الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عيسى]، عن قالون، عن مصاحف أهل المدينة، قال: ما كان من الحروف [التي] تنقط بالصفرة فمهموزة، وعلى هذا عامة أهل بلدنا، وإن استعملت الخضرة للابتداء بألفات الوصل على ما أحدثه أهل بلدنا قديما، فلا أرى [بذلك] بأسا إن شاء الله تعالى.
فصل
في ذكر مواضع الحركات من الحروف وتراكب التنوين وتتابعه
أعلم أن موضع الفتحة فوق الحرف، وموضع الكسرة تحت الحرف، وموضع الضمة وسط الحرف أو أمامه، على ما رويناه عن أبي الأسود الدؤلي.
فإذا ضبطت قوله تعالى: {الحمد لله} [الفاتحة: 2] جعلت الفتحة نقطة بالحمرة فوق [الحاء]، وجعلت الضمة نقطة [بالحمرة] أمام الدال، وجعلت الكسرة نقطة بالحمرة تحت اللام وتحت الهاء، وكذلك تفعل لسائر الحروف المتحركة بالحركات الثلاث.
فصل
فإن لحق شيئا من هذه الحركات التنوين جعلت نقطتين
، أحداهما الحركة، والثانية التنوين.
فإن اتصلت الكلمة المنونة بكلمة أولها حرف من حروف الحلق- وهي
الهمزة والهاء، والعين والحاء، والغين والخاء- {كبت النقطتين} ، وذلك في نحو قوله:{عذاب أليم} [البقرة: 10]، {ولكل قوم هاد} [الرعد: 7]، و {سميع عليم} [البقرة: 181]، و {لعلي حكيم} [الزخرف: 4]، و {عفو غفور} [الحج: 60]، و {عليم خبير} [لقمان: 34] وشبهه، وإنما ركبت من أجل [أن] التنوين مظهرا عنده هذه الحروف، فأبعدت النقطة التي هي علامته لتؤذن بذلك.
وإن اتصل بذلك راء أو لام أو ميم أو نون، جعلت النقطتين [متتابعتين]، وشددت ما بعدهما؛ لأن التنوين مدغم فيه، فقربت النقطة، وشددت لذلك، وذلك في نحو قوله:{غفورا رحيما} [النساء: 23]، و {هدى للمتقين} [البقرة: 2]، و {على هدى من ربهم} [البقرة: 5]، {عاملة ناصبة} [الغاشية: 3] وشبهه، وكذلك إن اتصل بالتنوين ياء، أو واو، وغيرها مما يخفى عنده باقي الحروف المعجمة، جعلت النقطتين [متتابعتين] أيضا، إلا أنك لا تشدد ما بعدها لأن المخفي لا يدغم [رأسا]، فيمتنع التشديد فيه لذلك، في نحو قوله:{فى بحر لجى يغشه} [النور: 40]، و {موضوعة
ونمارق} [الغاشية: 14، 15]، و {جنت تجرى} [البقرة: 25]، و {شهاب ثاقب} [الصافات: 10]، و {سراعا ذلك} [ق: 44]، و {قوما صلحين} [يوسف: 9]، و {قوما فسقين} [التوبة: 53]، و {ظلمت بعضها فوق} [لنور: 40]، وشبه ذلك حيث وقع.
وإن [أردت أن] تشدد الياء والواو خاصة ليدل على إدغام التنوين فيهما- وإن كان ليس بإدغام صحيح ولا تشديد تام كما هو في [الراء] واللام والميم والنون، لامتناع قلب النون عندهما حرفا صحيحا- فلا بأس بذلك، وكذلك إن أردت أن تجعل في موضع النقطة/ التي هي علامة التنوين عند الباء خاصة ميما [صغرى] بالحمرة، لتدل على أن [حكمة] أن ينقلب عندها ميما، فيلفظ بها القارئ كذلك فهو حسن، وما كان من المنصوب الذى يلحقه التنوين نحو قوله:{غفورا ألم تر} [النساء: 43، 44]، {عليما حكيما} ، [النساء: 11] و {غفورا رحيما} [النساء: 23]، {وعادا وثمودا} ، و {سلما سلما} [الواقعة: 26]، وشبه ذلك، مما يبدل في الوقف ألفا، وجاء مرسوما.