المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثاني: في كيفيتها: - الزيادة والإحسان في علوم القرآن - جـ ٣

[محمد عقيلة]

فهرس الكتاب

- ‌النوع الخمسونعلم نقط المصحف وشكله،ومن نقطة أولا من التابعين،ومن كره ذلك،ومن ترخيص فيه من العلماء

- ‌فصلفي ذكر مواضع الحركات من الحروف وتراكب التنوين وتتابعه

- ‌فصلفإن لحق شيئا من هذه الحركات التنوين جعلت نقطتين

- ‌فصلفإن كانت الحركة إشماما

- ‌باب ذكر علامة السكون والتشديد في الحروف

- ‌فصل/ وعامة أهل بلدنا يجعلون على حروف المد مطة بالحمرة

- ‌النوع الحادي والخمسونعلم أدب كتابة المصحف

- ‌فرع:

- ‌فائدة:قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد: القيام للمصحف بدعة

- ‌النوع الثاني والخمسونعلم حفاظه ورواته

- ‌النوع الثالث والخمسونعلم القراء المشهورينبقراءة القرآن وأسمائهم

- ‌نبدأ أولا بالسبعة ثم بالثلاثة ثو الأربعة

- ‌فأولهم: إمام دار الهجرة نافع بن عبد الرحمن/ بن أبي نعيم

- ‌والثاني: شيخ مكة وإمامها في القراءة، أبو معبد، أو أبو عباد، (أو) أبو بكر عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروز ابن هرمز المكي الداري، نسبة إلى تميم الداري الصحابي

- ‌الثالث: إمام البصرة ومقرئها: أبو عمرو، زبان بن العلاء بن عمار- أو العريان- بن عبد الله بن الحصين بن الحارث المازني البصري، كازروني الأصل، أسمر، طوال

- ‌ إمام أهل الشام وقاضيهم، أبو عمران عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة اليحصبي، يكنى أبا عمرو، وأبا موسى

- ‌الخامس: إمام أهل (الكوفة) وقارئها، أبو بكر عاصم بن أبي النجود

- ‌السادس: إمام الكوفة، أيضا، أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بم إسماعيل الزيات، الكوفي الفرضي التيمي مولاهم

- ‌السابع: إمام أهل (الكوفة)، أيضا، أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الكسائي- ونعت به لتسربله وقت الإحرام بكساء-. وهو مولى بني أسد، فارسي الأصل

- ‌وقد كملوا القراء السبعة المشهورين، وبعدهم القراء الثلاثة، المعروفين بالفضل والإتقان، عند أهل هذا الشأن، ثم الأربعة بعدهم، أهل المعرفة والكمال

- ‌الثامن: إمام المدينة النبوية، أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي الهذلي التابعي

- ‌التاسع: إمام البصرة، أبو محمد يعقوب بن إسحاق [بن] زيد بن عبد الله بن إسحاق الحضرمي مولاهم البصري

- ‌العاشر: الإمام أبو محمد خلف بن هاشم البزار- بالزاي ثم الراء- الصلحي، نسبة إلى فم الصلح قرية من أعمال واسط

- ‌الحادي عشر: أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محيصن المكي، كان عالما في الأثر والعربية

- ‌الثاني عشر: أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي العدوي البصري

- ‌الثالث عشر: الإمام أبو سعيد الحسن ين أبي الحسن البصري، مولى الأنصار، إمام زمانه علما وعملا

- ‌الرابع عشر: أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش، الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي. وكان فصيحا، لم يلحن قط

- ‌النوع الرابع والخمسونعلم رواة أئمة القراءة

- ‌فأما نافع: فعنه راويان:

- ‌الأول: أبو موسى عيسى قالون بن ميناء، المدني النحوي، الزرقي، مولى [الزهريين]

- ‌والثاني من رواة نافع: أبو سعيد عثمان بن سعيد المشهور بـ (ورش)، المصري القبطي.لقبه نافع لشدة بياضه، وقيل لحسن قراءته

- ‌وأما ابن كثير:

- ‌فأول راوييه: أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن بنافع بن أبي بزة البزي، مولى بني مخزوم المكي، مؤذن المسجد الحرام وإمامه

