الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[338] الحسين بن يحيى بن زكريا بن يحيى، أبو علي، الواعظ، الشافعي، النَّيسابُوري، الإِسْفِينقاني
(1).
حدَّث عن: جعفر بن محمد بن نصير، الخواص.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم -ووصفه بالواعظ-، وأبو عبد الرحمن السلمي.
قال الحاكم في "تاريخه": من أهل إسفينقان إلا أن منشأه ومستقره كان بنيسابور وَرَدَها سنة إحدى وأربعين متفقهًا وملازمًا لمدرسة الأستاذ أبي الوليد، إلي أن خرج معنا سنة خمس وأربعين إلى بغداد وحج معنا، فولع به الشيخ جَعْفَر بن محمد بن نصير رضي الله عنه حتى كان لا يصبر عنه ساعة، وأقام عنده ببغداد، وتقدم في الوعظ والذكر حتى صار أوحد وقته، وأقام على الشيخ إلى أن توفي بمصر، ثم انصرف إلي أصبهان مدة يعظ بها، ثم انصرف إلي نَيْسابُور بعد الخمسين، وهو أوحد المزكيين في صفته، واجتمع عليه الخلق، إلي أن اقتنى ضيعة بشعبان، وقصده زعيم الناحية -وكان يُرمى بالإحاد- فقتله صبرًا.
فحدثني من كان معه أنهم كبسوا عليه الدار، وقد أفطر في تلك الساعة وهو يصلي وهو ساجد، فلما سمعت أمه صوت السلاح عَدَتْ إليه
(1) بكسر الألف، وسكون السين المهملة، وكسر الفاء، وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وسكون النون، وفتح القاف، وبعدها الألف والنون، نسبة إلى (إِسْفِيْنقان)، بليدة بناحية نَيْسابُور. "الأنساب"(1/ 153).
وطرحت نفسها عليه، فأدخل واحد منهم يده تحت أمه وشقَّ بطنه، واستشهد رضي الله عنه ولعن قاتله. ثم قال:
استشهد أنار الله برهانه وأخزى قاتله؛ ليلة الجمعة الرابع عشر من ربيع الأول سنة أربع وسبعين وثلاثمائة هو ابن خمسين سنة.
قلت: [صدوق واعظ فقيه].
"مختصر تاريخ نيسابور"(42/ أ)، "طبقات الصوفية"(183).
[339]
حَمَد بن محمد بن إبراهيم بن الخطَّاب، أبو سليمان، الخطَّابي، البُسْيي (1)، الفقيه، الشافعي.
سمع بمكة -حرسها الله-: أبا سعيد بن الأعرابي، وبالبصرة: أبا بكر بن داسَة، وببغداد: إسماعيل الصَّفَّار، وبنيسابور: أبا العباس الاصم، وطبقتهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم وهو من أقرانه في السِّن والسَّند، والإمام أبو حامد الإسفراييني، وأبو نصر محمد بن أحمد البلخي الغزنوي، وأبو مسعود الكرابيسي، وأبو عمرو الرَّزجاحي، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو الحسين عبد الغافر الفارسي، وخلق سواهم.
قال الحاكم في "تاريخه": أقام عندنا بنيسابور سنين وحدث بها، وكثرت الفوائد من علومه. وقال أبو منصور الثعالبي في "يتيمة الدهر"
(1) بضم الباء المعجمة الموحدة، وسكون السين المهملة، والتاء المنقوطة بنقطتين في آخرها نسبة إلى (بُسْتِ) بلدة من بلاد كابل. "الأنساب"(1/ 363)، وتقع حاليا في أفغانستان. "أطلس تاريخ الإسلام" ص (423).
