الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وأيم الله»
(1)
6627 -
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثًا وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمرته، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«إن كنتم تطعنون في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ، وإنَّ هذا لمن أحبِّ الناس إليَّ بعده» (2).
3 - باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم
-؟
6628 -
عن ابن عمر قال: «كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم: لا، ومقلِّب القلوب» (3).
6630 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده. والذي نفس محمد بيده، لتنفقن كنوزهما في سبيل الله» (4).
632 -
عن أبي عقيل زهرة بن معبد أنه سمع جده عبد الله بن هشام قال: «نا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول
(1) وهي في لفظ شيخنا وصْل.
(2)
اللهم ارض عنهما جميعًا، في هذا إدخال وأيم قبل لفظ الجلالة.
(3)
اليمين لا تختص باسم من أسماء الله، ومقلب القلوب، فمتى حلف باسم من أسماء الله انعقد، ويأتي: والذي نفسي بيده.
(4)
وقد وقع هذا وأُنفقت كنوزهما في سبيل الله.
الله، لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليَّ من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر» (1).
6633، 6634 - عن أبي هريرة وزيد بن خالد أنهما أخبراه أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما: اقض بيننا بكتاب الله، وقال الآخر -وهو أفقههما-: أجل يا رسول الله، فاقض بيننا بكتاب الله، وأذن لي أن أتكلم. قال: تكلم، قال: إن ابني كان عسيفًا على هذا -قال مالك: والعسيف الأجير- زنى بامرأته، فأخبروني أن علي ابني الرجم فافتديت منه بمائتي (2) شاة وجارية لي. ثم إني سألت أهل العلم فأخبروني أن ما على ابني جلد مائة وتغريب عام، وإنما الرجم على امرأته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله: أما غنمك وجاريتك فردُّ عليك، وجَلَدَ ابنه مائة وغرّبه عامًا، وأمر أُنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر فإن اعترفت رجمها، فاعترفت فرجمها» (3).
6636 -
عن عروة عن أبي حميد الساعدي أنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عاملًا فجاءه العامل حين فرغ منعمله فقال: يا رسول الله، هذا لكم، وهذا أُهدي لي. فقال له: أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك فنظرت
(1) وهذا معناه يجب أن يكون حب النبي صلى الله عليه وسلم مقدمًا على حب النفس بالصدق لا بالدعوى، فحبه يثمر طاعة الله ورسوله.
* التغريب بالحبس لا لا، والأنثى مع محرمها تغرَّب.
(2)
المعروف مائة شاة هذا هو المعروف، والذي نحفظ في العمدة لعبد الغني.
(3)
هذا هو الحكم بالإجماع عند المسلمين.
أيُهدى لك أم لا؟ ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «أما بعد فما بال العامل نستعمله، فيأتينا فيقول: هذا من عملكم وهذا أُهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدَى له أم لا؟ فوالذي نفس محمد بيده، لا يغل أحدكم منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عُنقه: إن كان بعيرًا جاء به له رُغاء، وإن كانت بقرة جاء بها لها خُوار، وإن كانت شاة جاء بها تعير (1). فقد بلغت. فقال أبو حميد: ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده حتى إنا لننظر إلى عُفرة إبطيه. قال أبو حميد: وقد سمع ذلك معي زيد بن ثابت من النبي صلى الله عليه وسلم، فسلوه» .
6638 -
عن أبي ذر قال: انتهيت إليه وهو يقول في ظل الكعبة: هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة. قلت: ما شأني أيُرى فيَّ شيء، ما شأني؟ فجلست إليه وهو يقول -فما استطعت أن أسكت- وتغشاني ما شاء الله، فقلت: من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: الأكثرون أموالًا، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا» (2).
(1) العامل إذا أخذها تكون لبيت المال وهو لا يجوز له أن يأخذها، فإن أخذها فلبيت المال.
* وهذا فيه التحذير من الغلول، وأن الواجب على من استعمل أن يؤدي القليل والكثير من الأدوات والهدايا ولا يقبل شيئًا لأنه إنما أهدي له لإمرته، فإذا سلم لمرجعه لا بأس.
(2)
أي: من بذله في وجوه الخير، وإلا شَرُّ المال عظيم.
* ربما قال: والذي نفسي بيده، وأيم الله
…
وفيه أن يقول إن شاء الله إذا حلف على المستقبل، وفيه أ، هـ-يجوز أكثر من أربع في شريعة سليمان. قلت: وسمعت شيخنا ابن عثيمين يقول: إن قول إن شاء الله من أسباب الفعل الشرعية لهذا الحديث.
* لعمرك، ليست قسم بل من باب التأكيد، ولعمر الله حياة الله قسم.
6640 -
عن البراء بن عازب قال: أُهديَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم سَرَقة من حرير، فجعل الناس يتداولونها بينهم ويعجبون من حُسنها ولينها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبون منها؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: والذي نفسي بيده لمناديل سعد (1) في الجنة خير منها» (2).
6641 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت: يا رسول الله، ما كان مما على ظهر الأرض أهل أخباء -أو خباء- أحبَّ إليَّ أن يذلُّوا من أهل أخبائك -أو خبائك، شك يحيى- ثم ما أصبح اليوم أهل أخباء أو خباء أحبَّ إليَّ من أن يعزوا من أهل أخباك أو خبائك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأيضًا والذي نفس محمد بيده (3). قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل مسِّيك، فهل عليَّ حرَجٌ أن أُطعم من الذي له؟ قال: لا، إلا بالمعروف» (4).
6642 -
عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرو بن ميمون قال: «حدثني
(1) ما يمسح به الإنسان وجهه ويديه.
(2)
المراد بسعد بن معاذ، وكان أصيب يوم الخندق أصابه سهم في يده فانفجر عليه ومات بسببه.
(3)
يعني كلما زاد الإيمان زاد حبه من المؤمنين، وفيه أن الزوج إذا كان بخيلًا تأخذ الزوجة من ماله بالمعروف ولو كان لا يدري.
(4)
هند زوجة أبي سفيان وبنت عتبة بن ربيعة.