- ‌والثاني: أبو عمرو محمد- الملقب بـ (قنبل) لشدته، والقنبل: الغليظ الشديد، أو نسبة لبيت بمكة يعرفون بالقنابلة- قنبل بن

- ‌وأما أبو عمرو:

- ‌فأول راوييه/ أبو عمرو حفص بن عمر بن [عبد العزيز بن] صهبان- النحوي الضرير- الدوري، نسبة لموضع بقرب بغداد

- ‌وثانيهما: / أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله السويس، نسبة لموضع بالأهواز، وكان ضابطا محررا ثقة

- ‌وأما ابن عامر:

- ‌فأول راوييه: أبو الوليد هشام بم عمار بن نصير بن أبان السلمي الدمشقي، قاضيها وخطيبها

- ‌وثانيهما: أبو عمرو عبد الله بن أحمد بن بسير بن ذكوان القرشي الفهري، كان إمام الجامع الأموي

- ‌وأما عاصم:

- ‌فأول راوييه: ابو بكر، شعبة بن عياش بن سالم الأسدي، وكان عالما عاملا

- ‌وثانيهما: أبو عمرو [بن] أبي داود حفص بن سليمان بن المغيرة [البزاز] الغاضري الأسدي/، كان ربيب عاصم، وأعلم أصحابه بقرآنه

- ‌وأما حمزة:

- ‌فأول راوييه: أبو محمد، خلف بن هشام البزار، السابق ذكره

- ‌وثانيهما: أبو عيسى، خلاد بن خالد الصيرفي، الكوفي، وهو أضبط أصحاب سليم- كما قاله الداني

- ‌وأما الكسائي:

- ‌فأول راوييه: أبو الحارث الليث بن خالد المروزي

- ‌وثانيهما: أبو عمرو الدوري السابق تعريفه

- ‌وأما أبو جعفر:

- ‌[فأولهما]: عيسى بن وردان المدني الحذاء

- ‌وثانيهما: أبو الربيع، سليمان بن سليم [ين] جماز- بالجيم والزاي- الزهري مولاهم، المدني

- ‌وأما يعقوب:

- ‌أولهما: أبو عبد الله [محمد بن] المتوكل اللؤلؤي، البصري

- ‌وثانيهما: أبو الحسن، روح بن عبد المؤمن بن عبدة بن مسلم، الهذلي مولاهم، البصري، النحوي

- ‌وأما خلف:

- ‌فأول راوييه: إسحاق بن إبراهيم بن عثمان/ بن عبد الله، المروزي، البغدادي

- ‌وثانيهما: [أبو] الحسن إدريس ين عبد الكريم، البغدادي، الحداد

- ‌وأما ابن محيصن:

- ‌فأحد راوييه: البزي، السابق ذكره

- ‌و[الثاني]: أبو الحسن، محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت، البغدادي، المعروف بابن شنبوذ

- ‌وأما اليزيدي:

- ‌[أولا]: سليمان الحكم

- ‌و[الثاني]: أحمد بن فرح- بالحاء المهملة

- ‌وأما الحسن البصري: [

- ‌[أولا]: أبو نعيم، شجاع بن أبي نصر البلخي

- ‌و[الثاني]: الدوري أبو عمرو السابق

- ‌وأما الأعمش:

- ‌[الأول]: الإمام أبو العباس، الحسن بن سعيد المطوعي

- ‌والثاني: أبو الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذي الشطوي

- ‌النوع الخامس والخمسونعلم رحال هؤلاء الأئمةالذين أدوا إليهمالقراءة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رجال نافع

- ‌رجال بن كثير

- ‌رجال أبي عمرو:

- ‌رجال/ ابن عامر:

- ‌رجال عاصم:

- ‌رجال حمزة:

- ‌رجال الكسائي:

- ‌رجال أبي جعفر

- ‌رجال يعقوب:

- ‌رجال خلف:

- ‌رجال بن محيصن:

- ‌رجال الأعمش:

- ‌رجال الحسن البصري:

- ‌النوع السادس والخمسونعلم إسناد القراءة،ومعرفة العالي والنازل من إسنادها

- ‌ثم إن الإسناد صحيح، وحين، وضعيف

- ‌وهي ترجع إلى علو مسافة- وهو: قلة الوسائط-، وإلى علو صفة

- ‌وأعلى ما وقع لنا من ذلك

- ‌ثم وقعت لنا رواية حفص، عن عاصم، ورواية رويس، عن يعقوب بإسناد بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم ستة عشر رجلا

- ‌فأما رواية حفص

- ‌وأما رواية رويس عن يعقوب:

- ‌القسم الثاني من أقسام العلو:القرب من إمام من الأئمة السبعة

- ‌القسم الثالث:العلو بالنظر إلى بعض كتب الفن المشهورة

- ‌فأما المساواة

- ‌وأما المصافحة:

- ‌وأما البدل:

- ‌القسم الرابع:تقدم وفاة الشيخ عن قرينه الذي أخذ عن شيخه

- ‌القسم الخامس:العلو بموت الشيخ، فيوصف الإسناد بالعلو

- ‌تنبيه: اعلم أن التحمل، والأخذ على المشايخ أنواع:

- ‌النوع السابع والخمسونعلم المتواتر

- ‌ المتواتر

- ‌النوع الثامن والخمسونعلم المشهور وعلم الآحاد

- ‌أما المشهور:

- ‌وأما الآحاد:

- ‌النوع التاسع والخمسونعلم الشاذ

- ‌ الشاذ

- ‌النوع الستونعلم المدرج والموضوع

- ‌ المدرج

- ‌ الموضوع

- ‌النوع الحادي والستونعلم المسلسل من القرآن

- ‌النوع الثاني والستونعلم المقبول من القراءةوالمردود وسبب الحصرفي قراء معدودين

- ‌والقراءة الصحيحة على قسمين:

- ‌قسم صح سنده، ووافق العربية، والرسم. وهو ضربان:

- ‌ضرب استفاض نقلهن وتلقاه الأئمة بالقبول

- ‌الضرب الثاني: الذي صح ولم تتلقاه الأمة بالقبول، ولم يستفض

- ‌القسم الثاني- من القراءة الصحيحة:

- ‌تنبيه:قال أبو شامة: ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث

- ‌النوع الثالث والستونعلم حكمة الاختلاففي القراءة

- ‌وأما فائدة اختلاف القراءات وتنوعها:

- ‌النوع الرابع والستونعلم تعريف علم القراءات، وموضوعه، وفائدته

- ‌ وموضوعه

- ‌وله فوائد

- ‌ثم علم القراءات ينقسم إلى وسائل ومقاصد:

- ‌ الوسائل:

- ‌ والفواصل

- ‌النوع الخامس والستونعلم حقيقة الحروف القرآنية وأعدادها

- ‌النوع السادس والستونعلم مخارج الحروف

- ‌تنبيه: نسق الحروف المشتركة بالواو يدل على عدم ترتيبها، وأخر لشاطبي الصاد المهملة وأختيها عن الظاء المعجمة وأختيها وفاقا للداني

- ‌النوع السابع والستونعلم صفات الحروف

- ‌والصفات:

- ‌وفائدتهما:

- ‌ثم أن الصفات تنقسم إلى قوي وضعيف:

- ‌وأما الشديد فثمانية أحرف، جمعوها في (أجد قط بكت)

- ‌والمتوسطة بين الشدة والرخاوة في خمسة أحرف، جمعوها في (لن عمر)

- ‌والرخوة فيما عداهما من الحروف لجري الصوت مع لفظها بضعف الاعتماد

- ‌وأما العلوية فسبعة أحرف

- ‌ المنطبقة

- ‌ المذلقة:

- ‌ حروف الصفير

- ‌ حروف القلقة

- ‌اللين

- ‌ الحروف الخفية

- ‌ حروف العلة

- ‌ حروف التفخيم

- ‌ حرفا الانحراف

- ‌ حرفا الغنة

- ‌ التفشي

- ‌ الهاوي

- ‌النوع الثامن والستونعلم تراكيب الحروف،ومعرفة النطق بها مع التركيب

- ‌وبالعين:

- ‌ الحاء

- ‌والغين

- ‌ والخاء المعجمة:

- ‌والقاف:

- ‌والكاف:

- ‌والجيم:

- ‌والشين:

- ‌والضاد:

- ‌واللام:

- ‌ النون:

- ‌والنون المتحركة

- ‌والراء

- ‌والطاء المهملة:

- ‌والدال المهملة:

- ‌والتاء: المثناة الفوقية

- ‌والظاء المعجمة:

- ‌وأما الذال المعجمة

- ‌وأما الثاء المثلة

- ‌وأما السين المهملة

- ‌وأما الفاء

- ‌وأما الباء الموحدة

- ‌وأما الميم

- ‌النوع التاسع والستونعلم تجويد القرآن

- ‌فالتحقيق:

- ‌والحدر:

- ‌والتدوير:

- ‌والترتيل:

- ‌وهل الأفضل الترتيل وقلة القراءة أو السرعة وكثرتها

- ‌النوع السبعونعلم تحسين الصوت بالقراءةوالتغني بالقرآن

- ‌النوع الحادي والسبعونعلم كيفية تحمله

- ‌فصل:وينبغي للطالب أن يتأدب مع شيخه ويجله، ويعظمه

- ‌فائدة:الإجازة من الشيخ غير شرط في جواز التصدي للإقراء والإفادة

- ‌فائدة ثانية:ما عتاده كثير من مشايخ القراء من امتناعهم من الإجازة إلا بأخذ مال في مقابلها

- ‌فائدة ثالثة:كان ابن بصحان إذا رد على القارئ شيئا فاته فلم يعرفه، كتبه عنده

- ‌فائدة رابعة:يجب على مريد تحقيق القراءات وأحكام تلاوة الحرف أن يحفظ كتابا كاملا يستحضر به اختلاف القراء، وتمييز الخلاف الواجب من الخلاف الجائز

- ‌فائدة خامسة:قال ابن الصلاح في فتاويه: قراءة القرآن كرامة أكرم الله

- ‌النوع الثاني والسبعونعلم كيفية الأخذ بالجمعفي القراءات

- ‌تنبيه: هل يسوغ للجامع إذا قرأ كلمتين رسمتا في المصاحف كلمة واحدة وكانت ذات أوجه

- ‌النوع الثالث والسبعونعلم كيفية الاستعاذة

- ‌والاستعاذة:

- ‌المبحث الثاني: في كيفيتها:

- ‌المبحث الثالث: في حكم الجهر بها والإخفاء:

- ‌المبحث الرابع: في الوقف عليها:

- ‌المبحث الخامس:

- ‌المبحث السادس:

- ‌النوع الرابع والسبعونعلم البسملة

- ‌ البسملة

- ‌المبحث الثاني: في حكمها بين السورتين:

- ‌المبحث الثالث: لا خلاف في حذف البسملة إذا ابتدأت براءة وصلتها

- ‌المبحث الرابع: تجوز البسملة وعدمها في الابتداء بما بعد أوائل السور

- ‌النوع الخامس والسبعونعلم التكبير

- ‌أولها في سببه ومحله:

- ‌المبحث الثانى: فيمن ورد عنه:

- ‌المبحث الثالث: في صيغته:

- ‌النوع السادس والسبعونعلم الوقف

- ‌أما الوقف

- ‌تنبيه وإرشاد:

- ‌النوع السابع والسبعونعلم ما يوقف به

- ‌تنبيه.وإذا وقع قبل الحرف الموقوف عليه حرف مد، ففي المرفوع- نحو:

- ‌النوع الثامن والسبعونعلم الوقف على مرسوم خط المصحف العثماني

- ‌ الوقف على المرسومإما متفق عليه،أو مختلف فيه،‌‌فالمختلف فيه انحصر في أقسام خمسة:

- ‌فالمختلف فيه انحصر في أقسام خمسة:

- ‌أولها: الإبدال

- ‌القسم الثاني: الإثبات

- ‌القسم الثالث: الحذف

- ‌القسم الرابع: المقطوع رسما

- ‌القسم الخامس: قطع الموصول

- ‌النوع التاسع والسبعونعلم الموصول لفظا المفصول معنى

- ‌النوع الثمانونعلم فواصل الآي

- ‌فصل:ألف الشيخ شمس الدين ابن الصائغ الحنفي كتابا سماه"إحكام الرأي في أحكام الآي

