الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما الثاني فترجم له بترجمة إبراهيم بن محمَّد الجنزي، والصواب أنهما واحد، وأن الجنزي ليس بشيخ للحاكم لتقدم طبقته كما يظهر ذلك من ترجمته، والله أعلم.
"المستدرك"(2/ 611/ 3977، 3670)، (4/ 267)، "مختصر تاريخ نيسابور"(40/ أ)، "الشعب"(3/ 142)، "الإكمال"(3/ 43/ 44)، " الإنساب"(2/ 127، 346)، "تاريخ الإِسلام"(25/ 260)، "الوافي بالوفيات"(6/ 117)، "رجال الحاكم"(1/ 113، 119).
[19] إبراهيم بن محمَّد بن إبراهيم بن الفضل بن إسحاق، أبو إسحاق، الهاشمي، المُعَدَّل، المعروف بابن أبي الفضل بن فضلويه المزكي، النَّيْسابُوري
.
حدَّث عن: أبي أحمد بن الشرقي، ومكي بن عبدان، وأقرانهما من الشيوخ.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
وقال في "تاريخه": أبو إسحاق من أعيان الشهود، وأكبر ولد أبيه، وطالت عشرتنا، له سماع كثير، وسئل غير مرة فلم يحدث، وإنما علقنا عنه أحاديث في القديم.
مات في رجب سنة ست وستين وثلاثمائة، وصلى عليه أخوه الفضل، ودفن عشية الجمعة في داره.
قلت: [حافظ كبير ذو فنون وتصانيف غزيرة، ثقة ثبت في الحديث فقيه ورع، متكلم أشعري].
"مختصر تاريخ نيسابور"(40/ أ)، "الأنساب"(5/ 160)، "موسوعة الأعلام"(4/ 306).
[20]
إبراهيم بن محمَّد بن إبراهيم بن مهران، أبو إسحاق، الأستاذ، الإِسْفَرايِيني (1) المِهْرَجَاني، ركن الدين، الفقيه الشافعي.
حدَّث عن: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي بكر الشافعي، ودَعلج بن أحمد، وغيرهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر البيهقي -وأكثر عنه- وأبو القاسم القشيري، وأبو السائب هبة الله بن أبي الصَّهباء -وذكر أنه حدثه إملاء في مسجد عَقيل، بعد صلاة العصر، يوم الخميس في المحرم سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وهو أول إملاء عقد له، وغيرهم.
قال الحاكم في "تاريخه": الفقيه، الأصولي، المتكلم، المقدم في هذه العلوم، الزاهد، انصرف من العراق بعد المقام بها، وقد أقرَّ له أهل العلم بالعراق وخراسان بالتقدم والفضل، واجتاز الوطن إلى أن جُرَّ بعد الجهد إلى نيسابور، وبُني له المدرسة التي لم يُبْن بنيسابور قبلها مثلها، ودرس فيها وحدث. قال أبو إسحاق الشيرازي: كان فقيهًا متكلمًا أصوليًا وعليه درس شيخنا القاضي أبو الطيب أصول الفقه بإسفراين، وعنه أخذ الكلام
(1) بكسر الألف، وسكون السين المهملة، وفتح الفاء والراء، وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، نسبة إلى بليدة بنواحي نيسابور، على منتصف الطريق من جرجان، ويقال لها:(المِهْرَجان) بكسر الميم، وسكون الهاء، وكسر الراء، وفتح الجيم، وفي آخره النون، وتقع حاليًا في جمهورية إيران "الأنساب"(1/ 148).
