الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان في قلبه ما سمعه من أبي محمَّد المزني، فعزم على أن يخرج إلى الحج في موسم سنة سبع وستين، فلما ورد في سنة ثمان وستين، أقام بعد الحج ببغداد أشهرًا، وسمع جملة "المسند" من أبي بكر بن مالك، وعاد إلى وطنه، ومد يده إلى إخراج "الصحيحين" على تراجم "المسند".
*
رحلته إلى بلاد خراسان:
قال عبد الغافر الفارسي في "السياق" كما في "المنتخب" ص (17): رحل إلى بلاد خراسان سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. قلت: وبلاد خراسان يقع منها اليوم جزء في أفغانستان، وجزء في إيران، وجزء في جمهورية تُرْكُمانستان، ومن هذه البلاد التي رحل إليها من بلاد خراسان.
(أ) طُوس: بضم الطاء المهملة بلدة بخراسان تحتوي على بلدتين يقال لإحداهما: الطابران، وللأخرى: نوقان (1)، وبينها وبين نيسابور عشرة فراسخ، وقيل: ستة عشر فرسخًا، وذكر بعضهم أنها على مرحلتين من نيسابور (2)، وتقع حاليًا في جمهورية إيران.
وقد ذكر الحاكم أنه دخلها سنة أربعين وثلاثمائة، ففي "تاريخ نيسابور" ترجمة أبي أحمد محمَّد بن محمَّد بن إسحاق، يقول الحاكم: "كنا مع أبي علي في الجامع سنة أربعين وثلاثمائة، فقال أبو الحسين الحجاجي: يا أبا علي قد وافى أبو حمد الكرابيسي على قضاء طوس، قال: متى؟ قال: أمس، فينبغي أن تزوره، فتكلم أبو علي بشيءٍ فقالو له: لابُدّ من زيارته، فقام ومعه أبو الحسين،
…
، وجماعتنا، قال الحاكم: فلما دخلنا على أبي أحمد قال
(1)"الأنساب"(4/ 57).
(2)
"تقويم البلدان" ص (443).
لهم أبو أحمد:
…
" (1)، وقال في ترجمته -أيضًا-: قلد قضاء طوس، فدخلتها وهو علي القضاء. (2) وقال في ترجمة أبي حاتم أحمد بن محمَّد بن حاتم الطابراني: خرج إلى العراق سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وأتانا بالطابران سنة ثلاث وأربعين، وعقد له المجلس للنظر والتدريس (3)، وفي ترجمة أبي نصر منصور بن محمَّد بن أحمد بن حرب المحسب:
…
، ثم اجتمعنا به بطوس، وأبيورد، وبخارى. (4)
وقد سمع بالطابران من: أبي حميد أحمد بن محمَّد بن حامد الطابراني (5)، وأبي نصر رشيق بن عبد الله الرومي (6)، وأبي النضر محمَّد بن محمَّد بن يوسف الطوسي (7)، وأبي حامد أحمد بن محمَّد بن إسماعيل الطوسي (8)، وغيرهم.
وبالنوقان من: أبي تراب أحمد بن محمَّد بن الحسين الطوسي النوقاني (9)، والحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي النوقاني، وغيرهما.
(ب) مَرْو: ويراد بها عند الإطلاق مرو الشاهجان، قال ياقوت في
(1)"تاريخ دمشق"(55/ 157).
(2)
"تاريخ دمشق"(55/ 156).
(3)
"الأنساب"(5/ 248).
(4)
"الأنساب"(2/ 237).
(5)
"المستدرك"(1/ 527/ 1397).
(6)
"الشعب"(5/ 345).
(7)
"إثبات عذاب القبر" ص (98)، "الإنساب"(5/ 515)، "النبلاء"(15/ 491).
(8)
"الأنساب"(1/ 162).
(9)
"المستدرك"(1/ 443).
"المشترك" ص (395): هي مدينة عظيمة بينها وبين نيسابور اثنا عشر يومًا، وقال الذهبي في "الأمصار" ص (83): بلد كبير من أقصى خراسان.
قال مقيده -عفا الله عنه-: تقع حاليًا في جمهورية تركمانستان جنوب الاتحاد السوفيتي، وقد ذكر الحاكم أن أول رحلته إليها كانت سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، ففي "سؤالات السجزي" برقم (320): وأما شيخنا أبو بكر بن أبي نصر، فإني رحلت إلى مرو، وأول ما دخلتها سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وفي ترجمة أبي علي الحسين بن سابور من "تاريخ نيسابور": دخلت مرو سنة ثلاث وأربعين، وهو يفيد عن أبي العباس المحبوبي، وأبي الحسن السني، وأقمت بها سبعة أشهر. (1) وفي ترجمة أبي صالح محمَّد بن محمَّد بن عيسى العارض: كتبت عنه بنيسابور غير مرة، ثم كتبنا عنه بمرو، ونظرت في كتبه بها سنة ثلاث وأربعين. (2) وفي ترجمة أبي أحمد بشر بن عبد الله البصري: كتبنا عنه بنيسابور، ثم لقيته بمرو سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. (3) وفي ترجمة أبي عمر الصوفي: أن آخر عهدي به في مجلس أبي العباس المحمودي بمرو سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
وقد سمع بها من: أبي حامد أحمد بن محمَّد بن يحيى الخطيب (4)، وبكر بن محمَّد بن حمدان الصيرفي (5)، وأبي القاسم الحسن بن إسحاق
(1)"الأنساب"(5/ 248).
