الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا دونه فيما يظهر، والله أعلم.
"مختصر تاريخ نيسابور"(37/ ب)، "طبقات ابن السبكي"(3/ 17)، والأسنوي (2/ 61)، "العقد المذهب"(741)، "ذيل طبقات ابن الصلاح"(2/ 709).
[97] أحمد بن عبد الله بن محمد بن سرمد، أبو الحسين، السَّرْمَدِي، الكَرابِيْسِي، النَّيسَابُوري
.
حدَّث عن: عبد الله بن شيرويه، وجعفر بن أحمد الحافظ.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
وقال في "تاريخه": هو ختن أبي الحسين محمد بن إسحاق الكَرابِيْسِي والد أبي أحمد الحافظ، وأبو أحمد الحافظ خال والده، سمع عبد الله بن شيرويه، وجعفر بن أحمد الحافظ.
كان يسكن سكة الخندق، ويجمع الصوفية، ويعاشرهم.
مات في صفر سنة ست وستين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب معمر، وصلى عليه أبو أحمد الحافظ.
قال مقيده -عفا الله عنه-: وفي "إثبات عذاب القبر للبيهقي" يقول الحاكم: أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله فيما قرأت عليه ببخارى أنبا علي بن محمد بن عيسى اهـ.
"إثبات عذاب القبر"(196)، "الأنساب"(3/ 272)، "مختصره"(2/ 114).
[98]
أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بشر بن مُغَفَّل بن حسان بن عبد الله بن عبد الله بن مُغَفَّل، أبو محمد، المُزَني، المُغَفَّلي، الهَرَوي (1)، الباز الأبيض، الفقيه الشافعي.
سمع بهراة: علي بن محمد بن عيسى، وأبا بكر محمد بن عمير الرازي، وذكر أنه قدم عليهم هراة. وبنيسابور: إبراهيم بن أبي طالب، وبمرو: يوسف بن موسى، وبنسأ: الحسن بن سفيان، وبالري: إبراهيم بن يوسف الهسْنَجاني، وبجرجان: عمران بن موسى السِّجِسْتاني، وببغداد: يوسف القاضي، وبالكوفة: عبد الله بن غنام، وبالبصرة: أبا خليفة القاضي، وبالأهواز: عبدان بن أحمد، وبمكة -حرسها الله-: المفضل الجندي، وبمصر: علان بن أحمد، وأصحاب المعافي وأقرانهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم -في "مستدركه" وأكثر عنه ووصفه بالمزكي، وذكر أنه قرأ عليه ببخارى، وذكر مرة أنه حدثه بنيسابور- وأبو العباس بن عقدة، وعمرو بن الربيع بن سليمان -شيخاه- وأبو بكر بن إسحاق الصبغي -وهو أكبر منه- وأبو بكر القفَّال، وأبو عبد الله الخازن، وخلق.
قال الحاكم في "تاريخه": كان إمام أهل العلم، والوجوه، وأولياء السلطان بخراسان بلا مدافعة، أقام بمصر ثلاث سنين، وحج بالناس،
(1) بفتح الهاء والراء المهملة، نسبة إلى بلدة هَراة إحدى أمهات مدن خراسان. "الأنساب"(5/ 548)، وتقع الآن في الشمال الغربي من أفغانستان مع حدود إيران. "بلدان الخلافة الشرقية" ص (449)، "أطلس تاريخ الإسلام" ص (423).
وخطب بمكة -حرسها الله-،ورد كتاب من مصر بأن يحجَّ أبو محمد المغفَّلي بالناس، ويخطب بعرقة ومنى، فصلى بعرفة وأتَمَّ الصلاة، فعَجَّ الناس، فصعد المنبر، فقال: أيها الناس، أنا مقيم وأنتم على سفر، فلذلك أتممت.
وقدم إليه المقام وهو قاعد في جوف الكعبة، ولقد سمعتهم بمكة -حرسها الله- يذكرون أن هذه الولاية لم تكن قط لغيره، ومن عظمته أنه كان فوق الوزراء، وأنهم كانوا يصدون عن رأيه، وجاور مرة بمكة -حرسها الله-،وكنتُ ببخاري أستملي له، فذكر أنه حصلَ وُجْدٌ وشيء من غشي بسبب إملاء حكاية وأبيات، وتوفي بعد جمعة، فسمعت ابنه بشرًا يقول: آخرُ كلمةٍ تكلَّم بها، أنْ قَبَضَ على لحيته بيده اليسرى، ورفع يده اليُمنى إلى السماء، وقال: ارحم شيبة شيخ جاءك بتوفيقك على الفِطْرة.
توفي غدوة يوم الثلاثاء السابع عشر من رمضان سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وحُمِل بعد الظهر تابوته إلى السهلة، فوُضِع على باب السلطان -يعني ببخارى- وحمل الوزير أبو علي البلعمي تابوته أحد شقيه على عاتقه بعد الصلاة، وقدم ابنه للصلاة عليه، وقدمت البغال، حلموا جثته الطيبة إلى وطنه الذي قتله حُبُّه بهراة، ودُفِن بها.
وسمعت أبا الفضل السُّلَيْماني -وكان صالحًا-: يقول: رأيت أبا محمد المُزَنيِ في المنام بعد وفاته بليلتين، وهو يَتَبَخْتَرُ في مشيته ويقول: بصوت عالٍ. {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [القصص: 60].
سمعت أبا محمد المُزَنيِ يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجوه صحيحة، وورد في التنزيل ما يصدقه، وهو قوله-عز
وجل-: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22]، والنزول والمجيء صفتان منفيتان من صفات الله عز وجل من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال، بل هما صفتان من صفات الله عز وجل بلا تشبيه، جل الله عما تقول المعطلة بصفاته والمشبّهة بها علوًّا كبيرًا.
وقال أبو النضر الفامي في "تاريخ هراة": كان إمام عصره بلا مدافعة في أنواع العلوم، مع رتبة الوزارة، وعلوِّ القدر عند السلطان.
ومن شعره:
نزلنا مكرهين بها فلما
…
ألفناها خرجنا كارهينا
وما حبّ الديار بنا ولكن
…
أمرّ العيش فرقة من هوينا
وقال أبو موسى المديني في "خصائص المسند": أبو محمد المزني هذا من الحفاظ الكبار المكثرين. وقال الذهبي: الإِمام العالم، القدوة الحافظ، ذو الفنون، جمع وصنف، وتقدم في معرفة الحديث والعلوم.
قيل إنه كان قتيل حب الوطن، أملى مجلسًا في هذا المعنى، وبكى، ومرض عقيبه، وتوفي بعد جمعة في شهر رمضان، سنة ست وخمسين وثلاثمائة، ببخارى، وحمل الوزير تابوته، وقدم ابنه للصلاة عليه، وحمل إلى هراة فدفن بها.
قلت: [أحد العلماء الكبار].
"المستدرك"(1/ 90)، (3/ 4)، "مختصر تاريخ نيسابور"(37/ ب)، "خصائص المسند"(11)، "الإكمال"(7/ 265)، "الأنساب"(5/ 162)، "تاريخ دمشق"(71/ 238)، "النبلاء"(16/ 181)، "العبر"(2/ 97)، "طبقات السبكي"(3/ 17)، والأسنوي (2/ 296)، "توضيح