الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الحادي والخمسون
علم أدب كتابة المصحف
النوع الحادي والخمسون
علم أدب كتابة المصحف
وهذا النوع لم يفرده الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى- في "الإتقان"؛ بل ذكره في رسم الخط أيضا.
قال الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى- في "الإتقان":
تستحب كتابة المصحف وتحسين كتابته، وتبيينها وإيضاحها، وتحقيق الخط دون مشقة وتعليقه؛ فيكره، وكذا كتابته في الشيء الصغير.
أخرج أبو عبيد- في فضائله- عن عمر رضي الله عنه أنه وجد مع رجل
مصحفا قد كتبه بقلم دقيق، فكره ذلك وضربه، وقال: عظموا كتاب الله، فإن عمر إذا رأى مصحفا عظيما سر به.
وأخرج عبد الرزاق، عن علي- كرم الله وجهه-: أنه كان يكره أن تتخذ المصاحف صغارا.
وأخرج أبو عبيد، عنه- كرم الله وجهه- أنه كره أن يكتب القرآن في الشيء الصغير.
وأخرج البيهقي- في الشعب- عن أبي حكيم العبدي قال:
مر بي عل- وأنا أكتب مصحفا- فقال: أجل قلمك، فقضمت من قلمي قضمة، ثم جعلت أكتب، فقال: نعم، هكذا نوره كما نوره الله تعالى.
وأخرج البيهقي، عن علي- كرم الله وجهه- موقوفا، قال: تفوق رجل في {بسم الله الرحمن الرحيم} فغفر له.
وأخرج أبو نعيم في تاريخ أصبهان، وابن أشتة- في المصاحف- من طريق أبان، عن أنس رضي الله عنه مرفوعا: من كتب {بسم الله الرحمن الرحيم} غفر الله له.
وأخرج ابن أشتة، عن عمر بن عبد العزيز، أنه كتب إلى عماله: إذا كتب أحدكم {بسم الله الرحمن الرحيم} فليمد {الرحمن} .
وأخرج، عن زيد بن ثابت، أنه كان يكره أن تكتب {بسم الله الرحمن الرحيم} ليس لها سين.
وأخرج، عن يزيد بن أبي حبيب: أن كاتب عمرو بن العاص كتب إلى عمرو، فكتب {بسم الله الرحمن الرحيم} ولم يكتب لها سينا، فضربه عمر، فقيل له: فيم ضربك أمير المؤمنين؟ / قال: ضربنى في سين.
وأخرج، عن ابن سيرين، أنه كان يكره أن تمد الباء إلى الميم حتى تكتب السين.
وأخرج ابن أبي داود- في المصاحف- عن ابن سيرين: أنه كره أن يكتب المصحف مشقا، قيل له؟ قال: لأن فيه نقصان.
وتحرم كتابته بشيء نجس، وأما بالذهب فهو حسن كما قال الإمام الغزالي- رحمه الله تعالى.
وأخرج أبو عبيد عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- وأبي ذر وأبي الدرداء: أنهم كرهوا ذلك.
وأخرج عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه مر عليه مصحف زين بالدهب، فقال: إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق.
وقال في شرح منية المصلي: ويكره تصغير المصحف وكتابته بقلم دقيق، وكتابة القرآن على ما يفرش، وكتابته على الجدران والمحاريب/ غير مستحسنة، ولا بأس بتحليته، وكذا نقطة وتعشيره، وإذا صار المصحف بحيث لا يقرأ فيه يجعل في خرقة طاهرة، ويدفن في أرض طاهرة، ولا يجوز أن يجلد به القرآن.