الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي "تاريخ دمشق" ترجمه شيخه عمر بن محمَّد بن بُجير، ذكر ابن عساكر أن من الرواة عنه أبا الحسن أحمد بن محتاج الكُشاني، ومحمد بن حاتم الكُشاني. وقال محقق "المدخل":
أحمد بن حاتم الكشاني
لم أقف على ترجمته.
قلت: [قلبي إلى كونه صدوقًا أميل] وهو إن روى عنه الحاكم وحده، أو روى عنه غيره إن كان هو المعني بما قاله ابن عساكر؛ فالأصل أنه مجهول الحال، لكن لما ذكر الحاكم أنه حدثه من أصل كتابه -ولم يجرحه-، فدل هذا على أنه صاحب تحرُّز وتوقًّ، فهذا يرفع من حاله إلى درجة الاحتجاج به، وأول ذلك كونه صدوقًا، فإن لم يكن قد عرف بأنه متحرز في نفسه، إلا أنه حدَّث عنه الحاكم من أصل كتابه، ولم نعلم طعنًا في الرجل ولا في كتابه، فعلى الأقل يكون حديثه حجة إذا حدَّث عنه الحاكم، وإذا لم نعرف له تلميذ غير الحاكم، فيكون صدوقًا بغير قيد، هذا ما تميل إليه نفسي، والعلم عند الله تعالى.
"المدخل إلى الإكليل"(58)، "السنن الكبرى"(2/ 469)، "الصغرى" برقم (779)، "تاريخ دمشق"(45/ 317).
[*] أحمد بن حاتم، الكُشاني.
انظر ما تقدم في: أحمد بن جناح.
[52] أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمَّد بن أحمد بن حفص بن مسلم بن يزيد بن علي، أبو بكر، الحَرَشي، النيسَابُوري، الحِيْري، الفقيه الشافعي
.
سمع بنيسابور: أبا علي الميداني، وأبا العباس الأًصم، وجماعة، وبمكة -حرسها الله-: أبا بكر الفاكهي، وببغداد: أبا سهل بن زياد، وبالكوفة: أبا بكر بن أبي دارم، وبجُرجان: أبا أحمد بن عدي، وغيرهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم -وهو أكبر منه، مات قبله بست عشرة سنة- وأبو بكر البيهقي-وأكثر عنه- وأبو بكر الخطيب، وأبو محمَّد الجويني، وأبو صالح المؤذن، ووصفه بالقاضي الجليل - وأبو القاسم القشيري، وخلائق آخرهم موتًا عبد الغفار بن محمَّد الشِّيروي.
قال الحاكم في "تاريخه": درس الفقه على ابن الوليد، وأملى سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وقلد قضاء نيسابور. وخرجت له فوائد سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. قال عبد الغفار الفارسي: ذكره الحاكم أبو عبد الله بذكر أسلافه، ولم يأل جهدًا في تعريف بيته ونسبه وحاله وسيره. وقال الذهبي: أثنى عليه الحاكم، وفخَّم أمره، وقال: كان جدهم الأكبر سعيد بن عبد الرحمن الحَرَشي خليفة الأمير عبد الله بن عامر بن كُريز على نيسابور، تلا أبو بكر بأحرف على أبي بكر الإِمام، وعقد له مجلس النظر في حياة الأستاذ أبي الوليد.
وعقدت له مجلس الإملاء سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وقال أبو بكر محمَّد بن منصور السمعاني في "أماليه": تولى قضاء نيسابور مدة، وكان من فقهاء أصحاب الشافعي، وهو ثقة في الحديث. وقال عبد الغفار الفارسي: ظهرت بامتداد عمره بركة إسناد الأصم، حتى أفاد الخلق الكثير، والجمَّ الغفير بالسماع منه، وصارت حياته تاريخًا في إسناده، وكان من أصح أقرانّه سماعًا، وأوفرهم إتقانًا، وأشرفهم أصلًا ونسبًا، وأكثرهم
حرمة، وأتمهم ديانة واعتقادًا، وأعمِّهم بركة وفائدة، وبيته بيت العلم والتزكية، قرأ الأصول على جماعة من أصحاب الأشعري، وصنف في الأصول والحديث، وكان نظيف النفس نقي الطهارة، مبالغًا في الاحتياط، مائلًا من شدة الاحتياط إلى الوسوسة، حدث نحوًا من خمسين سنة، وأملى أربعين سنة، أصابه وقر في أذنه في آخر عمره، وكان يُقرأ عليه مع ذلك، ويحتاط في السماع إلى أن اشتد ذلك قريبا من سنتين أو ثلاث، فما كان يحسن أن يسمع، وكل من سمع قبل ذلك فهو صحيح السماع منه لشدة احتياطه. وقال أبو سعد السمعاني: فاضل غزير العلم، رحل إلى العراق والحجاز. وقال الذهبي: الإِمام العالم المحدث، مسند خراسان، قاضي القضاة، انتقى عليه أبو عبد الله الحاكم، وكان بصيرًا بالمذهب، فقيه النفس، يفهم الكلام. وقال -أيضًا-: شيخ خراسان علمًا ورئاسة وعلو إسناده وقال السبكي: كان كبير خراسان رياسة وسؤددًا وعلو إسناد ومعرفة بمذهب الشافعي. وقال الألباني: كان فاضلًا غزير العلم.
ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ومات في شهر رمضان من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
قلت: [حافظ كما يجب مشهور في القضاء، وقد سمع منه قبل موته بسنتين أو ثلاث؛ ففي سماعه نظر لضعف سماعه جدًا بآخره].
"مختصر تاريخ نيسابور"(37/ أ)، "الإكمال"(2/ 238)، "زيادات الأنساب المتفقة"(184)، "المنتخب من السياق"(174)، "الأنساب"(2/ 240، 245)، "التقييد"(149)، "طبقات ابن الصلاح"(1/ 329)، "النبلاء"(17/ 356)، "تاريخ الإِسلام"(29/ 44)، "العبر"(2/ 243)،