المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النوع الثمانونعلم فواصل الآي - الزيادة والإحسان في علوم القرآن - جـ ٣

[محمد عقيلة]

فهرس الكتاب

- ‌النوع الخمسونعلم نقط المصحف وشكله،ومن نقطة أولا من التابعين،ومن كره ذلك،ومن ترخيص فيه من العلماء

- ‌فصلفي ذكر مواضع الحركات من الحروف وتراكب التنوين وتتابعه

- ‌فصلفإن لحق شيئا من هذه الحركات التنوين جعلت نقطتين

- ‌فصلفإن كانت الحركة إشماما

- ‌باب ذكر علامة السكون والتشديد في الحروف

- ‌فصل/ وعامة أهل بلدنا يجعلون على حروف المد مطة بالحمرة

- ‌النوع الحادي والخمسونعلم أدب كتابة المصحف

- ‌فرع:

- ‌فائدة:قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد: القيام للمصحف بدعة

- ‌النوع الثاني والخمسونعلم حفاظه ورواته

- ‌النوع الثالث والخمسونعلم القراء المشهورينبقراءة القرآن وأسمائهم

- ‌نبدأ أولا بالسبعة ثم بالثلاثة ثو الأربعة

- ‌فأولهم: إمام دار الهجرة نافع بن عبد الرحمن/ بن أبي نعيم

- ‌والثاني: شيخ مكة وإمامها في القراءة، أبو معبد، أو أبو عباد، (أو) أبو بكر عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروز ابن هرمز المكي الداري، نسبة إلى تميم الداري الصحابي

- ‌الثالث: إمام البصرة ومقرئها: أبو عمرو، زبان بن العلاء بن عمار- أو العريان- بن عبد الله بن الحصين بن الحارث المازني البصري، كازروني الأصل، أسمر، طوال

- ‌ إمام أهل الشام وقاضيهم، أبو عمران عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة اليحصبي، يكنى أبا عمرو، وأبا موسى

- ‌الخامس: إمام أهل (الكوفة) وقارئها، أبو بكر عاصم بن أبي النجود

- ‌السادس: إمام الكوفة، أيضا، أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بم إسماعيل الزيات، الكوفي الفرضي التيمي مولاهم

- ‌السابع: إمام أهل (الكوفة)، أيضا، أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الكسائي- ونعت به لتسربله وقت الإحرام بكساء-. وهو مولى بني أسد، فارسي الأصل

- ‌وقد كملوا القراء السبعة المشهورين، وبعدهم القراء الثلاثة، المعروفين بالفضل والإتقان، عند أهل هذا الشأن، ثم الأربعة بعدهم، أهل المعرفة والكمال

- ‌الثامن: إمام المدينة النبوية، أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي الهذلي التابعي

- ‌التاسع: إمام البصرة، أبو محمد يعقوب بن إسحاق [بن] زيد بن عبد الله بن إسحاق الحضرمي مولاهم البصري

- ‌العاشر: الإمام أبو محمد خلف بن هاشم البزار- بالزاي ثم الراء- الصلحي، نسبة إلى فم الصلح قرية من أعمال واسط

- ‌الحادي عشر: أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محيصن المكي، كان عالما في الأثر والعربية

- ‌الثاني عشر: أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي العدوي البصري

- ‌الثالث عشر: الإمام أبو سعيد الحسن ين أبي الحسن البصري، مولى الأنصار، إمام زمانه علما وعملا

- ‌الرابع عشر: أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش، الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي. وكان فصيحا، لم يلحن قط

- ‌النوع الرابع والخمسونعلم رواة أئمة القراءة

- ‌فأما نافع: فعنه راويان:

- ‌الأول: أبو موسى عيسى قالون بن ميناء، المدني النحوي، الزرقي، مولى [الزهريين]

- ‌والثاني من رواة نافع: أبو سعيد عثمان بن سعيد المشهور بـ (ورش)، المصري القبطي.لقبه نافع لشدة بياضه، وقيل لحسن قراءته

- ‌وأما ابن كثير:

- ‌فأول راوييه: أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن بنافع بن أبي بزة البزي، مولى بني مخزوم المكي، مؤذن المسجد الحرام وإمامه

- ‌والثاني: أبو عمرو محمد- الملقب بـ (قنبل) لشدته، والقنبل: الغليظ الشديد، أو نسبة لبيت بمكة يعرفون بالقنابلة- قنبل بن

- ‌وأما أبو عمرو:

- ‌فأول راوييه/ أبو عمرو حفص بن عمر بن [عبد العزيز بن] صهبان- النحوي الضرير- الدوري، نسبة لموضع بقرب بغداد

- ‌وثانيهما: / أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله السويس، نسبة لموضع بالأهواز، وكان ضابطا محررا ثقة

- ‌وأما ابن عامر:

