الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"مختصر تاريخ نيسابور"(43/ أ).
[389] سهل بن محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هارون بن موسى بن عيسى بن إبراهيم بن بشر، أبو الطيب ابن أبي سهل، العجلي، الحنفي نسبًا، الصُّعلوكي، النَّيسَابُوري، الفقيه الشافعي
.
سمع من: أبي العباس الأصم، وأبي علي الرَّفَّاء، وأبا عمرو بن نُجيد، وأقرانهم من الشيوخ، وسمع أباه، وبه تفقه وعليه تخرج، ولديه رُبيِّ.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم -وهو أكبر منه- وأبو بكر البيهقي، وأبو نصر محمد بن سهل الشاذياني، وأبو منصور عبد الملك الثعالبي النَّيْسابُوري، وآخرون.
قال الحاكم في "تاريخه": الفقيه الأديب، مفتي نيسابور وابن مفتيها، وأكتب من رأينا من علمائنا وأنظرهم، وقد كان بعض مشايخنا يقول: من أراد أن يعلم أن النجيب ابن النجيب يكون بمشيئة الله تعالى فلينظر إلى سهل بن أبي سهل، درَّس واجتمع إليه الخلق اليوم الخامس من وفاة أبيه سنة تسع وستين وثلاثمائة، وتخرج به جماعة من الفقهاء بنيسابور، وسائر مدن خراسان، وتصدر للفتوى والقضاء والتدريس، وبلغني أنه وضع في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة عشية الجمعة الثالث والعشرين من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وسمعت الأستاذ أبا سهل، وذكر في مجلسه عقل ولده سهل، وتمكنه منه، وعلو همته، وأكثروا وقالوا، فلما فرغوا قال: سهل والد. وسمعت الرئيس أبا محمد الميكالي يقول غير مرة: الناس يتعجبون من كتابة الأستاذ أبي سهل، وسهل أكتب منه.
وقال ابن الصلاح: وقد قيل لم يكن بخراسان أكتب من أبي محمد الميكالي في وقته. وقال أبو الإصبغ عبد العزيز بن عبد الملك: إني منذ فارقت وطني بأقصى المغرب، وجئت إلى أقصى المشرق ما رأيت مثله. وقال البيهقي: الشيخ الإمام. وقال أبو إسحاق الشيرازي في "طبقاته": كان فقيهًا أديبًا، جمع بين رياسة الدين والدنيا، وأخذ عنه فقهاء نيسابور. وقال الخليلي في "الإرشاد": الإمام في وقته، متفق عليه، عدم النظير في وقته علمًا وديانة.
وقال أبو عاصم العَبَّادي: هو الإمام في الأدب والفقه والكلام والنحو، والبارع في النَّظر. وقال أبو عبد الله بن أبي زيد المقرئ: كان فيما قيل: عالمًا في شخص، وأمة في نفس، وإمام الدنيا بالإطلاق، وشافعي عصره بالإطباق، ومن لو رآه الشافعي لقرت عينه، وشهد أنه صدر المذهب وعينه. وقال الذهبي: العلامة شيخ الشافعية بخراسان، الإمام ابن الإمام، كان بعض العلماء يعده المجدد للأمة دينها على رأس الأربعمائة، وبعضهم عدَّ ابن الباقلاني، وبعضهم عد الشيخ أبا حامد الإسفراييني، وهو أرجح الثلاثة. وقال السبكي: الأستاذ الكبير، والبحر الواسع، ما أَمَّه الطلب، ولا وجده سهلًا، ولا أمَّله الراغب إلا وتلقاه بالبشر، وقال له أهلًا، جمع بين رياستي الدين والدنيا، واتفق علماء عصره على إمامته وسيادته، وجمعه بين العلم والعمل والأصالة والرياسة، يضرب المثل باسمه، وتضرب أكباد الإبل للرحلة إلى مجلسه، وكان يلقب شمس الإسلام.
قال مقيده -عفا الله عنه-: ذكر صاحب "الجواهر" أنه خرج عليه يومًا -وهو في موكبه- من سجن لحَّامُ يهودي، في أطمار سُخم من دخانه، قال: ألستم تروون عن نبيكم أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وأنا عبد كافر، وترى حالي، وأنت مؤمن وترى حالك! فقال له على البديهة: إذا صرت غدًا إلى عذاب الله كانت هذه جنتك، وإذا صرت أنا إلى نعم الله ورضوانه، كان هذا سجني، فعجب الخلق من فهمه وبداهته.
مات في شهر رجب بنيسابور سنة أربع وأربعمائة، وقيل: سنة اثنتين وأربعمائة، وأرخه ابن خلكان في المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وتبعه على ذلك ابن كثير في "البداية" قال الإسنوي: كأن اشتبه على ابن خلكان تاريخ الإملاء المتقدم ذكره بتاريخ الموت.
قلت: [ثقة مكثر إمام في المذهب الشافعي].
"مختصر تاريخ نيسابور"(43/ أ)، "الاعتقاد"(128، 372)، "الإرشاد"(3/ 861)، "طبقات الشيرازي"(129)، "الأنساب"(3/ 548)، "تبيين كذب المفتري"(211)، "طبقات ابن الصلاح"(1/ 480)، "تهذيب الأسماء"(1/ 238)،"وفيات الأعيان"(2/ 435)، "النبلاء"(17/ 207)، "تاريخ الإسلام"(28/ 101)، "العبر"(2/ 208)، "الوافي بالوفيات"(16/ 12)، "طبقات السبكي"(4/ 393)، والأسنوي (1/ 36)، "البداية"(15/ 477)، "الجواهر المضية"(2/ 240)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 181)، "الطبقات السنية"(4/ 60)، "الشذرات"(5/ 26).