- ‌تنبيه:قال ابن الصايغ: لا يمتنع في توجيه الخروج عن الأصل في الآيات المذكورة امور أخرى

- ‌فصل:قال ابن [أبي] الأصبع: لا تخرج فواصل القرآن عن أربعة أشياء:

- ‌تنبيهات:

- ‌ التصدير:

- ‌ التوشيح:

- ‌[فصل: في أقسام الفواصل]:

- ‌فالمطرف:

- ‌والمتوازي:

- ‌والمتوازن:

- ‌والمتماثل:

- ‌فصل:بقى نوعان بديعيان يتعلقان بالفواصل:

- ‌ التشريع

- ‌ الالتزام

- ‌تنبيهات:

الفصل: ‌المبحث الثاني: في كيفيتها:

(المؤمنين): {أدفع بالتى هى أحسن السيئة نحن اعلم بما يصفون (96) وقل رب أعوذ بك من همزت الشيطين (97) وأعوذ بك رب أن يحضرون (98)} ، وقال تعالى:{ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عدوة كأنه ولى حميم وما يلقها الإ الذين صبروا وما يلقها الإ ذو حظ عظيم (35) وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} [فصلت: 34 - 36].

والشيطان مشتق من شطن إذا بعد، فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر، وبعيد لفسقه عن كل خير، والظاهر أن المراد به إبليس وأعوانه.

‌المبحث الثاني: في كيفيتها:

ولم يرد في لفظها نص قطعي. والذى عليه الجمهور من القراء وغيرهم:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، موافقة للتنزيل الوارد في سوره (النحل) وحكى ابن [سوار]، . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ص: 355

والقلانسي الاتفاق عليه، والسخاوي إجماع الأمة وهو متعقب بما روي من الزيادة والنقصان الآتي ذكرها قريبا إن شاء الله تعالى.

قال الداني: إنه المستعمل عند الحذاق دون غيره، وهو المأخوذ به عند عامة الفقهاء كالشافعي، وأبي حنيفة، وأحمد وغيرهم، وورد النص به وفي الصحيحين من حديث سليمان بن صرد قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه مغضبا، قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إني لأعلم كلمه لو قالها لذهب عنه ما يجده، لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". الحديث أورده ابن [الجزري] تبعا لشيخه الحافظ ابن كثير، لكن في الاستدلال به هنا نظر؛ لأن الكلام هو في الاستعاذة

ص: 356

خاصة، وهى الاستعاذه التي تتقدم القراءة، لا مطلق الاستعاذة فليتأمل.

وروى نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ قبل القرآن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال: وكذلك قرأ على جبريل. وروى أبو الفضل الخزاعي فيما ذكره في النشر حديثا مسلسلا إلى عاصم بن بهدلة، وقال: غريب جيد الإسناد من هذا الوجه، قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فأني قرأت على ابن مسعود، فقلت: أعوذ بالسميع العليم فقال لي: قل: أعوذب بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: اعوذ بالسميع العليم فقال لي: يا ابن أم عبد، قل: أعوذب بالله من

ص: 357

الشيطان الرجيم، هكذا أخذته عن جبريل، عن ميكائيل، عن اللوح المحفوظ.

وهذا صريح في أن المنقول في استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم عدم الزيادة على ما تقدم، وهو معنى قول صاحب الحرز:

وقد ذكرو لفظ الرسول فلم يزد. . . . . . . . . . . . . . . . . .

ثم أورد على نفسه سؤالا، وهو: أنه إذا لم يزد النبي صلى الله عليه وسلم ومنع من الزيادة في حديث ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - فكيف نبهت على جوازها في قولك:

. . . . . . . . . . وإن تزد

لربك تنزيها فلست مجهلا

فأجاب بأن المنع غير ثابت، فقال:

. . . . . . . . . . . . .

ولو صح هذا النقل لم يبق مجملا

ص: 358

إذ لو صح نقل ترك الزيادة لذهب إجمال الآية، واتضح معناها، وتعين لفظ النحل.

