الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مزية السبعين بالدخول بغير حساب لا يستلزم أنهم أفضل من غيرهم (1) قال الحافظ:
…
فذكر الحديث نحو سياق حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ثاني أحاديث الباب وزاد «فاستزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألفًا» (2).
قال الحافظ:
…
فعند أحمد وأبي يعلي من حديث أبي بكر الصديق نحوه بلفظ «أعطاني مع كل واحد من السبعين ألفًا سبعين ألفًا» (3).
قال الحافظ:
…
قال عياض: يحتمل أن يكون معني كونهم متماسكين أنهم علي صفة الوقار فلا يسابق بعضهم بعضًا بل يكون دخولهم جميعًا. وقال النووي: معناه أنهم يدخلون معترضين صفًا واحدًا بعضهم بجنب بعض.
تنبيه: هذه الأحاديث تخص عموم الحديث الذي أخرجه مسلم (4) عن أبي برزة الأسلمي رفعه «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع ..
51 - باب صفة الجنة والنار
وقال أبو سعيد قال النبي صلى الله عليه وسلم «أول طعام يأكله أهل الجنة زيادة كبد حوت» .
(1) وقال معناه شيخنا، وقال إن الصديق يدخل الجنة بغير حساب، وكذا عمر، والصديق أفضل من عمر.
(2)
مع كل ألف هم الصحيح، وهو المحفوظ.
(3)
مع كل واحد سبعون ألف، غير محفوظة.
(4)
قلت: لم يروه مسلم بل هو عند الترمذي من حديث ابن مسعود ومن حديث أبي برزة رضي الله عنهما، وسند أبي برزة لا بأس به.
عدن (1): خلد: عدنت بأرض. أقمت: ومنه المعدن (في معدن صدق) في منبعت صدق.
6546 -
عن أبي رجاء عن عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء (2).
6547 -
عن أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قمت (3) علي باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون (4)، غير أن أصحاب النار قد أمُر بهم إلي النار. وقمت علي باب النار فإذا عامة من دخلها النساء» .
6548 -
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا صار أهل الجنة إلي الجنة وأهل النار إلي النار جئ بالموت (5) حتي يجعل بين الجنة والنار، ثم يذُبح، ثم ينُادي مناد: يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت، فيزاد أهل الجنة فرحًا إلي فرحهم، ويزداد أهل النار حُزنًا إلي حُزنهم» .
(1) أي جنات الإقامة.
(2)
لأجل كفران العشير، فهذا يوجب علي المرأة الحذر.
(3)
صوروا له وإلا لم يدخلوها.
(4)
الفقر فيه فضل عظيم وعاقبة حميدة، لأن الدنيا قد تجره إلي المفاسد والطغيان (كلا إن الإنسان ليطغي أن رآه استغني) فليتحمل وليصبر، وأهل الجد- هم أهل الغني - لما يتعلق بغناهم من المحاسبة.
(5)
ليس الملك بل الموت نفسه يجعل عرضًا علي صورة كبش.
6549 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الله تبارك وتعالي يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة. فيقولون لبيك ربنا وسعديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضي وقد أعطيتنا ما لم تُعط أحدًا من خلقك. فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك: قالوا: يا رب، وأي شئ أفضل من ذلك؟ فيقول: أحلُ عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا» (1).
6550 -
عن حميد قال: سمعت أنساُ يقول: أصيب حارثة يوم بدر - وهو غلام- فجاءت أمه إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب. وإن تك الأخري تري ما أصنع؟ فقال: ويحك - أو هبلت - أو جنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس» (2).
6551 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بين منكَبي الكافرة مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع» (3)
(1) الله أكبر، الله أكبر، الله يجعلنا وإياكم منها.
(2)
في اللفظ الآخر الفردوس الأعلى.
* أكثر أهل الجنة النساء من نساء الدنيا والحور، وأكثر أهل النار النساء من نساء أهل الدنيا، وأقل أهل الجنة من له زوجتان، والزيادة على حسب فضل الله.
