الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم «الفتنة من قبل المشرق»
7094 -
عن ابن عمر قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، وفي يمننا. قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان (1).
17 - باب الفتنة التي تموج كموج البحر
وقال ابن عيينة عن خلف بن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن قال امرؤ القيس:
(1) أكثر الفتن من قبل المشرق كالدجال ويأجوج ومأجوج والتتار وكذا بدعة الجهمية والمعتزلة
…
وكذا في نجد حصل بعد وفاته صلى الله عليه وسلم شر كثير فارتداد أسد وخزيمة وناس من تميم، وكان الشام حينئذ أفضل، فيه جمع كثير من المسلمين وليس المراد مطلقًا بل الأغلب؛ فأغلب الخير كما ذكروا وأغلب الشر كما ذكر في الحديث، ولا يمنع خروج صالحين ووجودهم في المشرق كالبخاري والدرامي
…
والعلماء من المشرق .. وعلى العكس الشام الآن بها عباد آل البيت من النصيرية والباطنية وغيرهم، وباليمن بعض الشيوعية في الجنوب. ونجد عام للمشرق، ولهذا قال في ربيعة ومضر وهما في نجد المعروف الآن.
الحرب أول ما تكون فتية
…
تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشبَّ ضرامها
…
ولَّت عجوزًا غير ذات حليل
شمطاء يُنكر لونها وتغيرت
…
مكروهة للشَّمِّ والتقبيل (1)
7097 -
عن أبي موسى الأشعري قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حائط من حوائط المدينة لحاجته وخرجت في إثره، فلما دخل الحائط جلست على بابه وقلت: لأكونن اليوم بواب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمرني. فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وقضى حاجته، وجلس على قُف البئر فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فجاء أبو بكر يستأذن عليه ليدخل فقلت كما أنت حتى أستأذن لك، فوقف، فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله، أبو بكر يستأذن عليك. قال: ائذن له وبشِّره بالجنة. فدخل، فجاء عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر. فجاء عمر، فقلت كما أنت حتى أستأذن لك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائذن له وبشره بالجنة. فدخل، فجاء عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فامتلأ القُفُّ فلم يكن فيه مجلس. ثم جاء عثمان فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء (2)
يصيبه، فدخل فلم يجد
(1) يعني يتبين للناس أنها شر ووبال عليهم.
(2)
هي قتله وقبل ذلك حصاره رضي الله عنه.
البشارة: إن فتنة الرجل في أهله تكفرها الصدقة، وذلك كالسب والقول السيء وقد لا يملك نفسه بأذية جاره.
الأمر الخطير الفتن التي تموج كموج البحر هي التي لا يتبيَّن أمرها فيقع فيها من الشر والبلاء ما لا يحصيه إلا الله. وكسر الباب قتل عمر رضي الله عنه وقد حصل بقتله اندلاع أبواب الفتنة لا حول ولا قوة إلا بالله ويوافقه حديث: «إذا وضع السيف في أمتي لا يرفع إلى يوم القيامة» . قلت: الحديث أخرجه أبو داوود (4252) والترمذي (2202) وأحمد (4/ 123) والبيهقي (9/ 181) وغيرهم من حديث ثوبان، وأصله في مسلم (7258) دون قوله:«إذا وضع السيف» وصحابيه هو ثوبان لا شداد، ووهم معمر في ذكر شداد وإنما هو ثوبان، والحديث ثابت صحيح ومعنى وضع السيف: ظهرت الحروب فمتى وقعت فإنها تبقى إلى يوم القيامة، وصدق رسول الله فمنذ قتل عمر ثم قتل عثمان، والأمة في دماء والله المستعان.