والأصول عامة شيوخ نيسابور. وقال أبو بكر المروزي: الأستاذ الإِمام، الفقيه على مذهب الشافعي، المتكلم على مذهب الأشعري، أقام بنيسابور مدَّة يدرس ويعلم، ثم رجع إلى إسفرايين. وقال عبد الغفار الفارسي: أحد من بلغ حد الاجتهاد، لتبحره في العلوم، واستجماعه شرائط الإمامة من العربية والفقه والكلام والأصول ومعرفة الكتاب والسنة، رحل إلى العراق في طلب العلم، وحصل ما لم يحصل غيره، وأخذ في التدريس والتصنيف والإفادة، وكان ذا فنون، بالغًا في كل فن درجة الإمامة، وكان طراز ناحية المشرق، فضلًا عن نيسابور ونواحيها، ثم كان من المجتهدين في العبادة، المبالغين في الورع والتحرج، انتخب عليه أبو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء، وذكره في "تاريخه" لعلو منزلته، وكمال فضله، وعقد له مجلس الإملاء بنيسابور، وحضر له الحفاظ والمشايخ في الصدور، وأهل العلم، وأملى سنين؛ أعصار الخميس مدة، وأعصار الجمعة مدَّة، وكان ثقة ثبتًا في الحديث، وحكى لي من أثق به أن الصاحب ابن عباد كان إذا انتهى إلى ذكر ابن الباقلاني، وابن فورك، والإسفراييني، قال لأصحابه: ابن الباقلاني بحر مغرق، وابن فورك صِلٌ مطرق، والإسفراييني نار تحرق. وقال ابن الصلاح: كان نصَّارًا لطريقة الفقهاء في أصول الفقه، ومضطلعًا بتأييد مذهب الشافعي فيها في مسائل منها أشكلت على كثير من شافعية المتكلمين حتى جبنوا عن موافقته فيها. وقال الذهبي: الإِمام العلامة الأوحد، أحد المجتهدين في عصره، وصاحب التصانيف الباهرة. وقال ابن السبكي: أحد أئمة الدين؛ كلامًا، وأصولًا، وفروعًا، جمع أشتات العلوم، واتفقت الأئمة على تبجليه وتعظيمه وجمعه شرائط الإمامة.
وكان يقول رحمه الله: أنا أحتاج إلى من هو أعلم مني حتى يمكنني أن ألقي عليه شيئًا بالطبع -أي بنشاط وانشراح-. وقال ابن عساكر: وفوائد هذا الإِمام وفضائله وأحاديثه وتصانيفه أكثر وأشهر من أن تستوعب في مجلدات، فضلًا عن أطباق وأوراق.
مات بنيسابور -وقيل: باسفرايين، وهو بعيد- يوم عاشوراء سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وكان يومًا مطيرًا، وصلى عليه الإِمام الموفق، وحمل إلى مقبرة الحيرة، ودفن بها، ثم نقل بعد ثلاث، وصُلي عليه في ميدان الحسين، وحُمل إلى إسفرايين، ودفن هناك في مشهدة.
قلت: [ثقة مكثر، مجتهد في العبادة، واعظ على ستر وصيانة].
"مختصر تاريخ نيسابور"(40/ ب)، "طبقات الشيرازي" ص (134)، "المنتخب من السياق" برقم (269)، "الإنساب"(1/ 149)، "تبيين كذب المفتري" ص (243)، "طبقات ابن الصلاح"(1/ 312)، "تهذيب الأسماء واللغات"(1/ 660)، "وفيات الأعيان"(1/ 28)، "المختصر في أخبار البشر"(1/ 156)، "النبلاء"(17/ 353)، "تاريخ الإِسلام"(28/ 436)، "العبر"(2/ 234)، "الإشارة"(210)، "الإعلام"(1/ 282)، "دول الإِسلام"(1/ 249)، "المعين في طبقات المحدثين"(1372)، "طبقات الشافعية" لابن السبكي (4/ 256)، ولابن كثير (1/ 367)، "البداية"(15/ 619)، "طبقات الأسنوي"(1/ 40)، "العقد المذهب"(167)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 170)، "النجوم الزاهرة"(4/ 267)، "طبقات ابن هداية"(135)، "الشذرات"(5/ 90)، وغيرها من المصادر الكثير.
