الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الرابع والسبعون
علم
البسملة
ولم يفرد هذا النوع الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى - في "الإتقان".
البسملة: مصدر بسمل، نحو: حوقل، وهيلل، وحمدل/، إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا إله إلا الله، والحمد لله، وهذا شبيه بباب البحث في النسب، أي: أنهم يأخذون اسمين، فينتخبون لفظا واحدا فينسبون إليه كقولهم: حضرمي، وعبقسي، وعبشمي، نسبه إلى حضرموت، وعبد القيس، وعبد شمس، قال:
وتضحك مني شيخة عبشمية
…
كأن لم تر قبلي أسيرا يمانيا
وهو غير مقيس، فلا جرم أن بعضهم قال في: بسمل وهيلل، أنها لغة مولدة. قال الماوردي: يقال لمن قال: بسم الله مبسمل، وهي لغه مولدة،
وقد جاءت في الشعر، قال عمرو بن ربيعة:
لقد بسملت ليلى غداة لقيتها
…
فيا حبذا ذاك الحديث المبسملا
ونقلها غيره من أهل اللغة، ولم يقل أنها مولده كثعلب، و [المطرزي]
والكلام على البسملة في مباحث:
الأول: أنه لا خلاف أنها بعض آية من (النمل) في قوله: {وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} [النمل: 30]، وقال القاضي أبو بكر ابن العربي: اتفق الناس على أنها آية كما نص عليه أبو بكر الرازي، وعبارته: لا خلاف بين الناس أنها ليست آية تامة في سورة (النمل) وانها هناك بعض
آية. ثم إن ابتداء الآية قوله تعالي: {إنه من سليمن} ، ولا خلاف - أيضا -أن نصفها الأول بعض آية، نحو:{بسم الله مجرها} [هود: 41]، وكذا الأخير نحو {الرحمن الرحيم} [الفاتحة: 3].
وأما في أوائل (الفاتحة) وغيرها، فمذهب الإمام أبى حنيفة - رحمه الله تعالى - أنها آية من القرآن أنزلت للفصل بين السور، ليست من الفاتحة، ولا ممن غيرها.
ومذهب الإمام مالك: أنها للفصل من في أوائل السور، وليست من القرآن.
ومذهب الشافعي - رحمه الله تعالى - أنها آية مستقلة من أول الفاتحة، بلا خلاف عنده ولا عند أصحابه، أنها آية مستقلة من أول الفاتحة بلا خلاف عنده، ولا عند أصحابه لحديث أم سلمة المروي في "البيهقي" و "صحيح ابن خزيمة" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ:{بسم الله الرحمن الرحيم} في أول (الفاتحة) في الصلاة، وعدها آية. وفى رواية الشافعي
قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (فاتحة الكتاب) فعد: {بسم الله الرحمن الرحيم} آية، {الحمد لله رب العلمين} آية، {الرحمن الرحيم} آية، {ملك يوم الدين} آية، {إياك نعبد وإياك نستعين} آية، {اهدنا السراط المستقيم} آية، {صرط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}. وهذا استدلال جيد لولا أن يقال: إن (وعدها آية) من فهم الراوي.
وفي "سنن البيهقي" عن علي، وأبى هريرة، وابن عباس - رضى الله تعالى عنهم - وغيرهم: أن (الفاتحة) هي السبع المثاني، وهي سبع آيات، وأن البسملة هي الأولى، وهي الآية السابعة.
وعن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - في قوله تعالى {ولقد ءاتيناك سبعا من المثانى} [الحجر: 87] قال: هي فاتحة الكتاب، قيل: فأين السابعة؟ قال {بسم الله الرحمن الرحيم} ، وفيه نظر، إذ غاية ما فيه أنه قول صحابي، لا يقال: إنهم قالوه ولم يخالفوا فكان إجماعا سكوتيا؛ لأن الواقع بخلافه، فكم من مخالف حينئذ.
وروى الدارقطني عن أبى هريرة - رضى الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرؤوا: {بسم الله الرحمن الرحيم} إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع/ المثاني، و {بسم الله الرحمن