كان يُشَبَّه في عصرنا بأبي عبيد القاسم بن سلام في عصره علمًا وأدبًا وزهذا وورعًا وتدريسًا وتأليفا، إلا أنه كان يقول شعرًا حسنًا وكان أبو عبيد مفحمًا. وقال أبو طاهر السلفي: وأما أبو سليمان الشارح لكتاب أبي داود، فإذا وقف منصف على مصنفاته، واطلع على بديع تصرفاته في مؤلفاته، تحقق إمامته وديانته فيما يورده وأمانته، وكان قد رحل في الحديث وقراءة العلوم، وطوَّف، ثم ألف في فنون من العلم، وصنف، وفي شيوخه كثرة، وكذلك في تصانيفه، منها "شرح السنن" الذي عوَّلنا على الشروع في إملائه وإلقائه، وكتابه في "غريب الحديث"؛ ذكر فيه ما لم يذكره أبو عبيد، ولا ابن قتيبة في كتابيهما، وهو كتاب ممتع مفيد، ومحصله بنية موفق سعيد. وقال أبو المظفر السمعاني في "قواطع الأدلة": كان من العلم بمكان عظيم، وهو إمام من أئمة السنة، صالح للاقتداء به، والإصدار عنه. ونقل عنه ياقوت أنه قال: كان حجة صدوقًا، رحل إلي العراق والحجاز، وجال في خراسان، وخرج إلي ما وراء النهر. وقال شيرويه: روى عن ابن عدي الحافظ وغيره، روى عنه: أبو سهل غانم، وما رأيت أحدًا من أهل بلدنا روى عنه. وقال أبو سعد السمعاني في "الأنساب": إمام فاضل، كبير الشأن، جليل القدر، صاحب التصانيف الحسنة، مثل "أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري"، و"معالم السنن في شرح الأحاديث التي في السنن" وكتاب "غريب الحديث" و"العزلة" وغيرها. وقال ياقوت الحموي: كان محدثًا فقيهًا، أديبًا شاعرًا لغويًا، أخذ اللغة والأدب عن أبي عمرو الزاهد، وأبي علي الصَّفَّار، وأبي جعفر الرَّزَّاز، وغيرهم من علماء العراق، وتفقه بالقفال الشاشي. وقال الذهبي: الإمام العلامة المفيد
المحدث الرحال، كان ثقة متثبتًا، من أوعية العلم، تفقه بأبي علي بن أبي هريرة، والقفال، وله شعر جيد. وقال مرة: الإمام العلامة، الحافظ اللغوي، عُني بهذا الشأن متنًا وإسنادًا.
قال مقيده -عفا الله عنه-: وقد سُمع في اسمه حَمْد، أحمد -أيضًا- بإثبات الهمزة، إلا أن الجمهور على الأول. قال الحاكم: سألت أبا القاسم البُستي عن اسم أبي سليمان الخطابي أحمد أو حمد، فإن بعض الناس يقولون أحمد، فقال: سمعته يقول: اسمي الذي سميت به حَمد، ولكن الناس كتبوا أحمد، فتركته عليه. وذكر السلفي أن أبا عبيد الهروي روى عنه وسماه أحمد، وكذا أبو منصور الثعالبي، ثم قال: والصواب في اسمه: حمد، كما قال الجم الغفير لا كما قالاه، وقال أحد الأدباء ممن أخذ عن ابن خُرَّزاذ النجيرمي: وهو أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي من ولد زيد بن الخطاب، وله رحمه الله شعر هو سحر. قلت: وقد نفى صحة القول بأنه من ولد زيد بن الخطاب، الحافظ الذهبي، وتلميذه السبكي، فقد قالا: ويقال إنه من سلالة زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي، ولم يثبت ذلك.
ولد بمدينة بست من بلاد كابل عاصمة أفغانستان الآن في رجب سنة تسع عشرة وثلاثمائة، ومات بها في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وقيل سنة ست وثمانين، قال ياقوت: الأول أصح.
قلت: [حافظ كبير الشأن، مصنف فقيه لغوي].
"مختصر تاريخ نيسابور"(42/ ب)، "يتيمة الدهر"(4/ 383)، "قواطع الأدلة"(4/ 526)، "الأنساب"(1/ 364)، "الإكمال"
(3/ 114)، "مختصره"(1/ 151، 452)، "طبقات ابن الصلاح"(1/ 467)، "إنباه الرواة"(1/ 160)، "معجم الأدباء"(10/ 267)، "التقييد"(310)، "وفيات الأعيان"(2/ 214)، "طبقات علماء الحديث، (3/ 214)، "تذكرة الحفاظ" (3/ 1018)، "النبلاء" (17/ 23)، "تاريخ الإسلام" (27/ 165)، "العبر" (2/ 174)، "الوافي بالوفيات، (7/ 317)، (13/ 162)، "طبقات السبكي"(3/ 282)، والإسنوي (1/ 223)، وابن كثير (1/ 307)، "البداية"(15/ 479)، "الوفيات" لابن قنفذ (388)، "توضيح المشتبه"(1/ 496)، (3/ 277)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 156)، "طبقات الحفاظ"(915)، "بغية الوعاة"(1/ 546)، "الشذرات"(4/ 471)، وغيرهما.
[340]
حمد بن محمد بن حمدون بن مرداس، أبو منصور، البُوْزْجاني (1)، النَّيسابُوري، الفقيه الحنفي.
تفقه ببلخ: عند أبي القاسم الصَّفَّار، وسمع ببلخ: عبد الله بن محمد بن طرخان البلخي، وبسرخس: أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وغيرهما.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، ووصفه بالفقيه.
وقال في "تاريخه": تفقه ببلخ عند أبي القاسم الصَّفَّار، ثم سكن
(1) بضم الباء الموحدة، وسكون الزاي، بعد الواو، وفتح الجيم، وفي آخرها النون، نسبة إلى (بُوزْجان)، بليدة بين نَيْسابُور وهَراة من بلاد خراسان، قال الحاكم: بُوزْجان من رساتيق نَيْسابُور. "الأنساب"(1/ 431).