[21]
إبراهيم بن محمَّد بن أحمد بن محمَويه، أبو القاسم، النَّيسَابُوري النَّصْراباذِي (1)، الصوفي.
سمع بدمشق: أحمد بن عُمير وببيروت: مكحولاً البيروتي، وبمصر: أبا جعفر الطحاوي، وبنيسابور: أبا بكر بن خزيمة، وبالري: أبا محمَّد بن أبي حاتم، وببغداد: يحيى بن صاعد، وأبا العلاء الواسطي -وذكر أنه حدثه سنة ست وستين وثلاثمائة- وبدمياط: أبا محمَّد زكريا بن يحيى، وغيرهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلمي، والقاضي أبو العلاء محمَّد بن علي الواسطي، وأبو حازم عُمر بن إبراهيم العبدوي، وأبو علي الدَّقَّاق، وجماعة.
قال الحاكم في "تاريخه": لسان أهل الحقائق في عصره، وصاحب الأحوال الصحيحة، وكان مع تقدُّمه في التصوف من الجمَّاعة للروايات، ومن الرحَّالة في طلب الحديث، وكان يورق قديمًا، فلما وصل إلي علم الحقائق تركه، غاب عن نيسابور نيفًا وعشرين سنة، ثم انصرف إلى وطنه سنة أربعين، وكان يعظ ويُذكِّر على ستر وصيانة، ثم خرج إلى مكة -حرسها الله- سنة خمس وستين، وجاور بها، ولزم العبادة فوق ما كان من عبادته، وكان يعظ بها ويُذكِّر. حججتُ في تلك السنة، وكان معي ابنة إسماعيل وامرأته سُرَيْرة، وقد خرجنا لزيارة أبي القاسم، فنُعي إلينا بقرب
(1) بفتح النون، وسكون الصاد، وفتح الراء المهملتين، والباء الموحدة، وفي آخرها الذال المعجمة، نسبة إلى (نَصْراباذ) محلة بنيسابور. "الإنساب"(5/ 389).
الحرم، وإذا به مات قبل وصولنا إلى مكة بسبعة أيام، فأما إسماعيل فإنه ترجّل ووضع التراب على رأسه حافيًا، وأما سُرَيْرة، فإنها لم تدع على رأسها شعرة واحدة، فصارت كالرجل الأصلع، وكنا نبكي لبكائهما، ثم زرتُ قبره في البطحاء غير مرة، رحمة الله ورضوانه عليه. وقال في "أسئلة السجزي": واعظ الصوفية في عصره، طلب الحديث على صغر السِّن بخراسان، والعراقين، والشام، ومصر، وكتب الكثير، وجمع، وضيَّع أكثر أصوله، توفي بمكة -حرسها الله- وأنا ببغداد، فبيعت كتبه في داره، وكَشَفَت تلك الكتب عن أحوال، والله أعلم. وقال أبو عبد الرحمن السلمي في "تاريخه": شيخ المتصوفة بنيسابور، له لسان الإشارة مقرونًا بالكتاب والسنة، يرجع إلى فنون من العلم كثيرة، منها حفظ الحديث وفهمه، وعلم التواريخ، وعلوم المعاملات والإشارة. وقال في "طبقاته": يرجع إلى أنواع من العلوم؛ من حفظ السير وجمعها، وعلوم التواريخ، وما كان مختصًّا به من علم الحقائق، وكان أوحد المشايخ في وقته، علمًا وحالًا، كتب الحديث الكثير، ورواه، وكان ثقة. وقال القشيري في "رسالته": شيخ خراسان في وقته، كان عالمًا بالحديث كثير الرواية. وقال الخطيب: كان ثقة. وقال الذهبي: الإِمام المحدث، القدوة، الواعظ، شيخ الصوفية. مات بمكة -حرسها الله- سنة سبع وستين وثلاثمائة، ودُفِن بالبطحاء عند تربة الفضيل بن عياض.
"سؤالات السجزي"(21)، "مختصر تاريخ نيسابور"(40/ أ)، "فتح