الفرخ.
(3)
الضئين: جمع ضائن، وهو ذو الصوف من الغنم.
(4)
النخير: الصوت بالأنف.
(5)
انظر إعراب السبع: 1/ 381 - 382؛ والحجة (خ): 220؛ والحجة (ع): 1/ 96، 417، 2/ 283؛ والمحتسب: 2/ 41؛ والكشف: 1/ 284، 481؛ والموضح: 1/ 266؛ وإعراب الشواذ: 1/ 88، 317، 424، 431 - 432، 2/ 42، 48، 192.
(6)
انظر الكتاب: 4/ 107 - 108.
وليست هذه الظاهرة التميمية إلا انسجاما بين الحركات يشبه ما نسمعه الآن في بعض اللهجات الحديثة من نطق (كبير، بعيد، نظيف) بكسر أولها.» «1»
وعلّق د. حسام سعيد النعيمي على هذا الرأي بقوله:
«والذي أراه أن اشتراط الحرف الحلقي لم يكن لأن الراوي قد سمع من تميم كلمات اتفق أن جاءت بحرف الحلق. فهذا أمر لا تقرّه الرواية مع كثرة الكلمات الواردة عنهم في هذا، ولم يقل أحد: إنها جميعا جاءت عن راو واحد
…
» «2»
ويبدو أن أصوات الحلق لما كانت صعبة على أعضاء النطق، فهي تخرج بزيادة جهد يجعل الصوائت بعدها أقوى من غيرها، وتغدو المماثلة حينئذ بين فتحة الصامت الذي قبلها وبين كسرتها أدعى وأمثل.
2 -
ما كان على وزن (فعل) مما عينه حرف حلقي، اسما كان أو فعلا، فإن بعض العرب، وهم هذيل، يكسرون الأول للثاني، للتقريب من حركته، نحو: جئز «3» ، وضحك، ولهم، ومحك «4» ، ونغر «5» ، وبئس، وشهد، ولعب، ونعم «6» «7» .
3 -
ما كان فعلا ثلاثيا عينه أو لامه حرف حلقي، جاء في بعضه فتح
(1) في اللهجات العربية: 98.
(2)
الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني: 216.
(3)
جئز بالماء: غصّ به، فهو جئز.
(4)
محك: لجّ في المنازعة، فهو محك.
(5)
نغز فلان: غلى جوفه من الغيظ، فهو نغر.
(6)
انظر إعراب السبع: 1/ 101؛ والحجة (ع): 1/ 96، 417، 2/ 282 - 283، 397 - 398، 3/ 328؛ والمحتسب: 1/ 267، 356 - 357؛ والكشف: 1/ 284، 316، 481؛ والهداية: 1/ 208؛ والموضح: 1/ 266، 346.
(7)
انظر الكتاب: 4/ 107 - 108.
العين، لمجانسة حرف الحلق «1» ، نحو: تنحتون وتنحتون، وسنفرغ وسنفرغ، وطغوت تطغى، وصغوت تصغى، ومحوت تمحى.
ويلحق بهذه الزمرة نحو: مع ومع، والقحة والقحة، والسّعة والسّعة «2» «3» .
قال أبو علي في مجانسة الفتحة لحروف الحلق:
«
…
قالوا: قرأ يقرأ، وجأر يجأر، فأتبعوا الهمزة وأخواتها ما جانسها من الحركات وما كان من حيزها وهي الفتحة، ولم يفعلوا ذلك مع الحروف المرتفعة من الحلق، حيث لم يقربن من الفتحة قرب الحلقية منها.» «4»
4 -
ما كان جمعا على وزن (فعول) مما عينه ياء، جاء فيه كسر الأول لثقل الضمات (ضمتي الفاء والعين وواو المد بعدهما)، ولقرب الكسرة من الياء، نحو: بيوت، وجيوب، وشيوخ، وعيون، وغيوب.
قال المهدوي: «الْبُيُوتَ [البقرة 189]: من ضم الباء من (البيوت) وأخواته، فهو الأصل، لأنه جمع (فعل) على (فعول)، مثل صرف وصروف، وحرف وحروف.
ومن كسر أوائلها، فإنه كره أن يخرج من ضمة إلى ياء، وذلك ثقيل.
ويقوي ذلك قول من قال في تصغير عين: عيينة بكسر العين «5» ، وكان الأصل في بناء التصغير أن يقول: عيينة، فكره أن يضم العين، لئلا يخرج من ضم إلى ياء.
(1) انظر ص 216 من هذا البحث.
(2)
انظر إعراب السبع: 1/ 81، 2/ 336؛ والحجة (خ): 339؛ والحجة (ع): 1/ 366، 4/ 369؛ والمحتسب: 2/ 5، 268؛ والكشف: 2/ 302؛ وإعراب الشواذ: 1/ 225 - 226، 260 - 261، 551، 753، 2/ 541.