وتعقبه الجعبري بأن الحديثين ولو صحا لا يلزم من صحتهما نفي الاحتمال؛ لأن حديث جبير لا يمنع الزيادة، وحديث ابن مسعود معارض بقول أنس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول مرة: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". ولو قال: ولو دل هذا النقل لكان أصوب، والسنة تعين ما في الكتاب لقوله تعالى:{لتبين للناس ما نزل إليهم} [النحل 44]

وقد وردت الزيادة على التعوذ السابق بألفاظ:

منها: ما يتعلق [بتنزيه] الله، وأولها: أعوذ بالله السميع العليم منم الشيطان الرجيم، نص عليه الداني - رحمه الله تعالى - في "جامعه"، وقال: إن على استعماله عامة أهل الأداء من الحرمين، والعراقين، والشام. ورواه الأهوازي أداء عن الأرزاق، عن الرفاعي، عن سليم،

ص: 359

أن كلاهما عن حمزة. ورواه الخزاعي، عن أبي عدي، عن ورش أداء. ورواه أصحاب السنن الأربعة من حديث أبى سعيد الخدري بإسناد جيد.

ومنها: أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم، وروي عن أهل مصر، وسائر المغاربة كما في "جامع البيان"، وهو مروي عن قنبل والزينبي، وعن المصريين، وعن ورش وعن ابن كثير في غير رواية الزينبي.

ومنها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم، وهو مروي من طريق الهذلي عن نافع في غير رواية أبى عدي عن ورش. ومن طريق الشهرزوري عن أهل المدينة، وابن عامر، والكسائي وحمزة في أحد وجوهه، وكذا أبو جعفر من طريق الهذلي. ووافقهم الأعمش لكن من طريق

ص: 360

الشنبوذي بإدغام في الهاء.

فإن قيل: ما الحكمة في قوله هنا: إن الله هو السميع العليم، دون أن يقول: الغفور الرحيم، ونحوه؟ أجيب: بأن الغرض من الاستعاذة الاحتراس من شر الوسوسة، ومعلوم ان الوسوسة كلام يخفى في قلب الإنسان، ولا يطلع عليها أحد، فكان العبد يقول: يا من هو يسمع كل مسموع، ويعلم كل أمر خفي، أنت تعلم وسوسة الشيطان، وتعلم غرضه منها، وأنت القادر على دفعها عنى، فادفعها عنى بفضلك، فلهذا كان ذكر السميع العليم أولى بهذا الموضوع من سائر الأذكار.

وأيضا، في القرآن:{وإما ينزغنك من الشيطن نزغ فأستعذ بالله إنه سميع عليم (200)} [الأعراف 200]، وفى حم السجدة {إنه هو السميع العليم}

ومنها: أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم، رواه الخزاعي عن [هبيرة عن حفص]، والهذلي عن أبى عدي عن ورش.

ص: 361

ومنها: أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم، وهو مروي عن الحسن، لكن مع إدغام الهاء في الهاء.

ومنها: [أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأستفتح الله وهو خير الفاتحين] وهو مروى عن إدريس، عن خلف، عن حمزة.

ثم إن ظاهر كلام الشاطبي يقتضي عدم النقض من التعوذ، والصحيح جوازه لما ورد، فقد نص الحلواني في "جامعه"/ على جوازه، فقال: وليس للاستعاذة حد ينتهى إليه، من شاء زاد ومن شاء نقص، أي بحسب الرواية، ففي حديث جبير بن مطعم المروي في أبى داود: أعوذب بالله من الشيطان، ومن غير ذكر: الرجيم.

