الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد سمع بها من جماعة منهم: أحمد بن محمَّد بن عمرو الأحمسي (1)، وأحمد بن سعد بن نصر بن بكار البخاري (2)، وأبو علي الحسن بن الحسين بن محمَّد النيسابوري (3)، والحسن بن محمَّد بن الحسن بن إسماعيل السكوني الكوفي (4)، والحسين بن الحسن بن عامر الكندي (5)، وعبد الله بن محمَّد الطلحي (6)، وغيرهم.
قال مقيده -عفا الله عنه-: سبق وأن ذكرنا أن هذه الرحلة أُولى رحلاته، ولعل من الدوافع التي جعلته يختار ذلك أولًا: ما جاء في كتابه "المعرفة" ص (541)، قال الحاكم: ومدينة السلام هي مدينة العلم وموسم العلماء والأفاضل عمرها الله. وثانيًا: أنه بذلك يتمكن من أداء ركن من أركان الإِسلام وهو فريضة الحج، والله أعلم.
رحلته الثانية إلى العراق والحجاز:
قال الخليلي في "الإرشاد"(3/ 852): ارتحل إلى العراق والحجاز سنة ثمان وستين في الرحلة الثانية. وفي ترجمة أبي منصور أحمد بن محمَّد بن عبد الله العنبري من "تاريخ بغداد"(5/ 47)، يقول الحاكم: آخر عهدي به ببغداد في قطيعة الربيع في داره سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
(1)"المستدرك"(2/ 638).
(2)
"الشعب"(6/ 286).
(3)
"المستدرك"(1/ 326/ 796).
(4)
"المستدرك"(3/ 123/ 4661).
(5)
"دلائل النبوة" للبيهقي (6/ 434).
(6)
"المستدرك"(3/ 83/ 4511).
قال مقيده -عفا الله عنه-: الذي يبدو لي أن رحلته الثانية كانت قبل سنة ثمان وستين وثلاثمائة، ففي ترجمة أبي القاسم إبراهيم بن محمَّد بن أحمد النصراباذي من "تاريخ نيسابور" يقول الحاكم: حججت سنة سبع وستين وثلاثمائة، وكان معي ابنه إسماعيل، وامرأته سريرة، وقد خرجنا لزيارة أبي القاسم، فنعي إلينا بقرب الحرم، وإذا به مات قبل وصولنا إلى مكة بسبعة أيام. (1) وفي ترجمة أبي القاسم عبد العزيز بن الحسن الداركي، قال الحاكم: دخلت بغداد سنة سبع وستين وثلاثمائة، وأبي القاسم هو إمام الشافعيين بها. (2) وفي ترجمة أبي منصور محمَّد بن حامد الغالي، قال: توفي أبو منصور ابن غالية سنة سبع وستين وثلاثمائة، وأنا في طريق الحج (3)، وفي ترجمة أبي مسلم عبد الرحمن بن محمَّد بن عبد الله الزاهد، قال: دخلت مرو وما وراء النهر فلم أظفر به، وفي سنة خمس وستين في الحج طلبته في القوافل، فأخفى نفسه، فحججت سنة سبع وستين، وعندي أنه بمكة،
…
، ثم ودعته يوم خروجي -أي من بغداد- فقال: يجمعنا الموسم، فإن علي أن أجاور، ثم حج سنة ثمان وستين وجاور إلى أن مات. (4)
ففي هذا النص أن الحاكم رحمه الله تعالي- حج سنة خمس وستين، وسبع وستين، وثمان وستين، وفي ترجمة أبي الحسن الدراقطني يقول
(1)"الأنساب"(5/ 390)، "سؤالات السجزي"(21).
(2)
"الأنساب"(2/ 502).
(3)
"الأنساب"(4/ 247).
(4)
"النبلاء"(16/ 336 -).
الحاكم: أول ما دخلت بغداد كان الدارقطني يحضر المجالس وسنه دون الناس، وكان أحد الحفاظ، ثم صحبنا في رحلتي الثانية وقد زاد على ما كنت شاهدته، وحج شيخنا أبو عبد الله بن أبي ذهل سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وانصرف فكان يصف حفظه وتفرده بالتقدم حتى استنكر وصفه، إلى أن حججت سنة سبع وستين، فلما انصرفت إلى بغداد أقمت بها زيادة على أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا بالليالي والنهار، فصادفته فوق ما كان وصفه الشيخ أبو عبد الله
…
(1)، ففيه أن رحلته الثانية كانت قبل رحلة شيخه ابن أبي ذهل، والتي كانت سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، ولعلها كانت سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ففي ترجمة أبي سهل محمَّد بن محمَّد بن عبدان المسكي من "تاريخ نيسابور" يقول الحاكم: خرجت سنة خمس وأربعين، وعاهد الله أن يجيء إلى بغداد، فدخل البادية وحده، ووفي لي بما وعد (2). وفي ترجمة محمَّد بن بشير المزكي يقول الحاكم: حج معنا سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. (3) وفي "معرفة علوم الحديث" ص (535). قال الحاكم: "ثم دخلت الكوفة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة
…
".
وقد سمع في هاتين الرحلتين بمكة: من أبي قتيبة مسلم بن الفضل الأدمي (4)، وأبي محمَّد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سهل الدباس
(1)"تاريخ دمشق"(43/ 96).
(2)
"الأنساب"(5/ 179).
(3)
"الجواهر المضية"(3/ 22).
(4)
"المستدرك"(1/ 146/ 276).
المكي (1)، وإبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد العطار المكي (2)، وغيرهم.
وبالمدينة: من أبي الحسن عبد الله بن محمَّد بن علي بن الحسن الموساوي (3)، وغيره.
قال مقيده -عفا الله عنه-: ولعل من دوافع رحلته هذه ما أخرجه أبو موسى المديني في كتابه "خصائص المسند" ص (10) حيث قال: أخبرني الإِمام الحافظ أستاذي أبو القاسم إسماعيل بن محمَّد رحمه الله في إجازته لي، قال: أخبرنا أبو بكر بن مَرْدَويه، قال: كتب إليّ أبو حازم العبدوي، يذكر أنه سمع الحاكم أبا عبد الله عند منصرفه من بخارى يقول: كنت عند أبي محمَّد المزني، فقدم عليه إنسان علوي من بغداد، وكان أقام ببغداد على كتابة الحديث، فسأله أبو محمَّد المزني، وذلك في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، عن فائدته ببغداد، وعن باقي إسناد العراق، فذكر في جملة ما ذكر: سمعت "مسند أحمد بن حنبل" -رحمه الله تعالى- من أبي بكر بن مالك في مائة وخمسين جزءًا، فعجب أبو محمَّد المزني من ذلك، وقال: مائة وخمسون جزءًا من حديث العجب أحمد بن حنبل؟ كنا ونحن بالعراق إذا رأينا عند شيخ من شيوخنًا جزءًا من حديث أحمد بن حنبل قضينا العجب من ذلك، فكيف في هذا الوقت هذا "المسند" الجليل، فعزم الحاكم على إخراج "الصحيحين"، ولم يكن عنده "مسند إسحاق الحنظلي" ولا "مسند عبد الله بن شيرويه"، ولا "مسند أبي العباس السراج"،
(1)"المستدرك"(1/ 312/ 749).
(2)
"المستدرك"(1/ 561/ 1472).
(3)
"القضاء والقدر"(2/ 737).