الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقف عتد إتمام الكلام موافقا
…
لمصحفنا المتلو في البر والبحر
قال الجعبري: وهو نص على اتباع الخط، لكن ليس هذا على إطلاقه؛ بل هو مختص بالحرف الأخير باعتبار البدل للوقف لا لكونه همزة، والحذف والإثبات، والوصل والفصل، فخرج بقيد الآخر نحو:{الصلاة} [البقرة: 3]، فلا يوقف عليه بالواو، ونحو:{الرحمن} [الفاتحة: 3]، و {سليمن} [البقرة: 102] فلا يوقف عليه بغير ألف، ودخل بقوله: باعتبار البدل للوقف، هاء التأنيث، وخرج بقوله: لا لكونه همزة، نحو:{نشأ} [الشعراء: 4]، و {بسوء} [الأعراف: 73]، والقصد بالوقف هنا التعريف علي سبيل الاضطرار والاختيار كما مر.
وإذا علم هذا، فاعلم أن
الوقف على المرسوم
إما متفق عليه،
أو مختلف فيه،
فالمختلف فيه انحصر في أقسام خمسة:
أولها: الإبدال
، وهو إبدال حرف بآخر، فوقف ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، وكذا يعقوب، ووافقهم ابن محيصن، والحسن، واليزيدي بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء جمعا للأصلين، وهي لغة قريش، ووقعت في مواضع:
أولها: {رحمت} في المواضع السبعة: في (البقرة)، و (الأعراف)، و (هود)، وأول (مريم)، وفي (الروم)، و (الزخرف) معا.
ثانيها: {نعمة} في أحد عشر موضعا: في (البقرة)، وثاني (المائدة)، وفي (آل عمران)، وثاني (إبراهيم) وثالثها، وثاني (النحل)، وثالثها، ورابعها، وفي (لقمان)، و (فاطر)، و (الطور).
وثالثها: {سنة} في خمسة: في (الأنفال)، و (غافر)، وثلاثة لـ (فاطر).
ورابعها: {أمرات} سبع، بـ (آل عمران)، واثنان في
(يوسف)، و (القصص)، وثلاثة في (التحريم).
خامسها: {بقيت الله} [86] في (هود).
وسادسها: {قرت عين} [9] بـ (القصص).
سابعها: {فطرت الله} [30] في (الروم).
ثامنها: {شجرة الزقوم} [43] بـ (الدخان).
تاسعها: {لعنة} [61] بـ (آل عمران) / و (النور).
عاشرها: {جنة} [89] بـ (الواقعة).
حادي عشرها: {ابنت عمران} [12] بـ (التحريم).
ثاني عشرها: {ومعصيت} [8، 9] موضعي (المجادلة).
ثالث عشرها: {كلمة} [137] بـ (الأعراف).
ووقف الباقون بالتاء موافقة لصريح الاسم، وهي لغة [طيء]، وعليه قوله:
الله نجاك ويكفي مسلمت من بعدما وبعدما وبعدما وبعدمت
حارت نفوس القوم عند القلعمت وكادت الحرة أن تدعى أمت
وكذلك الحكم فيما قرئ بالإفراد والجمع، وهو {كلمت} بـ (الأنعام) و (يونس) ............
و (غافر)، و {آيات للسائلين} [7] ب (يوسف)، و {غيبت الجب} [10، 15] معا فيها، و {آيات من ربه} [50] ب (العنكبوت)، و {الغرفت أمنون} [37] في (سبأ)، و {على بينات} [40] ب (فاطر)، {وما تخرج من ثمرت} [47] ب (فصلت)، و {جملت صفر} [33] ب (المرسلات)، فإن من قرأه بالإفراد فهو في الوقف على أصله المذكور كما كتب في مصاحفهم، ومن قرأه بالجمع وقف بالتاء مطلقا لا يجوز غيره، والله أعلم.
وقد فهم من تقييد المكتوبة بالتاء أن المرسومة بالهاء لا خلاف فيها، بل هي تاء [في الأصل، هاء] في الوقف، وهل الأصل التاء؟ .
فقال سيبويه: التاء هي الأصل لجريان الإعراب عليها، ولثبوتها في الوصل الذي هو الأصل، وإنما أبدلت هاء في الوقف فرقا بينها وبين نحو قوله:{ملكوت} [الأنعام: 75]، و {عفريت} [النمل: 39]، وقال ثعلب في آخرين: الهاء هي الأصل لإضافتها إليها، ورسمها هاء غالبا في المواضع المرسومة بالهاء على الأول باعتبار الوصل، لانقلابها حالة الوصل تاء للحوقها الإعراب.
ويلتحق بهذه {حصرت صدورهم} [90] في (النساء) في قراءة يعقوب بالنصب منونا على أنه اسم مؤنث، فيوقف عليه له بالهاء كما نص عليه
الداني وغيره. وقيل بالتاء. قال في "المبهج": الوقف عليه بالتاء إجماع، لأنه كذلك في المصحف، قال: ولا يجوز الوقف عليه بالهاء في قراءة يعقوب.
واختلفوا، أيضا، في ست كلمات وهي:
{يأبت} في (يوسف)، و (مريم)، و (القصص)، و (الصافات)، فوقف عليها ابن كثير، وابن عامر، وكذا يعقوب، وأبو جعفر لكونها تاء تأنيث لحقت الأب في باب النداء خاصة، ووافقهم ابن محيصن.
و{هيهات} في موضعي (المؤمنين)[36]، وقف عليها بالهاء البزي، وقنبل بخلاف عنه، والكسائي، وافقهم ابن محيصن بخلاف، وقرأ الباقون بالتاء، وذلك وقف [أبو الحارث] فيما انفرد به صاحب "العنوان"،
ووافقهم ابن محيصن من المفردة، إلا أن الخلاف عن قنبل في "العنوان" و"التذكرة" و"التلخيص" لم يذكر في الأول، وعبارة "العنوان": ولا خلاف في الوقف على الأول بالتاء، وقطع له بالتاء فيهما في "الشاطبية" و"التيسير"، وكان ينبغي أن يكون الأكثر على الوقف بالهاء لوجهين: أحدهما: موافقة الرسم، والثاني: أنهم قالوا: المفتوح اسم مفرد أصله هيهية، كزلزلة وقلقلة، من مضاعف الرباعي، وقد تقرر أن المفرد يوقف على تاء، وتأنيثه بالهاء، وهذه الكلمة تلاعبت بها العرب كثير بالحذف، والإبدال، والتنوين وغيرہ.
ومن ذلك {مرضات} في موضعي (البقرة) / وفي (النساء)، و (التحريم). {ولات حين مناص} [ص: 3]، و {ذات بهجة} [60]، ب (النمل)، و {اللت} [19] في (النجم)، ووقف الكسائي عليها بالهاء، ووقف الباقون بالتاء"، وقد خرج ب {ذات بهجة} نحو:{ذات بينكم} [الأنفال: 1] المتفق على التاء فيه وقفا، فأما وقف الكسائي بالهاء على ما ذكره فعلى أصله، وخالفه ابن كثير، وأبو عمرو اتباعا للرسم لأن {اللات} إذا وقف عليها بالهاء تشبه لفظ {الله} . و {مرضات} تشبه {مرضى} جمع