- ‌فأول راوييه: أبو الوليد هشام بم عمار بن نصير بن أبان السلمي الدمشقي، قاضيها وخطيبها

- ‌وثانيهما: أبو عمرو عبد الله بن أحمد بن بسير بن ذكوان القرشي الفهري، كان إمام الجامع الأموي

- ‌وأما عاصم:

- ‌فأول راوييه: ابو بكر، شعبة بن عياش بن سالم الأسدي، وكان عالما عاملا

- ‌وثانيهما: أبو عمرو [بن] أبي داود حفص بن سليمان بن المغيرة [البزاز] الغاضري الأسدي/، كان ربيب عاصم، وأعلم أصحابه بقرآنه

- ‌وأما حمزة:

- ‌فأول راوييه: أبو محمد، خلف بن هشام البزار، السابق ذكره

- ‌وثانيهما: أبو عيسى، خلاد بن خالد الصيرفي، الكوفي، وهو أضبط أصحاب سليم- كما قاله الداني

- ‌وأما الكسائي:

- ‌فأول راوييه: أبو الحارث الليث بن خالد المروزي

- ‌وثانيهما: أبو عمرو الدوري السابق تعريفه

- ‌وأما أبو جعفر:

- ‌[فأولهما]: عيسى بن وردان المدني الحذاء

- ‌وثانيهما: أبو الربيع، سليمان بن سليم [ين] جماز- بالجيم والزاي- الزهري مولاهم، المدني

- ‌وأما يعقوب:

- ‌أولهما: أبو عبد الله [محمد بن] المتوكل اللؤلؤي، البصري

- ‌وثانيهما: أبو الحسن، روح بن عبد المؤمن بن عبدة بن مسلم، الهذلي مولاهم، البصري، النحوي

- ‌وأما خلف:

- ‌فأول راوييه: إسحاق بن إبراهيم بن عثمان/ بن عبد الله، المروزي، البغدادي

- ‌وثانيهما: [أبو] الحسن إدريس ين عبد الكريم، البغدادي، الحداد

- ‌وأما ابن محيصن:

- ‌فأحد راوييه: البزي، السابق ذكره

- ‌و[الثاني]: أبو الحسن، محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت، البغدادي، المعروف بابن شنبوذ

- ‌وأما اليزيدي:

- ‌[أولا]: سليمان الحكم

- ‌و[الثاني]: أحمد بن فرح- بالحاء المهملة

- ‌وأما الحسن البصري: [

- ‌[أولا]: أبو نعيم، شجاع بن أبي نصر البلخي

- ‌و[الثاني]: الدوري أبو عمرو السابق

- ‌وأما الأعمش:

- ‌[الأول]: الإمام أبو العباس، الحسن بن سعيد المطوعي

- ‌والثاني: أبو الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذي الشطوي

- ‌النوع الخامس والخمسونعلم رحال هؤلاء الأئمةالذين أدوا إليهمالقراءة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رجال نافع

- ‌رجال بن كثير

- ‌رجال أبي عمرو:

- ‌رجال/ ابن عامر:

- ‌رجال عاصم:

- ‌رجال حمزة:

- ‌رجال الكسائي:

- ‌رجال أبي جعفر

- ‌رجال يعقوب:

- ‌رجال خلف:

- ‌رجال بن محيصن:

- ‌رجال الأعمش:

- ‌رجال الحسن البصري:

- ‌النوع السادس والخمسونعلم إسناد القراءة،ومعرفة العالي والنازل من إسنادها

- ‌ثم إن الإسناد صحيح، وحين، وضعيف

- ‌وهي ترجع إلى علو مسافة- وهو: قلة الوسائط-، وإلى علو صفة

- ‌وأعلى ما وقع لنا من ذلك

- ‌ثم وقعت لنا رواية حفص، عن عاصم، ورواية رويس، عن يعقوب بإسناد بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم ستة عشر رجلا

- ‌فأما رواية حفص

- ‌وأما رواية رويس عن يعقوب:

- ‌القسم الثاني من أقسام العلو:القرب من إمام من الأئمة السبعة

- ‌القسم الثالث:العلو بالنظر إلى بعض كتب الفن المشهورة

- ‌فأما المساواة

- ‌وأما المصافحة:

- ‌وأما البدل:

- ‌القسم الرابع:تقدم وفاة الشيخ عن قرينه الذي أخذ عن شيخه

- ‌القسم الخامس:العلو بموت الشيخ، فيوصف الإسناد بالعلو

- ‌تنبيه: اعلم أن التحمل، والأخذ على المشايخ أنواع:

- ‌النوع السابع والخمسونعلم المتواتر

- ‌ المتواتر

- ‌النوع الثامن والخمسونعلم المشهور وعلم الآحاد

- ‌أما المشهور:

- ‌وأما الآحاد:

- ‌النوع التاسع والخمسونعلم الشاذ

- ‌ الشاذ

- ‌النوع الستونعلم المدرج والموضوع

- ‌ المدرج

- ‌ الموضوع

- ‌النوع الحادي والستونعلم المسلسل من القرآن

- ‌النوع الثاني والستونعلم المقبول من القراءةوالمردود وسبب الحصرفي قراء معدودين

- ‌والقراءة الصحيحة على قسمين:

- ‌قسم صح سنده، ووافق العربية، والرسم. وهو ضربان:

- ‌ضرب استفاض نقلهن وتلقاه الأئمة بالقبول

- ‌الضرب الثاني: الذي صح ولم تتلقاه الأمة بالقبول، ولم يستفض

- ‌القسم الثاني- من القراءة الصحيحة:

- ‌تنبيه:قال أبو شامة: ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث

- ‌النوع الثالث والستونعلم حكمة الاختلاففي القراءة

- ‌وأما فائدة اختلاف القراءات وتنوعها:

- ‌النوع الرابع والستونعلم تعريف علم القراءات، وموضوعه، وفائدته

- ‌ وموضوعه

- ‌وله فوائد

- ‌ثم علم القراءات ينقسم إلى وسائل ومقاصد:

- ‌ الوسائل:

- ‌ والفواصل

- ‌النوع الخامس والستونعلم حقيقة الحروف القرآنية وأعدادها

- ‌النوع السادس والستونعلم مخارج الحروف

- ‌تنبيه: نسق الحروف المشتركة بالواو يدل على عدم ترتيبها، وأخر لشاطبي الصاد المهملة وأختيها عن الظاء المعجمة وأختيها وفاقا للداني

- ‌النوع السابع والستونعلم صفات الحروف

- ‌والصفات:

- ‌وفائدتهما:

- ‌ثم أن الصفات تنقسم إلى قوي وضعيف:

- ‌وأما الشديد فثمانية أحرف، جمعوها في (أجد قط بكت)

- ‌والمتوسطة بين الشدة والرخاوة في خمسة أحرف، جمعوها في (لن عمر)

- ‌والرخوة فيما عداهما من الحروف لجري الصوت مع لفظها بضعف الاعتماد

- ‌وأما العلوية فسبعة أحرف

- ‌ المنطبقة

- ‌ المذلقة:

- ‌ حروف الصفير

- ‌ حروف القلقة

- ‌اللين

- ‌ الحروف الخفية

- ‌ حروف العلة

- ‌ حروف التفخيم

- ‌ حرفا الانحراف

- ‌ حرفا الغنة

- ‌ التفشي

- ‌ الهاوي

- ‌النوع الثامن والستونعلم تراكيب الحروف،ومعرفة النطق بها مع التركيب

- ‌وبالعين:

- ‌ الحاء

- ‌والغين

- ‌ والخاء المعجمة:

- ‌والقاف:

- ‌والكاف:

- ‌والجيم:

- ‌والشين:

- ‌والضاد:

- ‌واللام:

- ‌ النون:

- ‌والنون المتحركة

- ‌والراء

- ‌والطاء المهملة:

- ‌والدال المهملة:

- ‌والتاء: المثناة الفوقية

- ‌والظاء المعجمة:

- ‌وأما الذال المعجمة

- ‌وأما الثاء المثلة

- ‌وأما السين المهملة

- ‌وأما الفاء

- ‌وأما الباء الموحدة

- ‌وأما الميم

- ‌النوع التاسع والستونعلم تجويد القرآن

- ‌فالتحقيق:

- ‌والحدر:

- ‌والتدوير:

- ‌والترتيل:

- ‌وهل الأفضل الترتيل وقلة القراءة أو السرعة وكثرتها

- ‌النوع السبعونعلم تحسين الصوت بالقراءةوالتغني بالقرآن

- ‌النوع الحادي والسبعونعلم كيفية تحمله

- ‌فصل:وينبغي للطالب أن يتأدب مع شيخه ويجله، ويعظمه

- ‌فائدة:الإجازة من الشيخ غير شرط في جواز التصدي للإقراء والإفادة

- ‌فائدة ثانية:ما عتاده كثير من مشايخ القراء من امتناعهم من الإجازة إلا بأخذ مال في مقابلها

- ‌فائدة ثالثة:كان ابن بصحان إذا رد على القارئ شيئا فاته فلم يعرفه، كتبه عنده

- ‌فائدة رابعة:يجب على مريد تحقيق القراءات وأحكام تلاوة الحرف أن يحفظ كتابا كاملا يستحضر به اختلاف القراء، وتمييز الخلاف الواجب من الخلاف الجائز

- ‌فائدة خامسة:قال ابن الصلاح في فتاويه: قراءة القرآن كرامة أكرم الله

- ‌النوع الثاني والسبعونعلم كيفية الأخذ بالجمعفي القراءات

- ‌تنبيه: هل يسوغ للجامع إذا قرأ كلمتين رسمتا في المصاحف كلمة واحدة وكانت ذات أوجه

