الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: [مجهول الحال] وتحديد موضع السماع منه يؤكد معرفة عينه.
"مختصر تاريخ نيسابور"(40/ أ).
[7] إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق، الأديب اللغوي، الضَّرِيْر، البارع
.
حدَّث عن: أبي القاسم الطبراني، وأحمد بن الحسين البَصْري شعبة، وغيرهما.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
وقال في "تاريخه": سمع الحديث بالبصرة، والأهواز، وببغداد بعد الأربعين والثلاثمائة، وكان من الشعراء المجودين، وممن تعلم الفقه والكلام، وطاف بعض الدنيا، ثم استوطن نيسابور إلى أن توفي بها، وقد أنشدني أبو إسحاق الكثير من شعره، ولم يحتمل الكتاب ذكر قريضه.
وقال ياقوت الحموي: لقيه الحاكم وروى عنه شيئًا.
توفي بنيسابور سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
قلت: [ثقة أديب] ومع شهرته ورحلته لو كان فيه ما يقدح فيه لأجله لذكروه.
"مختصر تاريخ نيسابور"(40/ أ)، "الإنساب"(1/ 264)، مختصره "اللباب"(1/ 157)، "معجم البلدان"(1/ 129)، "الوافي بالوفيات"(5/ 324)، "مختصر نكت الهميان" برقم (1)، "البلغة"(10)، "بغية الوعاة"(1/ 407).
[8]
إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو إسحاق، القارئ، النَّيسَابُوري، الخشاوري (1)، المعروف بإبراهيمك.
حدَّث عن الحسن بن سفيان، وعثمان بن سعيد الدرامي، وأبي زكريا يحيى بن محمَّد بن يحيى، وغيرهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم في "مستدركه"، ووصفه بالمقرئ.
وقال في "تاريخه": كان على رأس سكة خَشَاوَرة، وكان من الصالحين، حدثونا أنه كان يقرأ عند أبي عمرو الحيري، والمتقدمين من مشايخنا، ولا نذكره إلا هرمًا، وبلغني أنه كتب عن علي بن الحسن الدَّارَبجِرْدي، ولم أسمع منه، ثم إنه خرج مع أبي عمرو الحيري إلى هراة؛ فسمع "المسند الكبير" من عثمان بن سعيد الدارمي، وعقد عليه مجلسًا لقراءة "المسند"، وكان أبو عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر بن إسحاق يستعير سماعه من ورثة أبي عمرو الحيري ويقرأ عليه، وقد احدَودَبَ حتى إنه كان يقع رداءه فوق العمامة على الأرض، رضي الله عنه.
مات يوم الجمعة الخامس عشر من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وصلى عليه الحاكم يحيى بن منصور، ودفن في مقبرة الحسين بن معاذ، قال أبو عبد الله الحاكم: وشهدت صلاته، وتوفي وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.
(1) بفتح الخاء والشين المعجمتين، والواو بعد الألف، وفي آخرها الراء، نسبة إلى (خَشاورة)، وهي سكة بنيسابور. "الأنساب"(2/ 421).
قال مقيده -عفا الله عنه-: قال شيخنا رحمه الله بعد أن ساق ترجمته من "الإنساب": إشكال في "الإنساب" أن الحاكم يقول: ولم أسمع منه، ثم أنت ترى أنه روى عنه؛ فهل روى عنه بالإجازة؟ والله أعلم اهـ.
وفي حاشية "الكفاية" للدمياطي ما نصه: صرح الحاكم بعدم سماعه منه، وهذا يخالف ما في الإسناد من التصريح بالسماع والله المستعان، فلعله تحمل عنه بعد ذلك، أو بالإجازة، وعلى كلًّ فهو شيخ مجهول لم يرو عنه غير الحاكم ولم يذكره بجرح أو تعديل، والله أعلم اهـ.
قلت: وهناك احتمال ثالث (1) لقوله: "ولم أسمع منه" وهو أن الحاكم أراد أن يبين أنه لم يسمع من إبراهيم أنه كتب عن الدَّرَابِجَرْدِي، وعلى كلٍ فهو شيخه قطعًا فقد ذكره في "تاريخه" ضمن شيوخه، وصرح في غير ما موضع بالسماع منه، ونص الذهبي في "تاريخه" على أنه روى (2) عنه.
وأما قوله: إنه شيخ مجهول؛ ففيه نظر ظاهر لمن تأمل في ترجمته،
(1) قلت: ينظر احتمال رابع، وهو أن يكون الضمير في قوله:"ولم أسمع منه" أي من الداربجردي، ويدل على ذلك أنه لما ذكر المترجم له بأنه كان يقرأ عند أبي عمرو الحيري، قال:"والمتقدمين من مشايخنا" فإن كان الحاكم يعني المتقدمين ممن سمع هو منهم فهذا يقوي ما احتملته، وإن كان يعني المتقدمين من مشايخ بلده الذين لم يدركهم هو فيضعف هذا الاحتمال، وفي الجملة يُنظر هل سمع الحاكم من أبي عمرو الحيري أم لا؟ فإن كان سمع منه فهذا يقوي ما ذكرته، وإلا فيحمل عدم السماع على ما قال شيخنا مقبل رحمه الله، أما احتمال أنه لم يسمع من إبراهيم أنه سمع من الداربجردي، وإنما سمع من غير ذلك، فليس بذاك الظاهر، والمقام يحتاج إلى مزيد بحث، والله أعلم. أبو الحسن.
(2)
كلام الذهبي ليس دليلًا في موضع النزاع كما لا يخفى، والعبرة بما ذكرته بذكر الحاكم إياه في "تاريخه"، وتصريحه بالسماع منه في غير موضع. أبو الحسن.
والله أعلم.
وذكر الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد في تحقيقه للشعب أنه لم يجد من ترجم له، وذهب مختار أحمد الندوي إلى أنه المصري المعروف بالخياط المكي، المترجم في "غاية النهاية"(1/ 10)، وهو بعيد.
قلت: [ثقة صالح] وذلك لأنه مجتهد في الطلب على كبر سنه، ولو كان فيه مطعن لذكروه، واستعارة أبي عبد الرحمن السماع منه يدل على أنه عدل ضابط، وإلا لانخرمت الثقة فيه، ومعنى استعارة السماع أن أبا عبد الرحمن كان يحضر معه عند الشيخ أبي عمرو الحيري، وكان إبراهيم يكتب في ثبته كعادة المحدثين الذين حضروا معه السماع لهذا الجزء أو ذاك المجلس، وهكذا يفعل غيره من ذوي التحرز والتيقظ، فإذا فقد سماع أحد منهم، أي ضاع الجزء الذي سماعه مثبت عليه استعار السماع من الشيخ الآخر الذي أثبت فيه حضور من فقد سماعه معه، فلو كان المستعار منه غير عدل لما وثقوا في الأخذ عنه، وكذا لو كان غير ضابط لما اطمأنوا إليه، والله أعلم.
"المستدرك"(1/ 134/ 245)، "المعرفة"(139)، "المدخل إلى الإكليل"(55)، "مختصر تاريخ نيسابور"(39/ ب/40/ أ)، "فتح الباب"(278)، "الشعب"(5/ 311/ 3480)، (7/ 115/ 4758)، "الكفاية"(1/ 473)، "الإنساب"(2/ 421)، (4/ 405)، مختصره "اللباب"(1/ 444)، "معجم البلدان"(2/ 426)، "تاريخ الإِسلام"(25/ 156)، "رجال الحاكم"(1/ 94).