(2)
"الأنساب"(4/ 88).
(3)
"اللسان"(2/ 297).
(4)
"المستدرك"(1/ 196/ 415).
(5)
"المعرفة" برقم (81).
الزعيم (1)، والحسن بن محمَّد بن حليم المروزي (2)، وأبي علي الحسن بن محمَّد بن سورة الصغاني (3)، وأبي العباس عبد الله بن الحسين بن الحسن المروزي (4)، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أحمد بن علَّلك الجوهري (5)، وأبي الحسن علي بن أحمد بن محمَّد البُرْبَاني (6)، وغيرهم.
(ج) سَرْخس: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الخاء المعجمة، وآخره سين مهملة، ويقال: سَرَخَس بالتحريك، والأول أكثر (7)، قال السمعاني في "الإنساب" (3/ 268): هي بلدة قديمة من بلاد خراسان. وقال ياقوت في "معجم البلدان"(3/ 235): هي مدينة بين نيسابور ومرو، في وسط الطريق بينهما وبين كل واحدة منهما ست مراحل. وقال ابن حوقل: بينهما سبعة وعشرين فرسخًا. (8)
قال مقيده -عفا الله عنه-: تقع حاليًا في جمهورية تُركمانستان جنوب الاتحاد السوفيتي، وقد ذكر الحاكم أن أول رحلته إليها كانت سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، ففي "تاريخ نيسابور" ترجمة أبي علي زاهر بن أحمد بن محمَّد السَّرْخسي قال الحاكم: دخلت سرخس أول ما خلتها سنة ثلاث
(1)"المدخل إلي الإكليل" برقم (6).
(2)
"المعرفة" برقم (285).
(3)
"المستدرك"(2/ 63/ 2367).
(4)
"المستدرك"(1/ 44/ 9).
(5)
"المستدرك"(1/ 148/ 283).
(6)
"الشعب"(3/ 214/ 1562).
(7)
"معجم البلدان"(3/ 235).
(8)
"تقويم البلدان" ص (451).
وأربعين وثلاثمائة، ودخلتها بعد ذلك سبع مرات (1)، وفي ترجمة أبي العباس محمَّد بن عبد الرحمن الدَّغُولي: صحبنا ببخاري، ونيسابور، وسرخس،
…
، وكان له بسرخس مجلس الإملاء. (2)
(د) نَسَا: قال ياقوت في "المشترك" ص (418): هي مدينة بخراسان بين أَبِيْوَرْد وسَرْخَس. وذكر المهلبي أنها في شمال سرخس على سبعة وستين فرسخًا. (3)
قال مقيده -عفا الله عنه-: تقع حاليًا في جمهورية تركمانستان جنوب الاتحاد السوفيتي، وقد ذكر الحاكم أنه كان بها سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، ففي "تاريخ نيسابور" ترجمة أبي عمرو عثمان بن عمران بن الحارث المقدسي الصوفي، قال: توفي أبو عمرو المقدسي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وأنا بَنسَا. (4) وفي ترجمة أبي عبد الله محمَّد بن أحمد الخازن: توفي أبو عبد الله الخازن بفرغانة، وهو على القضاء بها في شهر رمضان من سنة ستين وثلاثمائة، وكنت بنَسَا. (5) وفي ترجمة أبي الفضل أحمد بن محمَّد بن حمدون: آخر ما فارقته بنَسَا في رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة. (6)
وقد سمع بها من: أبي يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان
(1)"طبقات السبكي"(3/ 294).
(2)
"الإنساب"(2/ 546).
(3)
"تقويم البلدان" ص (451).
(4)
"تاريخ دمشق"(41/ 8).
(5)
"الإنساب"(2/ 355).
(6)
"الأنساب"(3/ 442).
الفسوي (1)، وأبي جعفر محمَّد بن عبد العزيز الأنصاري (2)، وغيرهم.
وسمع بالرَّامَران إحدى قراها من: أبي جعفر محمَّد بن إبراهيم النسوي الرَّامَراني، ففي "تاريخ نيسابور": محمَّد بن جعفر النسوي من أهل الرامران، وهي قرية على أقل من فرسخ من مدينة نسا كتبنا عنه بنيسابور، وكتبتُ عنه بها، وتوفي في قريته وأنا بها في رجب من سنة ستين وثلاثمائة. (3)
(هـ) أبِيْوَرْد: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وفتح الواو وسكون الراء ودال مهملة. قال ياقوت في "معجم البلدان"(1/ 110): هي مدينة بخراسان بين سرخس ونسا.
قال مقيده -عفا الله عنه-: تقع حاليًا في جمهورية تركمانستان جنوب الاتحاد السوفيتي، وقد ذكر الحاكم أنه دخلها ففي "تاريخ نيسابور" ترجمة أبي نصر منصور بن محمَّد بن أحمد المحتسب:
…
، ثم اجتمعنا به بطوس، وأبيورد، وبخاري. (4)
(و) بَيْهَق: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الهاء وفي آخرها القاف. قال السمعاني في "الإنساب"(1/ 461): هي قرى مجتمعة بنواحي نيسابور، على عشرين فرسخًا منها، وكانت قصبتها خسر وجرد.
(1)"المستدرك"(4/ 276).
(2)
"مناقب الشافعي"(1/ 150).
(3)
"تاريخ دمشق"(52/ 209).
(4)
"الأنساب"(2/ 237).