- ‌النوع الثالث والسبعونعلم كيفية الاستعاذة

- ‌والاستعاذة:

- ‌المبحث الثاني: في كيفيتها:

- ‌المبحث الثالث: في حكم الجهر بها والإخفاء:

- ‌المبحث الرابع: في الوقف عليها:

- ‌المبحث الخامس:

- ‌المبحث السادس:

- ‌النوع الرابع والسبعونعلم البسملة

- ‌ البسملة

- ‌المبحث الثاني: في حكمها بين السورتين:

- ‌المبحث الثالث: لا خلاف في حذف البسملة إذا ابتدأت براءة وصلتها

- ‌المبحث الرابع: تجوز البسملة وعدمها في الابتداء بما بعد أوائل السور

- ‌النوع الخامس والسبعونعلم التكبير

- ‌أولها في سببه ومحله:

- ‌المبحث الثانى: فيمن ورد عنه:

- ‌المبحث الثالث: في صيغته:

- ‌النوع السادس والسبعونعلم الوقف

- ‌أما الوقف

- ‌تنبيه وإرشاد:

- ‌النوع السابع والسبعونعلم ما يوقف به

- ‌تنبيه.وإذا وقع قبل الحرف الموقوف عليه حرف مد، ففي المرفوع- نحو:

- ‌النوع الثامن والسبعونعلم الوقف على مرسوم خط المصحف العثماني

- ‌ الوقف على المرسومإما متفق عليه،أو مختلف فيه،‌‌فالمختلف فيه انحصر في أقسام خمسة:

- ‌فالمختلف فيه انحصر في أقسام خمسة:

- ‌أولها: الإبدال

- ‌القسم الثاني: الإثبات

- ‌القسم الثالث: الحذف

- ‌القسم الرابع: المقطوع رسما

- ‌القسم الخامس: قطع الموصول

- ‌النوع التاسع والسبعونعلم الموصول لفظا المفصول معنى

- ‌النوع الثمانونعلم فواصل الآي

- ‌فصل:ألف الشيخ شمس الدين ابن الصائغ الحنفي كتابا سماه"إحكام الرأي في أحكام الآي

- ‌تنبيه:قال ابن الصايغ: لا يمتنع في توجيه الخروج عن الأصل في الآيات المذكورة امور أخرى

- ‌فصل:قال ابن [أبي] الأصبع: لا تخرج فواصل القرآن عن أربعة أشياء:

- ‌تنبيهات:

- ‌ التصدير:

- ‌ التوشيح:

- ‌[فصل: في أقسام الفواصل]:

- ‌فالمطرف:

- ‌والمتوازي:

- ‌والمتوازن:

- ‌والمتماثل:

- ‌فصل:بقى نوعان بديعيان يتعلقان بالفواصل:

- ‌ التشريع

- ‌ الالتزام

- ‌تنبيهات:

الفصل: ‌النوع الثمانونعلم فواصل الآي

‌النوع الثمانون

علم فواصل الآي

ص: 487

النوع الثمانون

علم فواصل الآي

إنما احتيج إلى هذا العلم لأن بعض القراء زاد على رسم الخط ستين ياء في رؤوس الآي، وبعضهم أمال رؤوس الآي من بعض السور، وبعض أصحاب الأزرق رقق ما غلظ من اللامات الواقعة في رؤوس الآي الممالة، فمن ثم احتيج إلى تمييز الفواصل من غيرها.

وقد حدوا الآية بأنها: قرآن مركب من جملة فأكثروا ولو تقديرا، ] ذو مبدأ [ومقطع مندرج في سورة.

ص: 488

والفاصلة: بأنها كلمة آخر كقافية الشعر وقرينة السجع. وقال الداني: كلمة آخر الجملة.

قال الجعبري: وهو خلاف المصطلح، ولا دليل له في تمثيل سيبويه ب} يوم يأت} [هود: 105]، و} ماكنا نبغ} [الكهف: 64 [وليسا رأس آية، لأن مراده بالفواصل اللغوية لا الصناعية. ويلزم أبا عمرو إمالة من أعطى لأبي عمرو.

ص: 489

وقال القاضي أبو بكر: الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع يقع بها إفهام المعاني.

وفرق الداني بين الفواصل ورؤوس الآي بأن الفاصلة: هي الكلام المنفصل عما بعده. والكلام المنفصل قد يكون رأس آية أخرى، وكذا الفواصل تكون رأس أي وغيرها، وكل رأس فاصلة، وليس كل فاصل رأس آية فاصلة، وليس كل فاصل رأي آي، قال فلأجل كون معنى الفاصلة هذا ذكر سيبويه في تمثيل القراء في} يوم يأت} {هود: 105]، {ما كنا نبغ] {الكهف: 64 [وليسا رأس آية] اجماعا مع} إذا يسر} [الفجر: 4] وهو رأس آية باتفاق.