(3)
يعظم حتى يأخذ العذاب مأخذه، وضرسه كأحد.
6552 -
عن سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها» (1).
6555 -
عن سهل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل الجنة ليتراءون الغُرف في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء» (2).
6559 -
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج قوم من النار بعدما مسهم منها سفع، فيدخلون الجنة، فبُسميهم أهل الجنة: الجهنميين» (3).
6561 -
عن أبي إسحاق قال: سمعت النعمان سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لرجل علي أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه» (4).
6562 -
عن النعمان بن بشيرقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة رجل علي أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقُمقم» (5).
6565 -
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يجمع الله
(1) يقال لها طوبى.
(2)
لتفاوت ما بينهم من النعيم، كل واحد يرى أنه الأعظم لذة ونعيمًا.
(3)
ثم يزيل الله العلامة التي عليهم كما جاء في بعض الروايات.
(4)
منهم أبو طالب، لكل قدم جمرة.
(5)
النعلان والجمرتان والضحضاح أصحاب هذه أهون أهل النار عذابًا، وهي متقاربة، والمرجل شبيه بالقمقم، فالصواب: كما يغلي المرجل أو القمقم، بعطف أو شك، وأما بالباء فهو وهم من بعض الرواة.
الناس يوم القيامة قيقولون: لو استشفعنا علي ربنا حتي يُريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا عند ربنا. فيقول: لست هناكم، وذكر خطيئته (1)، ويقول: ائتوا نوحًا أول رسول بعثه الله. فبأتونه، فيقول: لست هناكم، وذكر خطيئته، ويقول ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلًا. فيأتونه فيقول: لست هناكم، وذكر خطيئته، ويقول: ائتوا موسي الذي كلمه الله. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا محمد صلى الله عليه وسلم فقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتوني، فأستأذن علي ربي، فإذا رأيته وقعت له ساجدًا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال لي: ارفع رأسك، وسُل تُعطه، وقل يُسمع، واشفع تُشفع. فأرفع فأحممد ربي بتحميد يعمني، ثم أشفع فيحد لي حدًا، ثم أخرجهم من النار وأُدخلهم الجنة (2). ثم أعود
(1) سئل الشيخ عن خطيئة نوح فقال: قد جاء في بعض الروايات أنها سؤال ربه إنجاء ابنه كما في قوله: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي
…
} الآية.
(2)
وهذه الشفاعة الثانية، بل الثالثة، فالأولى في إراحة أهل الموقف، والثانية في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، والثالثة في إخراج بعض من في النار، وله رابعة في أبي طالب. قلت: وخامسة في رفع درجات بعض أهل الجنة، وأخذوها من حديث:«اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين» . وسادسة: في عدم دخول بعض العصاة النار أصلًا.
فأقع ساجداُ مثله في الثالثة أو الرابعة، حتي ما يبقي في النار إلا من حبسه (1) القرآن (2)».
6567 -
عن أنس أن أم حارثة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد هلك حارثة يوم بدر أصابه سهم غرب، فقالت: يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإلا سوف تري ما أصنع. فقل: لها هبلت، أجنة واحدة هي؟ أنها جنان كثيرة، وإنه في الفردوس الأعلي» (3).
6586 -
وقال (غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم - أو موضع قدم - من الجنة خير من الدنيا وما فيها. ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلي الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحًا، ولنيفها (يعني الخمار) خير من الدنيا وما فيها» (4).
6569 -
عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل أحد الجنة إلا أُري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكرًا، ولا يدخل أحد النار إلا أُري مقعده من الجنة لو أحسن، ليكون عليه حسرة» (5).
(1) لمعاصيه وسيائته أو كفره.
س: هل له شفاعة في رفع درجات أهل الجنة؟ الله أعلم.