(3)
انظر الكتاب: 4/ 101.
(4)
الحجة (ع): 1/ 96.
(5)
انظر الكتاب: 3/ 481.
فإن قال قائل: فهلا كره من كسر الباء من (البيوت) أن يخرج من كسر إلى ضم؟ قيل له: لم يكره ذلك، لأن الكسرة عارضة، ولا يستثقل في العارض ما يستثقل في اللازم.» «1»
5 -
ما كان على وزن (فعول) مما لامه حرف علة، جمعا كان أو مصدرا، فإن الواو منه تقلب ياء وتدغم في اللام بعد قبلها ياء إن كانت واوا «2» ، فيلزم كسر العين، وغير بني تميم يكسرون الفاء اتباعا لكسرة العين وياءين بعدها، ليعمل اللسان عملا واحدا، ولئلا يخرجوا من ضم إلى كسر، نحو: بكيّ، وجثيّ، وحقيّ «3» ، وحليّ، ودليّ، وصليّ، وعتيّ، وعصيّ؛ فأما قسيّ فكسر الفاء فيها لازم لم يسمع غيره «4» «5» .
(1) الهداية: 1/ 194، وانظر المعاني: 1/ 194 - 195، والحجة (خ): 93 - 94، والحجة (ع): 2/ 282 - 283، والحجة (ز): 127، والكشف: 1/ 284 - 285، والمفاتيح:
112، والموضح: 1/ 318 - 319.
(2)
قال المهدوي في عِتِيًّا [مريم 8، 69]: «وقد قيل: إن القلب إنما كان لأن اسم الفاعل من (عتا): عات وأصله: عاتو، فقلبت الواو ياء للكسرة التي قبلها، فلما وقع القلب في الواحد وجب أن يقع في
الجمع، إذا جمعت عاتيا على وزن فعول، فتقول: عتيّ، والأصل: عتوّ.
فلما وجب القلب في الواحد والجمع، فعل ذلك في المصدر لشبه لفظ الجمع بلفظ المصدر، نحو قولك: قعد قعودا، وتقول في الجمع: قاعد وقعود. فحمل المصدر على الجمع، وحمل الجمع على الواحد.» الهداية: 2/ 406 - 407، وانظر معاني القرآن: الفراء، 2/ 265؛ والخصائص: 2/ 471.
(3)
الحقيّ: جمع حقو، وهو الخصر.
(4)
انظر المعاني: 1/ 423، 2/ 130 - 131؛ وإعراب السبع: 1/ 207، 2/ 11؛ والحجة (خ): 164، 235؛ والحجة (ع): 2/ 283، 4/ 80 - 87، 5/ 193 - 194؛ والحجة (ز): 296، 439؛ والكشف: 1/ 285، 477 - 478، 2/ 84 - 85؛ والهداية: 2/ 311، 406 - 408؛ والمفاتيح: 181 - 182؛ والموضح: 2/ 555 - 556، 812 - 813؛ وإعراب الشواذ: 1/ 431 - 432، 553 - 554.
(5)
انظر الكتاب: 4/ 384 - 385، والمقتضب: 1/ 318، 325.
6 -
ما كان جمعا على وزن (فعل) من المضعف، جاء في عينه الفتح، فرارا من توالي ضمتين. قال ابن جني:«وقد يجوز في (جدد) - وهي جمع جديد- الفتح، هربا من التضعيف إلى الفتح، وكذلك جميع ما كان مثله من المضاعف، كسرير وسرر وسرر، وجرير وجرر وجرر «1» ، وتليل وتلل وتلل «2» ، وبئر جرور وجرر وجرائر أيضا «3» .» «4» «5»
ويلحق بهذه الزمرة كسر الصاد من صَوَّرَكُمْ [غافر 64]، عدل عن الضم لثقله مع الواو «6» ؛ وفتح الهمزة من الْأُمِّيَّ [الأعراف 157]، لثقل الضم مع اجتماع ياءي النسب، كما قالوا: أمويّ بالضم والفتح «7» .
7 -
الفعل المضارع إذا كان ماضيه على (فعل) أو كان هو على (يفعل)، لأن المضارع إذا كان على (يفعل)، فالغالب في الماضي أن يكون على (فعل)، أو كان في أول ماضيه همزة وصل مكسورة «8» ، فإن بعض العرب، وهم بنو تميم «9» ، يكسرون حرف المضارعة «10» ، إلا الياء لثقل الكسرة عليها، نحو:
اعلم، وتفهم، ونركب، وتنطلق.
وسمع في الياء أيضا وهو قليل، نحو: أبى ييبى «11» .
(1) الجرير: الحبل يقاد به.