ص: 490

وقال الجعبري: ثم إن لمعرفة الفواصف طريقين: السماع والقياس.

فأما الأول، فما روي في حديث أم سلمة عن أبي داود وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته آية آية، وقرأت:{بسم الله الرحمن الرحيم {إلى} ملك يوم الدين {تقف عند كل آية. وظاهره أنه كان يقطع قراءته بالوقوف على رؤوس الآي في الفاتحة وغيرها. وروى أبو يعلى عنها قالت: كان رسول الله (صل الله عليه وسلم) يقرأ في الصلاة} بسم الله الرحمن الرحيم {آية، {الحمد لله رب العلمين {آيتين، {الرحمن الرحيم {ثلاث آيات

} ملك يوم الدين {أربع آيات. وفي رواية الإمام الشافعي- رحمه الله تعالى- قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب، فعد} بسم الله الرحمن الرحيم {آية، {الحمد لله رب العالمين {آية، {الرحمن الرحيم {آية، {ملك يوم الدين {آية، {إياك نعبد وإياك نستعين {آية، {إهدنا الصراط المستقيم {آية. وكذا في "المصباح"} إلى الضالين}.

ص: 491

ومعنى يقطع قراءته آية أو آيتين، او ثلاث الوقف على كل آية، لأن الصلاة ليس فيها كلام أجنبي، وكذا كانت قراءته-عليه الصلاة والسلام-ليعلم الناس رؤوس الآي.

وأما الثاني: وهو القياس، فاعلم أن ما وقف عليه (صلى الله وعليه وسلم) دائما تحققنا أنه فاصلة، وما وصله دائما تحققنا أنه ليس بفاصلة، وما وقف عليه مرة ووصلة أخرى احتمل الوقف أن يكون لتعريفها، أو لتعريف الوقف التام] أو [الاستراحة. والوصل أن يكون غير فاصلة، أو فاصلة] وصلها [لتقدم تعريفها، أو على الأصل فحصل التردد، وحينئذ احتيج إلى القياس، وهو: ماألحق من المحتمل غير المنصوص بالمنصوص لمناسب واحتاج القياس إلى طريق

تعرفه، وهي أن فاصلة الآية كقرينة السجعة في النثر، وقافية البيت في القصيدة. واختلف في حدها، فقال الخليل: هي من الحرف الأخير إلى أول الحرف الساكن قبله مع المتحرك. وقال الأخفش: هي الكلمة الأخيرة. وقيل: هي حرف الروي، وقيل غير ذلك.

ص: 492

وقد قسم بعضهم فواصل الآي على اصطلاح أهل العروض في الشعر ولا ينبغي ذلك، والله أعلم، لأن شائبة الشعر مسلوبة عنه، وكذلك السجع فلا يستحسن إيراد تلك المعاني في تعاريف الآيات والفواصل، ثم إن الآية تكون مختلف في عدها، مثل: /} بسم الله الرحمن الرحيم {عدها المكي والكوفي، ولم يعدها المدني، والبصري، والشامي. وسبب الاختلاف في الآي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف على رؤوس الآي للتعليم، فإذا علمت وصلها، فيظن السامع أنها متصله وليس هنا فاصلة، ومن علم قبل ذلك

عدها، ومن لم يعلم لم يعد، وبعض الآي متفق على عدها مثل: {الحمد لله رب العالمين {وبعض الفواصل شبه الآية وليس بآية مثل: {اهدنا الصراط المستقيم] {الفاتحه: 6 [

وقد أجمع العادون على ترك عدد آيات} بئاخرين} [133]{ولا الملئكة المقربون} [182] ب (النساء)} كذب بها الأولون} بـ (سبحان)] الإسراء: 59] و {لتبشر به المتقين} [97 [ب (مريم)، و} لعلهم يتقون {

ص: 493

ب (طه)، {وعنت الوجوه للحي القيوم} بـ (طه (أيضا، و} من الظلمات إلى النور}، و} أن الله على كل شئ قدير} [12] ب (الطلاق) حيث لم يشاكل طرفيه.

وعلى ترك عد: {أفغير دين الله يبغون {ب [آل عمران] [83] {أفحكم الجهلية يبغون} [50]، {إنما يستجيب الذين يسمعون} [36] ب (الأنعام)} فدلهما بغرور} [22] ب (الأعراف)، (إلا المتقون ([34] ب (الأنفال)، و} وقوم ءاخرون} [4] ب (الفرقان)، {وهم يخلقون} [3] ب (الفرقان) أيضا، حيث لم يساو طرفيه، وعلى ترك عد} من خلق} [102] أول (البقرة)، ويخلق ما يشاء} [47] ب (آل عمران)، و} قوما جبارين} [22] ب (المائدة)} فسوف تعلمون {(بالأنعام) [135]، و (هود) [39، 93]، و (آل عمران)، {بالسنين} [130] ب (الأعراف)، {ودخل معه السجن فتيان} [36] ب (يوسف)} وفى السماء بروجا} [61] ب (الفرقان)، حيث لم يتجرد عن تعلق ما قبله.

