الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزري، كشيخنا أبي العباس ابن أسد المهتشمي، [والزين الهيثمي، عال] من سنة ثلاث وستين وثمانمئة، لأن ابن الجزري أخذ ممن كان سنده عاليا، ومضى عليه حنيئذ من موته ثلاثون سنة، لأنه توفي في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمئة، في ربيع الأول، والله الموفق .. انتهى كلام الشيخ القسطلاني.
وقال أيضا:
تنبيه: اعلم أن التحمل، والأخذ على المشايخ أنواع:
منها السماع من لفظ الشيخ:
ويحتمل أن يقال به هنا، لأن الصحابة إنما أخذوا القرآن من في النبي صلى الله عليه وسلم لكن لم يأخذ به أحد من القراء، والمنع ظاهر، لأن المقصود هنا كيفية الأداء، وليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على الأداء كهيئته، بخلاف الحديث، فإن المقصود فيه المعنى، أو اللفظ، لا بالهيئات المعتبرة في أداء القراءة.
وأما الصحابة رضي الله عنهم فكانت فصاحتهم، وطباعهم السليمة، تقتضي قدرتهم على الأداء كما سمعوه منه صلى الله عليه وسلم لأنه نزل بلغتهم.
ومنها: قراءة الطالبة على الشيخ: وهو أثبت من الأول وآكد.
قال مالك - في الإلماع - من طريقي القعنبي: قراءتك علي أصبح من قراءتي عليك.
وقال ابن فارس: السامع أربط جأشا، وأوعى قلبا.
والثالث: الإجازة المجردة عنهما: واختلف فيها، والذي استقر عليه عمل أهل الحديث قاطبة، العمل بها، حتى صار إجماعاص، وأحيا الله بها كثيرا من دواوين الحديث وغيرها، وقد قال الإمام أحمد: لو بطلت لضاع العلم.
وهل يلتحق بذلك الإجازة بالقراءة؟ الظاهر: نعم، ولكن قد منعه الحافظ أبو العلاء الهمداني، وبالغ في ذلك، حيث قال: إنه كبيرة من الكبائر، وكأنه حيث لم يكن الطالب أهلا، لأن في القراءة أمورا لا
تحكمها إلا المشافهة، وإلا فما المانع منه على سبيل المتابعة، إذا كان قد أحكم القرآن وصححه؟ كما فعل أبو العلاء نفسه حين يذكر سنده بالتلاوة، ثم يرادفعه بالإجازة، إما للعلو، [أو] المتابعة والاستشهاد، بل "سوق العروس" لأبي معشر الطبري - شيخ مكة -.مشحون بقوله: كتب إلي / أبي علي الأهوازي، وقد أقر بمضمونه، ورواه الخلق عنه من غير نكير.
وأبلغ منه رواية الكمال الضرير - شيخ القراء بالديار المصرية - القراءات من المستنير لابن سوار، عن الحافظ السلفي بالإجازة العامة - كما ذكرته قريبا-، وتلقاه الناس خلفا عن سلف.
ولما قدم العلامة، المقرئ، الماهر، البارع، المتقن، أبو العباس أحمد بن شعبان بن الغزي للقاهرة، سنة ست وستين وثمانمئة، قرأ على مشايخ العصر إذ ذاك بعض القراءات / السبعة، واستجازهم فأجابوه لذلك،
وكتبوا خطهم به على العادة، لما تحققوا من [أهليته] وتحقيقه وإتقانه.
انتهى.