(2)
التليل: العنق.
(3)
الجرور من الآبار: البعيدة القعر.
(4)
المحتسب: 2/ 200، وانظر إعراب الشواذ: 1/ 748.
(5)
انظر مجاز القرآن: 1/ 351، والنوادر:240.
(6)
إعراب الشواذ: 2/ 423.
(7)
إعراب الشواذ: 1/ 566.
(8)
وكذلك ما كان أول ماضيه تاء زائدة، نحو: تكلم، وتغافل، وتدحرج. انظر الكتاب:
4/ 112، وشرح الشافية: 1/ 143.
(9)
وعند سيبويه أنهم جميع العرب إلا أهل الحجاز. انظر الكتاب: 4/ 110.
(10)
تنبيها على الكسر في الماضي. انظر الكتاب: 4/ 110، وشرح الشافية: 1/ 141، 143.
(11)
انظر إعراب السبع: 1/ 303، والحجة (ع): 3/ 328، والمحتسب: 1/ 330، وإعراب الشواذ: 1/ 96، 149، 165، 181، 272، 327، 2/ 71.
وذهب د. إبراهيم أنيس إلى أن الأصل في حركة حرف المضارعة هو ما شاع في لهجات الحجاز من الفتح، وقد انحدر إليها هذا الأصل من السامية الأولى، ثم تطور إلى الكسر في معظم اللغات السامية «1» ؛ في حين ذهب د. رمضان عبد التواب إلى أن «ظاهرة كسر حرف المضارعة ساميّة قديمة توجد في العبرية والسريانية والحبشية، والفتح في أحرف المضارعة حادث
…
في العربية القديمة.» «2»
واستدل على ذلك بعدم وجود الفتح في اللغات السامية الأخرى، وبما بقي من الكسر في كثير من اللهجات العربية القديمة، وباستمرار الكسر حتى الآن في اللهجات العربية الحديثة كلها «3» .
وأغلب الظن أن الأصل في حركة حرف المضارعة ما عليه أهل الحجاز من الفتح، لما عرف عنهم من شدة حرصهم على التزام الأصول في أكثر أمر هذه اللغة «4» .
وأما الكسر فهو من عمل (المخالفة الصوتية)، لأن توالي فتحتين فأكثر هو لازم ما اشترطه اللغويون العرب لجواز كسر حرف المضارعة في غير لهجة أهل الحجاز.
ومما يستأنس به في هذا أن العربية الفصحى استهوت من هذه اللهجة كلمة (إخال)«5» ، ولم تتوال فيها فتحتان فحسب، بل فتحتان وألف بعد حرف حلقي، وكل أولئك من قبيل واحد، فصارت المخالفة حينئذ أدعى.
(1) في اللهجات العربية: 140.
(2)
بحوث ومقالات في اللغة: د. رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 2، 1988 م، ص 267.
(3)
المرجع نفسه: 267.
(4)
انظر اللهجات العربية في التراث: د. الجندي، 1/ 273.
(5)
انظر شرح الشافية: 1/ 141.
8 -
هاء الضمير، الأصل فيها الضم، فإذا سبقت بكسرة أو ياء ساكنة، فإن بعض العرب، وهم غير أهل الحجاز، يكسرونها للمجاورة، ولئلا يخرجوا من كسر إلى ضم، نحو: به، وفيه، وعليهم «1» «2» .
قال أبو علي: «وإنما الدلالة على أن أصل الهاء في (عليهم) و (هذه دارهم) ونحو ذلك الضم، أنها إذا لم تجاورها الكسرة ولا الياء لم تكن إلا مضمومة، وإذا جاورتها الكسرة أو الياء جاز الكسر فيها للإتباع والتقريب، وجاز الضم على الأصل، كقول أهل الحجاز في ذلك.
فكل موضع جاز فيه الكسر، فالضم فيه جائز، والمواضع التي تختص باستعمال الضم فيها لا يجوز الكسر معها
…
» «3»
- وكذلك ميم الجمع، الأصل فيها أن توصل بواو ساكنة، فإذا سبقت بهاء مكسورة لكسرة قبلها أو ياء ساكنة، فمن العرب من يترك الميم على أصلها ويقرأ: عليهمو ولا [الفاتحة 7]، ومنهم من يتبع الميم الهاء فتنقلب الواو ياء
(1) انظر المعاني: 1/ 124 - 125، وإعراب السبع: 1/ 51، والحجة (خ): 63، والحجة (ع):
1/ 60 - 61، والحجة (ز): 82، والكشف: 1/ 35 - 36، والهداية: 1/ 18 - 20، والموضح: 1/ 231 - 232، وإعراب الشواذ: 1/ 102.
