الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الخمسون
علم نقط المصحف وشكله،
ومن نقطة أولا من التابعين،
ومن كره ذلك،
ومن ترخيص فيه من العلماء
النوع الخمسون
علم نقط المصحف وشكله،
ومن نقطه أولا من التابعين،
ومن كره ذلك، ومن ترخص فيه من العلماء
وهذا النوع لم يفرده الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى-؛ بل ذكره في علم رسم الخط، وهو حقيق بالإفراد، وقد أفرد الداني في ذلك كتابا.
وقال الداني- رحمه الله تعالى- في كتاب "رسم المصحف": اختلفت الرواية [دينا] فيمن ابتدأ بنقط المصاحف من التابعين، فروينا: أن المبتدئ بذلك كان أبا الأسود الدؤلي، وذلك أنه أراد أن يعمل كتابا في العربية يقوم الناس به ما فسد من كلامهم [إذ] كان [قد] فشا ذلك في خواص الناس وعوامهم: فقال: أرى أن أبتدئ بإعراب القرآن أولا، فأحضر من يمسك المصحف عليه، وأحضر صبغا يخالف لون المداد، وقال للذي
يمسك المصحف عليه: إذا فتحت فاي فاجعل نقطة فوق الحرف، وإذا كسرن فأي فاجعل نقطة تحت الحرف، وإذا ضممت فاي فاجعل نقطة أمام الحرف، فإن أتبعت شيئا من هذه الحركات غنة- يعني تنوينا- فاجعل نقطتين، ففعل ذلك حتى أتى على آخر المصحف.
وروينا: أن المبتدئ بذلك كان نصر بن عاصم الليثي، وأنه هو الذي خمسها وعشرها.
وروينا: أن ابن سيرين كان عنده مصحف نقطه يحيى بن يعمر، وأن يحيى أول من نقطها. وهؤلاء الثلاثة من أجلة تابعي البصريين.
وأكثر العلماء: على أن المبتدئ بذلك أبو الأسود الدؤلي، جعل الحركات والتنوين لا غير، والخليل بن أحمد هو الذي جعل الهمزة، والتشديد، والروم، والإشمام.
وقد وردت الكراهية بنقط المصاحف عن عبد الله بن عمر، وقال بذلك جماعة من التابعين.
وروينا الرخصة في ذلك عن غير واحد منهم، قال عبد الله بن وهب، عن نافع بن أبي نعيم، قال: سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن شكل القرآن في مصحف، فقال: لا بأس به.
قال ابن وهب: وحدثني الليث قال: لا أرى بأسا بنقط المصاحف بالعربية.
قال بن وهب: وسمعت مالكا يقول: أما هذه الصغار- يعني التي تتعلم فيها الصبيان- فلا بأس بذلك، وأما الأمهات فلا أرى ذلك فيها.
قال الحافظ: والناس في سائر أمصار المسلمين من لدن التابعين/
إلى وقتنا هذا على الترخيص في ذلك في الأمهات وغيرها، ولا يرون بأسا برسم فواتح السور، وعدد آياتها، ورسم الخموس والعشور في مواضعها، والخط أمر يقع عن إجماعهم.
وقد ذكرنا الأخبار الواردة بذلك كله لدينا عن المتقدمين من التابعين وغيرهم في كتابنا "المصنف/ في النقط".
قال الحافظ: ولا أستجيز النقط بالسواد لما فيها من التغيير لصورة الرسم، وقد وردت الكراهة بذلك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وعن غيره من علماء الأمة.
وكذلك لا يستجيز جمع القراءات شتى بألوان مختلفة في مصحف واحد، على ما أشار إليه أهل عصرنا، وقد جهل ما في ذلك من الكراهة ممن تقدمه؛ لأن من أعظم التخليط فيه والتغيير لمرسومه.
وأن يستعمل [للنقط] لونان، الحمرة والصفرة، فتكون الحمرة للحركات والتنوين، والتخفيف والتشديد، والسكون والوصل والمد، وتكون الصفرة للهمزات خاصة، وعلى ذلك مصاحف أهل المدينة فيما حدثنا به أحمد بن عمر بن محفوظ، عن محمد بن أحمد الإمام، عن عبد الله [بن