وعلى ترك عد: {كان مفعولا {ثاني الأنفال [44]، {منهن سكينا} [31]، {لأولي الألبب} [111] ب (يوسف)} دائبين} [33] ب (إبراهيم)، و} مراء ظهرا} [22] ب (الكهف)، و} الرأس شيبا} [مريم: 4] حيث خالفه في "المجموع"

وعدوا نظائرها للمناسبة، نحو:{لأولى الألبب} [190] ب (آل عمران)،

ص: 494

} على الله كذبا} [15] ب (الكهف)، {والسلوى} [166] ب (طه)، {وابتغوا أهواءهم} ب (القتال) [محمد: 16]، {والأنثى} [45] ب (النجم).

وقد يتوجه الأمران في كلمة فيختلف فيها، فمنها البسملة: وقد نزلت بعض آية في (النمل)] آية: 30].] وبعضها [آية في (الفاتحة)، ونزلت أولها في بعض الأحرف السبعة، فمن قرأ بحرف نزلت فيه عدها آية، لم يحتج إلى إثباتها بالقياس للنص المتقدم، خلافا للداني، ومن قرأ بحرف لم تنزل معه لم يعدها، ولزمه من إجماع كونها سبع آيات أن يعد عوضها} عليهم {الأولى، وهي مماثلة في] الروي].

وإن تجردت نحو: {ماغشيهم} [طه: 78]، و} ولا يضركم} [الأنبياء: 166 [} ذى ذكر} [ص: 1] و} اليوم الآخر} بـ (الطلاق)، ونزلت، أيضا، مع كل سورة غير (الفاتحة) في بعض الأحرف.

ومنها حروف الفواتح فوجه عدها استقلالها على الرفع والنصب، ومناسبة الروي والردف، ووجه عدمها الاختلاف في الكلمة والتعليق على الجر، ولم يلحق بها} الر} [يونس: 1، هو: 1، يوسف: 1، ابراهيم:

ص: 495

: 1، الحجر: 1] للمخالفة ولا} طس] {النمل: 1] للموازنة، وكذا نحو: {ص} [ص: 1] ولا يرد} يس] {يس: 1] لزيادة أوله، ولا} حم {للأطراد.

ومنها: ب (البقرة)} عذاب أليم} [البقرة: 10] و {إنما نحن مصلحون] {البقرة: 11] وجه عده: مناسبة الروي، ووجه عدمه: تعلقه بتالييه. وكذا} يأولى الألباب} [البقرة: 179]، و} من خلق} [البقرة: 200] الثاني لحمله على الأول، وكذا (ماذا ينفقون) [البقرة: 215] الثاني إلحاقا بالأول والثالث، وكذا} لعلكم تتفكرون} [البقرة: 219] وأما} الحى القيوم} [البقرة: 255]، فيرد حمله على (آل عمران) تسمية النبي صلى الله عليه وسلم (آية الكرسي): من} الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.

ومنها: (إلى بني إسراءيل)[49] ب (آل عمران) حملا على ما في (الأعراف)[آية: 105] و (الشعراء)[آية: 17]، و (السجدة) [آية: 23]، و (الزخرف) [آية: 59] لتعلقه بتالييه، وحملا على} لبنى إسراءيل) [آل عمران: 93].

ومنها: {كم بدأكم تعودون} [29] ب (الأعراف)، للاستقلال بتقدير هذا فريق، أو تعودون فريقين.

ص: 496

ومنها: {ولا يزالون مختلفين] {هود: 118 [لتقدير اتصال الاستثناء وانفصاله.

ومنها: {واذكر في الكتب إبراهيم] {مريم: 41] ب (مريم) لمناسبة السابق ومباينة اللاحق.

ومنها: {فبشر عباد {هكذا ب (الزمر) لتقدير تالييه مفعولا ومبتدأ.

ومنها: {كالأعلم} بـ (الشورى)، لا} كالأعلم} بـ (بالرحمن)، ومخالفة الطرفين.

ومنها: {والطور} [الطور: 1]، و} الرحمن] {الرحمن: 1]، و} الحاقة} [الحاقة: 1]، {والقارعة} [القارعة: 1]، {والعصر} [العصر: 1] حملا على} والفجر] {الفجر: 1] و} والضحى} [الضحى: 1] والمناسبة، لكت تفاوتت في الكلمية.