(2)
انظر معاني القرآن: الفراء، 1/ 5؛ ومعاني القرآن: الأخفش، 1/ 27 - 28؛ والمقتضب:
1/ 399.
(3)
الحجة (ع): 1/ 133.
(4)
الحجة (ع): 1/ 207.
ويقرأ: عليهمي ولا «1» «2» .
9 -
الهمزات في نحو قوله تعالى: فَلِأُمِّهِ [النساء 11] وفِي أُمِّها [القصص 59]، قرأ حمزة والكسائي بكسر همزة (أمّ) إذا سبقت بكسرة أو ياء ساكنة، وهي لغة قريش وهوازن وهذيل، استثقلوا الضمة بعد الكسرة؛ ونحو قول بعض العرب: أجوءك، وأنبؤك، وهذا مرء، ورأيت مرءا، ومررت بمرء.
فإن الهمزة حرف يغيّر ويغيّر له «3» .
قال أبو علي في كسر همزة (أمّ) بعد كسرة أو ياء ساكنة:
«ووجه قول حمزة والكسائي أن الهمزة حرف مستثقل، بدلالة تخفيفهم لها، فأتبعوها ما قبلها من الياء والكسرة، ليكون العمل فيها من وجه واحد.
ويقوي ذلك أنها تقارب الهاء، وقد فعل ذلك بالهاء.
ويقوي ذلك أيضا أنهم قد أتبعوا غيرها من الحروف، نحو: هو منحدر من الجبل، فغيّروا البناء للإتباع.
ويقوي ذلك أنهم قد أتبعوا ما قبل الهمزة الهمزة في قولهم: أجوءك وأنبؤك، كما أتبعوا الهمزة ما قبلها في نحو قوله: فِي أُمِّها ولَأَمَةٌ.
فالهمزة، لما يتعاورها من القلب والتخفيف، تشبه الياء والواو والهاء، فتغيّر كما تغيّر.
فإن قلت: فهلا فعلوا ذلك بغير هذا الحرف مما فيه الهمزة؟
(1) انظر المعاني: 1/ 113 - 114؛ وإعراب السبع: 1/ 51؛ والحجة (خ): 63، 80؛ والحجة (ع): 1/ 59، 95 - 96، 3/ 139؛ والحجة (ز): 81 - 82؛ والكشف: 1/ 37 - 38؛ والهداية: 1/ 21 - 23؛ والموضح: 1/ 232 - 234؛ وإعراب الشواذ: 1/ 102.
(2)
انظر معاني القرآن: الأخفش، 1/ 29 - 30.
(3)
الموضح: 1/ 406.
قيل: إن هذا الحرف قد كثر في كلامهم، والتغيير إلى ما كثر استعماله أسرع
…
» «1» «2»
10 -
ما جرى فيه قلب الصوائت من المنفصل مجرى المتصل، نحو قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ [الفاتحة 2]، قرئ:(الحمد لله) بضم الدال واللام، و (الحمد لله) بكسرهما، قال ابن جني:
«
…
هذا اللفظ كثر في كلامهم، وشاع استعماله، وهم لما كثر في استعمالهم أشد تغييرا
…
فلما اطرد هذا ونحوه لكثرة استعماله، أتبعوا أحد الصوتين الآخر، وشبهوهما بالجزء الواحد، وإن كانا جملة من مبتدأ وخبر، فصارت (الحمد لله) كعنق وطنب، و (الحمد لله) كإبل وإطل
…
» «3»
وقوله تعالى: وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ [البقرة 34]، قرأ أبو جعفر:(للملائكة اسجدوا) بضم التاء، قال العكبري:
«قوله تعالى: لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا الكسر مشهور ظاهر.
ويقرأ بضم التاء، حيث كان، وهو بعيد، والوجه أنه قدّر الوقف على التاء، فلما لقيتها همزة الوصل حذفت، وجعلت التاء تبعا لضمة الجيم، والسين بينهما ساكنة، وذلك حاجز غير حصين
…
» «4»
وقوله تعالى: فَيَسْقِي رَبَّهُ [يوسف 41]، قرئ بكسر الراء وضم الياء
(1) الحجة (ع): 3/ 137 - 138، وانظر المعاني: 1/ 294 - 295، وإعراب السبع: 1/ 129 - 130، والحجة (خ): 120، والحجة (ز): 192، والكشف: 1/ 379، والهداية:
2/ 245 - 246، والمفاتيح: 140، والموضح: 1/ 406 - 407، وإعراب الشواذ:
1/ 373.
(2)
انظر معاني القرآن: الفراء، 1/ 5 - 6.
(3)
المحتسب: 1/ 37، وانظر إعراب السبع: 1/ 377، والمفاتيح: 94 - 95، وإعراب الشواذ: 1/ 87 - 88.
(4)
إعراب الشواذ: 1/ 147.