(2)
ما جاء في بعض الروايات أن أول الرسل نوح، وبعضها أول الرسل آدم؟ نوح أول الرسل بعدما وقع الشرك، وآدم أول الرسل لذريته قبل وقع الشرك، هكذا قال ابن عباس.
(3)
اللهم ارض عنه، اللهم ارض عنه.
(4)
وهذا كله يبين عظمة الجنة وما فيها، حتي ذكر فضل الحوراء.
(5)
لا حول ولا قوة إلا بالله، نسأل الله العافية.
6570 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال:«لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أول منك، لما رأيت من حرصك علي الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاُ من قبل نفسه» (1).
قال الحافظ:
…
والثاني يعذبون فيها إلي أن تنقلب طبيعتهم فتصير نارية حتي يتلذذوا بها لموافقة طبعهم وهذا قول بعض من ينسب إليه التصوف من الزنادقة» (2).
قال الحافظ:
…
وقد مال بعض المتأخرين (3) إلي القول السابع ونصره.
قال الحافظ:
…
وأخرجه البزار من وجه ثالث عن أبي هريرة بسند صحيح بلفظ «غلظ جلد الكافر وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعًا بذراع الجبار» (4).
(1) وفي اللفظ الآخر «خالصًا من قلبه» أي: بإيمان وصدق وثبات على ذلك.
(2)
قلت: هو ابن عربي، وإياه عني الحافظ هنا، والحافظ يعني ببعض المتأخرين ابن القيم، فهذه خلاصة بحث ابن القيم للمسألة كما في كتابه حادي الأرواح، انظر ص 579 من نسخة الزغلي.
(3)
المؤلف أراد ما ذكره ابن القيم في حادي الأرواح، وسرد الأقوال مختصرة على ترتيب ابن القيم كما تقدم العزو له.
* الذين يحشرون أمثال الذر ما يدل على أن أجسام الكفار تختلف؟ قال الشيخ: لا، هذا وقت حشرهم يوم القيامة، ثم يدخلون النار فيعظمون.
(4)
هذا يد على أنهم أ، واع هذا الجمع.
قال الحافظ:
…
وجزم ابن حبان لما أخرجه في صحيحه بأن الجبار ملك كان باليمن (1).
قال الحافظ:
…
وزاد بعضهم شفاعة سابعة وهي الشفاعة لأهل المدينة لحديث سعد رفعه (2)«لا يثبت عاى لأوائها أحد إلا كنت شهيدًا أو شفيعًا» .
قال الحافظ:
…
قوله (هل نفعت أبا طالب بشئ)؟ هكذا ثبت في جميع النسخ بحذف الجواب، وهو اختصار من المصنف، وقد رواه مسدد في مننده بتمامه، وقد تقدم في كتب الأدب عن موسي بن إسماعيل عن أبي عوانة بالسند المذكور هنا بلفظ «فإنه كان يحوطك ويغضب لك، قال: نعم هو في ضحضاح من نار (3)، ولولا أنا (4) لكان في الدرك الأسفل من النار.
(1) كلام ابن حبان يعتبر تأويلًا، ومثله البيهقي.
(2)
جاء من حديث أبي هريرة وابن عمر وأبي سعيد وثلاثتها عند مسلم ولم أره من حديث سعد؛ فالعجب من الحافظ كيف غاب عنه هذا؟
(3)
إن كانت محفوظة فهي أول الأمر ثم نسخت، ولهذا قال: قولوا ما شاء الله ثم ما شاء محمد، فيأتيون بثم. قلت: في الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لولا حواء لم تخن أنثى زوجها، ولولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم» فيجوز إضافة الشيء إلى سببه إذا كان السبب صحيحًا سواء كان السبب شرعيًا أو حسيًا، ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم هنا:«ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار» واللفظة محفوظة وليست منسوخة، وهو القول الآخر لشيخنا بجوازها.
(4)
المقصود أنه كان في ضحضاح من نار بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وهي شفاعة خاصة.