الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رؤوس الآي مطلقا، ولا يعتمد في أوساط الآي وقفا سوى الثلاثة المتقدمة. وأبو عمرو يتعمد الوقف على رؤوس الآي.
وقال أبو الفضل الرازي: كان يراعي حسن الوقف. وقال الخزاعي: كان يراعي حسن الابتداء.
وعاصم والكسائي يطلبان [الوقف] من حيث يتم الكلام، وقال أبو الفضل الرازي: كان عاصم يراعي حسن الابتداء.
وأما حمزة، فكان يقف عند انقطاع النفس لأن قراءته التحقيق والمد الطويل، فلا يبلغ التام ولا الكافي، أو لأن القرآن عنده كالسورة الواحدة.
والباقون من القراء كانوا يراعون حسن الوقف والابتداء كما روي عنهم.
تنبيه وإرشاد:
لا ينبغي أن يعتمد في الوقف إلا ما كان يرتضيه المتقنون من أهل العربية وتأوله المحققون من الأئمة، فليس ما يتعسفه بعض المقرئين، أو يتكلفه متكلف من المعربين، أو يتأوله محرف من أهل الأهواء
والمخطئين يعتمد عليه، كأن يقف على نحو قوله:{فانتقمنا من الذي أجرموا وكان حقا} ثم يبتدئ: {علينا نصر المؤمنين} [الروم: 47] بمعنى لازم أو واجب، ولا يخفى ما فيه. {وإذ قال لقمن لابنه وهو يعظه يبني لا تشرك} ثم يبتدئ {بالله إن الشرك لظلم} [لقمان: 13] على معنى القسم. وكالوقف على {وهو الله} ثم يبتدئ: {في السموت وفي الأرض} [الأنعام: 3]، ونحو:{فمن حج البيت أو أعتمر فلا جناح} ثم يبتدئ: {عليه أن يطوف بهما} [البقرة: 158]، ونحو:{عينا فيها تسمى} [الإنسان: 18] ويبتدئ: {سلسبيلا} ، جملة أمرية أي: سل طريقا موصلة إليها، وهذا مع ما فيه من التحريف يبطله إجماع المصاحف على أنه كلمة واحدة. ونحو:{وما تشاءون إلا أن يشاء} [التكوير: 29] ثم يبتدئ: [الله رب العالمين] فيصير شاء بغير فاعل، ونحو:{وارحمنا أنت} ثم يبتدئ: {مولانا فانصرنا} [البقرة: 286] على معنى النداء، فكل هذا أو ما أشبهه تمحل، وإخراج للتنزيل عن المعنى المراد به. قال الحافظ القسطلاني- رحمه الله تعالى-: وقد رأيت غير واحد من قراء الجوق يتعانى كثيرا من هذا، فهم مخطؤون مرتكبون الحرام، و {يحسبون أنهم يحسنون صنعا} [الكهف: 104]، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فعليك بمراعاة ما نص عليه أئمة هذا الشأن، فهو أولى من أتباع الأهواء، والله الموفق للصواب.