وقال بعضهم: تقع الفاصلة عند الاستراحة في الخطاب لتحسين الكلام، وهي الطريقة التي يباين القرآن بها سائر الكلام، وتسمى فواصل؛ لأنه ينفصل عنده الكلامان، وذلك أن آخر الآية فصل بينها وبين ما يعدها، وأخذا من قوله تعالى: {كتب فصلت ءايته] {فصلت: 3 [ولا يجوز تسميتها قوافي إجماعا؛ لأن الله تعالى لما سلب عنه اسم الشعر وجب سلب القافية عنه أيضا؛ لأنها منه وخاصة به في الاصطلاح، وكما/يمتنع

ص: 497

استعمال القافية فيه يمتنع الفاصلة في الشعر؛ لأنها صفة لكتاب الله فلا تتعداه.

وهل يجوز استعمال السجع في القرآن؟ فيه خلاف: الجمهور على المنع، لأن أصله من سجع الطير فيشرف القرآن أن يستعار لشيء منه لفظ أصله مهمل، ولأجل تشريفه عن مشاركة غيره من الكلام الحادث بذلك، ولأن القرآن من صفاته تعالى، فلا يجوز وصفة بصفة لم يرد الإذن بها.

وقال الرماني في"إعجاز القرآن" ذهب الأشعرية إلى امتناع أن يقال في القرآن: سجع، فرقوا بأن السجع هو الذي يقصد في نفسه، ولذلك كانت الفواصل بلاغة، والسجع عيبا، وتبعه على ذلك القاضي أبو بكر الباقلاني، ونقل عن نص أبي الحسن الأشعري قال:

ص: 498

وأصحابنا كلهم، وقال: ذهب كثير من غير الأشاعره إلى إثبات السجع في القرآن، وزعموا أن ذلك مما يبين به فضل الكلام، وأنه من الأجناس التي يقع بها التفاضل في البيان والفصاحة كالجناس والالتفات ونحوهما، قال: وأقوى ما استدلوا به الإتفاق على أن موسى أفضل من هارون، ولمكان السجع قبل موضع:{وهرون وموسى} [طه: 70]، ولما كانت الفواصل في موضع آخر بالواو والنون قيل:{موسى وهرون} [الشعراء: 48] قالوا: وهذا بفارق امر الشعر، لأنه لا يجوز أن يقع في الخطاب إلا مقصودا إليه، وإذا وقع غير مقصود إليه كان دون القدر الذي تسمية شعرا، وذلك القدر مما يتفق وجوده من المفحم كما يتفق وجوده من الشاعر.

وأما ما جاء في القرآن من السجع فهو كثير، لا يصح أن يتفق كله

ص: 499

غير مقصود إليه. وبنوا الأمر في ذلك على تحديد معنى السجع.

فقال أهل اللغة: هو موالاة الكلام على حد واحد وقال ابن دريد: سجعت الحمامة: معناه رددت صوتها. قال القاضي: وهذا غير صحيح، ولو كان القرآن سجعا لكان غير خارج عن أساليب كلامهم، ولو كان داخلا فيها لم يقع بذلك إعجاز، ولو جاز أن يقال: سجع معجز، لجاز أن يقولوا: شعر معجز، والسجع مما كان يتألفه الكهان من العرب، ونفيه من القرآن أجدر بأن يكون حجة من نفي الشعر، لأن الكهان من العرب تنافي النبوات بخلاف الشعر، وقد قال صلى الله وعليه وسلم "أسجع كسجع الكهان" فجعله مذموما.

قال: وما توهموا أنه سجع باطل لأن مجيئه على صورته لا يقتضى كونه هو، لأن السجع يتبع المعنى فيه اللفظ الذي يؤدي السجع، وليس كذلك ما اتفق مما هو في معنى السجع من القرآن، لأن اللفظ وقع فيه تابعا للمعنى، وفرق بين أن ينتظم الكلام في نفسه بألفاظه التي تؤدي المعنى المقصود منه، وبين أن يكون المعنى منتظما دون اللفظ، ومتى ارتبط

ص: 500

المعنى بالسجع، كان إفادة السجع كإفادة غيره، ومتى انتظم المعنى بنفسه دون السجع كان] مستجلبا [لتحسين الكلام دون تصحيح المعنى.

قال: وللسجع منهج، محفوظ وطريق مضبوط من أخل به وقع الخلل في كلامه، ونسب/إلى الخروج عن الفصاحة، كما أن الشاعر إذا خرج عن الوزن المعهود كان مخطئا، وأنت ترى فواصل القرآن متفاوتة بعضها متداني المقاطع وبعضها يمتد حتى يتضاعف طوله عليه وترد الفاصلة في ذلك الوزن الأول بعد كلام كثير، وهذا في السجع غير مرضي ولا محمود

قال: وما ذكروه من تقديم موسى على هارون في موضع، وتأخيره في موضع عنه لمكان السجع وتساوي مقاطع الكلام فليس بصحيح؛ بل الفائدة فيه إعادة القصة الواحدة بألفاظ مختلفة تؤدي معنى واحد، وذلك من الأمر الصعب الذي تظهر فيه الفصاحة، ويتبين فيه البلاغة، ولهذا] أعيدت [الكثير من القصص على ترتيبات متفاوتة تنبيها بذلك على عجزهم عن الإتيان بمثل مبتدأ به ومتكرر، ولو أمكنهم المعارضة لقصدوا تلك القصة وعبروا بألفاظ لهم تؤدي إلى تلك المعاني ونحوها، فعلى هذا القصد بتقديم بعض الكلام على بعض