ص: 362

وأما ما حكاه الجعبري عن حمزة في أعوذ وأسنعيذ [ونستعيذ] وأستعذت. واختاره صاحب "الهداية" وغيره محتجين بأنه مطابق للفظ الآية، وقول الجوهري:"عذت بفلان، وأستعذت به، أي: لجات إليه"، لم تدخل السين والتاء في فعل المستعيذ الماضي والمضارع، وقد قيل له:

ص: 363

استعذ، بل لا بقول إلا: أعوذب، دون أستعيذ، واستعذت، وتعوذت، وذلك لأن السين والتاء شأنهما الدلالة على الطلب فوردتا في الأمر إيذانا بطلب التعوذ، فمعنى استعذ بالله: أطلب منه أن يعيذك، فامتثال الأمر هو أن يقول: أعوذ بالله؛ لن قائله متعوذ ومستعيذ قد عاد والتجأ، والقائل: أستعيذ بالله، ليس بعائذ، وإنما هو طالب العياذ بالله، كما يقول: أستخير الله أي: أطلب خيرته. و [أستقيله]: أطلب إقالته، وأستغفره: أطلب مغفرته، فدخلت في فعل الأمر أيذانا بطلب هذا المعنى من المعاذ به، وإذا قال المأمور: أعوذ بالله فقد امتثل ما طلب منه، فإنه طلب من نفسه الاعتصام والالتجاء، وفرق بين الاعتصام، وبين طلب ذلك، فلما كان المستعيذ هاربا ملتجئا معتصما، أتى بالفعل الدال على طلب ذلك، فتأمله.

قال: والحكمة التي لأجلها امتثل المستغفر الأمر بقوله: أستغفر الله أنه طلب منه أن يطلب المغفرة التي لا تأتي إلا منه، بخلاف العياذ واللجأ والاعتصام، فأمتثل الأمر بقوله: أستغفر الله، أي اطلب منه أن يغفر لي.

وقال ابن القيم: القائل: أستعيذ بالله مخبر عن طلبه وسؤاله،

ص: 364

والقائل: أعوذب بالله مخبر عن حاله ولجئه واعتصامه بربه، وهذا أكمل حالا، ولهذا إنما جاء النبي صلى الله عليه وسلم امتثال هذا الأمر بلفظ أعوذ كقوله:"أعوذب بالله من عذاب جهنم". و"أعوذ بالله من جهد البلاء"، وكذلك سائر عوذه صلى الله عليه وسلم التي فالها والأمر بها، وكذلك أمره أن يقول:{أعوذ برب الفلق} [الفلق: 1]، {قل أعوذ برب الناس} [الناس: 1] دون أستعيذ.

فإن قلت: كيف جاء امتثال هذا الأمر في السورتين بلفظ الأمر والمأمور جميعا، فامر الله جل شأنه أن يقول: : {قل أعوذ برب الفلق} ، و {قل أعوذ برب الناس} ، فقال: قل: أعوذب، والمأمور به إنما هو قول الاستعاذة لا قول الأمر، كما إذا قال: قل: سبحان الله ثلاثا وثلاثين، فإنه يقول: سبحان الله، ولا يقول قل: / سبحان الله، فالجواب: أن هذا السؤال هو الذى أورده أبى بن كعب على النبي صلى الله عليه وسلم وأجاب عنه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري عن [زر] قال: سألت أبى بن كعب عن المعوذتين، فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قيل لي، فقلت فنحن نقول كما قال صلى الله عليه وسلم.

ص: 365

وفي رواية، أيضا عن [زر] قال سألت أبى بن كعب، قلت: يا أبا المنذر، أن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا، فقال إني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قيل لي، فقلت نحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومفعول القول محذوف، تقديره: قيل لي: قل، أو قيل لي هذا اللفظ، فقلت كما قيل لي. وتحت هذا من السر أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له في القرآن إلا بلاغه، ولم [ينشئ] من قبل نفسه حرفا واحدا منه، بل هو المبلغ له عن الله تعالى، وقد قال الله له:{قل أعوذ برب الفلق/} ، فمقتضى البلاغ التام ان يقول:{قل أعوذ برب الفلق} كما قال الله تعالى، وهذا المعنى الذى أجاب به صلى الله عليه وسلم بقوله:"قيل لي، فقلت، غنى لست مبتدئا بل مبلغا، أقول كما يقال لي وأبلغ كلام ربي كما أنزله".

وهذا الحديث أدل دليل على انه صلى الله عليه وسلم بلغ القرآن الذى أمر بتبليغه على وجهه ولفظه، حتى أنه لما قيل له قل. قال: هو قل. لأنه مبلغ، {وما على الرسول إلا البلغ} [النور 54]. انتهى.

ص: 366