ص: 501

وتأخيرها، إظهار الإعجاز دون السجع، إلى أن قال: فبان أن الحروف الواقعة في الفواصل متناسبة موقع النظائر التي تقع في الأسجاع لا تخرجها عن حدها، ولا تدخلها في باب السجع، وقد بينا انهم يذمون كل سجع خرج عن اعتدال الأجزاء، فكان بعض مصاريعه كلمتين، وبعضها أربع كلمات، ولا يرون ذلك فصاحة؛ بل يرونه عجزا، فلو فهموا اشتمال القرآن على السجع لقالوا: نحن نعارضه بسجع معتدل فيزيد في الفصاحة على طريق القرآن. انتهى كلام القاضي في كتاب "الإعجاز"

ونقل صاحب عروس الأفراح عنه أنه ذهب في الانتصار إلى جواز تسمية الفواصل سجعا. وقال الخفاجي في"سر الفصاحة": قول الرماني: إن السجع عيب والفواصل بلاغة، غلط، فإنه أراد بالسجع ما يتبع المعنى، وهو غير مقصود، فذلك بلاغة، والفواصل مثله، وإن أراد به ما تقع المعاني تابعة له، وهو مقصود متكلف فذلك عيب، والفواصل مثله

،

ص: 502

قال: وأظن الذي دعاهم إلى تسمية كل ما في القرآن فواصل، ولم يسموا ما تماثلت حروفه سجعا، رغبتهم في تنزيه القرآن عن الوصف اللاحق بغيره من الكلام المروي عن الكهنة وغيرهم، وهنا عرض في التسمية قريب، والحقيقة ما قلناه

قال: والتحقيق أن الأسجاع حروف متماثلة في مقاطع الفواصل.

قال: فإن قيل: إذا كان عندكم أن السجع محمود/فهلا ورد القرآن حله مسجوعا، و] ما [الوجه في ورود بعضة مسجوعا وبعضه غير مسجوع؟ .

قلنا: إن القرآن نزل بلغة العرب، وعلى عرفهم، وعادتهم، وكان الفصيح منهم لا يكون كلامه كله مسجوعا لما فيه من أمارة التكليف والاستكراه، لا سيما مع طول الكلام، فلم يرد كله مسجوعا جريا منه على عرفهم في ....

ص: 503

] الطبقة [العالية من كلامهم، ولم يخل من السجع لأنه يحسن في بعض الكلام على الصيغة السابقة.

قلت: قوله: نزل على عرفهم وعادتهم كلام غير محرر، فإنه قد اشتهر وتواتر عن العرب استغرابهم طريقة القرآن حتى قال قائلهم: قد نظرت في الشعر وأنواعه فلم أره يشبهه، وقد نظرت في السجع وأنواعه فلم أره منه،

ولكونه مخالفا لطرائقهم جاء مسجعا في بعض الآيات وغير مسجع في بعض الآيات

ليكون أنموذجا مفردا. قال ابن النفيس: يكفي في حسن السجع ورود القرآن به، قال: ولا يقدح في ذلك خلوه من بعض الآيات، لأن الحسن قد يقتضي المقام الانتقال إلى أحسن منه.

وقال حازم: من الناس من يكره تقطيع الكلام إلى مقادير متناسبة الأطراف] غير [متقاربة في الطول والقصر، لما فيه من/التكلف إلا ما يقع به الإلمام في النادر من الكلام، ومنهم من يرى أن التناسب الواقع بإفراغ

ص: 504

الكلام في قوالب التقفية وتحليتها بمناسبات المقاطع أكيد جدا، ومنهم-وهو الوسط- من يرى أن السجع- وإن كان زينة الكلام- فقد يدعو إلى التكلف، فرأى أن لا يستعمل في جملة الكلام، وأن لا يخل الكلام منه جملة، وأنه يقبل منه ما اجتلبه الخاطر عفوا بلا تكلف، قال وكيف يعاب السجع على الإطلاق، وإنما نزل القرآن على أساليب الفصيح] من [كلام العرب، فوردت الفواصل فيه بإزاء ورود الأسجاع في كلامهم، وإنما لم يجئ على أسلوب واحد لأنه لا يحسن في الكلام جميعا أن يكون مستمرا على نمط واحد لما فيه من التكلف، ولما في الطبع من ملل، ولأن الافتنان في ضروب الفصاحة أعلى من الاستمرار على ضرب واحد، فلهذا وردت بعض آي القرآن متماثلة المقاطع، وبعضها غير متماثلة.

ص: 505